(عدن الغد)خاص:

أكد السياسي الجنوبي هاني على سالم البيض أهمية الخروج من المشهد الحالي لحالة الانسداد والجمود للحرب اليمنية التي ستدخل عامها العاشر دون التوصل إلى أفق واضح لأنهاء الحرب الدائرة منذ تسع سنوات.

وقال البيض في منشور له على منصة "إكس" أن ما ينبغي فعله من قبل الأطراف المحلية شمالا وجنوبا يكمن في أهمية امتلاك القرار الوطني للشمال والجنوب ، والنأي بالبلد عن دائرة صراع المحاور في المنطقة قدر الإمكان.

وحذر البيض من استمرار الحرب التي ستدخل الجميع في أنفاق مظلمة ، تستنزف الكل، ولن يخرج منها أحد متعافى او قادر على النهوض، مشيرا إلى خطر الاتكالية والتبعية في رسم مشاريع وتصورات المستقبل,  داعيا القوى الوطنية ‏إلى فصل المسارات عن بعضها والاتفاق على إيجاد صيغة توافق واقعية لتسويات عادلة تساعد في التقارب.

ننشر لكم نص ما كتبه البيض في تغريدته حول مجريات المشهد الذي تتحكم القوى الاقليمية فيها بالعملية السلمية والسياسية كما وصفها :  

‏حيث قال 
ان‏ ما ينبغي قوله في الحاضر .. وللقادم ..

‏امام هذا الانسداد والحالة اليمنية المستعصية وبعد انتهاء تسع سنوات من عمر الحرب اليمنية ودخولها عامها العاشر وحالة الجمود والترقب التي تنذر بعواقب وخيمة

‏وفي ظل عدم قدرة الاطراف المحلية الخروج من هذا المشهد بفعل تحكم القوى الاقليمية باطراف هذا المشهد والعملية السلمية والسياسية هناك وتاثيرها وحضورها الواضح في 
‏كل المجريات والجهود والمساعي

‏-اهمية امتلاك القرار الوطني للشمال والجنوب 
‏-النئي بالبلد عن دائرة صراع المحاور في المنطقة قدر الإمكان 
‏-الحد من الاتكالية والتبعية في رسم مشاريع وتصورات مستقبل هذا الجزء الهام في المنطقة 
‏-فصل المسارات عن بعضها

‏-السعي الجاد وطنيًا للتسويات العادلة والقبول بها 
‏ومن ثم البحث في المشتركات وهوية التقارب 
‏التي قد تفرض نفسها اثناء مرحلة الحل الشامل وبعد استحقاقات عملية السلام

‏غير ذلك هو استمرار للحرب واستنزاف الكل 
‏وسيدخل الجميع في أنفاق مظلمة لن يخرج منها أحد متعافى او قادر على النهوض

‏والبديل حينها اما الاستسلام للامر الواقع المشوه والغير عادل وتكريس حالة عنف تبادلي طويل بين كل الاطراف والكيانات على تلك الارض واستمرار نهج الحروب والفوضى وعدم الاستقرار

‏وفي آخر المطاف قد تفرض حلول اخرى خارجية 
‏للحصول على نتائج مرجوة تخدم القوى الدولية
‏والإقليمية فقط

‏ولن تستطيع القوى والاطراف الحالية التي على الارض غدًا الأخذ بزمام المبادرة والتاثير فيها 
‏بعد ان تحولوا الى جنرالات حرب وكيانات متشظية افقدتهم الحرب ثقة الداخل والخارج !

المصدر: عدن الغد

إقرأ أيضاً:

خطوات تهيئة الحوار والاتفاق السُوداني لوقف الحرب لصالِح السُودان والسُودانيين «1»

خطوات تهيئة الحوار والاتفاق السُوداني لوقف الحرب لصالِح السُودان والسُودانيين «1»

