لبنان ٢٤:
2025-07-07@17:14:05 GMT

مستشفيات ما بعد الأزمة: خدمات غير معهودة

تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT

مستشفيات ما بعد الأزمة: خدمات غير معهودة

كتبت ندى ايوب في " الاخبار": رغم أن المستشفيات حدّت من وطأة الأزمة المالية عليها عندما دولرت فواتيرها، وميّزت بين مريض وآخر، ففضّلت من يتلقّى العلاج على نفقته الخاصة ويدفع «كاش» على مرضى الجهات الضامِنة، إلا أن بعضها، وبحجة الأزمة، يشهد «خدمات» غير معهودة، منها مثلاً توفير السرير للمريض مع طبيب معالج، على أن يتولى أهل المريض تأمين المناديل الورقية والمعقّمات والماء، أو تخيير المرضى بين «عرضين»، أحدهما يتضمّن تأمين الأدوية اللازمة للعلاج، والآخر بسعر أدنى يتكفّل فيه المريض بتأمين الدواء من خارج المستشفى! علماً أن بعض الأدوية، تستوردها شركات الأدوية لمصلحة المستشفيات، ويصعب توافرها في الصيدليات، ويتعذّر على المريض تأمينها.


يوم أصرّت المستشفيات الخاصّة على تقاضي بدلات الاستشفاء مباشرة من المرضى بالدولار، هوّلت بانهيار القطاع ما لم تُدولِر فواتيرها، وقدّمت الأمر كشرطٍ للحفاظ على مستوى الخدمات الطّبية التي جعلت من لبنان يوماً «مستشفى العرب». حافظت المستشفيات على أرباحها، ولكن من دون الالتزام بتعهداتها. فحين تتحوّل بعض المستشفيات إلى «لوكاندات» تقدّم الأسرّة فقط لنزلائها، وعندما يعاني عدد منها من نقص في الطاقم التمريضي، وحين يشكو زوارها من قلة النظافة، وحين تُطفأ أجهزة التبريد رغم الحرارة المرتفعة لـ«عدم قدرة المستشفى على دفع ثمن المازوت»... يكون القطاع قد انهار فعلاً.
نقيب المستشفيات الخاصة سليمان هارون يقرّ بتراجع مستوى الخدمات في عددٍ من المستشفيات، خصوصاً غير الجامعية، «لكون الأخيرة تتمتّع بقدرات مادية خوّلتها المحافظة على معايير محدّدة، وعلى طواقمها الطبية إلى حدٍّ ما». فيما بقية المستشفيات، «لا تزال ترهقها الصعوبات المالية رغم تقاضي مستحقاتها بالدولار طالما أنّ نفقاتها أيضاً بالدولار، خصوصاً مع تراجع نسبة الدخول إلى المستشفيات بين 40% و50% مقارنة بما كانت عليه عام 2018، الأمر الذي أثّر حكماً على ميزانيات المستشفيات».يترافق ذلك، وفق هارون، مع «نقص في الكوادر البشرية، في صفوف الممرّضين والعاملين في أقسام الأشعة والمختبر وغيرها، نتيجة الهجرة الكبيرة، ما وضع المستشفيات أمام تحدّي تأمين أيدٍ عاملة تتمتع بالكفاءة نفسها، وهو أمر غير سهل»، مقراً بأنه «في خضمّ الأزمة حصل أن طلبت مستشفيات من المرضى تأمين أدوية معينة مفقودة، فيما ترفض مستشفيات أخرى اللجوء إلى هذا السلوك، ولا تقبل استخدام أي دواء يشتريه المريض لعدم ثقتها بمصدره وجودته». ويلفت هارون إلى أن مسؤولية المراقبة تقع على عاتق وزارة الصحة لكشف مدى مطابقة الخدمات الاستشفائية للمعايير المحدّدة ضمن برنامج «الاعتماد» الذي تعدّه الوزارة مرة كل ثلاث سنوات كمرجع لقياس الجودة في المستشفيات. وأشار إلى أن العمل جارٍ على إعداد البرنامج للمرة الأولى منذ وقوع الأزمة، «لكن يمكن للنقابة والوزارة فتح تحقيقاتٍ بناءً على شكاوى تطاول مستشفى معيّناً»، ناصحاً بـ«مساعدة المستشفيات المتعثّرة بدل إقفالها».

