الإحسان.. الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن هُناكَ إِرشادٌ نَبويٌّ لطيفٌ في تربيةِ الإنسانِ لنفسِه، وهو تلبُّسُ الظاهرِ بالخُلُقِ الذي لم يَتَمكَّنْ منه الباطنُ؛ فمَن كان يَشكو مِن قِلَّةِ الإخلاصِ، فيَفعَلْ بظاهرِه ما فيه الإخلاصُ؛ فإنَّه ينعكسُ على الباطنِ، وإن لم يَتمكَّنْ من العفوِ عن أحدٍ بقلبه، فليَعْفُ بلسانه؛ فذلك يُهَيِّئُ القلبَ للعفوِ.

مرتبة الإحسان

وأوضح جمعة أن رسول ُ اللهِ ﷺ يقول في مرتبةِ الإحسان: «أن تعبدَ اللهَ كأنَّك تراه»، ثم يُعقِّبها فيقول: «فإنْ لم تكنْ تراه فإنَّه يراك»، ويقول ﷺ: «إذا قرأتم القرآن فابكوا، فإن لم تبكوا فتباكوا»؛ لأنك عندما تتباكى، وليس هناك بكاءٌ في عينيك، يؤثِّر هذا في نفسِك من الداخل ويُربِّيها حتى تصلَ إلى البكاءِ. ويقول ﷺ: «التبسُّمُ في وجهِ أخيك صدقةٌ».

العفو والإحسان 
وأضاف إذا لم تستطع أن تعفوَ بقلبك، وأن تصفحَ عن أخيك، فتبسَّمْ في وجهه؛ فبالتبسُّم سوف تحصلُ على العفوِ في قلبك.
والمُؤمِنُ أثناءَ ملاحظتِه لنفسِه وتربيتِه لها، إن لم يقدِرْ على فعلِ شيءٍ تركه وجاوزه إلى ما استطاع فعلَه، فعليه ألَّا يتركَ الخيرَ؛ فإنْ رفَض قلبُه أن يفعلَها، فعليه أن يُظهِرَ الخيرَ في جوارحه. فلو كنتَ بخيلًا بالعطاء، لا تشعرُ بالكرمِ في نفسِك وبحلاوةِ العطاء، أَعْطِ الفقيرَ، ثم أَعْطِ، ثم أَعْطِ؛ فإنَّ قلبك سيلين ويرق، لأنَّ الظاهرَ يؤثِّرُ في الباطن.

وعلى هذا الأصلِ يتبيَّنُ لنا أنَّ التمسُّكَ بالظاهرِ واجبٌ، ولكن ليس هو المرادَ؛ إنما المرادُ القلبُ؛ فإذا صلَّيتَ فقد سقط عنك التكليفُ في الصلاة، وسقطت عنك هذه الصلاةُ، لا نُطالِبُك بها مرةً ثانية، لكن ليس المقصِدُ الركوعَ والسجودَ، إنما المقصِدُ الخشوعُ والتذكُّرُ والتدبُّرُ في الصلاة.

الإحسان 

وحث الدكتور علي جمعة، على أهمية الذكر للوصول مرتبة الإحسان، التي تصل بالعبد المسلم إلى درجة التعبد لله سبحانه كأنه يراه، قال تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ}، وقال تعالى: {وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ}، وقال تعالى: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}، وقال تعالى: {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ القُلُوبُ} .
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الإحسان صور الإحسان

إقرأ أيضاً:

تعلن المحكمة التجارية الابتدائية عن بيع بالمزاد العلني لمنقولات المنفذ ضده/ رشاد علي حميد

تعلن المحكمة التجارية الابتدائية عن بيع بالمزاد العلني لمنقولات المنفذ ضده/ رشاد علي حميد

مقالات مشابهة

  • ترك الصلاة على النبي ﷺ بين التحذير والوعيد.. علامة البخل والشح
  • السجن خمس سنوات لموظف تربية بتهمة الاختلاس
  • علي جمعة: الإنابة إلى الله سرّ العطايا الإلهية.. والصلاة أعظم مظاهر الرجوع إلى رب العالمين
  • تربية بني سويف تشارك في تحكيم مسابقة العلوم والهندسة الدولية"
  • هل أعيد الصلاة لو نسيت ركعة ؟.. الإفتاء توضح
  • علي جمعة: تهذيب النفس يبدأ من ظاهر السلوك حتى يرقّ القلب
  • علي جمعة: من الأسباب التي تقوي محبة الله عز وجل عند العبد التخلية والتحلية
  • الدكتوراه بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى للعقيد عابد المهدي عن دراسة تطوير موازنة البرامج والأداء في اليمن
  • تعلن المحكمة التجارية الابتدائية عن بيع بالمزاد العلني لمنقولات المنفذ ضده/ رشاد علي حميد