خفض السعر مقابل سلع أكثر!.. دور الحكومات في مواجهة تداعيات الاستهلاك المفرط
تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT
يمكن للحكومات أن تلعب دورًا مهمًا في مواجهة تداعيات الاستهلاك المفرط من خلال مجموعة متنوعة من السياسات.
وتشمل هذه السياسات: التسعير البيئي، الذي يسمح للحكومات فرض رسوم على السلع والخدمات التي لها تأثير سلبي على البيئة، مثل البلاستيك والنفايات، كما يمكن أن يساعد ذلك في تقليل الطلب على هذه السلع والخدمات، وبالتالي تقليل الضرر البيئي.
التنظيم: يمكن للحكومات وضع لوائح للحد من الاستهلاك المفرط، مثل تنظيم استهلاك الطاقة والمياه، وهو ما يساعد في تحسين الكفاءة وخفض الآثار البيئية للاستهلاك.
التعليم والوعي: على الحكومات الاستثمار في التعليم والوعي لمساعدة الناس على فهم الآثار السلبية للاستهلاك المفرط واتخاذ قرارات مستدامة.
سياسات يمكن للحكومات اتباعها:فرض رسوم على أكياس البلاستيك: فرضت العديد من البلدان رسومًا على أكياس البلاستيك، وهو ما أدى إلى انخفاض كبير في استخدامها.
تنظيم كفاءة الطاقة: وضعت العديد من البلدان لوائح لتحسين كفاءة الطاقة للمباني والأجهزة، وهو يساعد ذلك في تقليل استهلاك الطاقة والتكاليف.
التعليم حول تغير المناخ: تستثمر العديد من الحكومات في التعليم حول تغير المناخ، كما يمكن أن يساعد ذلك الناس على فهم آثار تغير المناخ واتخاذ خطوات للتقليل من انبعاثات الكربون، وبالطبع، يمكن للحكومات اتخاذ إجراءات لمساعدة الناس على العيش حياة أكثر استدامة، مثل توفير الوصول إلى وسائل النقل العام وتطوير البنية التحتية الصديقة للبيئة.
كما من المهم أن تتعاون الحكومات مع بعضها البعض ومع القطاع الخاص لمعالجة مشكلة الاستهلاك المفرط، ويمكن أن يؤدي التعاون الفعال إلى تحقيق نتائج أكبر من الإجراءات الفردية.
قال صابر عثمان، الخبير البيئي ورئيس مجلس أمناء مؤسسة مناخ أرضنا للتنمية المستدامة إن بعض السلوكيات بدأت الظهور في الأونة الاخيرة وكلها تتعلق بزيادة الاستهلاك، أو الستهلاك المفرط.
وتابع أنه بشكل كبير، من أسباب الاستهلاك المفرط هو توجه الإعلام والدعاية والتسويق والاتجاة نحو استهلاك أشياء لم نكن في احتياج إليها مثل منتجات السلع الغذائية، وتعتبر سياسة الحد من الاستهلاك موجودة منذ القدم عند أجدادنا القدماء، فكانوا على دراية كبيرة بها للحد من استهلاك الموارد الطبيعية، كما حثنا ديننا الحنيف عليها فهي جزء من الطبيعة التي خلقت في الأصل لتيسير حياتنا وتبسيطها ولابد أن يكون هناك نوعا من المسئولية تجاه الموارد الممنوحة.
التوعية بأههمية الموارد والحفاظ عليها
وأكمل الخبير البيئي في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد" أن التعامل مع الموارد بشكل غير سليم يؤدي إلى استنزافها، كما يؤدي أيضا إلى توزيعها بشكل غير عادل نتيجة إهدارها ويأتي دورنا كخبراء ومسئولين في المساهمة ونشر الوعي اللازم بأهمية الحفاظ على الموارد وتطبيق العدالة في توزيع الموارد وبدأت الحكومات في توضيح مفاهيم لم تكن موجودة من قبل للمواطن مثل مفهوم العدالة المناخية، وانتشارها والتوعية بأههمية الموارد والحفاظ عليها وشرح مفهوم العدل بين الدول في اقتسام الموارد والحفاظ على الهواء من التلوث وتقليل غازات الاحتباس الحراري.
