محمود عبدالجواد لأئمة ليبيا: من يتصدى للفتوى يجب تمتعه بالبصيرة والملكة الفقهية
تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT
واصلت اليوم، الدورة التدريبية الثانية والعشرون لأئمة وواعظات ليبيا، التي تعقدها المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، بالتعاون مع أكاديمية الأزهر العالمية للتدريب، بمحاضرة للدكتور محمود عبدالجواد - أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر ، تحت عنوان (ضوابط الفتوى والإفتاء).
ضوابط الفتوى والإفتاءبدأ محاضرته ببيان دور الأزهر الشريف وعلمائه في نشر الفتاوى الصحيحة؛ لما فيه من دراسة منهجية صحيحة ترسخ في الأذهان فهم الدين بشكل صحيح بعيدا كل البعد عن الغلو والتشدد لما فيه من الوسطية والاعتدال.
وحذر دكتور عبدالجواد من خطورة الفتوى التي يقوم بها أصحاب الفكر المتطرف؛ لأنها بعيدة عن المنهج الصحيح ويرجع ذلك إلى فهمهم للنصوص بشكل خاطئ؛ لعدم تمكنهم من دراسة العلوم الصحيحة إلى جانب عدم معرفتهم بالمنهج العلمي الصحيح الذي يؤهلهم للرد على السائل بشكل صحيح.
وبين أن من يتصدى للفتوى لابد أن يكون لديه بصيرة وملكة فقهية وأن يكون على دراية بالأدلة التي تستمد من الكتاب والسنة وغيرها من المذاهب وأن يختار أقربهما للصواب فيعمل به ولا يفتي بالضعيف وهذه بعض الشروط التي يجب توافرها فيمن يتصدي للفتوى؛ لأن الفتوى مسؤولية كبيرة تقع على عاتق المستفتي، والخروج على المنهج العلمي السليم في الفتوى يؤدي إلى الوقوع في أخطاء تنعكس على الفرد والمجتمعات.
في ختام المحاضرة، أرشد الأئمة والواعظات قائلا: يجب عليكم أخذ العلم والفتوى الصحيحة من الكتاب والسنة وأن تعملوا جادين على تحصيل العلوم من المعارف الصحيحة وعرض الفتاوى التي تعرض عليكم على علماء متخصصين.
الفكر الناقد البناء يقوم على أسس علميةأكد أ.د/ محمد البيومي - عميد كلية أصول الدين جامعة الأزهر بالزقازيق: على أن العقلية الناقدة تلتقط دقائق الأمور، لكي تستطيع تفسير الأحداث وتحليلها وفق تقييم عملي بعيدًا عن الهدم أو الذم.
جاء ذلك خلال محاضرته عن التفكير الناقد ودوره في تفكيك الفكر المتطرف، ضمن سلسلة محاضرات ترسيخ وسطية الإسلام بعقول الطلاب الأفغان بالأزهر الشريف التي تقام بالمنظمة العالمية لخريجي الأزهر.
أوضح الدكتور البيومي، أن النقد معناه العطاء ببذل الفكر للغير من أجل المعرفة والتوجيه، لافتًا إلى أهمية حسن الأسلوب في النقد والتمييز بين الحسن والقبيح.
