المسلة:
2025-05-16@16:34:20 GMT

الوطن والكرامة

تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT

الوطن والكرامة

6 سبتمبر، 2023

بغداد/المسلة الحدث:

رحيم المالكي

وما اكثر من باع كرامته فمن باع كرامته لايمكن ان يدافع مهماكانت لديه القوة  “واللي بعبه طلي يمعمع”.. حدث وأثناء وجود الاستعمار البريطاني في الهند ان ضابطا بريطانيا صفع مواطنا هنديا على وجهه وكانت ردة فعل المواطن الهندي صفع الضابط بكل ما يملك من قوة حتى أسقطه أرضا.

ومن كثر الصدمة المذلة انسحب الضابط من المكان وهو يردد كيف يتجرأ مواطن هندي على صفع ضابط في جيش امبراطورية لا تغيب عنها الشمس وكان متجها إلى مركز قيادته ليحدثهم بما حصل ويطلب المدد لمعاقبة هذا المواطن الذي يراه ارتكب جرما لا يغتفر.

لكن القائد الكبير هدأ من روعه وأخذه إلى مكتبه وفتح خزينة نقود بها مئات الآلاف من النقود قائلا للضابط : خذ من الخزينة خمسون الف روبية واذهب إلى المواطن الهندي واعتذر منه على ما بدر منك وأعطه هذه النقود مقابل صفعك له جن جنون الضابط انا من له الحق في صفعه وإذلاله وقد صفعني وهو لا يملك الحق وهذه أهانة لي ولك ولجيش صاحبة الجلالة بل أهانه لصاحبة الجلالة نفسها.

قال الضابط الكبير للضابط الصغير : اعتبر هذه أمر عسكري عليك تنفيذه دون نقاش امتثل الضابط لأوامر قائده وأخذ المبلغ وذهب إلى المواطن الهندي وعندما عثر عليه قال الضابط:

ارجو ان تقبل اعتذاري صفعتك ورديت لي الصفعة وأصبحنا متساويين وهذه خمسون الف روبيه هدية مع اعتذاري لك.

قبل المواطن الهندي الاعتذار والهدية ونسي انه صفع على تراب وطنه من مستعمر يحتل أرضه والخمسون الف روبيه في تلك الفترة تعتبر ثروة طائلة اشترى المواطن الهندي بجزء من المبلغ منزلا وجزء احتفظ به وجزء اشترى به (ركشة) والركشة وسيلة نقل أجره بثلاث عجل يستخدمها الهنود في تنقلاتهم اشتغل هذا المواطن و استثمر المبلغ في التجارة وفي وسائل النقل وتحسنت ظروفه واصبح مع مرور الوقت من رجال الأعمال..

ونسي الصفعة لتخليه عن كرامته لكن الإنجليز لم ينسوا صفعة الهندي للضابط
وبعد فتره من الزمن استدعى القائد الانجليزي الضابط
قائلا: أتذكر المواطن الهندي الذي صفعك
قال: كيف أنسى..

قال القائد: حان الوقت لتذهب وتبحث عنه وبدون مقدمات اصفعه أمام أكبر حشد من الناس
قال الضابط : لقد صفعني وهو لا يملك شيء واليوم وقد اصبح من رجال الأعمال وله أنصار وحراس ومكناه من قوة لا يحلم بها لن يصفعني اليوم فقط بل سيقتلني قال القائد لن يقتلك اذهب ونفذ الأمر بدون نقاش.

امتثل الضابط لأوامر قائده وذهب إلى حيث الهندي وحوله أنصاره وخدمه وحراسه وجمع من الناس ورفع يده وبكل ما يملك من قوة صفع المواطن الهندي على وجهه حتى أسقطه أرضا دون ان تبدى من الهندي أي ردة فعل بل لم يجرؤ على رفع نظره في وجه الضابط الانجليزي.

اندهش الضابط وعاد مسرعا إلى قائده
قال القائد للضابط: أني ارى على وجهك علامات الدهشة والاستغراب
قال نعم في المرة الأولى رد الصفعة بأقوى منها وهو فقيرا ووحيد واليوم وهو يملك من القوة ما لا يملك غيره لم يجرؤ على قول كلمه فكيف هذا؟

قال القائد الانجليزي: في المرة الأولى كان لا يملك إلا كرامته ويراها أغلى ما يملك فدافع عنها.. ممكن تنطبق ع النضال السري أيام الفگر
وفي المرة الثانية بعد ان باع كرامته بخمسين الف روبيه لم يستطع الدفاع عنها خوفا على مصالحه هذا ينطبق ع النضال العلني والدولارات بالهبل.. مرحبا نضال ومبادئ
شاهدنا يا سادة يا كرام … عندما تحترم كرامتك وتراها أغلى ما تملك ستدافع عنها بالتأكيد حتى ولو ضحيت بحياتك لكن عندما تفرط فيها مقابل مصلحه مهما كانت لا تستطيع الدفاع عنها حتى ولو بكلمة..

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لا يعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: لا یملک

إقرأ أيضاً:

الوجود الأجنبي

قنبلة الوجود الأجنبي بالسودان حذرت منها مراكز بحثية كثيرة، وأشارت تقارير الشرطة لخطورتها، للأسف لم يستبين الشارع إلا ضُحى الغد، بعد أن وقع فأس حميدتي على (نافوخ) الشعب. شكّل الأجانب ركيزة أساسية لقوات المرتزقة، فقد ساموا الشعب الأمرين. الآن انجلى غبار المعركة في كثير من مناطق السودان، لتطل القضية برأسها من جديد. الدولة غيّرت من سياستها القديمة بعد أن دفعت الثمن غاليًا، ها هي ولاية الخرطوم – محلية شرق النيل على سبيل المثال لا الحصر تشرع في ترحيلهم لأوطانهم. ولكن المزعج في الأمر مازال المواطن (في وادي المحنة). عليه نناشد لجان الخدمات والطوارئ ومنابر المساجد والاتحادات والإدارة الأهلية والطرق الصوفية وبقية الجماعات الإسلامية بالأحياء والفرقان والقرى أن تضع في سُلم أولوياتها الوجود الأجنبي. ومعركة البناء التي بدأت في مناطق كثيرة لا يستقيم ظلها وعود الشعب أعوج. وخلاصة الأمر يجب أن يكون المواطن البسيط رأس الرمح في هذا الأمر، وعلى أقل تقدير يكون سمع وبصر الأجهزة الأمنية، بدلًا من السلبية المعهودة، فإن لم تغير الحرب الشارع للأفضل فعلى الدنيا السلام، وكأنك يا أبزيد ما غزيت.
د. أحمد عيسى محمود
عيساوي

الأربعاء ٢٠٢٥/٥/١٤

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • أزمة خبز حادة تُفاقم معاناة المواطنين في عدن
  • الوجود الأجنبي
  • أعترف .. أنا المواطن السعودي!
  • أسرة الهندي تحتفي بتخرج نجلها إبراهيم
  • شهباز شريف يحذّر نظيره الهندي: يا سيد مودي إذا سلكت هذا الطريق مجددا ستعاقب
  • رئيس الجمهورية يعود إلى أرض الوطن
  • باكستان تعيد عنصرا في حرس الحدود الهندي احتُجز بعد هجوم كشمير
  • الملك القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية يوجه الأمر اليومي للقوات المسلحة الملكية بمناسبة الذكرى ال 69 لتأسيسها
  • الوحدة يفوز على النواعير والكرامة على الجيش في دوري كرة السلة للرجال
  • وسام المواطن الأول.. بمرتبة الشَّرف الأولى