دبي التجاري العالمي: تعزيز مكانة دبي العالمية عبر أكثر من 100 فعالية ومعرض نهاية 2023
تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT
دبي في 5 سبتمبر / وام / يواصل مركز دبي التجاري العالمي دوره الاستثنائي في ربط مجتمعات الأعمال العالمية ببعضها البعض من خلال تنظيم واستضافة مجموعة مهمة من الفعاليات المرموقة ضمن قطاع "الاجتماعات والحوافز والمعارض والمؤتمرات" وذلك في إطار استعداده لانطلاق موسم فعاليات نهاية العام والذي يتوقع أن يكون من أكثر المواسم زخماً وحضوراً مما يعزز مكانة دبي كمركز عالمي رائد لسياحة الأعمال.
وفي هذا السياق أعلن المركز اليوم عن أجندة فعاليات الربع الأخير من هذا العام والتي تضم أكثر من 100 فعالية تجارية واستهلاكية تغطي قطاعات حيوية تشمل التكنولوجيا والاستدامة والأغذية والمشروبات والرعاية الصحية والاقتصاد الأخضر وغيرها.
وقال ماهر عبدالكريم جلفار نائب الرئيس التنفيذي في مركز دبي التجاري العالمي: "يؤدي المركز دوراً محورياً في تعزيز مكانة دبي كعاصمة عالمية ووجهة رائدة لقطاع الاجتماعات والحوافز والمؤتمرات والمعارض. وعاماً بعد عام نشهد نمواً ملحوظاً للفعاليات والمعارض الرئيسية مثل معرض "جيتكس جلوبال" ومعرض "عرب لاب+" ومعرض "الخمسة الكبار" والمؤتمر العالمي للاتصالات الراديوية وغيرها..ولا شك أن موسم فعاليات نهاية العام سيوفر فرصاً فريدة لجميع الشركات العارضة والمشاركين ومجتمعات الأعمال لتعزيز التواصل والتعاون المثمر بالإضافة إلى تسهيل الوصول إلى الأسواق العالمية وتعزيز تدفق الاستثمارات الأجنبية إلى الإمارة والمساهمة بشكل فعال في النمو المستمر لدبي كوجهة عالمية رائدة لسياحية الأعمال تماشياً مع أجندة دبي الاقتصادية D33 ".
وأضاف: "من دواعي فخرنا أن نختتم هذا الموسم الحافل بهذا العدد الكبير من الفعاليات والمعارض والمؤتمرات مثل مؤتمر الأطراف "COP 28" وغيره الكثير من الفعاليات والأحداث العالمية المرموقة..ومع اقتراب نهاية العام الجاري والذي تكلل بالعديد من النجاحات والإنجازات فإننا نتطلع قدماً لإستقبال العام القادم بأجندة واعدة.
ويشهد شهر سبتمبر الجاري انطلاق معرض إعادة تدوير البلاستيك ومعرض مستلزمات النوم معرض الشرق الأوسط للرغوة ومتعدد اليوريثان ومعرض الشرق الأوسط للواصق والطلاء والمواد العازلة في الفترة 5 إلى 7 سبتمبر ومعرض عروس الخليج الذي سيقام خلال الفترة من 13 إلى 17 سبتمبر وعرض ملكة الثلج الموسيقي يوم 16 سبتمبر ومعرض "الشرق الأوسط للوحات والتصميمات الإعلانية" ومعرض التواصل التجاري العالمي الذي سيعقد في الفترة من 18 إلى 20 سبتمبر ومؤتمر ومعرض الشرق الأوسط الدولي الثامن للأمراض الجلدية وطب التجميل خلال الفترة من 22 إلى 24 سبتمبر ومعرض "الفوركس" في الفترة من 26 إلى 27 سبتمبر.
ويعقد معرض "عرب لاب+" - الذي يعتبر منصة رائدة في مجال المختبرات والتحاليل - في الفترة 19 على 21 سبتمبر حيث من المقرر أن يستضيف أكثر من 10,000 مشارك و850 شركة عارضة على مدار ثلاثة أيام.
ويقام معرض الإمارات للوظائف "رؤية" – الذي يعتبر أكبر الفعاليات الرئيسية لتمكين الشباب الإماراتي وينظمه مركز دبي التجاري العالمي - في الفترة من 19 إلى 21 سبتمبر حيث يوفر ملتقى للتواصل والتوظيف وتنمية المهارات ويساهم في مساعدة الشركات على تحقيق أهداف التوطين الخاصة بها.
