ليست تايوان.. نقطة "صراع وشيك" بين الصين وجيرانها
تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT
مع تصاعد منحنى المناوشات بين الصين والفلبين حول جزر متنازع عليها، يتوقع خبراء اندلاع نزاع في ساحة بحر الصيني الجنوبي.
ووفق خبير عسكري وباحث سياسي تحدثا لموقع "سكاي نيوز عربية"، فإن المواجهة ستكون "مفتوحة ومتعددة الأطراف"، خاصة مع تعدد الدول المتضررة من تمدد الصين في البحر، وتحريض واشنطن لها للرد "بجرأة" على بكين.
وفي نهاية أغسطس، أثارت الصين غضب الفلبين وماليزيا والهند بنشرها ما اعتبرته "خريطتها الرسمية"، التي تضم في حدودها جزرا وأراضي متنازع عليها بين بكين وهذه الدول.
وفي وقت سابق من أغسطس، اتهمت مانيلا خفر السواحل الصيني باعتراض طريق قارب إمدادات عسكرية فلبيني في بحر الصين الجنوبي، واستهدافه بمدافع المياه.
ليست تايوان
شبكة "إيه بي سي" الأميركية أوردت في تقرير لها، الأحد، أن الجزر المتنازع عليها بين الصين والفلبين قد تكون نقطة الصراع الأولى في بحر الصين الجنوبي على خلاف المتوقع، في إشارة إلى أن هذه الشرارة لن تكون جزيرة تايوان.
وأضاف التقرير أن:
تصرفات الصين الأشهر الأخيرة تقول إن هناك تصعيدا ملحوظا، ومنها المناوشات المتكررة بين طواقم القوارب الصينية والفلبينية. البحرية الصينية تعتقد أنها تستطيع الاستيلاء على الجزر المتبقية التي تسيطر عليها الفلبين. هناك مجموعات عسكرية بحرية صينية متمركزة داخل قوارب صيد "تتحرش بالقوات الفلبينية العاملة هناك وتعترضها". يشتبه في أن الصين لا ترغب في التفاوض، مع تعزيز قواعدها العسكرية وسفنها في المنطقة. الفلبين تسيطر على 12 جزيرة في بحر الصين، وبكين تقول إنها ضمن أراضيها. جزيرتا أيونجين وتوماس شول الثاني هما أولوية الصين حاليا، وقواتها البحرية تحاصرهما بشكل شبه يومي. تتعرض الفلبين يوميا تقريبا لاختراق بحري يطال منطقتها الاقتصادية. خفر السواحل الفلبيني والقوارب البحرية الصغيرة توفر حماية، لكن البحرية الصينية تفوقها عددا. السلطات الفلبينية بدأت مؤخرا رصد "تجاوزات الصين"، ونشر مقاطع فيديو للحوادث التي تقع في البحر. دافعت الحكومة الصينية عن الإجراءات الأخيرة لخفر سواحلها، مشيرة إلى أن قوارب إعادة الإمداد كانت تتعدى على الأراضي الصينية التي لا جدال فيها.استعداد للمواجهة
يتوقع الباحث في الشؤون الآسيوية سمير تاج، أن تكثيف الصين، وكذلك الدول التي تتنازع معها على أراض، لإجراءاتها الهجومية أو الدفاعية في بحر الصين الجنوبي يعني قرب حدوث "مواجهة".
ويرجع تاج ذلك إلى:
أزمة بحر الصين أكبر بكثير من أن تحصر بين الفلبين والصين، فهناك 5 دول استطاعت السيطرة على جزر تقول الصين إنها تابعة لها. مؤخرا كثفت الصين من تواجدها حول جزر الفلبين المتنازع عليها، وفي نفس الوقت الفلبين أكبر دولة تستحوذ على جزر بعد الصين في هذا البحر، لذلك الصدام بينهما سيكون أكبر. ما زاد من الأزمة التقارير التي نشرتها واشنطن بأن الصين استحدثت مجموعات عسكرية بحرية بقوارب صيد صغيرة مثبت عليها رشاشات، ومهمتها اعتراض السفن ومضايقتها ومحاصرة الجزر. الفلبين كانت دائما تستخدم سياسة ضبط النفس، لكن مؤخرا بدأت في الاعتراض وبجرأة بإيعاز من الولايات المتحدة. واشنطن لم تطلب هذا من الفلبين فقط لكن من كافة الدول التي لديها نزاع مع الصين، والتي بدأت في الاعتراض وكثفت من تسليحها، فيما يبدو استعدادا لمواجهة.النزاع المقبل
بتعبير الخبير العسكري جمال الرفاعي، فإن "بحر الصين الجنوبي بالتأكيد هو نقطة النزاع المقبل في العالم بعد أزمة أوكرانيا".
