البرهان يصل جوبا في ثاني زياراته خارج السودان
تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT
حظي عبد الفتاح البرهان قائد الجيش السوداني، مراسم استقبال رسمية في جوبا عاصمة دولة جنوب السودان التي وصلها صباح اليوم.
جوبا: التغيير
وصل رئيس مجلس السيادة الانقلابي، قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، اليوم الاثنين، إلى مدينة جوبا عاصمة دولة جنوب السودان، في زيارة رسمية هي الثانية خارجياً.
وبحسب بيان من إعلام مجلس السيادة، كان في استقباله بمطار جوبا الدولي الرئيس سلفا كير ميارديت، وأعضاء البعثة السودانية لدى جمهورية جنوب السودان، وأجريت له مراسم استقبال رسمية.
وجوبا هي المحطة الخارجية الثانية للبرهان، عقب خروجه من الخرطوم، وكانت الاولى هي مصر التي زارها يوم الثلاثاء 29 أغسطس الماضي ليوم واحد، ثم عاد إلى بورتسودان بولاية البحر الأحمر.
وكان قد خرج من الخرطوم للمرة الأولى، فجر الخميس 24 أغسطس المنصرم، منهياً حصاراً كانت قد فرضته عليه مليشيا الدعم السريع منذ بداية الحرب في 15 ابريل.
وتدور معارك عنيفة بين الجيش ومليشيا الدعم السريع بالعاصمة الخرطوم ومدن أخرى منذ قرابة الخمسة أشهر، إثر صراعات بين قائدي الجانبين، أدت إلى سقوط آلاف القتلى والجرحى، وملايين النازحين واللاجئين.
وأفاد مجلس السيادة في بيانه اليوم، بأن البرهان سيجري مباحثات مع الرئيس سلفا كير حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين ودفعها بما يحقق تطلعات الشعبيين الشقيقين، وتطورات الأوضاع فى السودان. إضافة إلى القضايا ذات الإهتمام المشترك- حسب البيان.
ويرافق البرهان خلال الزيارة وزير الخارجية المكلف علي الصادق علي ومدير جهاز المخابرات العامة أحمد إبراهيم مفضل.
وفي زيارته الأولى إلى مصر، الثلاثاء الماضي، أجرى البرهان محادثات مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بمدينة العلمين، أكدا خلالها الحرص على حل الأزمة الحالية بما يحفظ وحدة وأمن واستقرار السودان.
وزار البرهان عدة مناطق عسكرية وشرطية بالبحر الأحمر وكسلا وجدد تصريحاته المتعلقة بحسم المعركة عبر دحر الدعم السريع، وأكد وقوع جرائم حرب في الخرطوم ومدن دارفور خلال المعارك.
الوسومالجيش الخرطوم الدعم السريع السودان الشرطة العلمين بورتسودان جنوب السودان جوبا حرب 15 ابريل سلفا كير ميارديت عبد الفتاح البرهان عبد الفتاح السيسي مصرالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الجيش الخرطوم الدعم السريع السودان الشرطة العلمين بورتسودان جنوب السودان جوبا حرب 15 ابريل عبد الفتاح البرهان عبد الفتاح السيسي مصر الدعم السریع جنوب السودان عبد الفتاح
إقرأ أيضاً:
كيف أنقذ الإيمان ضابطًا سودانيًا من معتقلات الدعم السريع؟
وبدأت القصة عندما طوقت قوات الدعم السريع منزل عائلة يوسف في منطقة الجيلي شمال الخرطوم بحري، وجاؤوا بسيارات كثيرة وقوة مسلحة، وبدؤوا بإطلاق النار بكثافة، وكانوا يبحثون عن والده، الضابط العسكري الكبير، وعندما لم يجدوه، اعتقلوا يوسف وحراس العائلة، حسبما روى يوسف لحلقة 2025/5/15 من برنامج "بودكاست حكايات أفريقية".
"قلت لأبي أن يهرب عبر النهر، وعندما سألني ماذا سأفعل أنا، أجبته: أنا سأتصرف معهم، وأردت أن ينجو هو"، يروي يوسف، الذي تم تقييده وتعصيب عينيه فورًا ونقله إلى معسكر عسكري تسيطر عليه قوات الدعم السريع.