الموارد الطبيعية ليست ملكية خاصةوأوضح الخبير البيئي أن الموارد أصبحت محدودة وأن زيادة غازات الاحتباس الحراري تؤثر على حياتنا، وأصبحنا مسئولين عن التحكم بها وتقليلها، وأن ما نشهده من تقلبات الطقس بدأت في التأثير على حياتنا بشكل واضح، والموجات الحارة وزوبان الجليد والأمطار الغزيرة كل هذه الظواهر رد من الطبيعة والموارد على سلوكنا غير اللائق التي نظن أنها دائمة وفي وفرة لكنها بالعكس محدودة ويجب الحفاظ عليها وبناء على ذلك يجب أن نتعامل بحرص في الاستهلاك، مثال ذلك استهلاك المياه في نهر النيل هو في الحقيقة مورد محدود لكن البعض يتعامل معه على أنه مورد دائم ومستدام ويجب الحفاظ عليه من الظرف المباشر وغير المباشر، نهر النيل مورد هام للمصريين ويجب التعامل معه بدون إهدار وترويض المواطن لعمل ذلك بشكل جدي يكلف ذلك الدولة لإدارة المورد والحفاظ عليه مثل محطات تنقية المياه.
كما يكلف الحفاظ على الهواء والصحة التنفسية للمواطن من ميزانية الدولة، وعلى العكس الحفاظ على الهواء والماء والغذاء يوفر من ميزانية الدولة ويمكن توجهها لقطاعات أخرى تحتاج إلى التنمية.
وعلى الحكومات توعية العاملين بالدولة في الحفاظ على الموارد وتوعية المواطن والتدريب للاطلاع على مفاهيم التنمية المستدامة والاستهلاك المسدام وكيفية إدخال المفاهم للاعتماد في دولاب العمل وإنشاء طرق للاستدامة وتنفيذها على أرض الواقع والتحقق من المؤشرات القابلة للقياس لترشيد استهلاك الموارد المختلفة والحفاظ عليها ومدى قبول المواطن لتنفيذ تلك المفاهيم ودمج وتعليم مفاهيم الاستهلاك والثقافة المستدامة بالقطاع التعليمي لإنشاء جيل مؤمن بالاستخدام المستدام وترشيد استهلاك الموارد.
وأكمل هناك أيضا تطبيق بعض السياسات لترشيد الاستهلاك من خلال شراء اللمبات الموفرة وشراء الأجهزء الموفرة للطاقة والاستخدام الرشيد واتباع المواطن شراء تلك السلع بعد رفع الحكومات قيمة استخدام الطاقة وبالتالي أصبح المواطن مجبرا على هذا التوجه الرشيد المستدام للأجهزة الكهربائية الموفرة للطاقة ولجوء المباني الحكومية إلى اتباع سياسات توفير الطاقة واستبدال اللمبات الموفرة للطاقة بدل الإضاءة العادية.
وختم الخبير البيئي تصريحاته بأن الحكومات تحتاج للتدخل في وقف سياسات الاستخدام الأكثر للسلع وترشيد الاستهلاك في ضرورة عدم دعم فكرة خفض السعر مقابل الحصول على عدد سلع أكثر وهو ما يشجع على ثقافة زيادة الاستهلاك ويجب دراسة النواحي الاجتماعية والثقافية للسكان لمعرفة كيفية ترشيد الاستهلاك بما لا يضر المواطن.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الاستهلاك الاستهلاك المفرط الحكومات الاستهلاک المفرط الحفاظ علیها الحفاظ على
إقرأ أيضاً:
1.2 مليار دولار من أموال شركات الطيران محتجزة لدى الحكومات| ما القصة؟
أعلن الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) أن ما قيمته 1.2 مليار دولار أمريكي من أموال شركات الطيران لا تزال محتجزة وغير قابلة للتحويل من قِبل عدة حكومات حتى نهاية أكتوبر 2025.
ويمثل ذلك تحسنًا طفيفًا بنحو 100 مليون دولار مقارنة بآخر تقرير نُشر في أبريل 2025، مشيرة إلى أن 93% من الأموال المحتجزة تقع في دول أفريقيا والشرق الأوسط.
الحكومات تحتجز أموال شركات الطيران بالعملات الأجنبيةودعا الاتحاد الحكومات إلى رفع جميع القيود المفروضة على تحويل العملات، وتمكين شركات الطيران من الحصول على عائداتها بالدولار الأمريكي من مبيعات التذاكر والشحن والخدمات الأخرى، وفقًا لما تنص عليه اتفاقيات خدمات النقل الجوي الثنائية والالتزامات الموقعة في المعاهدات الدولية.
وتشمل القيود الحالية إجراءات مرهقة وغير متسقة للموافقة على التحويل، وتأخيرات طويلة في الحصول على الموافقات، إضافة إلى نقص أو شح العملات الأجنبية أو غيرها من القيود التي تفرضها الحكومات أو البنوك المركزية.
وقال ويلي والش، المدير العام لإياتا: "تحتاج شركات الطيران إلى وصول موثوق إلى عائداتها بالدولار الأمريكي لضمان استمرار عملياتها، وسداد التزاماتها، والحفاظ على الربط الجوي الحيوي. لقد تعهدت الحكومات بالسماح الكامل بتحويل الأموال في الاتفاقيات الثنائية. ونظرًا لهوامش الربح المنخفضة وتكاليف التشغيل الكبيرة المقومة بالدولار، فإن شركات الطيران تعتمد على وفاء الحكومات بهذا الالتزام. ومن مصلحة الدول نفسها دعم الدور الاقتصادي الذي تلعبه شركات الطيران عبر ربط اقتصاداتها بالعالم. ولهذا ندعو الحكومات إلى تسهيل تحويل أموال شركات الطيران وإعطاء هذا الملف أولوية في تخصيص العملات الأجنبية، حتى في ظل شحها".
10 دول تتحمل 89% من إجمالي الأموال المحتجزةوأوضحت “إياتا” أن عشر دول في أفريقيا والشرق الأوسط وجنوب آسيا مسئولة عن 89% من إجمالي الأموال المحتجزة، بما يعادل 1.08 مليار دولار.
قائمة الدول والمبالغ المحتجزة (بملايين الدولارات):
الجزائر: 307دول منطقة الفرنك الوسط أفريقي (XAF)*: 179لبنان: 138موزمبيق: 91أنغولا: 81إريتريا: 78زيمبابوي: 67إثيوبيا: 54باكستان: 54بنغلاديش: 32منطقة XAF تشمل: الكاميرون، جمهورية أفريقيا الوسطى، تشاد، جمهورية الكونغو، غينيا الاستوائية، الغابون.الجزائر على قائمة الدول في احتجاز الأموالالجزائر تتصدر للمرة الأولى قائمة الدول التي تحتجز أكبر قيمة من الأموال، نتيجة ارتفاع كبير في المبالغ المتأخرة بسبب اشتراط موافقة جديدة من وزارة التجارة، تُضاف إلى الإجراءات الورقية المعقدة القائمة بالفعل.
ودعت إياتا الحكومة الجزائرية إلى إزالة الإجراءات غير الضرورية.
في منطقة الفرنك الوسط أفريقي (XAF)، ورغم انخفاض المبالغ المحتجزة من 191 إلى 179 مليون دولار منذ أبريل 2025، ما زالت شركات الطيران تواجه صعوبات في تحويل أموالها رغم تقديم المستندات المطلوبة.
ودعت إياتا بنك BEAC إلى تبسيط عملية التحقق الداخلية المكونة من ثلاث مراحل وتسريع إجراءات المعالجة لتقليص التراكمات.
أكدت إياتا أن منطقة أفريقيا والشرق الأوسط تستحوذ على 93% من إجمالي الأموال المحتجزة في 26 دولة، بإجمالي 1.12 مليار دولار حتى نهاية أكتوبر 2025.
وأضاف والش: "إن عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي يعد من أبرز أسباب القيود المفروضة على العملات في أفريقيا والشرق الأوسط، ما يؤدي إلى تراكم مبالغ كبيرة من الأموال المحتجزة. ندرك أن تخصيص العملات الأجنبية عملية معقدة، لكن الفوائد الاقتصادية طويلة المدى تفوق أي مكاسب قصيرة الأجل".