تعاون بين "مياه الجيزة" وجميع الجهات بالمحافظة لتعزيز ثقافة الترشيد
تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT
قال المهندس منصور بدوي رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالجيزة، إن الحفاظ على كل نقطة مياه مسؤولية الجميع، مشيراً إلى أن الشركة تُولي اهتمامًا بالغاً بنشر رسائل التوعية المائية، بالتعاون مع كافة الجهات بمحافظة الجيزة.
وأوضح المهندس منصور بدوي، أن أحياء الطالبية والعمرانية، شهدا حملات توعية مباشرة مع الجمهور، بالتعاون مع محافظة الجيزة، حيث استهدفت تلك الحملات إرشاد المواطنين بالسلوكيات الصحيحة في استخدام المياه والاستخدام الأمثل لشبكات الصرف الصحي.
وشهدت قرية الحي بمركز الصف جنوب محافظة الجيزة، والذي يشهد أعمال المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" تنفيذ قافلة مائية شاملة لخدمات مياه الشرب والصرف الصحي، تم خلالها رفع عينات مياه عشوائية من منازل المواطنين للتأكد من جودتها ومطابقتها للمواصفات القياسية لمياه الشرب، واستطلاع رأى المواطنين حول الخدمات التي تقدمها الشركة، وتوزيع مطبوعات للتوعية المائية.
وتابع رئيس مياه الشرب بالجيزة، واصل فريق التوعية تنفيذ فعاليات أنشطته التوعوية، بالتعاون مع الكنيسة المصرية، حيث شهدت كنائس: القديس أبانوب بالبراجيل، والسيدة العذراء بكفر حكيم، والأنبا رويس بحدائق الأهرام، وأبو سيفين بالمطار، العديد من الأنشطة التوعوية، تضمنت ندوات للتوعية المائية، وتوزيع مطبوعات تحمل رسائل التوعية المائية، وورش لتعليم مبادئ السباكة المنزلية الخفيفة لصيانة وإصلاح السباكة التالفة، وأنشطة تفاعلية للأطفال من رواد الكنائس، والتعريف بقنوات التواصل المختلفة مع الشركة.
وفي إطار الزيارات الميدانية التي تستقبلها محطات مياه الشرب ومعالجة الصرف الصحي بالجيزة، استقبلت محطة مياه إمبابة، زيارة ميدانية من نادي الطالبية الرياضي، حيث تناولت الزيارة إلقاء الضوء على الجهود التي تبذلها الدولة من أجل الحصول علي كوب مياه نظيف، بالإضافة إلى شرح تفصيلي عن مراحل تنقية المياه، بدءاً من نهر النيل، ومروراً بمراحل التنقية المختلفة، ووصولاً بالمياه النقية، وتوزيع مطبوعات تحمل العديد من الرسائل التوعوية؛ تهدف إلى الحث على أهمية الحفاظ على المياه.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الخدمات التي تقدمها الزيارات الميدانية المبادرة الرئاسية حياة كريمة میاه الشرب
إقرأ أيضاً:
بين القصف والعطش.. مياه الشرب تتحول لعملة نادرة في السودان
في ظل حرب لم تترك للبنية التحتية مجالا للصمود، تحولت مياه الشرب في السودان إلى مورد نادر يتصارع عليه النازحون في مدن أنهكها القصف، ومعسكرات اختنقت بالاكتظاظ، لتغدو أزمة العطش وجها آخر للمأساة الإنسانية المتفاقمة.
وتبرز مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان، بوصفها نموذجا صارخا لهذه الأزمة، إذ تستضيف نحو مليون نازح فرّوا من مناطق القتال، في وقت تعاني فيه المدينة نقصا حادا في إمدادات المياه يقدَّر بنحو 50% عقب تدمير مصادرها الرئيسية خلال المواجهات.
وبحسب مصادر محلية، فإن هيئة المياه تحاول تعويض جزء من هذا العجز عبر التوسع في حفر الآبار الجوفية داخل المدينة، والتي تنتج حاليا قرابة 3 آلاف متر مكعب يوميا، غير أن ارتفاع نسبة الملوحة يجعل معظم هذه المياه بحاجة إلى معالجة إضافية.
ومع تدفق أعداد كبيرة من النازحين من ولايات كردفان، تقلصت حصة الفرد من المياه إلى مستويات مقلقة وسط ضغط متزايد على مراكز الإيواء، مما خلق أزمات مركبة تتجاوز العطش لتشمل مخاطر صحية وبيئية متصاعدة.
ولا تختلف الصورة في مخيم "طينة" على الحدود التشادية، حيث يواجه اللاجئون السودانيون شحا حادا في المياه الصالحة للشرب، وتضطر العائلات للاصطفاف لساعات طويلة من أجل الحصول على كميات محدودة لا تلبي احتياجاتها اليومية.
