برنامج الغذاء يقلص المساعدات ويهدد بوقفها.. ومصادر تكشف ضلوع أمريكا وراء القرار
تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT
مصادر: البرنامج طلب من صنعاء رسالة رسمية تطالب بالتخفيض وهدد بتحويل سفن المساعدات وتوقيفها نهائيا المصادر: مطالبات البرنامج برسالة طلب تخفيض المساعدات غريبة ومثيرة وتقليص المساعدات سيؤثر على الملايين
الثورة / أحمد المالكي
قالت مصادر مطلعة في صنعاء، إن برنامج الغذاء العالمي – الذي يتولى توزيع المساعدات لملايين المستفيدين في اليمن – قلص المساعدات بنحو 40 %، واعتبرت المصادر هذه الخطوة مضاعفة لمعاناة الشعب اليمني الذي يعاني الحصار والعدوان.
وأوضحت المصادر أن برنامج الغذاء أبلغ الجهات الرسمية في صنعاء تقليص المساعدات بدءاً من أول هذا الشهر سبتمبر، وأشارت إلى أن المسؤولين عن البرنامج طلبوا من الجهات الرسمية توجيه رسالة رسمية تتضمن طلبا من الجهات الرسمية في صنعاء بتخفيض المساعدات، وهدد البرنامج بالانسحاب نهائيا ما لم يحصل على رسالة بهذا الطلب، وهو ما أثار الاستغراب حول ما يسعى إليه البرنامج من وراء الحصول على رسالة كهذه.
وأوضحت المصادر أن الجهات الرسمية في صنعاء رفضت تقديم هذا الطلب، وأبدت استغرابها من إصرار مسؤولي برنامج الغذاء في الحصول على رسالة كهذه تتضمن مطالبة بتخفيض المساعدات، وأضافت المصادر أن البرنامج هدد بالانسحاب كليا وتوقيف كافة أنشطته في اليمن، وهدد بتغيير مسار السفن المتجهة إلى موانئ الحديدة إلى وجهات دولية أخرى، ما لم يحصل على هذه الرسالة الرسمية.
وكشفت المصادر عن أن مسؤولين في البرنامج أفادوا بأن تقليص المساعدات على اليمنيين، جاء بناء على توجيهات من الممول الأمريكي، وأشارت إلى أن الإدارة الأمريكية تسعى من وراء هذه الخطوة إلى مضاعفة المعاناة المعيشية لليمنيين، وأوضحت أن سعي الإدارة الأمريكية الحصول على رسالة رسمية من صنعاء تطالب فيها بالتخفيض هدفه إحداث بلبلة واسعة في أوساط المستفيدين من المساعدات، واستثارتهم ضد الجهات الرسمية في صنعاء.
واعتبرت المصادر ما تقوم به الإدارة الأمريكية من تضييق وخنق بتخفيض المساعدات، مشاركة فعلية في تجويع الشعب اليمني يكشف إجرامها الوحشي بحق اليمنيين.
وأضافت أن تخفيض المساعدات أتى بالتزامن مع إمعان الإدارة الأمريكية في استمرار الحصار على الشعب اليمني، ومعارضتها لأي خطوات تخفف من المعاناة، ومع رفضها المعلن والصريح لصرف مرتبات الموظفين بالضغط على مملكة العدوان السعودية بعدم اتخاذ أي خطوات لصرف الرواتب من عائدات الثروات النفطية والغازية اليمنية.
وأوضحت المصادر أن تقليص المساعدات يأتي ضمن خطة أمريكية لمضاعفة معاناة الشعب اليمني، وإمعان أمريكي في خنق الشعب اليمني ومضاعفة معاناته، وأضافت أن الغذاء العالمي بدأ فعليا بتخفيض 40 % من المساعدات التي يقدمها.
من جهة أخرى وفي إطار الضغط والتضييق الاقتصادي والمعيشي الذي تمارسه الولايات المتحدة الأمريكية على الشعب اليمني لإثارة المشاكل في الوضع الداخلي، كشفت المصادر أن برنامج الغذاء العالمي كان قد طلب قبل أيام من الجهات الرسمية في صنعاء التوقيع على قرار البرنامج الأخير بتقليص مساعداته في اليمن، أو توجيه رسالة خطية تتضمن طلبا بذلك.
وأشارت إلى أن الطلبات التي تقدم بها مسؤولو البرنامج من صنعاء بتحرير خطاب رسمي بطلب تخفيض المساعدات هي طلبات غريبة ومثيرة، ولفتت إلى أن الهدف منها قد يكون إحداث اضطرابات وبلبلة وسخط يحمل الجهات الرسمية في صنعاء مسؤولية انقطاع المساعدات عن نحو مليون مستفيد.
وأكدت المصادر في تصريحات لقناة المسيرة أن إصرار البرنامج على توقيع الجهات الرسمية قوبل بالرفض لانطوائه على أجندات مشبوهة لتضليل المستفيدين عمن يقف وراء تقليص المساعدات وأن توجه البرنامج لتخفيض المساعدات يأتي ضمن ضغوط أمريكية للتضييق على الشعب اليمني ومفاقمة المعاناة المعيشية
وأشارت المصادر إلى أن تقليص مساعدات برنامج الغذاء العالمي سيحرم قرابة نصف مليون أسرة غالبيتهم نساء وأطفال يعانون سوء التغذية، وسينتج عنها تداعيات كارثية ستفاقم من المعاناة الإنسانية بشكل خطير وتعرض حياة الملايين خاصة النساء والأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، إلى للخطر.
