إصابات ومصادمات بين الشرطة ومتظاهرين إريتريين، ماذا يحدث في إسرائيل؟
تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT
أصيب أكثر من 170 شخصا بينهم ما لا يقل عن 30 من عناصر الشرطة الإسرائيلية في مصادمات وقعت أمام السفارة الإريترية في تل أبيب.
وقعت صباح اليوم السبت اشتباكات بين قوات الأمن الإسرائيلية وإريتريين من طالبي اللجوء المعارضين للنظام في بلادهم، فضلا عن وقوع اشتباكات أخرى بين إريتريين مؤيدين لهذا النظام من جهة وإريتريين آخرين معارضين له من جهة أخرى في جنوب تل أبيب.
وكانت الشرطة تحاول صدّ متظاهرين اجتاحوا حواجز أمنية أمام السفارة الإريترية من أجل وقْف تنظيم فعالية كانوا قد طلبوا في وقت سابق من السلطات الإسرائيلية إلغاءها.
أعلنت الشرطة الإسرائيلية أن تجمّعات المتظاهرين هي غير قانونية، وطالبت بإخلاء الشارع. اخترق المتظاهرون الحواجز الأمنية أمام قاعة في جنوب تل أبيب، كان مقررا أن تشهد تنظيم فعالية تابعة للسفارة الإريترية .
وقالت الشرطة الإسرائيلية، في بيان لها، إنها أطلقت رصاصا حيا في الهواء، كما استخدمت قنابل صوت وقنابل غاز مسيلة للدموع، فضلا عن رصاص مطاطي. وأصيب البعض بطلقات نارية، وتفيد مصادر بأن 14 من المصابين في حالات خطرة.
أظهرت مقاطع فيديو مصادمات قوية، شهدت تحطيم سيارات تابعة للشرطة وسيارات خاصة، وشوهد بعض المتظاهرين يحملون عصيّا في شوارع تل أبيب.
وأجرى المفتش العام للشرطة وقائد منطقة تل أبيب تقييمًا للوضع، تقرّر بموجبه إرسال مئات عناصر الشرطة للمنطقة، بحسب ما أفادت تقارير إعلامية إسرائيلية. كما طلبت الشرطة الإسرائيلية من السكان الذين لا علاقة لهم بالحدث الابتعاد عن نطاق المصادمات.
أفاد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بأن بنيامين نتنياهو وجّه بالعمل على استعادة النظام العام.
واحتجزت الشرطة عشرة مشتبه بهم “اعتدوا على عناصرها وقذفوهم بالحجارة”. وقالت مصادر طبية في تل أبيب، إنها استقبلت 38 مصابا جراء المصادمات، بينهم نحو 11 مصابا بأعيرة نارية، بينهم أربعة في حال خطرة.
وحتى يونيو/حزيران الماضي، بلغ عدد طالبي اللجوء الإريتريين في إسرائيل إلى 17,850 شخصا معظمهم وصل بشكل غير قانوني عبر شبه جزيرة سيناء المصرية قبل أعوم. يسعى مئات الأفارقة إلى دخول إسرائيل بحثاً عن فرص عمل وطلباً للجوء السياسي، وذلك عبر الحدود المصرية مع إسرائيل، بمساعدة بعض عصابات التهريب من البدو المقيمين في الصحراء.
وتشير إسرائيل إلى الآلاف المهاجرين الأفارقة الذين يدخلون البلاد من مصر بطريقة غير قانونية باسم “المتسللين”.
لدى دخولهم إسرائيل، يقيم عدد من هؤلاء الإريتريين في أحياء فقيرة بمدينة تل أبيب الساحلية، والتي تعد العاصمة الاقتصادية للبلاد. ومنذ إعلانها الاستقلال في عام 1993، تخضع إريتريا لنظام شمولي برئاسة إسياس أفورقي.
وتعدّ إريتريا إحدى أكثر دول العام انعزالا، وتقبع غير بعيد من قاع التصنيف العالمي على أصعدة: حرية التعبير، وحقوق الإنسان، والحريات المدنية والتنمية الاقتصادية.
