المونيتور: نتنياهو يسعى لاسترضاء بايدن عبر التلويح بتنازل في التعديلات القضائية
تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT
قال موقع المونيتور، إن رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، بدأت التلويح في الأيام الأخيرة، بالاستعداد للتراجع عن أجزاء من خطة الإصلاح القضائي، المثيرة للجدل بأوساط الاحتلال، على أمل أن يحقق تقدما في التطبيع مع السعودية، والحصول على لقاء مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، وسيكون أفضل لو كان داخل البيت الأبيض.
وقال الموقع في تقرير ترجمته "عربي21" إن العلاقات بين حكومة نتنياهو وإدارة بايدن توترت منذ عودة نتنياهو إلى السلطة في كانون الأول/ ديسمبر وتشكيله حكومة بائتلاف يميني متطرف. ولا يستطيع نتنياهو، أو لا يريد، التخلص من هؤلاء الوزراء أو كبح تصريحاتهم العنصرية، المناهضة للفلسطينيين، لكنه يأمل في كسب تأييد البيت الأبيض من خلال وقف الإصلاح القضائي.
وحملت البرامج الإخبارية في أوقات الذروة ليلة الاثنين تقريرا غير متوقع يفيد بوجود حل وسط لتجميد وتخفيف الإصلاح القضائي الذي تقوده الحكومة. وقيل إن المخطط المقترح هو نتيجة مفاوضات سرية مطولة بين أحد المساعدين الرئيسيين للرئيس يتسحاق هرتسوغ وهو "عوفاد يحزكيل" وممثلي نتنياهو ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر والمحامي مايكل رافيلو.
وفي سلسلة من المكالمات الهاتفية، يقال إن نتنياهو أقنع هرتسوغ بأنه يدرس بجدية التسوية المقترحة التي تهدف إلى تنحية الإصلاح القضائي جانبا، وبالتالي تجنب أزمة دستورية غير مسبوقة تلوح في الأفق. وفي الوقت الحالي، يبدو أن احتمالات نجاح الخطة تتراوح بين ضئيلة إلى معدومة.
ومرة أخرى، كما كانت عادته طوال حياته المهنية الطويلة، أجرى نتنياهو مفاوضات حساسة وسرية حول قضية مثيرة للجدل، وحافظ على الإنكار التام وأقنع الوسيط النزيه بأنه كان يحمل الرأي نفسه، فقط ليواجه معارضة شعبية قوية ويبدو أنه يتراجع.
وكان هذا هو الحال مع العديد من جولات المفاوضات مع الفلسطينيين، مع العديد من الحلفاء والمنافسين السياسيين، وحتى مع الخطة المقترحة المدعومة من الأمم المتحدة لإعادة توطين طالبي اللجوء الأفارقة، والتي تراجع عنها بعد وقت قصير من إعلانها في عام 2018. وقد عاد قراره ليطارده في أعمال الشغب التي قام بها طالبو اللجوء الإريتريون في تل أبيب في نهاية الأسبوع الماضي.
هذه المرة كان الطرف المخدوع هو هرتسوغ، وليست المرة الأولى. وقد ولدت أخبار التسوية المقترحة معارضة فورية بين شركاء نتنياهو في الائتلاف وقاعدته السياسية اليمينية. لقد أخاف نتنياهو ظله.
وخلال الأيام الماضية، كان نتنياهو سيتجاهل مثل هذا الرد كما تفعل ذبابة مزعجة، وفي هذه الأيام، أصبح ممزقا بين ما يود فعله حقا وما يمكنه فعله في الواقع. وبعد دقائق فقط من انتشار الخبر، نفى حزبه، الليكود، التوصل إلى أي تفاهمات.
ورد الركيزتان اليمينيتان المتطرفتان في ائتلافه الحاكم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش بالسخرية، وقام بطقوس التشييع الأخيرة صباح الثلاثاء وزير العدل ياريف ليفين، المهندس الرئيسي للإصلاح القضائي، الذي قال في مقابلة مع محطة إذاعة كول باراما إن تفاصيل مثل هذه التسوية "غير مقبولة".
وبموجب المخطط المقترح، سيبقى تشكيل لجنة التعيينات القضائية دون تغيير، خلافا لمطلب ليفين وحلفائه.
ودعت الخطة إلى تجميد تشريع المكونات الأخرى للإصلاح لمدة 18 شهرا – على أن يرتكز على قانون أساسي ملزم يهدف إلى منع نتنياهو من التراجع عن وعده مرة أخرى.