ويستفيد من مساعدات البرنامج نحو 9 ملايين و446 ألفاً و759 مستفيداً، حيث سيتم التقليص بواقع أكثر من الثلث، بمعنى أن هناك نحو مليونين و946 ألفاً و759 مستفيداً، و 420 ألفاً و965 أسرة سيتضررون من تقليص المساعدات.
ووفقاً للمصادر فإن عدد السلال التي يتم صرفها تصل لنحو مليون و349 ألفاً و537 سلة غذائية، ووفقا لخطة البرنامج للتخفيض سيتم تقليص 420 ألفاً و965 سلة غذائية.
وأوضحت المصادر أن عملية تقليص المساعدات سيكون لها تداعيات صحية وكارثية ستؤدي إلى ارتفاع حالات سوء التغذية عند الأطفال والنساء الحوامل، حيث يعاني 4 ملايين و521 ألفاً و727 طفلاً وامرأة من سوء التغذية ، منهم 1,777,423 أطفال مصابين بسوء التغذية العام و 1,463,633 من الأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد المتوسط ، و 313,790 الأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد الوخيم.
فيما يصل عدد الحوامل والمرضعات المصابات بسوء التغذية إلى 966,881 امرأة . وهو الأمر الذي سيضاعف من معدلات وحالات سوء التغذية وفق المصادر بشكل خطير يهدد حياة الملايين .
وكان المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية والتعاون الدولي، قد حذر من تداعيات التقليص الكارثية، التي تعمل أمريكا لاستخدام المساعدات كورقة لتجويع الشعب اليمني من خلال الضغط على المنظمات بتقليص المساعدات الإنسانية، وهو الأمر الذي يرفضه المجلس رفضا قاطعا.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
الحوثيون يشنّون حملة قمعية ضد الباعة المتجولين في صنعاء وسط مصادرة واسعة لممتلكاتهم وغياب أي بدائل
تشن مليشيا الحوثي حملة ميدانية واسعة منذ أسبوعين ضد الباعة المتجولين وملاك البسطات في عدد من شوارع العاصمة صنعاء، شملت إزالة ممتلكاتهم بالقوة ومصادرة أموالهم، ما تسبب في خسائر فادحة ودفع الآلاف إلى حافة البطالة.
وقالت مصادر محلية لوكالة خبر، إن الميليشيا نفذت الحملة بدون سابق إنذار، مستخدمة عشرات الآليات والقلابات لجرف البسطات والأكشاك، ومصاحبة بحماية أمنية مشددة من قوات عسكرية. كما طالت الحملة سحب سيارات تابعة للباعة، دون توفير أي حلول أو بدائل تُمكنهم من الاستمرار في كسب أرزاقهم.
وأوضحت المصادر أن المليشيا بررت هذه الإجراءات تحت ذريعة تنظيم المرور وإزالة العشوائيات، لكنها لم تقدم أي تعويضات للمتضررين، ولم تراعِ الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعاني منها المواطنون في ظل الانهيار الاقتصادي الواسع.
وأضافت أن الحملة نُفذت من قبل شرطة المرور ومكاتب الأشغال والنظافة والمديريات التابعة لسلطة الحوثيين، بقيادة المنتحل صفة أمين العاصمة حمود عباد، والمنتحل صفة مدير عام شرطة المرور بكيل محمد البراشي.
وبحسب المصادر فقد استهدفت الحملة عدداً من الشوارع والأسواق الرئيسة في العاصمة، أبرزها: حي شميلة، وشارع خولان، وباب اليمن، وباب السلام، وشارع 14 أكتوبر، وسوق الزهراوي، وشارعَي 45 والثلاثين، وشارع الصافية، وشارع الدائري، وشارع الخمسين الممتد من سوق الهندوانة حتى جولة الرويشان، بالإضافة إلى أسواق: الحثيلي، دار سلم، شميلة، الزهراوي، وشارع تعز.
وأشارت المصادر إلى أن الحملة لم تكتفِ بجرف البسطات، بل طالت كذلك رفع ومصادرة مئات السيارات القديمة والمتهالكة، والعربات المتنقلة، وسط تنديد واسع من ناشطين على مواقع التواصل، الذين دعوا إلى إنشاء أسواق نموذجية بديلة بإيجارات رمزية بدلاً من محاربة المواطنين في أرزاقهم وابتزازهم المستمر.
ويعاني الباعة المتجولون في صنعاء من تضييق متواصل وابتزاز مالي متزايد منذ سنوات، تفرضه ميليشيا الحوثي في صورة جبايات غير قانونية، ما دفع كثيرين إلى ترك هذه المهنة والبحث عن مصادر دخل بديلة.
ومنذ استيلاء الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران على العاصمة في سبتمبر 2014، فرضت سلطات الحوثيين سلسلة من الإتاوات والجبايات غير القانونية على التجار وأصحاب المشاريع الصغيرة، بما فيهم الباعة المتجولون، رغم أن غالبية السكان يعيشون تحت خط الفقر.