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

الدولار الأمريكي.. تراجع تاريخي وتأثيرات عميقة على الاقتصاد العربي والعالمي

تحوّل الدولار الأميركي خلال سبعة عقود من مجرد عملة وطنية في نظام نقدي متعدد إلى ركيزة لا غنى عنها في الاقتصاد الدولي، يتربع على عرش العملات العالمية ويسيطر على حوالي 80% من المعاملات التجارية الدولية، ويرتبط الدولار بأكثر من 33 تريليون دولار سنويًا من التجارة العالمية، منها نحو 24 تريليون دولار في تجارة السلع الأساسية، مثل النفط والمعادن والمواد الغذائية، وحوالي 9 تريليونات دولار في قطاع الخدمات، بما يشمل السياحة والنقل والتكنولوجيا والخدمات المالية.

ولا يقتصر نفوذ الدولار على الاقتصاد فحسب، بل يمتد إلى السياسة والجغرافيا المالية، حيث تحتفظ البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم بحصص ضخمة من احتياطياتها به، ما يجعل عملة الولايات المتحدة لاعبًا رئيسيًا في صياغة النظام المالي العالمي، وفي العالم العربي، يشكل الدولار حجر الزاوية للمنظومة الاقتصادية والمالية، سواء من حيث الاحتياطات أو الواردات أو العقود التجارية.

تراجع مفاجئ في قيمة الدولار

مع ذلك، شهد الدولار تراجعًا حادًا بنحو 11% خلال النصف الأول من عام 2025، وهو أسوأ أداء نصف سنوي منذ عام 1973، ما أثار قلقًا عالميًا حول استقرار هذه العملة وسيطرتها، ويرجع هذا التراجع إلى عوامل هيكلية متشابكة تهدد تفوق الدولار الذي كان يعتبر ثابتًا لسنوات، وفق تقرير لقناة الجزيرة.

أسباب التراجع

الإفراط في الطباعة النقدية: عقب جائحة كوفيد-19، ضخّت الحكومة الأميركية ما يقارب 5 تريليونات دولار ضمن برامج تحفيزية تعتمد على سياسة التيسير الكمي، والتي أدت إلى زيادة ضخ السيولة دون مقابل إنتاجي حقيقي، مما تسبب في ارتفاع معدلات التضخم واهتزاز الثقة بالدولار.

ارتفاع الدين العام: بلغ الدين العام الأميركي 37 تريليون دولار منتصف عام 2024، وهو الأعلى في التاريخ، مما يزيد المخاوف من استدامة العملة نتيجة التمويل المستمر من خلال طباعة النقود وفرض زيادات ضريبية محتملة.

الاستخدام السياسي للدولار: الإجراءات مثل تجميد الأرصدة الروسية عام 2022 ساهمت في تفاقم الشكوك حول حيادية الدولار كعملة عالمية، مما دفع دولًا كبرى لإعادة النظر في اعتمادها عليه خوفًا من الاستغلال السياسي.

صعود العملات البديلة: توقيع اتفاقيات ثنائية وإقليمية تستخدم العملات المحلية بدلًا من الدولار، إضافة إلى محادثات مجموعة “بريكس” لإنشاء عملة احتياطية جديدة، يعكس توجهًا نحو نظام مالي عالمي متعدد الأقطاب، يقلل من هيمنة الدولار التاريخية.

انعكاسات التراجع على الاقتصاد العالمي

زيادة تكلفة الاستيراد للدول التي تعتمد على الدولار في تسعير وارداتها. تراجع قيمة الاحتياطيات الدولارية للبنوك المركزية. ارتفاع تقلبات أسعار السلع الأساسية مثل النفط والذهب والقمح. اضطرابات في تدفقات الاستثمار وتذبذب في العملات المحلية للأسواق الناشئة.

تأثيرات التراجع على الدول العربية

يرتبط الاقتصاد العربي ارتباطًا وثيقًا بالدولار، سواء عبر ربط العملات الخليجية به أو عبر الواردات والقروض الدولية في الدول غير النفطية مثل مصر وتونس والمغرب. وتحتفظ البنوك المركزية العربية بمئات المليارات من الدولارات، أغلبها على هيئة سندات خزانة أميركية.

