المياسة الأنصاري: مؤتمر قيادة بالدوحة غيّر رؤيتي للهوية والقيادة
تاريخ النشر: 10th, October 2025 GMT
شاركت الطالبة الجامعية، المياسة الأنصاري، في مؤتمر "قيادة: تطلعات وتنمية الشباب المسلم في قطر"، بدافع البحث عن تطوير الذات وفهم أعمق لمكانة الشباب في بناء المجتمع.
مؤتمر "قيادة" الذي انعقد في العاصمة القطرية الدوحة ونظمته مؤسسة قطر بالتعاون مع الدولي الإسلامي في سبتمبر/أيلول الماضي، جمع أكثر من ألف شاب وشابة من مختلف المؤسسات التعليمية في الدوحة، وتطرق إلى مسألة إحياء الهوية الإسلامية في المجتمعات المعاصرة، في ظل تحولات عالمية متسارعة تفرض تحديات جديدة على الشباب.
وفي حوار مع الجزيرة نت، قالت المياسة إن "حضوري جاء من شغفي بالقيادة والرغبة في الاستفادة من تجارب ملهمة، لكن ما وجدته تجاوز منصة الأفكار، لقد كانت التجربة مساحة حقيقية للتعلم والتحول الذاتي".
وأضافت "كان لي شرف أن أكون الطالبة الوحيدة التي ألقت كلمة في حفل افتتاح المؤتمر، وكان هذا الموقف تجربة غنية ألهمتني بعمق. خلال حديثي، شعرت بعمق اهتمام الحضور وتفاعلهم، ورأيت في أعينهم شغفهم واستعدادهم للاستماع".
وتؤمن المياسة أن مثل هذه اللقاءات تكشف عن قوة التنوع في مواجهة التحديات، إذ تعتبره مصدرا للإبداع، خصوصا عندما يلتقي شباب من خلفيات وتجارب متعددة ويحملون هَما مشتركا حول دورهم وهويتهم.
وترى المياسة أنّ تحديات الشباب المسلم اليوم تبدأ من الحاجة لإيجاد توازن دائم بين ما يرثونه من قيم إسلامية ثابتة ومتطلبات عالم يتغير بوتيرة متسارعة.
وأشارت إلى أن "العولمة ووسائل التواصل الاجتماعي أوجدت فرصا وتحديات في آن واحد، تمنحنا آفاقا واسعة لكنها تفرض اختبارات متكررة على تمسكنا بجذورنا".
رغم ذلك، ترفض المياسة فكرة الصراع الداخلي وتعتبر أن الوعي بالهوية واستخدام الأدوات العصرية بإدراك يمكنان الشاب من النجاح دون أن يفقد أصالته.
إعلانوبحسب قولها، تغيرت رؤيتها لدور القائد خلال مشاركتها في المؤتمر، وباتت تعتقد أن القيادة ليست قوة أو سيطرة بل مسؤولية أخلاقية قبل كل شيء، وتتجسد في القدوة، والصدق، والعدل، والأمانة، والصبر، والعمل الجماعي والتعاون.
وأضافت "تعلمت أن القائد الحقيقي يصنع الأثر بالفعل وليس بالقول، ويبدأ بتغيير نفسه ليصبح مصدر إلهام في بيئته".
القيم الإنسانية
وذكرت أن كلمات المتحدثين شكّلت محطات فارقة في وعيها، حيث أكدوا أن القيادة الحقة لا تكتفي برفع الشعارات بل ترتبط بالقيم الإنسانية والرؤية الواضحة، وأن "الإيمان والعمل هما جناحا التغيير الحقيقي في المجتمعات".
وتشيد المياسة بتجربة إلقائها كلمة ضمن فعاليات المؤتمر، التي مثلت لها اختبارا فعليا لمعنى القيادة، إذ وجدت صدى حديثها في تفاعل الكثيرين الذين تبادلوا معها الرؤى والأسئلة حول معنى الهوية والقيادة.