وأشار إلى أهمية القراءة والمعرفة بكافة العلوم المختلفة، حتى يتكون الفكر الناقد على أساس علمي ومتخصص وليس لمجرد الجدال خاصةً لأهمية ترك الحديث في السلبيات وفي المقابل التركيز على الإيجابيات وتعزيزها.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ليبيا المنظمة العالمية لخريجي الازهر أكاديمية الأزهر
إقرأ أيضاً:
الطبيبة آلاء النجار.. أيقونة الإنسانية التي أحرق الاحتلال أبناءها التسعة
◄ الاحتلال قصف منزل الطبيبة وبداخله الزوج و10 من الأبناء
◄ "أحياء عند ربهم يرزقون".. أول تعليق من الأم المكلومة على استشهاد أبنائها
◄ نجاة الزوج وطفل واحد من المحرقة وهما بالعناية المركزة
◄ شقيقة الطبيبة: لم نستطع تمييز الجثث فكلهم أشلاء ومتفحّمون
◄ شيخ الأزهر: هذه الحادثة تستصرخ الضمير العالمي وتعري صمته المريب
الرؤية- غرفة الأخبار
منذ بدء العدوان الغاشم على قطاع غزة، حرصت الطبيبة الفلسطينية آلاء النجار على إنقاذ أرواح أطفال غزة، لكنها لم تكن تعلم أن صباح يوم الجمعة الماضي سيكون آخر يوم ترى فيه وجه أطفالها، قبل أن يباغتهم صاروخ إسرائيلي، يقتل منهم 9 ويصاب الزوج والابن العاشر بإصابات خطيرة.
تسعة من أبنائها استُشهدوا في قصف غاشم استهدف منزل العائلة، بينما كانت آلاء على رأس عملها، تؤدي واجبها المهني والإنساني، في مشهد مؤلم لا يمكن وصفه.
وروت سحر النجار، صيدلانية من قطاع غزة، وشقيقة الطبيبة المكلومة آلاء النجار، لحظة إبلاغ شقيقتها باستشهاد أبنائها قائلة: "قولتها من هول الصدمة: الأولاد راحوا يا آلاء، فتجيبني بإيمان وتسليم: هم أحياء عند ربهم يرزقون".
وأضافت: "شقيقتي تلقت نبأ مقتل أطفالها التسعة وهي تحاول إنقاذ حياة أطفال الناس بمجمع ناصر الطبي، حيث تعمل طبيبة أطفال، ظلت تركض في الشارع باتجاه المنزل كي تتمكن من إلقاء نظرة وداع عليهم، لكننا لم نستطع تمييز الجثث، كلهم أشلاء.. كلهم متفحّمون".
وقال المدير العام لوزارة الصحة في غزة الدكتور منير البرش تفاصيل المأساة: "الدكتورة آلاء لديها 10 أبناء، أكبرهم لم يتجاوز 12 عاما. في صباح المأساة، خرجت مع زوجها الدكتور حمدي النجار ليوصلها إلى عملها، وبعد دقائق فقط من عودته، سقط صاروخ إسرائيلي على منزلهم".
وأضاف عبر حسابه في منصة "إكس": "استُشهد تسعة من أطفالهما: يحيى، ركان، رسلان، جبران، إيف، ريفان، سيدين، لقمان، وسيدرا. أُصيب الطفل الوحيد المتبقي، آدم، كما أُصيب زوجها الدكتور حمدي، الذي يرقد حاليا في العناية المركزة".
وأكد البرش أن ما حدث يُجسّد الواقع المرير الذي يعيشه الكادر الطبي في غزة، قائلا: "الكلمات لا تكفي لوصف الألم. الاحتلال لا يكتفي باستهداف الأطباء، بل يُمعن في الإجرام ويستهدف عائلاتهم بأكملها".
ونعى شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب أبناء الطبيبة آلاء النجار قائلا: "مشهد الأم والطبيبة الفلسطينيَّة الشجاعة آلاء النجار، وهي تستقبل جثامين أطفالها التِّسعة المتفحِّمة، يستصرخ الضمير العالمي، ويُعرِّي صمته المُريب، وتواطؤ بعض أنظمته في دعم الكيان الصهيوني ليمضِيَ في جرائمه ومجازره، دون وازعٍ من إنسانيَّة أو خجلٍ من التاريخ".
وأكد شيخ الأزهر أن "هذه الجرائم لن تُطفئ جذوة الحق، ولن تُسقط حقوق الشعب الفلسطيني، أو تُثنيه عن تشبُّثه بأرضه، ولن تُنسي الأحرار في العالم فصول هذا الظلم الغاشم".