نضال عبد الوهاب

لن يختلف “عاقلان” أن استمرار الحرب الحالية وبعد كُل ما خلفته من إبادة للشعب السُوداني وانهيار ودمار وتشريد وجراحات ومآسي وأمراض وجوع وعطش وتوقف للإنتاج والتعليم والخدمات وانهيار بيئي وصحي وفي كافة المجالات ومناحي الحياة، ولاتزال تحصد في المزيد كُل يوم، ويموت السُودانيون في طرفي الحرب ومن بين الأبرياء والمدنيين، وكذلك الانقسامات العميّقة التي صنعتها الحرب في النسيج الاجتماعي والمجتمعات المختلفة والتي بلا شك أن تأثيرها أضعاف أضعاف القتال المُباشر، والخطر الحقيقي الذي بات يُهدد وحدة الدولة والسُودانيين كنتيجة لكل هذا، مقروناً بمحاولات أعداء البلاد والمُستفيدين من جراء الحرب وداعميها في فرض واقع تقسيّمي أو التكالب والأطمّاع المؤدية لإعادة احتلال بلادنا وإضعافها وسرقتها، في ظل خطر التدخلات الدولية العسكرية الدولية أو الإقليميّة أو الأممية، خاصة بعد التطورات في مسار الحرب نفسها ووصولها منطقة البحر الأحمر، والصرّاع الإقليمي والدولي المعلوم ودوائر النفوذ في هذه المنطقة الحساسة، غير التحولات في كامل المنطقة وإعادة فرز موازين القوى فيها وإعادة تشكيلها وفقاً لهذا، كُل هذه الأسباب أعلاه تجعل من استمرار الحرب وفق كُل سيناريوهاتها أمر كارثي وشديد الخطورة علي حاضر ومستقبل السُودان والسُودانيّين، ويتطلب هذا “الفوقان” و”الاستيقاظ” من حالة التعنت والتطرف والتوهان واللامبالاة وحتى قصر النظر التي يعيشها الكثيرون سواء من داخل أطراف الحرب وحلفاؤهم أو من كافة القوى السياسِية والمدنيّة والثورية والديمُقراطية والفصائل والحركات وعامة السُودانيين بكل كياناتهم ومجموعاتهم الإثنية والقبلية والجغرافية….

لم يعد من الرُشد والصحيح بأي حال استمرار هذا الموت وهذه الإبادة وهذه الدماء التي ظلّت تسيل والأنفس التي تُزهق، وتعطّل حياة السُودانيين وانتظارهم للموت والمجهول في أي لحظة.

إن الانتقال من هذه الحالة إلى خطوات جديّة وعملية تؤدي إلى السَلام وتوقف الحرب والصرّاع وتنهيه أصبح أمر مُقدَّم على كُل شئ ويلّزم الالتفاف حوله والمُضي فيه بلا أي تباطؤ أو حسابات، خُطوات تفتح طريق آمن للسُودانيين يستعيدوا فيه حياتهم الطبيعية وبلادهم وأشغالهم وتدور فيه عجلة الحياة من جديد بلا خوف أو تهديّد لحياتهم وما يمتلكون في كافة أرجاء السُودان ومناطق الحرب به، ويُساعد كُل هذا في المُحافظة على كيان الدولة ووجودها ويضمن وحدتها واستقرارها ومستقبل أفضل.

أي حديث عن أي حلول أو جهود لا تستوعب هذا الواقع الذي يعيشه كُل السُودان والسُودانيين حالياً واحتمالات الخطر الأكبر عليهم جميّعاً إن لم يتم التدارك سيكون بلا فائدة ولن يثمر خير لبلادنا وشعبها لا قدر الله،،،

الذي نحتاجه الآن إذن هو السيّر في طريق يجمّع كُل السُودانيين بكُل قواهم وتنوعهم، يوقف الحرب ويوحد البلاد، بوابة هذا الطريق هو التنازل للوطن وليس التضحية به، وحدته وليسا تقسيّمه، الحوار المسؤول وليس البندقية والإقصاء والصرّاع على الحُكم والسُلطة، المصلحة الجماعيّة وليست الفردية ولا الانتهازية، العمل للوطن وأجندته وليس لأجندة أعدائه.

نحتاج إلى جهود وطنية “خالِصة” وحوار مُباشر يتفق على مبدأ إعلاء قيّمة البلاد ومصلحتها.

خطوة تمهيدية أولية:

تتمثل في:

* وحدة القوى السياسِية والمدنية في حدها الذي يسمح بالقبول بالحوار لوقف الحرب والعمل في هذا الإتجاه دون الذهاب لخلافات الماضي التي أعاقت العمل المشترك وأفشلت الوصول لرؤية مشتركة لوقف الحرب، في ظل تمسك أطرافها ومكوناتها على قضايا ومواقف وأجندة لم توقف الصرّاع أو الحرب بل أسهمت فيه وعمقته في تقديري، وهذا كما قلت في البداية يحتاج للتنازل لصالح المصلحة الوطنية العُليا في وقف الحرب ووحدة البلاد والقبول بالآخرين دون إقصاء كشُركاء في الوطن.

