الهند أم بهارات؟ سؤال بات مطروحا على منصات التواصل الاجتماعي، وتصدر تريند المملكة العربية السعودية خلال الساعات القليلة الماضية، فما القصة؟

بعد قرون عديدة على تسمية الهند بهذا الاسم، تدرس الحكومة الهندية تغيير اسم البلاد إلى «بهارات»، خلال الجلسة الخاصة المقبلة للبرلمان المقرر عقدها في الفترة من 18 إلى 22 سبتمبر.

وتزايدت مطالبات حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم في الهند على إعادة تسمية الهند باسم «بهارات»، حيث كتب عضو البرلمان الهندي عن هذا الحزب هيمانتا بيسوا سارما: «جمهورية بهارات.. سعيد وفخور بأن حضارتنا تتقدم إلى الأمام بجرأة نحو (عصر أمريت كال) رؤية الهند 2047».

وخلال جلسة البرلمان الموسمية التي اختتمت مؤخرًا، طالب النائب عن حزب بهاراتيا جاناتا راجيا سابها، ناريش بانسال، بإزالة كلمة الهند من الدستور، بحجة أنها ترمز إلى العبودية الاستعمارية.

وقد ردد زميله النائب عن حزب بهاراتيا جاناتا هارناث سينج ياداف نفس الأمر داعيا إلى تعديل دستوري لاستبدال كلمة الهند بكلمة «بهارات».

وأوضح سياسيون أن «بهارات» هو الاسم القديم لبلادهم، الذي قام المستعمر البريطاني بتغييره إلى الهند، مشددين على أن الهند كانت معروفة لآلاف السنين باسم «بهارات».

كما عبر رئيس الوزراء ناريندرا مودي في الماضي عن رغبته في تغيير اسم البلاد، ففي 15 أغسطس 2022، ناشد «مودي» المواطنين أن يأخذوا خمسة تعهدات، أحدها التحرر من كل أثر للعبودية واعتبر هذا بمثابة لفتة رمزية نحو احتضان الهوية الأصلية للبلاد.

REPUBLIC OF BHARAT - happy and proud that our civilisation is marching ahead boldly towards AMRIT KAAL

— Himanta Biswa Sarma (@himantabiswa) September 5, 2023

التكهنات التي أوضحت تغيير اسم الهند إلى «بهارات»

يذكر أن الطائرة الخاصة التي تستخدم لنقل الرئيس ونائب الرئيس ورئيس الوزراء مكتوب عليها اسم «بهارات».

وخلال دعوة العشاء الرسمية لمندوبي مجموعة العشرين من راشتراباتي بهوان يوم الثلاثاء، ظهرت الدعوة مكتوب عليها «رئيس بهارات» بدلاً من «رئيس الهند» كما هو معتاد.

الهند «بهارات»لماذا تريد الهند تغيير إسمها إلى «بهارات» وما هي كلمة «بهارات»

تغيير اسم الهند إلى «بهارات» هي لفتة رمزية نحو هوية البلاد الثقافية والتاريخية، حيث كانت كلمة بهارت قديمًا هي اسم دولة الهند حديثًا، وارتبط اسم الهند منذ القدم بالتوابل وتميزت بوجباتها ذات البهارات الكثيرة التي أصبحت رمزا لا يستطيع أي مطبخ في العالم تقريبا أن يستغني عنها.

وعندما يسمع أحد عن الوجبات الهندية سواء كانت نباتية أو حيوانية فلعل أول ما يخطر بباله هو أنه لابد من ان تكون هذه الوجبة حارة ومفلفلة لكثرة التوابل التي استخدمت لإعدادها وكيف لا واسم هذا البلد مقترن بالتوابل منذ القدم.

وشهرة التوابل الهندية أقدم من التاريخ المسجل وتعود الى نحو سبعة آلاف عام على الرغم من أن بعض المؤرخين الهنود يقولون إن سكان شبه القارة الهندية استخدموا التوابل في طهي وجباتهم منذ نحو 52 الف عام مشيرين إلى أن اكتشاف هذه التوابل وإمكانية استخدامها في الطهي تم مصادفة.

وقال دليب داس مؤلف كتاب الاقتصاد المالي لآسيا، إن الحروب كانت تشن في قديم الزمان بسبب التوابل حيث كان العالم العربي يسيطر على تجارة التوابل من خلال الطرق البحرية التي كانت تربطه بالهند وجذبت نفحة التوابل التجار العرب الى سواحل ولاية كيرالا جنوبي الهند التي اشتهرت حينها بالتوابل عالية الجودة.