تآكل الاحتياطيات: يؤدي انخفاض قيمة الدولار إلى تراجع القوة الشرائية لهذه الاحتياطيات، ما يستلزم مبالغ أكبر لتمويل الاستيراد. عجز الموازنات: انخفاض قيمة الدولار يضعف الإيرادات الحكومية الحقيقية ويرفع تكاليف الواردات وخدمة الدين، مما يفاقم الفجوات التمويلية. ضغوط معيشية: ارتفاع تكلفة السلع المستوردة يؤدي إلى زيادة أسعار المواد الغذائية والطبية والطاقة، مما يقلص القدرة الشرائية للمواطنين. انتقال التضخم: ربط العملات المحلية بالدولار يجعل التضخم العالمي ينعكس بشكل مباشر على الأسعار المحلية، مع محدودية أدوات احتواء الحكومات.

انعكاسات على الشركات والأفراد

الشركات: تعاني من تقلص هوامش الربح بسبب تقلبات سعر الصرف، ويواجه قطاع الطاقة والإنشاء مشاكل في العقود المقومة بالدولار، بينما قد تتحسن التنافسية الصادرة لبعض الشركات على المدى القصير. الأفراد: يتأثرون بتآكل قيمة التحويلات المالية من الخارج، وضعف المدخرات بالدولار، وتقلبات الرواتب المرتبطة بالعملة، وارتفاع الأسعار وصعوبة التخطيط المالي في ظل حالة عدم الاستقرار.

خطوات التكيف مع الواقع الجديد

الحكومات: يجب تنويع الاحتياطيات عبر زيادة حصة اليورو واليوان والذهب، توقيع اتفاقيات لتداول العملات المحلية مع شركاء تجاريين، وتعزيز الإنتاج المحلي لتقليل الاعتماد على الاستيراد. الشركات: تطبيق استراتيجيات تحوط مالي باستخدام العقود الآجلة وصناديق العملات، مراجعة العقود طويلة الأجل لتشمل سلال عملات متعددة، وتنويع مصادر التمويل والموردين. الأفراد: تنويع المدخرات في أصول متعددة، مراقبة أسعار الصرف واختيار أوقات مناسبة للتحويل، وترشيد الإنفاق لمواجهة ارتفاع الأسعار وتقلبات السوق.

هذا ويعيش الدولار الأميركي اليوم لحظة تحوّل كبيرة قد تعيد رسم ملامح النظام المالي العالمي. التراجع الملحوظ في قيمته يفرض على الدول العربية، بحساسيتها العالية لاعتمادها عليه، ضرورة مراجعة مواقفها الاقتصادية والمالية بشكل عاجل، لتعزيز مرونتها وقدرتها على مواجهة التحديات المالية والجيوسياسية المستقبلية.

مقالات مشابهة

  • التأمين الصحي الشامل يتوسع بـ5 تعاقدات جديدة مع مستشفيات جامعية وخاصة (تفاصيل)
  • بنك الرياض يبدأ طرح شهادات ائتمان مقوّمة بالدولار
  • رفع قيمة وثيقة تأمين المصريين بالخارج.. الجالية المصرية: خطوة تاريخية تؤكد أن الدولة لا تنسى أبناءها
  • برلماني: جروبات الغش تهدد نزاهة التعليم والثانوية العامة تحتاج إلى تأمين معلوماتي
  • بعد رفع قيمة وثيقة تأمين المصريين بالخارج.. رئيس النادي المصري بفرنسا: الدولة تقف مع أولاد البلد وقت الشدة
  • خدماتٌ جديدةٌ في مشفى شهبا الوطني بالسويداء
  • صحة غزة تدق ناقوس الخطر: أزمة الوقود تهدد مستشفيات القطاع بالتوقف
  • مستشفيات جامعة بنى سويف تعيد الأمل لطفل أصيب بانفجار فى العين اليمنى
  • إحباط محاولة تهريب كمية من الأدوية والمنشطات والسجائر في مركز الراهدة الجمركي
  • الدولار الأمريكي.. تراجع تاريخي وتأثيرات عميقة على الاقتصاد العربي والعالمي