في عام 2019، تعرض أحد طالبي اللجوء الذي كان من مؤيدي النظام للطعن حتى الموت في جنوب تل أبيب وسط حرب على النفوذ – بين مؤيدي ومعارضي الحكومة الإريترية – في الأحياء الفقيرة حيث يعيش العديد من أفراد المجتمع.
وتشير التقديرات إلى أن هناك حوالي 18 ألف طالب لجوء من إريتريا في إسرائيل، معظمهم وصلوا بشكل غير قانوني قبل سنوات عن طريق عبور شبه جزيرة سيناء المصرية. وقالوا إنهم فروا من الخطر والاضطهاد والتجنيد العسكري الإجباري “في واحدة من أكثر دول العالم قمعا”.
على الرغم من أن الإريتريين المؤيدين للنظام لا يبدو أنهم بحاجة إلى الحماية الدولية كلاجئين، إلا أن السلطات في إسرائيل لم تميز بين طالبي اللجوء على أساس انتماءاتهم السياسية، وفقا لوسائل الإعلام المحلية.
ومع احتفال إريتريا بمرور 30 عامًا على استقلالها عن إثيوبيا، أقيمت مهرجانات للمغتربين الإريتريين. لكن بالإضافة إلى إسرائيل، شابت الاحتجاجات وأعمال العنف بعض الاحتجاجات في أوروبا وأميركا الشمالية. ففي الشهر الماضي، تم إلغاء مهرجان ثقافي إريتري استمر ثلاثة أيام في تورونتو بكندا بعد وقوع اشتباكات بين مؤيدي ومعارضي النظام الإريتري.
بي بي سي عربي
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الشرطة الإسرائیلیة طالبی اللجوء فی إسرائیل تل أبیب
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة تطالب إسرائيل بالتعاون مع الأونروا..وتل أبيب ترد بحدة
أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم الجمعة، قراراً يدعو إسرائيل إلى التعاون مع وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، بعد أن داهمت القوات الإسرائيلية مقر الوكالة في القدس الشرقية في وقت سابق من هذا الأسبوع.
صوت لصالح القرار 139 دولة، بينما عارضته 12 دولة وامتنعت 19 دولة عن التصويت، واعتبرت الأونروا أن القرار يمثل "دليلاً على دعم الغالبية العظمى من المجتمع الدولي لمهمتها الإنسانية".
وردت إسرائيل على القرار بحدة، حيث وصف السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، داني دانون، الوكالة بأنها "منظمة تدعم الإرهاب"، مؤكداً أن بعض موظفيها شاركوا في عمليات اختطاف وقتل خلال هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023.
كما أدانت وزارة الخارجية الإسرائيلية القرار، ووصفت الأمم المتحدة بأنها "آلة سياسية انتهازية" تلجأ إلى المحاكم الدولية لأغراض سياسية.
من جهته، أكد المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني، أن الادعاءات حول اختراق الوكالة من قبل حماس غير مثبتة، وأن الوكالة تظل "الفاعل الإنساني الرئيسي في الأراضي الفلسطينية المحتلة"، داعياً المجتمع الدولي إلى دعم جهودها لتلبية الاحتياجات الإنسانية في غزة وتعزيز خدمات التعليم والصحة العامة.
وكانت القوات الإسرائيلية قد داهمت مقر الأونروا في حي الشيخ جراح، صادرت معداتها وقطعت الاتصالات مع الموظفين، في انتهاك وصفته الوكالة بأنه "غير مقبول ويخالف حصاناتها وامتيازاتها كجهة تابعة للأمم المتحدة".
يأتي ذلك في ظل توترات مستمرة بعد قانون الكنيست لعام 2024 الذي يقيد أنشطة الأونروا في إسرائيل ويستهدف عملها في القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة، مما يشكل تحديات إضافية أمام الوكالة في أداء مهامها الإنسانية.