وأضاف أن بعض المؤرخين يرجعون بداية تجارة التوابل بين الهند والعالم العربي إلى ثلاثة آلاف عام قبل الميلاد حيث كان الفلفل الاسود ملك التوابل والهيل ملكتها مبينا أنه على الرغم من مرور قرون لا تزال التوابل الهندية تستحوذ على نكهة الطعام العربي.

اقرأ أيضاًمن الهند إلى بهارات.. القضاء في ورطة بسبب تعديل اسم الدولة في الدستور

المركزي الهندي: حصة دول «بريكس» في الناتج المحلي العالمي ترتفع لـ30%

«شبرا للصناعات الهندسية» تنجح في تجديد شهادة الأيزو الخاصة بصناعة المحركات

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الهند المسلمين في الهند دولة الهند الهنود الهندوس سكان الهند جنوب الهند حقيقة الهند الهندي الهند تغير اسمها إلى بهارات دولة بهارات أخبار الهند تغییر اسم

إقرأ أيضاً:

الحرف التقليدية.. «هوية واقتصاد» في «اصنع في الإمارات»

أبوظبي (وام)
جمعت جلسة «الحرف التقليدية الإماراتية.. هوية، واقتصاد، واستدامة» التي نظمها مجلس «إرثي للحرف المعاصرة»، بالتعاون مع وزارة الثقافة، ضمن فعاليات معرض «اصنع في الإمارات» 2025، نخبة من أبرز المؤسسات والمراكز الوطنية المعنية بالحرف والتراث والثقافة في حوار استراتيجي يهدف لتوحيد الرؤى حول مستقبل الحرف التقليدية كقوة اقتصادية وثقافية.
شارك في الجلسة كل من أسماء الحمادي، الوكيل المساعد لقطاع تنمية المبدعين المكلف في وزارة الثقافة، وريم بن كرم، مدير عام مجلس «إرثي» للحرف المعاصرة، وسلامة الشامسي مديرة إدارة المواقع الثقافية في «دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي»، وهند المحيربي مدير إدارة مشروع «الغدير» للحرف الإماراتية، وغالية المناعي، رئيسة الشؤون الاستراتيجية في الاتحاد النسائي العام، وفايز سعيد اليماحي نائب المدير العام لمركز غرس للتمكين الاجتماعي.

وأكدت أسماء الحمادي، خلال الجلسة، أن الحرف التقليدية تخلق فارقاً مميزاً وقيمة، لافتة إلى أي منتج معاصر، حتى وإن اقتصر حضورها على لمسات بسيطة تضاف إليه، لما تحمله تلك الحرف من قيمة ثقافية وجاذبية فريدة، مشيرة إلى أن وزارة الاقتصاد تعمل على حماية الملكية الفكرية للمنتجات التراثية المحلية باعتبارها خطوة أساسية لتعزيز حضورها التجاري محلياً وعالمياً عبر إطلاق مبادرة المؤشرات الجغرافية.
وكشفت عن إطلاق وزارة الثقافة سجلاً وطنياً للحرفيين يهدف إلى تمكينهم من الوصول إلى الأسواق العالمية وربطهم بمنظومة الاقتصاد الإبداعي، بما يرسّخ استدامة الحرفة ويرفع من قيمتها المعنوية والمادية.
وأكدت ريم بن كرم أن مجلس «إرثي» للحرف المعاصرة يسهم في تحويل الحرف اليدوية الإماراتية إلى رافد اقتصادي وثقافي عبر إعادة تقديمها برؤية معاصرة تفتح آفاقاً واسعة للتسويق المحلي والعالمي، مشيرة إلى أن المجلس انطلق بدعم حرفية واحدة ليحتضن اليوم أكثر من 500 حرفية بفضل برامج تدريبية متخصصة وشراكات عالمية أسهمت في نقل الحرف الإماراتية إلى منصات دولية.

