دولة قطر مساحة صغيرة لكن احلام كبيرة (1)
تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT
بسم الله الرحمن الرحيم
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ما زلت أحب بني تميم منذ ثلاث، سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيهم، سمعته يقول: "هم أشد أمتي على الدجال"، قال: وجاءت صدقاتهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هذه صدقات قومنا"، وكانت سَبِيَةً منهم عند عائشة، فقال: "أعتقيها فإنها من ولد إسماعيل"رواه الشيخان.
ومن الشعر لجريربن عطية التميمى
إِنّي إِلى جَبَلَي تَميمٍ مَعقِلي وَمَحَلُّ بَيتي في اليَفاعِ الأَطوَلِ
أَحلامُنا تَزِنُ الجِبالَ رَزانَةً وَيَفوقُ جاهِلُنا فَعالَ الجُهَّلِ
والبيت التالى لخصمه الفرزدق همام بن غالب التميمى
أحلامنا تزن الجبال رزانة - وتخالنا جنا إذا مانجهل
هذا الشعر مضى عليه الف سنة ويزيد ...وقد اتفق الشاعران فى احلامهم المقصود بها هنا عقولهم...وليس الامانى وما يرى النائم .
لا شك ان تنظيم دولة قطر لكاس العالم 2022... كان حدثا اسطوريا من نواحى عدة لعل من ابرزها صغر مساحة قطر وقلة عدد سكانها . اضف لذلك وباء كرونا 2019 والحصار والاختلاف مع الجيران من 2017 حتى 2020 ..وغير ذلك من تداعيات وتقلبات .لكن قطر مثل الاساطير تجاوزت ذلك بصبر وعزيمة وقوة شكيمة.
ربما كان القطريون اصحاب الإنجاز والاعلام القوى والفاعل مازالوا تحت تاثير نشوة التنظيم المبهر.فلم يسعوا لكشف كواليس ذلك وكيف عملوا فى المسارات الحرجة ، كيف اداروا الملفات الصعبة والمعقدة . لكن مابالتا نحن المتفرجين والمراقبين نتقاعس عن التامل فيه ، ونسبر اغوار تفاصيله .
ولو ان قطر اقدمت ثم احجمت لانها تذكرت المغرب بكل ثقله السياحى ،قرب المكان من اوربا اكبر سوق لمشاهدة كرة القدم وغير ذلك الكثير الكثير من الميزات ، وتذكرت ان المغرب لم تفز بمودنيال 2010،
لما لام احد قطر لانها احجمت.
ولو ان قطر اقدمت ثم احجمت لانها تذكرت مصر ذات الحضارة ،عبقرية الموقع ، الفوز بعدة جوائز لنوبل دلالة على تميز شعبوى وصفوى ومن قبل ذلك القوى الناعمة المصرية التى حكمت الوجدان العربى من الخليج الى المحيط زهاء قرن من الزمان ملاء فيه احمد شوقى وكوكب الشرق واذاعة صوت العرب الاذان طربا وقريضا ..تذكرت كل ذلك وتذكرت ان مصر لم تفز بتنظيم المونديال2010 بكل زخم العراقة والحداثة وعبقرية الموقع لما لام احد قطر لانها احجمت لكن قطر اقدمت ثم اقدمت كانها قطرى بن الفجاءة ينشد :-
أَقولُ لَها وَقَد طارَت شَعاعاً مِنَ الأَبطالِ وَيحَكَ لَن تُراعي
فَإِنَّكِ لَو سَأَلتِ بَقاءَ يَومٍ عَلى الأَجَلِ الَّذي لَكِ لَم تُطاعي
فَصَبراً في مَجالِ المَوتِ صَبرا فَما نَيلُ الخُلودِ بِمُستَطاعِ
وَلا ثَوبُ البَقاءِ بِثَوبِ عِزٍّ فَيُطوى عَن أَخي الخَنعِ اليُراعُ
سَبيلُ المَوتِ غايَةُ كُلِّ حَيٍّ فَداعِيَهُ لِأَهلِ الأَرضِ داعي
وَمَن لا يُعتَبَط يَسأَم وَيَهرَم وَتُسلِمهُ المَنونُ إِلى اِنقِطاعِ
وَما لِلمَرءِ خَيرٌ في حَياةٍ إِذا ما عُدَّ مِن سَقَطِ المَتاعِ
هذه الروح المقدامة سرت عبر القرون يمازجها معرفة بفنون الحوار ،التواصل ،التلاقى معرفة توقيت الشئ ونقيضه فجمعوا الاضداد بمواهب صقلوها بالدربة والحنكة (رقة الحضر اللطاف وفطنة الاعراب). فهم هم لم يطمروا تراثهم ولم يسبقهم قطار الحداثة .شباب تسامى للعلا وكهول .