ونسبةً لأهميّة عامل الزمن وظروف البلاد فإن العمل على توحيد الخطاب السياسِي والعمل المشترك لكافة القوى السياسِية والمدنية يحتاج لزيادة سرعة الإيقاع والأخذ بالجانب التنسيقي والمُبادرات وطريق تلاقي مسارات هذه القوى على تعدّدها وتنوعها في هذا الجانب لتقريب وجهات النظر وعقد لقاءات حاسمة في إتجاه دفع جهود الحُوار في قضايا لا خلاف عليها في وحدة البلاد ووقف الحرب والتحول الديمُقراطي والحوار الشامل السُوداني السُوداني لأساس المُشكلات وعدم العودة لأخطاء الماضي والوصول لطريقة وكيفية حُكم البلاد والتداول السلمّي للسُلطة فيها.

الخطوات التمهيّدية الأخرى والاستباقية:

١/ القبول بالجميّع كشركاء في الوطن

٢/ وقف كافة الأعمال العدائية والتصعيدية التي تُعيق التلاقي والحوار وتوقف أو تحِد من خطابات الكراهيّة والعُنف.

٣/ شطب كافة البلاغات السياسِية والكيديّة ضد منسوبي قوي الثورة والقوى المدنية من قيادة الجيش الحالية ومن أعملوها، وإعلان عفو عام غير مشروط.

٤/ إطلاق سراح كافة المعتقليّن من قوى الأحزاب والثورة والقوى المدنية ومن أُخذوا بالشُبهات أو بالخلفية السياسِية.

٥/ ترتيب حوار مُباشر ما بين مُمثلين للقوى السياسِية المدنية والثورية وما بين أصحاب قرار الحرب من الإسلاميين سواء في المؤتمر الوطني وفاعليه وقيادته أو مجموعاتهم السياسِية الداعمة للحرب لصالح مصالح السُودانيين في وقف الحرب والإبادة ووحدة البلاد ووجودها.

الحوار مع الإسلاميين الداعميّن للحرب والقوى المدنية والثورية والديمُقراطية ليس انتصاراً لطرف أو كيان أو هزيمة لأي أحد يُشارك فيه، وإنما هذا ما تقتضيه الضرورة الوطنية وفق مصلحة البلد وجميّع شعبه، والقبول بذلك هو امتثالاً لشراكة الجميّع فيه، وليس له علاقة بقسمة سُلطة أو الصرّاع عليها أو تصفيّة حسابات.

في حال الوصول لهذه الخُطوات العمليّة نكون ذهبنا درجات وأشواط هامة، والتي قطعاً تحتاج لخطوات لاحقة لها أو مُتزامنة معها.

في المقال القادّم نكتب عن الخطوات الأخرى التي ستُسهم في رأيي في وقف الحرب ووقف إطلاق النار الشامل، ولعمليات التفاوض في الجانب العسكري بين أطرافها، وسنتطرق للدور الخارجي الذي يمكن أن يتكامل مع الجهود الوطنية ودور العمل الدبلوماسِي والوساطة وأطرافها في مواجهة اللاعبين الأساسين في الصرّاع وداعمي استمرار الحرب منهم وكيفية التعامل مع هذا الملف المُعقّد لصالح السُودان وشعبه بإذن الله.

الوسومالإسلاميين الجيش الحرب السودان القوى السياسية قوى الثورة نضال عبد الوهاب

مقالات مشابهة

  • للحرب وجوه كثيرة
  • تراجع معدلات التدخين في مصر لـ14.2%.. وطبيب يؤكد أهمية التوعية المستمرة لمواجهة المخاطر الصحية
  • وزير الري يؤكد أهمية الاعتماد على صور الأقمار الصناعية والأدوات التكنولوجية في إدارة المياه
  • خلال لقائه مع وفد من الجالية السورية في أستراليا.. محافظ دمشق يؤكد أهمية دور السوريين في الخارج
  • خطوات تهيئة الحوار والاتفاق السُوداني لوقف الحرب لصالِح السُودان والسُودانيين «1»
  • البيان الختامي لقمة الدولي الخليجية و"الآسيان" والصين يؤكد أهمية الوحدة الإقليمية لمعالجة التحديات المشتركة
  • العراق يؤكد على أهمية الدفاع عن القيم الإنسانية وتحقيق العدالة لضحايا الإرهاب
  • برلمانية: الحوار الوطني أسهم في خلق توافقات تشريعية تاريخية داخل البرلمان
  • وزير الإعلام يؤكد أهمية الاستفادة من التجربة الفرنسية في تطوير الإعلام السوري
  • وزير العدل يؤكد أهمية تعزيز التعاون القانوني بين سوريا وقطر