وفي مركز الاستجواب، الذي كان في مصفاة الجيلي للبترول، شاهد يوسف كيف قام ضابط من الدعم السريع يدعى عباس بإعدام معتقل مدني أمامه، وذلك بعد أن أصر على أنه "مدني" ولا علاقة له بالجيش.
وكانت جلسات التعذيب روتينية، وشملت:
إجبارهم على حفر قبورهم الخاصة ودفنهم حتى الرقبة. إجبارهم على الوقوف لساعات على حجارة ساخنة. سحبهم وهم مربوطون بالسيارات. حقنهم بمواد مجهولة قالوا لهم إنها سم أو مخدرات لإجبارهم على الاعتراف.
ظروف قاسية
وكانت ظروف الاعتقال قاسية للغاية، حيث كان الطعام يتكون بشكل أساسي من الإسباغيتي بدون أي إضافات، يُقدم في أماكن مليئة بالذباب، وكان الماء الصالح للشرب شبه معدوم، يقول يوسف.
إعلانبعد محاولة فاشلة للفرار من قبل بعض المعتقلين، ساءت الظروف وتم حبس جميع المعتقلين في زنزانتين، ولم تكن هناك مساحة كافية للنوم، مما أجبر المعتقلين على النوم قعودًا.
واستخدمت قوات الدعم السريع الابتزاز والمساومة حيث كانوا يرسلون مقاطع فيديو من يوسف وهو يتعرض للتعذيب لوالده، مطالبين بمبالغ ضخمة من المال، بلغت في مجموعها 50 مليارا من الجنيهات السودانية.
كان لهذا الابتزاز والتأثير العاطفي لرؤية ابنه يتعرض للتعذيب عواقب وخيمة على صحة والد يوسف، الذي لم يكن يعاني من مشاكل صحية، لكن بعد تلقي تلك الفيديوهات، أصيب بجلطة ومضاعفات، أدت إلى وفاته، بينما كان يوسف لا يزال في الأسر.
وكان السجناء يُجبرون بانتظام على القيام بأعمال شاقة، بما في ذلك المهمة "المروعة" المتمثلة في دفن الموتى بعد المواجهات بين الجيش وقوات الدعم السريع.
خطة الهروب
وأوضح الضابط أن عساكر الدعم السريع كانوا يخرجونهم ليلًا لدفن موتاهم، وفي بعض الأحيان كان عليهم جمع أجزاء الجثث المتناثرة، حيث يجدون ساقًا هنا، وذراعًا هناك، وحتى الرأس في مكان آخر، وكانوا أحيانًا يدفنون 15 أو 20 قتيلا من الدعم السريع في قبر واحد.
وبعد معرفته بوفاة والده ورؤية الظروف المتردية في المعسكر، قرر يوسف و18 معتقلًا آخر المخاطرة بحياتهم للهروب، وخلال عدة ليالٍ، حفروا نفقًا في جدار المعتقل.
واختاروا ليلة ذات طقس بارد عندما كان الحراس سكارى، وخرجوا تحت جنح الظلام الدامس من الفتحة وركضوا وكان عليهم عبور نهر النيل سباحةً للوصول إلى الضفة الغربية التي يسيطر عليها الجيش.
لم يكن الجميع يعرفون السباحة، لكنهم فضلوا الموت غرقًا على البقاء في الأسر، وبطريقة معجزة، نجا من حاولوا عبور النهر ووصلوا إلى بر الأمان، ما عدا واحدا منهم غرق أثناء السباحة في النهر.
ورغم تمكن يوسف من الاجتماع بعائلته، فإنه ما زال يعاني ندوبا نفسية ناتجة عن التجربة، وأصبح يعاني من كوابيس أثناء النوم تعيده إلى لحظات التعذيب.
إعلانويقدم يوسف نصيحة لمن قد يواجهون مواقف مماثلة: "أول شيء هو الصبر والحفاظ على إيمان قوي، حتى في أحلك اللحظات، حافظ على ثقتك بالله".
"وكان أبي يقول لي دائمًا: خليك مع ربنا في الرخاء عشان تلقاه في الشدة، وهذا التعليم أبقاني على قيد الحياة".
الصادق البديري17/5/2025