كما اقترحت التسوية تعديل القانون الذي تم اعتماده في تموز/ يوليو، من أجل إلغاء حجة "الافتقار إلى المعقولية" التي تستخدمها المحكمة العليا ضد قرارات الحكومة.
وستشكل خطة التسوية انتصارا كاسحا للاحتجاجات الجماهيرية ضد الحكومة، التي تعصف بشوارع إسرائيل منذ 36 أسبوعا، ولهذا السبب فإن قابليتها للحياة تشبه احتمالات المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية حول حل الصراع بينهما. ولا يوجد لدى أي من الطرفين الرغبة الحقيقية أو القدرة السياسية على التوصل إلى تسوية.
وقال الموقع إن نتنياهو مدفوع، كما هو الحال دائما، بالنفعية وخدمه توقيت التسريب يوم الاثنين بشكل جيد، حيث جاء بينما كان مساعدوه يعدون التفاصيل النهائية لاجتماعه المؤجل منذ فترة طويلة مع الرئيس جو بايدن، المقرر عقده في الفترة من 18 إلى 19 أيلول/ سبتمبر في البيت الأبيض.
ويحرص نتنياهو على إقناع إدارة بايدن بأنه يضع جانبا بالفعل التشريع المثير للجدل الذي خيم على علاقاته مع الرئيس، بل ويصور التسوية على أنها تفيد جهود واشنطن الحقيقية لدفع إسرائيل والسعودية إلى أحضان بعضهما البعض.
ولدى نتنياهو اعتبار آخر في ذهنه. ومن المقرر أن تناقش عدوّته – المحكمة العليا الإسرائيلية – سلسلة من الالتماسات المقدمة ضد تشريع الإصلاح القضائي وقرارات حكومية مثيرة أخرى. ومن المتوقع أن تلغي المحكمة بعض القوانين، أو على الأقل تحكم بضرورة قيام الكنيست بتعديلها. ومن المقرر أن تجرى أول مناقشة من هذا القبيل في 12 أيلول/ سبتمبر.
وأشار الموقع إلى أن التسريب، الذي يفيد بأن مفاوضات جدية تجري بين الطرفين وتم التوصل إلى تسوية، يمكن أن يجعل القضاة يفكرون مرتين قبل التدخل في العملية التشريعية، وخاصة في قانون أساسي شبه دستوري مثل إلغاء "مبدأ المعقولية".
وقال الموقع إن نتنياهو كان يخلق شعورا زائفا بالإنجاز، مما سيسمح له بالتقاط صورة تذكارية في المكتب البيضاوي وربما حتى حفل توقيع تاريخي مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في حديقة البيت الأبيض.
ومع ذلك، ظهر تعقيد آخر في التطبيع مع السعودية يوم الثلاثاء، عندما أخبر رئيس المعارضة يائير لابيد كبار المسؤولين في البيت الأبيض أنه سيجد صعوبة في دعم صفقة تتضمن الإذن للسعوديين بتخصيب اليورانيوم.
والتقى لابيد في واشنطن عددا من المسؤولين الأميركيين، من بينهم عاموس هوشستين، المستشار الخاص لشؤون الطاقة، وبريت ماكغورك، مبعوث بايدن الخاص إلى الشرق الأوسط. ونقل بيان صادر عن مكتبه عن لابيد قوله إن "الديمقراطيات القوية لا تعرض مصالحها الأمنية للخطر من أجل حل المشاكل السياسية".
وعارض لابيد التصريحات التي أدلى بها في الأيام الأخيرة مقربون من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بما في ذلك وزير الطاقة يسرائيل كاتس ومستشار الأمن القومي تساحي هنغبي، بأن إسرائيل قد توافق على السماح للسعودية بإنشاء برنامج نووي مدني على أراضيها. وبصرف النظر عن لابيد، يواجه نتنياهو أيضا اعتراضات على اتفاق التطبيع داخل ائتلافه. وكرر وزير المالية بتسلئيل سموتريتش الأسبوع الماضي موقف حزبه المعارض لأي تسويات مع الفلسطينيين، حتى لو كان تطبيع العلاقات مع السعودية يعتمد على ذلك.
ولا يزال نتنياهو يأمل في إقناع البيت الأبيض بأنه يتجه نحو تسوية، وأنه لا ينوي المضي قدما في التشريع القضائي بشكل أحادي دون إجماع شعبي واسع. وقد يثبت مرة أخرى أن ما يقوله باللغة الإنجليزية للاستهلاك الخارجي لا يتوافق مع تصويره أو مساعديه للوضع باللغة العبرية.
