مستشفيات ما بعد الأزمة: خدمات غير معهودة
تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT
كتبت ندى ايوب في " الاخبار": رغم أن المستشفيات حدّت من وطأة الأزمة المالية عليها عندما دولرت فواتيرها، وميّزت بين مريض وآخر، ففضّلت من يتلقّى العلاج على نفقته الخاصة ويدفع «كاش» على مرضى الجهات الضامِنة، إلا أن بعضها، وبحجة الأزمة، يشهد «خدمات» غير معهودة، منها مثلاً توفير السرير للمريض مع طبيب معالج، على أن يتولى أهل المريض تأمين المناديل الورقية والمعقّمات والماء، أو تخيير المرضى بين «عرضين»، أحدهما يتضمّن تأمين الأدوية اللازمة للعلاج، والآخر بسعر أدنى يتكفّل فيه المريض بتأمين الدواء من خارج المستشفى! علماً أن بعض الأدوية، تستوردها شركات الأدوية لمصلحة المستشفيات، ويصعب توافرها في الصيدليات، ويتعذّر على المريض تأمينها.
يوم أصرّت المستشفيات الخاصّة على تقاضي بدلات الاستشفاء مباشرة من المرضى بالدولار، هوّلت بانهيار القطاع ما لم تُدولِر فواتيرها، وقدّمت الأمر كشرطٍ للحفاظ على مستوى الخدمات الطّبية التي جعلت من لبنان يوماً «مستشفى العرب». حافظت المستشفيات على أرباحها، ولكن من دون الالتزام بتعهداتها. فحين تتحوّل بعض المستشفيات إلى «لوكاندات» تقدّم الأسرّة فقط لنزلائها، وعندما يعاني عدد منها من نقص في الطاقم التمريضي، وحين يشكو زوارها من قلة النظافة، وحين تُطفأ أجهزة التبريد رغم الحرارة المرتفعة لـ«عدم قدرة المستشفى على دفع ثمن المازوت»... يكون القطاع قد انهار فعلاً.
نقيب المستشفيات الخاصة سليمان هارون يقرّ بتراجع مستوى الخدمات في عددٍ من المستشفيات، خصوصاً غير الجامعية، «لكون الأخيرة تتمتّع بقدرات مادية خوّلتها المحافظة على معايير محدّدة، وعلى طواقمها الطبية إلى حدٍّ ما». فيما بقية المستشفيات، «لا تزال ترهقها الصعوبات المالية رغم تقاضي مستحقاتها بالدولار طالما أنّ نفقاتها أيضاً بالدولار، خصوصاً مع تراجع نسبة الدخول إلى المستشفيات بين 40% و50% مقارنة بما كانت عليه عام 2018، الأمر الذي أثّر حكماً على ميزانيات المستشفيات».يترافق ذلك، وفق هارون، مع «نقص في الكوادر البشرية، في صفوف الممرّضين والعاملين في أقسام الأشعة والمختبر وغيرها، نتيجة الهجرة الكبيرة، ما وضع المستشفيات أمام تحدّي تأمين أيدٍ عاملة تتمتع بالكفاءة نفسها، وهو أمر غير سهل»، مقراً بأنه «في خضمّ الأزمة حصل أن طلبت مستشفيات من المرضى تأمين أدوية معينة مفقودة، فيما ترفض مستشفيات أخرى اللجوء إلى هذا السلوك، ولا تقبل استخدام أي دواء يشتريه المريض لعدم ثقتها بمصدره وجودته». ويلفت هارون إلى أن مسؤولية المراقبة تقع على عاتق وزارة الصحة لكشف مدى مطابقة الخدمات الاستشفائية للمعايير المحدّدة ضمن برنامج «الاعتماد» الذي تعدّه الوزارة مرة كل ثلاث سنوات كمرجع لقياس الجودة في المستشفيات. وأشار إلى أن العمل جارٍ على إعداد البرنامج للمرة الأولى منذ وقوع الأزمة، «لكن يمكن للنقابة والوزارة فتح تحقيقاتٍ بناءً على شكاوى تطاول مستشفى معيّناً»، ناصحاً بـ«مساعدة المستشفيات المتعثّرة بدل إقفالها».