وتروي لاجئات من المخيم معاناة مستمرة مع مصادر مياه بعيدة وغير نقية، في ظل وصول متقطع لصهاريج المياه التي توفرها المنظمات، والتي لا تكفي الأعداد الكبيرة من المحتاجين، لتتحول المياه إلى مصدر توتر يومي داخل المعسكرات.
حلول إسعافيةويؤكد مراسل الجزيرة من مدينة الأبيض الطاهر المرضي أن المدينة فقدت نصف مصادرها المائية بعد تدميرها، مما دفع السلطات المحلية إلى حلول إسعافية، مثل حفر مضخات جديدة لا تغطي سوى نسبة محدودة من الاحتياج الفعلي.
إعلانويشير المرضي إلى أن المياه المستخرجة من بعض هذه المصادر ذات ملوحة مرتفعة، مما يجعلها غير صالحة للشرب، في حين يتكدس النازحون حول أي مصدر يوفر ماء عذبا، في مشهد يعكس عمق الأزمة الإنسانية.
وتتفاقم هذه المعاناة في ظل وجود عشرات الآلاف من الأطفال داخل المعسكرات ممن يحتاجون إلى مياه نظيفة للحد من الأمراض المنقولة بالمياه، في وقت تتراجع فيه الخدمات الصحية بشكل حاد.
وفي العاصمة ومحيطها، يوضح مراسل الجزيرة أسامة سيد أحمد من الخرطوم بحري أن المعارك السابقة ألحقت دمارا واسعا بمحطات المياه والآبار، مما جعل الحصول على مياه الشرب تحديا يوميا للسكان.
ويشير إلى أن جهودا محلية أعادت تشغيل بعض الآبار باستخدام الطاقة الشمسية لتوفير المياه لآلاف الأسر، غير أن هذه المبادرات تبقى محدودة مقارنة بحجم الدمار الذي طال شبكة المياه في العاصمة.
تأثير بالغ للحرب
من جهته، يقر وزير البنى التحتية والتنمية العمرانية بولاية شمال كردفان معاوية آدم بأن الحرب "أثرت بشكل بالغ على قطاع المياه"، موضحا أن احتياجات مدينة الأبيض اليومية تبلغ نحو 70 ألف متر مكعب من مياه الشرب.
ويقول آدم إن الدمار والنهب طال جميع محطات المياه تقريبا، مما أدى إلى فقدان كميات كبيرة من الإنتاج، مشيرا إلى أن الولاية تمكنت، بعد تحسن نسبي في الوضع الأمني، من توفير نحو 35 ألف متر مكعب فقط، أي ما يعادل نصف الاحتياج.
ويوضح الوزير أن هذه الكمية توزعت بين مصادر جنوبية وآبار جوفية داخل المدينة، لكنها لا تكفي لتغطية الطلب المتزايد، خاصة مع استضافة الأبيض لأكثر من 160 ألف أسرة نازحة، الأمر الذي خفّض حصة الفرد اليومية إلى نحو 10 لترات فقط.
ويضيف أن حكومة الولاية، بالتعاون مع المنظمات الدولية والمحلية، تسعى إلى توسيع الإنتاج وإعادة تأهيل المصادر الشمالية فور تحسن الأوضاع الأمنية، إلا أن التحديات لا تزال كبيرة في ظل استمرار النزوح.
وضع صعب للغاية
وعلى مستوى إقليم دارفور، يصف مسؤول العمليات في المجلس النرويجي للاجئين نواه تايلر الوضع الإنساني بأنه "صعب للغاية"، خاصة مع دخول الموسم الجاف وتزايد أعداد الفارين من مناطق النزاع.
ويشير تايلر إلى أن بعض المخيمات، مثل مخيم طويلة، تؤوي مئات الآلاف من النازحين، في وقت لا يتوفر فيها سوى عدد محدود جدا من نقاط توزيع المياه، مما يضع آلاف الأشخاص في مواجهة مباشرة مع العطش.
ويحذر من أن الأوضاع الأمنية وتعقيدات الوصول تعيق عمل المنظمات الإنسانية، رغم محاولاتها توفير مواد لتعقيم المياه، وتقديم مساعدات نقدية ودعم للمستجيبين الأوائل.
ويؤكد أن استهلاك مياه ملوثة يهدد حياة الفئات الأكثر هشاشة، من أطفال وكبار سن ومرضى، في ظل ضعف الخدمات الصحية، مشددا على ضرورة ضمان وصول إنساني آمن وكافٍ لتفادي تفاقم الكارثة.
وبين القصف وشح المياه، تتكشف ملامح أزمة إنسانية عميقة في السودان، حيث لم تعد مياه الشرب مجرد خدمة أساسية، بل تحولت إلى معركة يومية للبقاء، في انتظار استجابة دولية عاجلة تتناسب مع حجم المأساة.