وسيقام "أوتوميكانيكا دبي" - أكبر معرض تجاري عالمي لخدمات ما بعد البيع للسيارات في الشرق الأوسط- خلال الفترة 2 إلى 4 أكتوبر حيث يستضيف شركات عارضة من أكثر من 55 دولة ستقوم بعرض أكثر من2,000 منتج.
ويعقد معرض الشرق الأوسط الزراعي يومي 9 و 10 أكتوبر المقبل وهو أكبر معرض تجاري وزراعي في المنطقة ويوفر منصة تستعرض جميع ما يتعلق بزراعة المحاصيل وتربية الأحياء المائية والبستنة وتربية الحيوانات.
ويقام معرض التكنولوجيا الأضخم "جيتكس جلوبال" بنسخته الثالثة والأربعين - والذي يمثل علامة فارقة في مسيرة نجاح مركز دبي التجاري العالمي - في الفترة من 16 إلى 20 أكتوبر وذلك بعد النجاح الكبير الذي حققته نسخة العام الماضي التي استقطبت 170 ألف مشارك منهم 40% من مختلف دول العالم الرائدة في مجال التكنولوجيا وحقق عائدا اقتصاديا قدره 2.6 مليار درهم حيث يعود هذا الحدث التكنولوجي الأكبر والأكثر شمولاً في العالم في نسخة جديدة ليجمع نخبة من ألمع العقول وشركات التكنولوجيا الأكثر تقدماً في العالم لتعزيز مستوى الأعمال والاقتصاد والمجتمع والثقافة من خلال قوة التكنولوجيا والابتكار.
كما يعود "بيوتي وورلد ميدل إيست" -أكبر معرض تجاري دولي في قطاع التجميل في المنطقة - إلى دبي في نسخته السابعة والعشرين في الفترة من 30 أكتوبر إلى 1 نوفمبر وذلك بعد النجاح الكبير الذي حققه في نسخة عام 2022 حيث يستضيف متحدثين عالميين بارزين لمناقشة آخر الصيحات والابتكارات العالمية في قطاع الجمال والتجميل.
وسيتم تسليط الضوء على قطاع التعليم في شهر أكتوبر مع عودة المعرض الدولي لمستلزمات وحلول التعليم "جيس "والذي يقام بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم في الفترة من 30 أكتوبر إلى 1 نوفمبر حيث يقدم المعرض في نسخة هذا العام أحدث المنتجات والحلول والخدمات المتطورة في مجال التعليم ويستضيف مؤتمر معتمد حول برنامج التطوير المهني المستمر بالإضافة إلى ندوات وورش عمل وحلقات نقاش تضم معلمين من مختلف أنحاء المنطقة.
وفي شهر نوفمبر سيجتمع خبراء الرعاية الصحية من جميع أنحاء العالم لحضور المؤتمر والمعرض الدولي العاشر لطب العائلة والملتقى السنوي لطب الأشعة ومؤتمر ومعرض دبي لأمراض وجراحة الأذن وأعصاب الأذن التي ستقام خلال الفترة من 31 أكتوبر إلى 2 نوفمبر حيث من المتوقع أن يحضرها 2,500 مشارك .
وسيتم تنظيم معرض"إكسبو أصحاب الهمم" في الفترة من 9 إلى 11 أكتوبر والذي يهدف إلى الارتقاء بحياة أصحاب الهمم لاسيما أن منطقة الشرق الأوسط يعيش فيها نحو 50 مليون من أصحاب الهمم.
ويعود معرض "جلفود للتصنيع" - أضخم فعالية تجارية متخصصة في ابتكارات المكونات الغذائية وحلول الآلات لقطاع الأغذية والمشروبات في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا - في الفترة من 7 إلى 9 نوفمبر المقبل مع التركيز على الإنتاج الغذائي المستدام وستضم نسخة هذا العام أكثر من1,600 شركة عارضة من أكثر من 60 دولة.
وتعقد "قمة ومعرض الموارد البشرية" يومي 24 و25 أكتوبر والتي تعد منصة للحوار وملتقى للمختصين الذين يتطلعون إلى اكتشاف أحدث التقنيات والتوجهات والتغييرات التي يشهدها قطاع الموارد البشرية.