بدأ الحلم القطري يتلمس طريقه للتحقق في مارس/ آذار 2009، حين قدم رئيس لجنة الملف القطري للاستضافة الشيخ محمد بن حمد بن خليفة آل ثاني الطلب إلى رئيس الاتحاد الدولي (فيفا) آنذاك السويسري جوزيف بلاتر في زيوريخ.
بجانب قطر، تقدمت دول عريقة للمنافسة على الاستضافة، منها من قدّم طلباً مشتركاً للاستضافة مثل (إسبانيا-البرتغال وبلجيكا-هولندا) ومنها من قدم ملفاً منفرداً مثل بريطانيا وروسيا عن القارة الأوروبية، فضلاً عن الولايات المتحدة والمكسيك عن أمريكا الشمالية والوسطى، إلى جانب أستراليا واليابان وإندونيسيا وكوريا الجنوبية والصين عن القارة الآسيوية.
في ديسمبر/ كانون الأول 2010، كان العالم على موعد مع حفل إعلان نتيجة التصويت لمعرفة الدولة التي ستنظم بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، حيت تمت عملية التصويت والإعلان في مقر الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" في العاصمة السويسرية زيورخ.
وتميز الملف القطري بالتنوع في مجالات عدة، بينها وعد بالتبرع بـ 170 ألف مقعد في مختلف الملاعب التي تستضيف المباريات بعد انتهاء البطولة ومنحها إلى البلدان النامية.
وفي ظل منافسة كبيرة بين الملف القطري والملف الأمريكي، تم الإعلان عن نتيجة التصويت التي أشارت إلى فوز دولة قطر بحق تنظيم بطولة كأس العالم.
لعله من الخطل تبسيط هذا الانجاز ونسبته لعامل واحد ..مثلا المال والثروة واهمال عناصر اخرى لا تقل اهمية ويذكرنى هذا ببيت للمتنبى يقول فيه:-
إنّ السّيُوفَ معَ الذينَ قُلُوبُهُمْ *** كقُلُوبهنّ إذا التَقَى الجَمعانِ
تَلْقَى الحُسامَ على جَرَاءَةِ حدّهِ*** مثلَ الجَبانِ بكَفّ كلّ جَبَانِ
والمال مثل السيف فى يد السفيه والاخرق والاحمق .
قد يرد البعض ذلك للعلاقة بالدولة الكبرى فى العالم امريكا ..وينسون ان امريكا كانت منافسة لقطر . وقد احتجت وقتها على النتيجة ،والامر يمكن ان تكتب فيه كتب .وربما هذه احدى نقاط تفوق هذا الجيل من القطرين وربما اكثر اهل الخليج ...انهم فهموا امريكا فهما حقيقيا غير متوهم فعرفوا المساحة التى يمكن التحرك فيها من غير توتر ...
وعـــــظ (البحتري) إيـــوان (كسرى)شـــــفتني القصور من (عبد شمس)
ونحن فى السودان نحب قطر لمواقفها الداعمة للسودان على مر العهود،فهى الضامن لاستخراج نفط السودان ، هى الوساطة للاصلاح بينهم ،هى الاغاثة وهى دوحة العرب التى يفئوا اليها ان ضاقت بهم سبل العيش .