أخبار ذات صلة «غذاء القابضة» تستخدم تقنيات SAP بمجال الذكاء الاصطناعي لتعزيز التحول الرقمي تعاون بين «إيدج» و«سبيشاليست ميكانيكال إنجنيرز» لتصنيع مكونات المركبات البرية بالإمارات

وأشارت إلى تبني المجلس لنهج متكامل في الاستدامة الثقافية والاقتصادية والبيئية، مشيدة بتجارب التعاون مع مؤسسات عالمية كبيرة ساعدت على دمج الحرفيات في المنظومة الإبداعية العالمية وتمكينهن من تأسيس علامات تجارية محلية منافسة.
وأكدت غالية المناعي أن مركز الصناعات التراثية والحرفية، الذي تأسس عام 1978 بمبادرة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات» رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، وبدعم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، يُعد أول مركز وطني متخصص يُعنى بتمكين الحرفيات الإماراتيات وصون التراث، ويشكّل حاضنة متكاملة تدعم الحرفيات من خلال صرف مكافآت شهرية وتدريب مهني متقدم في 6 مشاغل متخصصة، تُعنى بإحياء الحرف الإماراتية الأصيلة مثل «السدو»، «التلي»، «الخوص»، «النسيج»، «الخياطة»، «التطريز»، والفنون الحديثة.
وقالت: "تم تطوير تطبيق «متجري» لتسويق منتجات الأسر المنتجة الفائزة بجائزة القمة الحكومية في 2015، إلى جانب جهود التوثيق المعرفي عبر كتيبات والمحتويات الرقمية، وبرنامج «السنع» لنقل القيم الإماراتية للأجيال"، مشيرة إلى الحضور الدولي للمركز من خلال المعارض الدولية والعلامة التجارية «بتسة».
وأضافتإن الحرفيات المنتسبات بالمركز يُلقّبن بـ«حاميات التراث» تكريماً لدورهن في صون الهوية الإماراتية ونقلها بفخر إلى المستقبل.
وأكدت هند المحيربي أن مشروع «الغدير» يركّز، منذ تأسيسه عام 2006، على تمكين الحرفيات اقتصادياً من خلال إنتاج حرفي معاصر يستند إلى المنتجات التقليدية، موضحة أن المشروع لا يقتصر على التدريب وتوفير المواد الخام، بل يتكفّل أيضاً بتسويق المنتجات محلياً ودولياً عبر المعارض والمتاجر لضمان دخل مستدام للمنتسبات، لافتة إلى أن التسويق يمثل التحدي الأكبر باعتباره الأداة الأهم لوصول الحرفيات إلى الجمهور المستهدف، وأشارت إلى خطط المشروع لافتتاح متاجر في عدد من المعالم السياحية البارزة في أبوظبي لتوسيع نطاق الانتشار.
وأوضح فايز سعيد اليماحي أن مركز غرس للتمكين الاجتماعي التابع لجمعية الفجيرة الخيرية يركِّز على تطوير منتجات الأسر المنتجة لتمكينها اقتصادياً، من خلال بناء شراكات استراتيجية مع مؤسسات حكومية وشركات خاصة، مشيراً إلى أن المركز يعمل على دعم الأمهات الحرفيات وتسويق منتجاتهن.
وأشاد بدور الجيل الجديد خصوصاً الفتيات في تسويق منتجات أمهاتهن عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ما أسهم بشكل ملموس في رفع المبيعات، مشيراً إلى أن المركز يستعد لإطلاق منصة رقمية خاصة تعزز من حضور الحرفيات في الفضاء الرقمي، وتفتح لهن آفاقاً جديدة للتوسع والتواصل مع الأسواق.

مقالات مشابهة

  • الاحتلال يقتل يقين.. الطفلة التي كانت تصوّر وجع غزة
  • باكستان تمدد إغلاق مجالها الجوي أمام الطائرات الهندية حتى 24 يونيو المقبل
  • الأمة.. إشكالية هوية ما بعد التاريخ (3)
  • الكشف عن خطة تستهدف تركيا وأذربيجان.. والدول التي تقف وراءها
  • الحرف التقليدية.. «هوية واقتصاد» في «اصنع في الإمارات»
  • فينيسيوس يودع لوكا مودريتش: كانت كرة القدم التي تقدمها فنا
  • المواجهة الهندية الباكستانية.. توازن جديد في نزاع مزمن
  • قوة خفية تمزق إفريقيا ببطء!
  • النجمة الهندية آيشواريا راي تلفت الأنظار على السجادة الحمراء بمهرجان كان
  • مجلس الشيوخ الأمريكي يعتزم التحقيق في هوية الشخص الذي أدار البلاد بدلا من بايدن