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
بعد نقل المصري المريض من الكويت.. رعاية الوطن تمتد لأبنائه في الداخل والخارج
أكد مسؤول الملف السياسي بالاتحاد العالمي للمواطن المصري بالخارج نصر مطر، أن الموقف الإنساني العظيم الذي قدمته الدولة المصرية تجاه أحد أبناء الجالية المصرية في الكويت يعكس جوهر القيادة الوطنية التي لا تتردد في حماية أبنائها وتقديم كل أشكال الرعاية لهم في الداخل والخارج.
ونوه نصر مطر إلى أن الاستجابة السريعة لتوجيهات رئيس الجمهورية تعبر عن رؤية إنسانية راسخة ترى أن المواطن المصري قيمة عليا وأن كرامته خط أحمر لا يمكن تجاوزه، ويضيف نصر مطر أن متابعة القيادة السياسية لحالة المواطن المصاب وإصدار تكليف عاجل بتجهيز طائرة حربية لنقله إلى أرض الوطن لتلقي العلاج المناسب يعكس حرص الدولة على إنقاذ حياة أبنائها مهما كانت التحديات ومهما بعدت المسافات.
وأضاف نصر مطر أن هذا التحرك الرئاسي السريع يجسد ما تعيشه مصر من مرحلة جديدة تتعامل فيها القيادة مع كل مواطن باعتباره أمانة ومسؤولية، وأن الوطن لم يعد حدودًا جغرافية ضيقة بل أصبح امتدادًا يشمل كل مصري يعمل ويعيش خارج البلاد، ويشدد نصر مطر على أن هذا الموقف لا يعد استثناءً وإنما هو نهج ثابت تتبعه الدولة المصرية في كل الحالات التي تستدعي التدخل السريع لإنقاذ المصريين في الخارج سواء كانت حالات إنسانية أو طبية أو أزمات طارئة.
وأشار نصر مطر إلى أن التعاون الذي جرى بين القنصلية العامة في الكويت ومكتب الدفاع والملحق العسكري والسفارة المصرية يعكس مستوى عاليًا من التنسيق بين مؤسسات الدولة ويثبت أن العمل الوطني بالخارج يعمل بروح الفريق الواحد من أجل خدمة المواطنين، ويؤكد نصر مطر أن هذا التحرك المنظم من أجهزة الدولة المختلفة يجسد صورة مشرفة للدبلوماسية المصرية التي تعمل بصمت من أجل حماية كل مصري في أي مكان.
وأعرب نصر مطر عن تقديره العميق لرئيس الجمهورية على هذه اللفتة الإنسانية التي أعادت الطمأنينة إلى أسرة المواطن المصاب وللمصريين في الخارج جميعًا، كما يعبر عن شكر الاتحاد العالمي للمواطن المصري بالخارج للقوات المسلحة وللسفارة المصرية وللقنصلية العامة وللملحق العسكري على هذا الجهد الوطني الذي عكس صورة مضيئة عن مصر الدولة والقيادة والإنسانية.
وأكد نصر مطر أن هذا الموقف بعث برسالة واضحة لكل مصري في الخارج مفادها أن الوطن لا يغفل عن أبنائه ولا يتردد في مد يد العون لهم متى احتاجوا إليه، وأن المواطن المصري يظل في حماية دولته التي تعرف قيمته جيدًا، ويرى نصر مطر أن هذه المواقف تزيد من ارتباط المصريين بالخارج بوطنهم وتدفعهم إلى مزيد من الدعم للدولة المصرية في كل القضايا الوطنية.
واختتم نصر مطر بالتأكيد أن مصر دولة عظيمة تقف خلف أبنائها بكل قوتها، وأن القيادة السياسية تقدم نموذجًا إنسانيًا فريدًا يؤكد أن الإنسان هو أول أولويات الدولة المصرية.