وينطلق المؤتمر العالمي للاتصالات الراديوية في مركز دبي التجاري العالمي في الفترة من 6 نوفمبر إلى 19 ديسمبر حيث يعد هذا الحدث بمنزلة منتدى لصنع القرار للحكومات والهيئات ذات العلاقة ومنصة لمراجعة اللوائح والمعاهدات الدولية ومناقشة القضايا الرئيسية ذات التأثير العالمي على الراديو والاتصالات الراديوية والأقمار الاصطناعية وغيرها من المجالات المتصلة.
ويشكل معرض "ويتيكس"ودبي للطاقة الشمسية - الذي تنظمه هيئة كهرباء ومياه دبي "ديوا" - أكبر معرض للاستدامة وتكنولوجيا الطاقة النظيفة في المنطقة حيث سيقام هذان الحدثان التوأمان في الفترة من 15 إلى 17 نوفمبر.
ومن الفعاليات المميزة الأخرى التي تقام خلال شهر نوفمبر معرض "المرور الخليجي" ومعرض "عالم الورق في الشرق الأوسط" اللذان سيقامان في الفترة من 21 إلى23 نوفمبر ومعرض دبي لكمال الأجسام خلال الفترة من 24 إلى 26 نوفمبر ومعرض الشرق الأوسط للتبغ يومي 27 و28 نوفمبر والمعرض الدولي للملابس والمنسوجات ومعرض "براندس أوف إنديا" في الفترة من 27 إلى 29 نوفمبر.
واحتفاء بمرور 43 عاماً من التميز سيعقد معرض "الخمسة الكبار -Big 5 Global" في الفترة من 4 إلى 7 ديسمبر المقبل حيث يعد هذا الحدث الرائد الذي يغطي منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا حجر الأساس في قطاع البناء والإنشاءات منذ أربعة عقود ومن المتوقع أن يحضره نحو 68 ألف مشارك من أكثر من 150 دولة ونحو 2,200 شركة عارضة.
وسيقام "عرب بلاست" - المعرض التجاري الدولي الرائد في مجال صناعات البلاستيك والبتروكيماويات والتعبئة والتغليف والمطاط - في الفترة من 13 إلى 15 ديسمبر.
ويعد معرض "تشاينا هوم لايف" الذي سيعقد في الفترة من 19 إلى 21 ديسمبر الفعالية الأشمل على مستوى المنطقة في مجال المنتجات الصينية حيث يجمع المستوردين والتجار من منطقة الشرق الأقصى والشرق الأوسط ويوفر فرصة مثالية للزوار للحصول على أحدث السلع والمنتجات مباشرة من آلاف الشركات الصينية الرائدة.. فيما يقام معرض الشرق الأوسط للمنتجات الطبيعية والعضوية خلال الفترة من 12 إلى 14 ديسمبر.
رضا عبدالنور/ حليمة الشامسي
المصدر: وكالة أنباء الإمارات
كلمات دلالية: معرض الشرق الأوسط خلال الفترة من من الفعالیات فی الفترة من منطقة الشرق أکبر معرض فی مجال من أکثر أکثر من
إقرأ أيضاً:
النظام العالمي والشرق الأوسط الجديد
الجِدة في التسمية، لم تخف القبح والإجرام في حق الشعوب العربية والإسلامية، لأنه نظام استعماري يعتمد على إخفاء كل مظاهر الإجرام والطغيان والاستغلال والفساد تحت عناوين خادعة؛ فسلب خيرات الشعوب واستعبادها والدول المستهدفة نامية أو من دول العالم الثالث وهكذا.
عندما انتصر تحالف الدول الأوروبية في الحرب العالمية الأولى، اتفقوا على إنشاء عصبة الأمم لتمكينهم من استكمال تحقيق أهدافهم من خلالها كمظلة لتمرير مؤامراتهم وإجرامهم، لكن تحت مسمى المجتمع الدولي؛ ظاهر الأمر أنها لتنظيم الأسرة الدولية.. والحقيقة هي تأمين السيطرة الاستعمارية واستلاب الثروات ومصادرة السيادة وبالتالي حراسة الإجرام والاستعباد وضمان استمرار التفوق العسكري والتقني والاقتصادي لذلك التحالف واستدامة الانحطاط والتخلف لبقية الدول وأبرز مثال على ذلك تقنين الانتدابات والوصاية علة بقية الدول.
الثورات التي كانت تحدث إما أن يتم إجهاضها أو التحكم بمخرجاتها من خلال زرع العملاء وتسليمهم زمام الأمور، وهو ما حدث في كثير من الأقطار إلا في القليل والنادر الذي لا حكم له أو بالتدخل المباشر وفرض الأمر بقوة الحديد والنار.
