ميليشيات الحوثي تهرب من السلام وتستغل الملف الإنساني في اليمن
تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT
(عدن الغد)خاص:
تتفشى الفوضى والانتهاكات في اليمن بفعل ميليشيا الحوثي، حيث يتهربون من أي محاولات لتحقيق السلام في البلاد.
فقد أظهرت التجارب السابقة أنهم يستغلون المفاوضات السلمية لتعزيز نفوذهم وتحقيق أهدافهم السياسية، بدلاً من تسوية النزاع بشكل عادل ومستدام.
لا يكتفون بذلك فحسب، بل يستغلون أيضًا الملف الإنساني في اليمن كوسيلة لتحقيق مكاسبهم السياسية، يعتبرون المعاناة الإنسانية في اليمن بمثابة سلاح يستخدمونه ضد الحكومة الشرعية والمجتمع الدولي، من خلال الابتزاز والتهديد بتفاقم الأزمة الإنسانية إذا لم تستجب مطالبهم.
من بين الأمور الأخرى التي تفضح هذه الميليشيا، سرقتهم لمرتبات الموظفين في المناطق التي يسيطرون عليها، بما في ذلك المعلمين الذين يعانون بالفعل من ظروف صعبة، هذا العمل الجبان يؤثر على حياة العديد من الناس الذين يعتمدون على تلك المرتبات لتأمين احتياجاتهم الأساسية.
ومع ذلك، لا تقتصر الأضرار الناتجة عن ميليشيا الحوثي على الجانب الاقتصادي والاجتماعي فحسب، بل تمتد أيضًا إلى المجال التعليمي. حيث يقومون بتغيير المناهج الدراسية وفرض أفكار سلبية مليئة بالعنصرية والطائفية والحقد والكراهية. هذا التلاعب الخبيث بعقول الأطفال والشباب يهدف إلى زرع بذور الانقسام والتفرقة بين الشعب اليمني.
وكما لو لم تكن هذه الانتهاكات كافية، فإن ميليشيا الحوثي تمارس أيضًا الاخفاء القسري للمختطفين عن الرأي العام. يتم احتجاز العديد من الأشخاص دون أي تهمة واضحة أو محاكمة عادلة، ويتعرضون للتعذيب والإذلال بشكل يومي. هذه الممارسات البشعة تنتهك حقوق الإنسان الأساسية وتزيد من مستويات القمع والظلامية في اليمن.
في النهاية ندعو في هذا المقال برسالة للشعب اليمني بالانتفاضة ضد ميليشيا الحوثي. إن الوقت قد حان للوقوف معًا ومواجهة هذه الميليشيا القمعية والمدمرة. إن الشعب اليمني يستحق الحياة الكريمة والحرية والاستقلالية التي يستحقها كل إنسان.
لقد تعرضتم للكثير من المعاناة والظلم والقهر، لكن لا تنسوا أنكم قوة لا يمكن إهمالها. يجب أن تثقوا في قدرتكم على تغيير مصيركم وبناء مستقبل أفضل لأنفسكم ولأجيال المستقبل.
لذلك، ندعوكم للانتفاضة ضد ميليشيا الحوثي والوقوف بقوة ووحدة للدفاع عن حقوقكم وكرامتكم. استخدموا كل الوسائل المتاحة لكم، سواء كانت الكلمة الحرة أو التظاهرات السلمية أو التعبير عن رفضكم للقمع والظلم.
قوتكم تكمن في التماسك والتعاون. اجتمعوا كشعب واحد وكونوا حلفاء لبعضكم البعض. تجاوزوا الخلافات والانقسامات ووحدوا صفوفكم لمواجهة هذا العدو المشترك.
وعندما تنتصرون على ميليشيا الحوثي، لا تنسوا أن تبنوا مستقبلًا يستند إلى العدالة والمساواة واحترام حقوق الإنسان. اعملوا معًا على بناء دولة قوية ومزدهرة، حيث يتمتع كل فرد بفرصة للتعليم والعمل والحياة الكريمة.
فلتكن رسالتكم لميليشيا الحوثي هي أنكم لن تستسلموا ولن تتراجعوا. ستحققون الحرية والعدالة والأمن والاستقرار الذي تستحقونه. وسنكون معكم في هذه الرحلة، ندعمكم ونواجه معكم هذا الظلم والقمع.
إن اليمن بلد جميل وشعبه قوي. فلنعمل معًا للتغلب على هذه الأزمة وإعادة بناء وطننا وتحقيق السلام والاستقرار لأجيال المستقبل.
كتب/ سعد العسل
المصدر: عدن الغد
كلمات دلالية: میلیشیا الحوثی فی الیمن
إقرأ أيضاً:
ثبات نبي الله إبراهيم عليه السلام في مواجهة الطاغوت : قراءة في المحاضرة الثالثة للسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله ضمن سلسلة دروس القصص القرآني
يمانيون / خاص
في محاضرة إيمانية عميقة المضمون، تناول السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله قصة نبي الله إبراهيم عليه السلام، مستخلصاً منها دروساً خالدة في الثبات على الحق، والبراءة من الباطل، ومواجهة الطغيان بالحُجَّة والموقف المبدئي، ضمن ثلاثة محاور رئيسية تمثل جوهر الرسالة الإبراهيمية في مواجهة الباطل والاستكبار.