وعن الدعائم التي ترسخ الهوية الإسلامية في الحياة الشخصية قالت المياسة إن الممارسات اليومية مثل المواظبة على الصلاة وقراءة القرآن والمشاركة في الأنشطة المجتمعية، تعيد ربط الفرد بجذوره وقِيَمه في عالم متغير.
وتميز المؤتمر بورش عمل ونقاشات حول دور الأسرة في بناء القيم، والحوار الأخلاقي، وأثر الإعلام والتقنيات الحديثة على وعي الشباب.
كما كانت الدعوة مركزية لأن يكون الإيمان بالله بوصلة في حياة الشباب، وأن يعملوا على تحويل الحيرة والتساؤلات إلى رحلة بحث ونضج، وأن يرسموا أثرهم بإيجابية في كل دوائر حياتهم.
وترى المياسة أن ما خرجت به من المؤتمر ليس مجرد أفكار، بل كان التزاما عمليا بأن تكون جزءا من حل جماعي، يحمل هويته بثقة، وينفتح على العالم بعين ناقدة، ويؤمن أن كل خطوة صغيرة بالاتجاه الصحيح تبني حاضرا أفضل ومستقبلا أكثر إشراقا لجيل الشباب المسلم.
الجدير بالذكر أن المؤتمر كان منصة جمعت قادة وعلماء ومؤثرين وشبابا قطريين، فتحوا حوارا عميقا حول مفهوم الهوية، وأهمية ترسيخها والتمسك بمصادرها، لا سيما القرآن الكريم والسنة النبوية، مع التأكيد على ضرورة مواكبة العصر وتفادي الانغلاق.
وشهدت الفعاليات جلسات وورش عمل متخصصة ركزت على تطوير المهارات، وتعزيز الوعي الفكري، وتبادل الخبرات حول تحديات العولمة وتأثير وسائل الإعلام.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات
إقرأ أيضاً:
انطلاق مؤتمر "التغيرات البيئية في مصر" بمقر الأعلى للثقافة.. الأربعاء
تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، والدكتور أشرف العزازي الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، يطلق المجلس الأعلى للثقافة مؤتمر: "التغيرات البيئية في مصر"، والذي تنظمه لجنة الجغرافيا والبيئة بالمجلس برئاسة الدكتور عطية الطنطاوي مقرر لجنة الجغرافيا والبيئة، والذي يقام في تمام الساعة التاسعة صباح يوم الأربعاء الموافق ١٥ أكتوبر الحالي وتمتد الفعاليات حتى الخامسة والنصف مساء، بمقر المجلس الأعلى للثقافة باحة دار الأوبرا المصرية.
ويضم المؤتمر أربع جلسات بمشاركة نخبة من الباحثين والمتخصصين، تبدأ بالجلسة الافتتاحية من الساعة العاشرة وحتى العاشرة والنصف صباحا، ويتحدث بها كل من: الدكتور أشرف العزازي أمين عام المجلس الأعلى للثقافة، والدكتور عبد المسيح سمعان مقرر المؤتمر والأستاذ بجامعة عين شمس وعميد معهد الإدارة والسكرتارية، والدكتور عطية الطنطاوي مقرر لجنة الجغرافيا والبيئة بالمجلس.
ويناقش المؤتمر عدة محاور منها: التغيرات البيئية والمناخية، ودور التربية والإعلام في الحد من التغيرات البيئية، والآثار الاجتماعية والاقتصادية للتغيرات البيئية.
ومن أبرز المتحدثون بالمؤتمر كل من: الدكتور فتحي أبو راضي أستاذ الجغرافيا الطبيعية وعميد كلية الآداب سابقاً بجامعة الإسكندرية، والدكتورة ريهام رفعت محمد أستاذ مناهج وطرق تدريس التربية البيئية بكلية الدراسات العليا والبحوث البيئية جامعة عين شمس، والدكتور أحمد حسن أستاذ الجغرافيا السياسية بجامعة القاهرة، والدكتور محمد إبراهيم شرف أستاذ الجغرافيا ونظم المعلومات الجغرافية بكلية الآداب جامعة الإسكندرية.