استمر الأمر على ما هو عليه، لكن بروز قوى جديدة على الساحة مثل أمريكا والاتحاد السوفيتي وهزيمة دول المحور، أسقط عصبة الأمم، لأنها كانت تخدم توجهات التحالف الأوروبي لصالح إنشاء منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن من أجل التحكم في مخرجات وقرارات الأجماع الدولي وفرض الأيديولوجيات والتحكم بالشعوب والأمم، لكن تحت مظلة الإرادة الدولية.
انحسر النفوذ الأوروبي قليلا وبرز التنافس بين المعسكرين (الاشتراكي والرأسمالي) أيهما يستطيع السيطرة والاستحواذ على العالم من خلال اللعبة الدولية، وشهد العالم صراعات دامية لصالح الإجرام بشقيه، لكن امتلاك المعسكر الرأسمالي مناطق الثروات أجّل سقوطه إلى حين ولكنه عجّل بسقوط المعسكر الاشتراكي.
الدول التي اعتمدت على قدراتها وإمكانياتها، استفادت من التجاذب القطبي بين المعسكرين، أما الشعوب التي عوّلت على الاحتماء بالنفوذ فقط، لم تحقق أي نهضة، بل رهنت مقدراتها لدى ساسة الإمبريالية والرأسمالية الجديدة الأكثر طمعا وجشعا والتي لا يماثلها إلا الاستعمار الأوروبي الذي أباد سكان أمريكا من الهنود الحمر واستعبد قارة افريقيا وغيرها من القارات لصالحه.
العالم العربي والإسلامي وُضع تحت قائمة الأمم التي يجب عدم السماح لها بامتلاك قراراتها أو الاستفادة من ثرواتها وكل قطر سعى لتحقيق نهضة، تم تدميره، بينما نهضت أمم من كبوتها واستطاعت أن تنافس في كل المجالات المسموح بها، واستثناء في غير المسموح به مثل باكستان والهند ودول النمور الآسيوية واليابان وغيرها .
النظام العالمي يعتمد على الحروب في فرض أيديولوجيته وسياسته وإذا كان بعد الحرب العالمية الأولى قد أوجد نظام العُصبة وبعد الثانية أوجد الأمم المتحدة، فها هو اليوم وبعد سقوط النظام القطبي يسعى لفرض نظام القطب الواحد من خلال شن الحروب التي يريد بها القضاء على الأنظمة المخالفة وتأكيد السيطرة وإثبات الوجود، وهو ما تعمل عليه أمريكا مع المتحالفين معها من خلال السعي لإنشاء القطب الواحد الذي تتفرد فيه مع وجود كيانات إقليمية وغيرها، لكن تحت سيطرتها ولحساب تنفيذ السياسة الأمريكية.
معظم الأنظمة في العالمين العربي والإسلامي لأنها صُنعت من الخارج، وُضعت على هامش التاريخ ولذلك فقد صيغت أيديولوجيتها في الماضي على تنفيذ أجندات ومصالح المعسكرين (الاشتراكي والرأسمالي)، فبعضهم يحارب مع المعسكر الاشتراكي وبعضهم يحارب مع المعسكر الرأسمالي وبعد سقوط الاشتراكية تمت صياغة أيديولوجيات لحماية مصالح التحالف الصهيوني الصليبي، لكن تحت عنوان (مكافحة الإرهاب) خاصة وقد أوجد الإجرام المبرر لشن الحرب على الدين الإسلامي وتحت عناوين إسلامية وبإمكانيات وثروات إسلامية وأسماء وصور مسلمين.
الأنظمة استغلت العنوان لتوطيد أدواتها والقضاء على الخصوم السياسيين والمنافسين وحتى المظاهر الديمقراطية التي تم السماح بها لا تعني شيئا إذا لم تحم مصالح التحالف الصهيوني الصليبي وهو ما قاله زعماء الغرب “لا نريد ديمقراطية إذا أتت بالإسلاميين إلى السلطة”.
أمريكا وتحالفها استغلت عنوان (مكافحة الإرهاب) لمد نفوذها وسيطرتها إلى كل الأماكن التي تعارض سياستها وأوجدت تحالفات لإبادة العرب والمسلمين، حتى الفتاوى حصلت عليها ووصل الحال ببعض هذه الفتاوى إلى تأييد ودعم الإجرام اليهودي والهندوسي والبوذي واستحلال دماء الإسلام والمسلمين.
