موقع النيلين:
2025-12-05@00:17:57 GMT

حرب مفروضة وهُدنة مرفوضة!

تاريخ النشر: 5th, December 2025 GMT

في زمن الحرب، ليس من الصعب أن تُقنع شعباً أنه يقف على حافة الفقد العظيم، إن كان يستشعر الخطر الذي جرّف ماضيه ويلامس أعصاب حاضره الحية ويشوه مستقبله القريب والبعيد، فالشعوب في أزمنة الحروب لا تنتظر من يوقظ فيها روح المقاومة، أو يُعيد ترتيب أولوياتها بالدعوة إلى التهدئة أو يفرض عليها هُدنة!

ولا يدور غرضنا هنا للتأكيد على أن الحرب في السودان ليست مجرد نزاع على سُلطة وإن بدأت كذلك، ولا لبيان أنها خصومة بين جماعة 56 ومليشيا مُتمردة، ولا للقول بأنها صراع يُهدِّد نسيج الدولة وسلامة المجتمع، إنما يدور غرضنا للإنطلاق من تصنيف وتوصيف دقيق تستحيل معه الحلول التي لا تخاطب جذورها أو تُعالج أصلها، فحربنا هذه حرب وجودية ودعوة صريحة لاستعادة شروط البقاء المتمثلة في دولة تحمي، ومجتمع يتماسك، وقيم لا تنهزم أمام الفوضى.

فالوجود هنا ليس لجسد، بل لهوية وطن، فإذا تشظت مؤسساته وانقسمت ولاءاته وضاعت حدوده، فقد تُرفع الراية اليومية لحياة الناس، ولكن تسقط الراية الكبرى للوطن!

السودانيون لا ينتظرون من أحد مِخاطبة ذاكرتهم الحيّة، وما الذي جرى لأمنهم؟ وما حل بمعاشهم – دع عنك المادي – بل الذي فقدوه معنوياً ونفسياً واجتماعياً، ثكالى وأرامل وفاقدي سند وتشوهات وجدانية، وحالة إحباط عامة وذكريات سُلبت قبل سلب المُقتنيات، وهل هناك من مفر غير الحديث عن التجريف المُتعمد للحضارة والآثار والمتاحف والمكتبات ودور العبادة؟ وكيف يُتجاوز هتك الأعراض والإشارة إلى الخوف وقد صار لغةً مُشتركة بين الجميع؟

هذه الشواهد ليست لرفع حالة القلق، بل هي حقائق تُخبِر بأن الحرب تتسلل إلى تفاصيل حياتنا، وأننا إن لم نتكاتف لرفع البلاد من وهدتها، فقد نجد أنفسنا غرباء في وطن يتضاءل أمام أعيننا، ويضيع! فحربنا هذه كما قال الجنرال والفيلسوف الصيني (سون تزو) في كتابه (فن الحرب) تحتاج منا أن ندافع مثل الأرض، ونهاجم مثل السماء!

وللاهثين لفرض الهدنة – رباعية كان مصدرها أو ترامبياً – نقول: إن معركتنا هذه ليست معركة طرفين، بل امتحان لوجود الوطن نفسه، وأن خلاصه يتأتى بالسلاح، وبوعيٍ جمعيٍ يُدرك أن السودان إذا انهار، فلن يبقى لأحدٍ ما ينتصر به أو عليه!

عصام الحسين

إنضم لقناة النيلين على واتساب

Promotion Content

أعشاب ونباتات           رجيم وأنظمة غذائية            لحوم وأسماك

2025/12/05 فيسبوك ‫X لينكدإن واتساب تيلقرام مشاركة عبر البريد طباعة مقالات ذات صلة شركاء في الجريمة2025/12/04 عندما يصبح المعلق الرياضي مراسلاً حربياً !!2025/12/04 من يدفع دم الوطن… ومن يحصد ثماره؟2025/12/04 إبراهيم شقلاوي يكتب: القاعدة الروسية وتكتيكات عض الأصابع2025/12/04 إسحق أحمد فضل الله يكتب: (خطيب لا يُبالي بجهلك)2025/12/04 قرارات بلا جذور… لا تعالج أزماتنا ؟2025/12/04

الحقوق محفوظة النيلين 2025بنود الاستخدامسياسة الخصوصيةروابطة مهمة فيسبوك ‫X ماسنجر ماسنجر واتساب إغلاق البحث عن: فيسبوك إغلاق بحث عن

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

ديلر أونلاين.. حبس المتهم بترويج الحشيش في بوست فيسبوك

أمرت النيابة العامة بحبس فني الكترونيات 4 أيام على ذمة التحقيقات بتهمة ترويج المخدرات اونلاين عبر فيسبوك.

وحرزت النيابة كمية من مخدر الحشيش ضبطتها القوات مع المتهم.

ونجحت الأجهزة الأمنية في كشف ملابسات منشور عبر منصات التواصل الاجتماعي، يتضمن قيام أحد الأشخاص بالترويج لبيع المواد المخدرة بمحافظة الجيزة.

حبس المتهمة بسرقة مجوهرات صديقتها أثناء ولادتها في العجوزةالتحقيق مع المتهمين بتوزيع أموال وكروت دعائية على الناخبين بإمبابة

أمكن تحديد وضبط مرتكب الواقعة، وهو فني إلكترونيات «له معلومات جنائية» مقيم بدائرة قسم شرطة بولاق الدكرور بالجيزة، وعُثر بحوزته على كمية من مخدر الحشيش، وبمواجهته، اعترف بحيازته للمواد المخدرة بقصد الاتجار.

جرى اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، وتولت النيابة العامة التحقيق في الواقعة، وذلك في إطار حرص وزارة الداخلية على مواجهة الأنشطة الإجرامية التي تستهدف الإضرار بالمجتمع.

طباعة شارك ديلر أونلاين ترويج الحشيش فيسبوك النيابة العامة حبس فني الكترونيات

مقالات مشابهة

  • من يدفع دم الوطن… ومن يحصد ثماره؟
  • قرارات بلا جذور… لا تعالج أزماتنا ؟
  • إدانة الحرب دون تحديد المعتدي تواطؤ أخلاقي وسياسي
  • شاهد بالصورة والفيديو.. طفلة من أب سوداني وأم جزائرية تكشف عن المنتخب الذي ستشجعه في المباراة
  • ما بعد أوكرانيا: هل يفرض ترمب شروطه لإنهاء الحرب السودانية ؟
  • ديلر أونلاين.. حبس المتهم بترويج الحشيش في بوست فيسبوك
  • الحرب في كردفان
  • القوات المسلحة: الهدنة التي أعلنها المتمرد الكاذب حميدتي ليست سوى مناورة سياسية وإعلامية مضللة
  • مستشفى الخرطوم للأورام (الذّرة) يستأنف تقديم الخدمات الطبية بعد توقفه منذ اندلاع الحرب