المحور الأول: الحُجَّة القاطعة في وجه الطاغوت
استعرض السيد القائد يحفظه الله جانباً من الحوار الذي دار بين نبي الله إبراهيم عليه السلام والطاغية الذي يجادل في الله، حيث استخدم إبراهيم عليه السلام الحُجَّة العقلية والمنطقية التي تُبطل مزاعمه في قوله تعالى : {فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأتِ بها من المغرب} فبهت الذي كفر، وسقطت كل محاولاته التي كانت تقوم على المكابرة لا على الحُجَّة.
وأكد السيد القائد أن الانتقال من مستوى الحُجَّة إلى مستوى إفحام الخصم بالبرهان القاطع، هو من سمات الأنبياء في مواجهة الاستكبار، لأن الطاغية لا يتراجع بسبب الجهل، بل بسبب التكبر. وهذه سنة من سنن الله: أن أهل الباطل حين تُزهق حُجَجهم، لا يعترفون بالحق، بل يستمرون في العناد.
المحور الثاني: عناد الكافرين رغم وضوح الحُجَج
أشار السيد القائد إلى أن الكافرين كلما ازدادت البراهين وضوحاً، ازدادوا عناداً واستكباراً، كما في قوله تعالى: {فرجعوا إلى أنفسهم فقالوا إنكم أنتم الظالمون} ، رغم هذا الاعتراف الداخلي، عادوا إلى باطلهم، وتشبثوا بما لا منطق فيه ولا عقل، تماماً كما فعل قوم إبراهيم حين ألقوه في النار، رغم علمهم بأنه نبي من عند الله.
بل إن أعظم معجزة شهدوها، وهي تحول النار إلى برد وسلام على إبراهيم عليه السلام، لم تُثنهم عن غيّهم، ولم تدفعهم إلى الإيمان، والسبب في ذلك – كما بين السيد القائد – هو التعلُّق بالروابط الخاطئة مع الطغاة والمضلين، والركون إليهم، ما يجعل القلب معانداً مهما وضحت له الحقيقة.
المحور الثالث: إبراهيم عليه السلام نموذجٌ متكامل للثبات والدعوة والبراءة والهجرة
استخلص السيد القائد من قصة إبراهيم عليه السلام نموذجاً إيمانياً متكاملاً، حيث مثَّل النبي إبراهيم عليه السلام: الثبات على المبدأ رغم الإيذاء والتكذيب والدعوة إلى التوحيد بالحُجَّة والمنطق، دون عنف أو مجاملة والبراءة من الباطل بوضوح لا يقبل التنازل :{إنني براءٌ مما تعبدون} ، والهجرة في سبيل الله عندما تعذر استمرار الدعوة وسط بيئة طاغوتية: {وقال إني ذاهبٌ إلى ربي سيهدين}
وقد أكد السيد القائد أن الهجرة هنا ليست انسحاباً، بل انطلاقة نحو أفق أوسع للرسالة، ونقطة تحول في المسار الرسالي، فتحت لإبراهيم آفاق النصر، والتبليغ، والتأسيس لأمة مسلمة خالصة لله.
رسائل إيمانية هامة من المحاضرة
– العبادة الخالصة لله هي الخير كله في الدنيا والآخرة، وكل عبودية لغير الله هي ظلم للنفس، وإساءة إلى أعظم حقيقة التوحيد.
– الحُجَج القرآنية دامغة، لكن أصحاب القلوب المغلقة لا ينتفعون بها لأنهم يؤثرون الطاغوت على الله.
– الصراع بين الحق والباطل صراع قديم متجدد، تحسمه المواقف لا الأرقام، ويكسبه من يثبت على المبدأ لا من يساوم عليه.
– الهجرة في سبيل الله فعل شجاع يصنعه المؤمن حين تضيق سبل الحق في موطنه، فينطلق حيث يمكنه أن يعبد الله بحرية، ويدعو إلى دينه.
– الخاسر الحقيقي هم أولئك الذين تركوا إبراهيم، واصطفوا مع الطاغوت، أما هو فقد حمل النور، وفتح الله له الأرض، وأقام الحجة.
ختاماً
إن قراءة قصة نبي الله إبراهيم عليه السلام كما وردت في محاضرة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، تعطينا تصوراً متكاملاً عن الثبات على الحق، والرفض الحاسم للباطل، وأن المؤمن لا يساوم على عقيدته، بل يقف بها، ويفتديها، ويهاجر بها، حتى يحقق وعد الله بالنصر والتمكين.
قصة إبراهيم ليست حكاية ماضية، بل نهج حيٌ، يجب أن يُحتذى به في زمن الطغيان، والاستكبار العالمي، والتضليل الإعلامي. وفي زمن كهذا، نحتاج إلى أن نكون “إبراهيميي الموقف”، ثابتين، متجردين لله، مستقلين عن الطغاة، عاملين لدين الله بقلب سليم وعقل بصير.