ويستدل على ذلك بأن:
كل الأوضاع المحيطة بالمنطقة تشبه كثيرا ما كان الوضع عليه بين روسيا والغرب (قبل حرب أوكرانيا). المواجهة في بحر الصين ستكون مفتوحة ومتعددة، فهناك 5 دول تتنازع على جزر مع الصين. ما يحدث في الفلبين يحدث منذ عشرات السنوات، لكن هذه الفترة الأزمة تتسع بسبب تكثيف الإعلان عن التجاوزات وجرأة الدول في الرد على الصين. المفترض أن الفلبين تجمعها علاقات جيدة مع الصين، لكن عندما يتعلق الأمر ببحر الصين فلا يوجد مجال للتفاوض.المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات الصين تايوان بحر الصين الجنوبي الفلبين الصين الفلبين الصين تايوان بحر الصين الجنوبي الفلبين أخبار الصين بحر الصین الجنوبی فی بحر الصین
إقرأ أيضاً:
عاجل|تصعيد خطير في لبنان رغم الهدنة.. غارات إسرائيلية على الضاحية الجنوبية ومخاوف من انفجار وشيك
رغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، واصل الطيران الحربي الإسرائيلي، يوم الخميس، شنّ غارات عنيفة استهدفت الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، في تصعيد هو الأشد منذ توقيع الهدنة في نوفمبر 2024.
وبحسب مصادر ميدانية، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية 8 غارات عنيفة، فيما نفذت الطائرات المسيّرة عدة ضربات إضافية، استهدفت مناطق حارة حريك، الحدث، برج البراجنة، والكفاءات، ما أسفر عن تدمير عدد من المباني السكنية وإثارة الرعب في صفوف المدنيين.
وفي بيان رسمي، قال الجيش الإسرائيلي إنه يستهدف ما وصفها بـ "أهداف إرهابية تابعة للوحدة الجوية في حزب الله – الوحدة 127"، مؤكدًا أن الضاحية الجنوبية أصبحت مسرحًا للردع العسكري.
عاجل|محمد بن سلمان يطالب المجتمع الدولي بوقف عدوان غزة وحماية الفلسطينيين: مأساة إنسانية في عيد الأضحى عاجل|الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل قائد ميداني بارز في غزة متهم بخطف وقتل شيري بيباس وطفليها تهديدات مستمرة واحتمالات انهيار كامل للهدنةيبدو أن الاتفاق الذي دخل حيّز التنفيذ في 27 نوفمبر 2024 لم يصمد طويلًا أمام تصاعد التوترات الميدانية، إذ لم تلتزم إسرائيل بالانسحاب الكامل من الأراضي التي احتلتها في الجنوب اللبناني، وهو ما كان محددًا له فجر 26 يناير 2025، وقد أعلنت واشنطن لاحقًا تمديد المهلة بالتفاهم مع لبنان حتى 18 فبراير الماضي، لكن دون نتائج ملموسة.
وفي 18 فبراير 2025، صرح وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بأن القوات ستبقى في ما وصفها بـ "المنطقة العازلة"، تضم 5 نقاط مراقبة على طول الخط الحدودي، بزعم حماية مستوطنات الشمال.
موقف لبناني غاضب وإدانات رسمية للعدوانأدان كل من رئيس الجمهورية جوزيف عون، ورئيس الحكومة نواف سلام، ورئيس مجلس النواب نبيه بري الغارات الإسرائيلية، معتبرين إياها "استباحة سافرة للاتفاقات الدولية ولقرارات الشرعية الدولية".