وشدد الموقع على أنه بالنسبة للقرارات الملغمة التي تواجه المحكمة العليا، فقد تؤدي إلى إدخال إسرائيل في أزمة دستورية عميقة تجبر مؤسسات الدولة وقوات الأمن والموظفين العموميين الآخرين على تحديد من يجب أن يطيع - حكم المحكمة العليا أو قرار الكنيست. وكان من المفترض أن تساعد الخطوط العريضة للتسوية جميع الأطراف في التغلب على هذه العقبة وتأجيل المعضلة لمدة عام ونصف. وحتى الآن، يبدو أن قرار هذا التأخير قد تأخر.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة الاحتلال نتنياهو بايدن امريكا نتنياهو الاحتلال بايدن صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الإصلاح القضائی المحکمة العلیا البیت الأبیض
إقرأ أيضاً:
البيت الأبيض والبنتاجون ينفيان مشاركة الطائرات الأمريكية في ضرب إيران.. تقارير القناة الإسرائيلية "كاذبة"
في ظل التصعيد المتزايد بين إسرائيل وإيران، سارعت الولايات المتحدة الأمريكية إلى نفي الأنباء التي تداولتها وسائل إعلام إسرائيلية بشأن مشاركة طائرات أمريكية في الهجمات الجوية التي استهدفت الأراضي الإيرانية مؤخرًا.
البيت الأبيض يرد على القناة 14: لا نشارك في أي ضربات ضد إيرانوقال مسؤول في البيت الأبيض فجر الثلاثاء 17 يونيو 2025، إن التقارير التي بثّتها القناة 14 الإسرائيلية، بشأن مشاركة الولايات المتحدة في ضربات جوية على إيران، هي "أخبار كاذبة ولا أساس لها من الصحة".
إيران تمدد إغلاق أجوائها الجوية حتى الثانية ظهرًا بسبب تصعيد عسكري مع إسرائيل عاجل- مقتل رئيس الأركان الإيراني علي شادماني في غارة إسرائيلية دقيقة وسط طهرانوشدد المسؤول الأمريكي على أن الولايات المتحدة لم تشارك في أي عمليات عسكرية ضد إيران في هذا التوقيت، مشيرًا إلى أن واشنطن تتابع تطورات الوضع الأمني في الشرق الأوسط عن كثب، وتؤكد على أهمية تجنب التصعيد.
البنتاجون: لم تشارك أي طائرات أمريكية في الضرباتمن جهتها، أكدت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، أن ما ورد من تقارير حول مشاركة طائرات أمريكية في الهجمات الجوية ضد إيران غير دقيق تمامًا.
وقال متحدث رسمي باسم البنتاجون في تصريح مقتضب لوسائل الإعلام: "لم تنفذ أي طائرات تابعة للجيش الأمريكي ضربات على أهداف في إيران، وما تم تداوله بهذا الشأن غير صحيح".
نفي أمريكي وسط تصعيد إيراني إسرائيلي غير مسبوقويأتي هذا النفي الأمريكي الحاسم وسط تصاعد غير مسبوق في العمليات العسكرية بين إيران وإسرائيل، بعد أن شنت الأخيرة ضربات جوية على مواقع داخل العمق الإيراني، وردت طهران بإطلاق صواريخ وطائرات مسيرة باتجاه الأراضي الإسرائيلية ضمن عملية "الوعد الصادق 3".
وأثار الحديث عن احتمال مشاركة الولايات المتحدة في العمليات العسكرية موجة واسعة من القلق، نظرًا لاحتمال توسيع رقعة الصراع إلى مواجهة إقليمية أوسع تشمل قوى دولية، وهو ما دفع واشنطن إلى المسارعة بالتوضيح.
خلفية التوتر: واشنطن تفضل "الردع وليس التصعيد"تؤكد الإدارة الأمريكية منذ بدء التصعيد الأخير بين طهران وتل أبيب، أنها تحرص على استقرار المنطقة وتسعى لتفادي اندلاع حرب واسعة النطاق.
وعلى الرغم من تأكيد واشنطن التزامها بأمن إسرائيل، إلا أن البيت الأبيض يكرر دائمًا أن الردع يجب أن يتم ضمن أطر دبلوماسية وتنسيق أمني لا يتجاوز الخطوط الحمراء.
مراقبة مستمرة وتأكيد على التنسيق مع الحلفاءوفي السياق نفسه، أكد مسؤولون أمريكيون أن الولايات المتحدة تتابع تطورات الموقف الأمني لحظة بلحظة، وتواصل التنسيق مع حلفائها في المنطقة، لكنها لا تتبنى أي نهج هجومي مباشر ضد إيران في الوقت الحالي.