سد النهضة.. خبير يكشف التأثير الكارثي لـ التخزين الرابع على السودان
تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT
كشف الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، تأثير التخزين الرابع الكارثي لـ سد النهضة على السودان.
قال الدكتور عباس شراقي، إن هناك انتشارا للجفاف فى معظم السودان نتيجة انخفاض مياه الأمطار هذا العام، والتخزين الرابع لسد النهضة الذى مازال مستمراً منذ أول يوليو الماضي، وأظهرت الصور الفضائية (ولاية الجزيرة) الفرق الكبير بين حالة النيل الأزرق قبل بدء التخزينات في سد النهضة عام 2019، وأخرى أثناء التخزين الرابع 2023.
وأضاف الدكتور عباس شراقي في منشور عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، تحت عنوان “تأثير كارثى للتخزين الرابع على السودان”، أنه تلقى رسائل تأكيدية من أخوة أعزاء فى السودان تبين مدى الجفاف الذى أصاب كثير من المناطق السودانية مصحوبة ببعض الصور (فى التعليق الأول) من قرية كوري جنوب سد مروي بنهاية اغسطس وأول سبتمبر 2023، وجميع السكان على النيل الأزرق أو النيل الرئيسى فى انتظار مياة الفيضان، وهذه الحالة تحدث لأول مرة في التاريخ أن لا يأتى الفيضان حتى الأسبوع الأول من سبتمبر، كما هو الحال يوم وفاء النيل 15 أغسطس فى مصر بدون فيضان.
وأشار الدكتور عباس شراقي إلى أنه يتم حجز جميع مياه الفيضان منذ بدء الموسم فى أول يوليو حتى اليوم 4 سبتمبر 2023 بمقدار حوالى 20 مليار متر مكعب وهذه كمية كبيرة للغاية تفوق حصة السودان السنوية، و60% من حصة مصر من النيل الأزرق فقط، ويبلغ إجمالى التخزين 37 مليار متر مكعب عند منسوب حوالى 622 متر فوق سطح البحر.
وأوضح الدكتور عباس شراقي أنه رغم سوء الأوضاع المائية فى السودان إلا أن إثيوبيا تزيد المشكلة بإغلاق إحدى بوابتى التصريف فى أول سبتمبر الجارى والابقاء على البوابة الشرقية فقط لتمرير حوالى 50 مليون متر مكعب/يوم ، أدى تخزين مياه النيل الأزرق إلى انخفاض منسوب النهر وجفاف على الجانبين وتصحر الجروف التى كانت تصلها مياه الفيضان، وتوقف ملايين المزارعين الذين يعتمدون على الزراعة الفيضية عن الزراعة وضياع الموسم الزراعى، وتزامن ذلك مع انخفاض الأمطار فى مناطق مخرات السيول والروافد الداخلية وهو ما أثر على الامن الغذائى مجتمعاً مع دمار الحرب الداخلية منذ منتصف ابريل الماضى، كل ذلك وإثيوبيا لاترى أى أضرار من التخزين الحالى.
وهطلت بعض الأمطار، الأحد، لكن الوضع يظل صعب بصفة عامة، وهناك عدم اهتمام من اثيوبيا بمصالح مصر والسودان.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: سد النهضة السودان التخزين الرابع عباس شراقي الامطار الدکتور عباس شراقی مفاوضات سد النهضة التخزین الرابع النیل الأزرق
إقرأ أيضاً:
الاستثمار الصيني في مصر| فرصة استراتيجية لتعزيز الاقتصاد وتطوير الصناعة .. خبير يكشف
في خضم التوترات التجارية العالمية، واتساع نطاق السياسات الحمائية، بدأت الصين تبحث عن طرق جديدة للحفاظ على موقعها في سلاسل التوريد العالمية. ويبدو أن مصر، بما تملكه من موقع استراتيجي ومقومات اقتصادية واعدة، قد وجدت نفسها في قلب هذه التحولات. وفي هذا السياق، سلط الدكتور رمضان معن، أستاذ الاقتصاد بكلية إدارة الأعمال، الضوء على ما يمكن اعتباره "فرصة تاريخية" للاقتصاد المصري.
استراتيجية ذكية واستثمار ضخم
يرى الدكتور معن أن قيام بعض المُصنّعين والمُصدّرين الصينيين بنقل مصانعهم إلى مصر ليس مجرد تحرك مؤقت لتفادي الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة، بل هو خطوة استراتيجية ذات أبعاد طويلة الأمد. فقد بلغ عدد الشركات الصينية العاملة في مصر حتى الآن نحو 2066 شركة، بإجمالي استثمارات وصلت إلى 8 مليارات دولار، وهو رقم مرشح للزيادة مع استمرار تدفق الاستثمارات.
مصر كمركز صناعي إقليمي
وأكد الدكتور معن أن مصر تمتلك فرصة لتعزيز مكانتها كمركز صناعي إقليمي بفضل موقعها الفريد الذي يربط بين آسيا وأفريقيا وأوروبا. ويضيف أن جذب المصانع الصينية إلى الأراضي المصرية لا يعني فقط دخول رؤوس أموال جديدة، بل أيضاً تدفق عملات أجنبية، وتعزيز قدرات البلاد في التصنيع، مما ينعكس إيجاباً على الميزان التجاري والاقتصاد المحلي.
فرص عمل ونقل تكنولوجيا
من أبرز النتائج المتوقعة لهذا التوسع الصناعي الصيني في مصر هو توفير آلاف فرص العمل، خاصة في المجالات الصناعية التي تحتاج إلى عمالة مدربة. ويشير الدكتور معن إلى أن وجود شركات صناعية كبرى في مصر سيساهم كذلك في نقل تكنولوجيا متطورة وخبرات إدارية وفنية إلى العمالة المحلية، ما يُسهم في تطوير رأس المال البشري المصري.
دعم للجنيه وزيادة الاحتياطي النقدي
ومن زاوية اقتصادية أعمق، يلفت الدكتور معن إلى أن زيادة الصادرات الناتجة عن هذه المصانع ستعني طلبًا أكبر على الجنيه المصري، لتحويل عائدات التصدير، مما يعزز من قيمته أمام العملات الأجنبية. كما أن تدفق الاستثمارات الأجنبية يُسهم في رفع احتياطي النقد الأجنبي لدى البنك المركزي، وهو عامل مهم في دعم استقرار الجنيه والاقتصاد بشكل عام.
في ظل الأزمات الاقتصادية العالمية، تأتي الفرص أحيانًا متنكرة في شكل تحديات. ونقل المصانع الصينية إلى مصر هو أحد هذه الفرص التي يجب اغتنامها بحكمة وإدارة فعالة. فالأمر لا يقتصر على مجرد استثمار أجنبي، بل هو تحول استراتيجي يمكن أن يصنع فارقًا حقيقيًا في مستقبل الاقتصاد المصري إذا تمت إدارته برؤية وطنية طويلة المدى.