وفي بيان صادر عن مكتب الرئيس عون، وصف القصف بأنه "رسالة عنيفة توجهها إسرائيل إلى الولايات المتحدة عبر صندوق بريد بيروت ودماء الأبرياء"، مشددًا على أن لبنان لن يرضخ للابتزاز الإسرائيلي ولن يتنازل عن سيادته وكرامة مواطنيه.
سفير مصر الأسبق في إسرائيل: غزة تواجه كارثة إنسانية والتصعيد مستمر(فيديو) مقرر أممي معني بالحق في الغذاء: إسرائيل تستدرج الفلسطينيين للمساعدات في غزة ثم تقتلهم كالحيوانات محللون لبنانيون: إسرائيل تستغل الانقسام الدولي وتضع قواعد اشتباك جديدةأوضح المحلل السياسي ساركيس أبو زيد، في تصريحات لوكالة "سبوتنيك"، أن إسرائيل تسعى إلى استغلال حالة الجمود في مفاوضات وقف إطلاق النار في فلسطين، بالإضافة إلى الغموض الذي يكتنف المفاوضات الأمريكية الإيرانية، لفرض واقع ميداني جديد في لبنان.
وأشار إلى أن المنطقة برمتها تعيش على شفا انفجار، وسط احتمالات متزايدة بقيام إسرائيل باستهداف المنشآت النووية الإيرانية، وهو ما سيكون له ارتدادات مدمرة على لبنان والمنطقة العربية ككل.
ورأى أبو زيد أن الضربات الإسرائيلية لن تتوقف قريبًا، مؤكدًا أن الحكومة اللبنانية تواجه تحديات أمنية وعسكرية واقتصادية كبيرة، وأن الجيش اللبناني يؤدي دوره في حماية الحدود، لكنه يحتاج إلى دعم سياسي وعسكري داخلي وخارجي لتجنب الانزلاق نحو مواجهة شاملة.
تواضروس الثاني وبابا الفاتيكان يدعوان لوقف "الحرب العدوانية" على غزة صحيفة "إسرائيل هيوم" عن مصدر أمني: الجيش الإسرائيلي بات يسيطر على نحو 50% من مساحة قطاع غزة وهبي: لبنان يواجه فرض معادلة جديدة.. والردع بات شبه غائبمن جهته، أكد المحلل السياسي اللبناني أسامة وهبي أن إسرائيل نجحت في فرض معادلة جديدة بعد توقيع الهدنة، مشيرًا إلى أن الحزب لم يتمكن من الرد على الضربات المتكررة، فيما تحولت الاغتيالات والغارات إلى "روتين دموي يومي" في بعض المناطق اللبنانية.
وأضاف وهبي أن الاتفاق ينص على تسليم سلاح حزب الله بالكامل، وليس فقط في جنوب الليطاني، وهو ما لم يحدث حتى الآن، مؤكدًا أن لبنان يقف على مفترق طرق خطير، بين خيار التهدئة النهائية أو مزيد من التصعيد والانفجار الداخلي.
كما أشار إلى أن مصير السلاح المقاوم سيتحدد على ضوء نتائج المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران، محذرًا من أن هذه المباحثات قد تطول لأشهر أو حتى سنوات، بينما يدفع الشعب اللبناني ثمن التعطيل والعجز السياسي والميداني.
أوربان يحذر الأوروبيين: أوكرانيا ليست "درعا" لأوروبا وصب الزيت على النار لن يطفئها روسيا تتهم أوكرانيا بإرجاء عملية تبادل أسرى الحرب بينهما اتفاق هشّ ومستقبل غامض: فهل تقود الضربات نحو حرب شاملة؟رغم مرور أكثر من نصف عام على بدء تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، ما تزال الوقائع الميدانية تشير إلى غياب أي التزام فعلي من الجانب الإسرائيلي، إذ تتواصل الضربات الجوية، بحجة "إزالة تهديدات حزب الله".
وبينما يحذر الخبراء من تصاعد الأزمة نحو حرب شاملة قد تمتد إلى الجبهة الجنوبية اللبنانية بالكامل، يعيش اللبنانيون في حالة ترقّب مشوب بالخوف، في ظل عجز واضح في المعالجة السياسية، وانسداد في الأفق الإقليمي والدولي.