وكان للسودان والسودانيون نصيب من مونديال قطر، فمحمد همام رئيس الاتحاد القطرى والاسيوى لكرة القدم السابق اصوله من دنقلا وقد قال بذلك هو وليس بالحديث المرجم.ودكتورالهندسة سعود عبدالعزيز عبدالغني(دكتور كول)وهناك نجوم المنتخب معز وعبدالكريم وغيرهم الكثير...ونواصل ان شاء الله فى سبر الاسطورة القطرية.
ganaboo@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
كيف نجت بلدة صغيرة في تكساس من الفيضانات المميتة وأنقذت كل سكانها؟
عندما بدأ منسوب المياه في نهر غوادالوبي بالارتفاع بسرعة في 4 يوليو، دوت صفارات الإنذار في جميع أنحاء بلدة كومفورت الصغيرة في تكساس، ولعلّ هذا الإجراء الاحترازي البسيط، الذي اتبعته البلدة بعد تجارب سابقة، كان سببًا في نجاة جميع السكان. اعلان
وقال دانيال موراليس، مساعد رئيس قسم الإطفاء التطوعي في كومفورت، إن التحذيرات التي أُطلقت عبر صفارات الإنذار ساعدت السكان على إخلاء مواقعهم في الوقت المناسب، وأضاف: "بفضل هذه التحذيرات، عرف الناس ما يجب عليهم فعله، وأنقذت الكثير من الأرواح".
وكانت الفيضانات قد أودت بحياة ما لا يقل عن 118 شخصًا في المجتمعات القريبة الواقعة على امتداد النهر، من بينهم 27 من المخيمين والنزلاء في مقاطعة كير المجاورة، التي لم تكن مجهزة بنظام إنذار مماثل.
ويؤكد موراليس أن أحدًا من سكان كومفورت، التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 2200 نسمة وتقع ضمن مقاطعة كيندال غير المدمجة، لم يُصب بأذى.
التعلم من التجارب الماضيةويمر موراليس الذي يعمل في القسم منذ عقود على تاريخ البلدة التي توالت عليها الكوارث، فكان شاهدًا على الفيضانات التي اجتاحت المنطقة عام 1978، وأودت بحياة 33 شخصًا، بينهم 15 من بلدة كومفورت، ومن بينهم جده.
ويقول موراليس إنه عندما أُتيحت في العام الماضي فرصة لتوسيع نظام الإنذار المبكر في حالات الطوارئ، قرر مع عدد من السكان التحرك والبحث عن طريقة لتمويل المشروع. فقد كانت صفارات الإنذار في قسم الإطفاء بحاجة ماسة إلى التحديث.
ويشرح أنه تمكّن من التواصل مع شركة في ولاية ميسوري وافقت على تجديد صفارة الإنذار القديمة بتكلفة منخفضة، ليتم نقلها لاحقًا إلى موقع مركزي في حديقة كومفورت وتوصيلها بجهاز استشعار تابع لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية في خور سايبرس.
كيف تعمل الإنذارات؟عند ارتفاع منسوب المياه إلى حد معيّن، يقوم المستشعر بتشغيل الصفارة تلقائيًا، كما يمكن تفعيلها يدويًا في حالات الطوارئ.
يقول موراليس: "نفعل ذلك من أجل أنفسنا ومن أجل المجتمع. لو لم نعش أشهرًا من الجفاف وانخفاض منسوب خور سايبرس، لربما واجهنا فيضانًا مشابهًا لما حدث عام 1978. الأيام القليلة الماضية، صدّقوني، أعادت إلى الأذهان الكثير من الذكريات".
Relatedفيديو - مياه الفيضانات تجتاح مكتبًا بريديًا في نيو مكسيكو وتُعيد ترتيب الغرفة على طريقتهاارتفاع حصيلة ضحايا فيضانات تكساس إلى 78 حالة وفاة و10 مفقودينفيديو: هكذا اجتاحت الفيضانات المفاجئة مدينة كينغزلاند في تكساس خلال دقائقتمويل البنية التحتية للطوارئويضيف موراليس أن تمويل المشروع تم عبر مصادر متعددة، من بينها منحة، ومساهمة من مفوضية المقاطعة، وميزانية قسم الإطفاء، بالإضافة إلى تبرع من مصلحة الكهرباء المحلية التي زوّدتهم بعمود صفارات الإنذار. كما تلقّوا دعمًا فنيًا لتركيب جهاز استشعار الفيضانات في خور سايبرس.