النظام العالمي الجديد الذي يُراد الوصول إليه يعتمد على فرض الرؤية والهيمنة الأمريكية دون منازع وضمان السيطرة والتفوق لكيان الاحتلال في إطار ما يطلق عليه (الشرق الأوسط الجديد) وذلك لحماية المصالح الأمريكية والغربية في الوطن العربي وحماية الأنظمة التي تدين بالولاء للغرب والقضاء على كل محاولات التغيير والتطور، بالإضافة إلى مواجهة التغلغل والتمدد للقوى المنافسة، باعتبار الوطن العربي منطقة نفوذ مغلقة لصالح التحالف الصهيوني الصليبي.
تركيز النظام الدولي الجديد على استهداف الدين الإسلامي دون القوى والأيديولوجيات الأخرى، لأنه يستطيع القضاء على القوة الروسية بالقوة من خلال الحرب الأوكرانية التي تمولها أوروبا ويستطيع مواجهة الصين كقوة اقتصادية وعسكرية أيضا، أما الإسلام فقد تم تحطيم القوة المادية، لكن القوة الروحية والصحوة الدينية هي أهم ما يثير رعب النظام الرأسمالي والاستعماري الذي أساسه الأنانية والسعي للسيطرة على ثروات الأمتين العربية والإسلامية، وكل ذلك بفضل الأنظمة التي أوجدها ويخشى أن تذهب كل مصالحه ويخسر كل نفوذه في حال زوالها.
مفكرو السياسة الاستعمارية يبررون ذلك تحت شعار أو عنوان (صراع الحضارات)، فالتفوق الحضاري للغرب يقابله التخلف والانحطاط، خلق صراعا حضاريا، متناسين الإجرام المستمر والمتواصل، سواء مباشرة أو بواسطة الخونة والعملاء ومصادرة حريات الشعوب وسيادتها وثرواتها لصالح الاستعمار بأشكاله المتلونة وحقيقته القذرة التي لم تتغير؛ وهناك من المفكرين من يرى أن الحرب على الإسلام بمثابة استراحة استعداد لجولة قادمة من الصراع، فالإسلام والعالم الإسلامي خصم سهل، لكن العائدات كبيرة، أما المواجهة المرتقبة فستكون بين شركاء التحالف أمريكا وأوروبا، لأن النظام الذي يراد الوصول إليه لا يقبل القسمة على أكثر من واحد وهو ما طرحه المفكر الراحل الدكتور جمال حمدان قبل اغتياله من قبل من الموساد الإسرائيلي.
وإذا كان معظم مفكري الغرب يرون أن الدول العربية قد تختفي من الوجود بأي شكل من الأشكال، فإن مذكرات وزراء المستعمرات الذين صاغوا الخرائط القُطرية ووضعوا الحدود واعتمدوا على إثارة النعرات والاختلافات كأساس للواقع العربي، يتمنون أن تستمر الأوضاع كما هي عليه ولا يستفيق منها بسرعة، لأن ذلك سيؤدي إلى انهيار مشاريع القُطرية والتجزئة التي يراهنون عليها.
الحرب على غزة والحرب على محور المقاومة، تهدف إلى الحفاظ على المكون الأساسي لحماية مشاريع التجزئة والفُرقة والشتات الذي بدأ كمشروع استعماري لخدمة التحالف الصهيوني الصليبي ويسعى للتحول إلى قوة اقليمية تحكم العالم، وبينما تريد أمريكا القول إنها هي الحاكمة والمتحكمة فيه (كيان الاحتلال)، يثبت عكس ذلك وهو أن أمريكا ليست سوى أداة من أدواته وحتى الدول الأخرى التي قد تختلف معه، لكنها على الأقل تراعي مصالحه ولا تتعارض مع سياساته.
النظام العالمي الجديد ومثله الشرق الأوسط، لعبة إجرامية لتكريس النفوذ على حساب دماء الشعوب باستغلال التفوق العسكري والتكنولوجي والاقتصادي، وإذا كان يسمح للدول الأخرى بامتلاك أسلحة الدمار الشامل، فإنه يعمل جاهدا على تدمير كل قدرات الدول العربية والإسلامية واحدة تلو أخرى، فها هو يعتدي على إيران ويصرّح برغبته في ضرب باكستان تاليا لكنه في المقابل يدعم القدرات النووية الهندية ولا يسمح بالحديث عن القدرات الإجرامية للكيان المحتل، ولا يستطيع أحد المطالبة بخضوعه للوكالة الدولية للطاقة الذرية، لأنهم يعتبرون ذلك من قبيل معاداة السامية.