ويوضح أن التكلفة الإجمالية للمشروع، بما في ذلك المواد المتبرع بها ونفقات القسم، تراوحت بين 50,000 و60,000 دولار، أي ما يعادل نحو 43,000 إلى 51,000 يورو، "وربما أكثر قليلًا".
أما في مقاطعة كير، فقد بلغت تكلفة نظام الإنذار المقترح لتغطية امتداد أطول من نهر غوادالوبي نحو 850,000 يورو. لكن المشروع لم يرَ النور، إذ تراجع عدد من مسؤولي المقاطعة والمدينة بعد تعثّر جهود الحصول على منح أو تمويل، ولم يتم في نهاية المطاف تركيب النظام في المنطقة المجاورة للمخيمات التي شهدت وفاة عشرات من المخيمين الشباب خلال الفيضانات الأخيرة.
وعلى بُعد نحو 90 ميلاً (145 كيلومتراً) شرق مقاطعة كير، نجحت مقاطعة كومال بولاية تكساس بإنجاز مشروع صفارات الإنذار الخاص بها عام 2015، بتمويل من جهات محلية متعددة. وتُشرف المقاطعة حاليًا على تشغيل النظام وجمع بيانات ارتفاع منسوب الأنهار، لكن المسؤولين هناك لم يستجيبوا لطلبات الحصول على تفاصيل حول التكلفة.
تدريب السكان على الاستجابةعقب تركيب صفارات الإنذار المُحدّثة في بلدة كومفورت، قضى قسم الإطفاء التطوعي عدة أشهر في تدريب السكان على التعامل مع اختبارات الإنذار اليومية التي تُطلق عند الساعة الثانية عشرة ظهرًا. وحرصت الإدارة على نشر رسائل توعوية تفيد بأن أي إنذار يُسمع في وقتٍ مختلف عن ذلك يعني وجود طارئ فعلي، ويستوجب متابعة محطات التلفزيون المحلية، وصفحة القسم على فيسبوك، وغيرها من المنصات للحصول على التعليمات.
تتميّز صفارات الإنذار في كومفورت بأصوات مختلفة: نغمة مميّزة تُستخدم للتحذير من الأعاصير، وأخرى طويلة ومسطّحة تُخصّص للفيضانات.
وفي الرابع من يوليو، عندما اجتاحت الفيضانات المخيمات القريبة، ربما لم يرَ جميع السكان التنبيهات التي وصلت إلى هواتفهم، أو يسمعوا نداءات رجال الإطفاء الذين كانوا يصرخون مطالبين بالإخلاء. لكنهم سمعوا نغمة الصفارة الطويلة وعرفوا أن الوقت قد حان للمغادرة. وأصدرت إدارة الإطفاء منشورًا على فيسبوك دعت فيه إلى إخلاء إلزامي لجميع المقيمين على طول نهر غوادالوبي.
ورغم أن بلدة كومفورت كانت تبعد أميالًا عن موقع الفيضانات المفاجئة، إلا أن منسوب نهر غوادالوبي ارتفع فيها لاحقًا خلال ساعات الصباح الباكر. وبحلول وقت انطلاق الصفارات، كان العديد من السكان مستيقظين ومدركين للخطر القادم.
وقد سجّل نهر غوادالوبي إحدى أعلى مستوياته التاريخية في البلدة، إذ ارتفع من مستوى الفخذ إلى ما يعادل ثلاثة طوابق خلال أقل من ساعتين ونصف.
ورغم أن موراليس لا يعلم إن كانت صفارات الإنذار ستُغيّر النتائج في مقاطعة كير التي شهدت الفيضانات المميتة، إلا أنه يؤمن بأنها منحت سكان كومفورت أمانًا إضافيا.
وقد تلقّى حاليا اتصالات من ممولين مهتمين بتركيب صفارة إنذار ثالثة في البلدة.
وقال موراليس: "كل ما يمكننا فعله لإضافة قدر أكبر من الأمان، سنجلس ونعمل على تحقيقه". وأضاف: "بالنظر إلى ما يحدث مؤخرًا، قد يكون الوقت قد حان لتعزيز النظام بشكل أكبر".
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة