أمريكا تستحدث التجويع.. سلاحًا لحرب اليمن
تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT
يمانيون – متابعات
عقب تقليص برنامج الغذاء العالمي مساعداته المقدمة للشعب اليمني، بحجة أزمة تمويلية حادة يواجهها، يبرز في المشهد اليمني سيناريو تجويعي متصاعد من قبل دول تحالف العدوان، تلعب فيه الإدارة الأمريكية الدور الأبرز.
فبعد خطوات متسلسلة ومتزامنة اعتمدت بشكلٍ أساسي على استمرار منع صرف مرتبات الشعب اليمني، المكافح تسع سنوات قحط، ورفع وتيرة الحصار، كانت خطوة تقليص المساعدات الإغاثية داعمة ومساندة لجرِّ الوضع الاقتصادي في المحافظات الحرة نحو الهاوية.
يؤكد الأستاذ جمال الأشول ــ المسؤول الإعلامي للمجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية والتعاون الدولي ــ في تصريح لموقع “العهد” الإخباري أن “تقليص المساعدات الإغاثية جاء في إطار مفاقمة ومضاعفة المعاناة الإنسانية للشعب اليمني، الذي يعيش أسوأ أزمة إنسانية في العالم جراء العدوان والحصار منذ تسع سنوات. فبعد الفشل العسكري الذريع لعدوان دول التحالف، اتجهت قيادته الأمريكية إلى سياسية الخناق الاقتصادي والقتل بالجوع. وتقليص المساعدات جاء بضغوط أمريكية على المنظمات، لمفاقمة المعاناة الإنسانية بشكل كارثي يعرض ملايين المتضررين للخطر، غالبيتهم من الأطفال والنساء الذين يعانون من سوء التغذية”.
كما يقول الأشول لموقع “العهد” الإخباري إن “تقليص المساعدات هو جريمة حرب تضاف إلى سلسلة جرائم أمريكا بحق اليمنيين”.
وفي هذا السياق يؤكد برنامج الأغذية العالمي في بيان له أنه في حال عدم حصوله على تمويل جديد، سيتأثر قرابة (3) ملايين شخص في المناطق الواقعة شمال البلاد، ونحو 1.4 مليون شخص في المناطق الواقعة جنوب البلاد، كما أكد بيان البرنامج أن هذا التقليص إجمالاً يُمثل انخفاضاً كبيراً لأنشطته في اليمن.
ويلفت برنامج الأغذية العالمي في بيانه كذلك بأنه اُضْطُرَّ إلى تقليص أنشطة الوقاية من سوء التغذية في اليمن، والتي كانت تستهدف سابقًا نحو 1.4 مليون شخص. ونظرًا لمحدودية التمويل والموارد، لم يَعد بمقدورِ البرنامج سوى مساعدة (128,000) شخص فقط (منهم 96 ألفًا في المناطق شمال البلاد و32 ألفًا في المناطق جنوب البلاد) وذلك من إجمالي (2.4) مليون شخص، كان مخططًا لاستهدافهم من الأطفال والفتيات والنساء الحوامل والمرضعات.
وتشير الإحصاءات الى أن 4 ملايين و521 ألفًا و727 طفلًا وامرأة يعانون من سوء التغذية، فكم ستتضاعف هذه الأرقام بعد القرار الأممي بالتقليص؟!
ماذا بعد قرار التقليص؟
من جهته يكشف ممثل برنامج الأغذية العالمي في اليمن “ريتشارد ريغان”: “إننا نواجه وضعًا صعبًا للغاية حيث يتعين علينا اتخاذ قرارات بشأن أخذ الطعام من الجياع لإطعام الأكثر جوعًا، في الوقت الذي لا يزال هناك الملايين من الأشخاص يعتمدون علينا من أجل البقاء على قيد الحياة. ليس من السهل اتخاذ مثل هذا القرار كوننا نُدرك تمامًا المعاناة التي ستترتب على مثل هذا التقليص في المساعدات”.
وفي حين لا يزال البرنامج العالمي لمعالجة سوء التغذية الحاد والمتوسط مستمرًا في تنفيذ أنشطته، إلا أنه قد قلّص بالفعل الأنشطة المخطط لها في هذا الجانب بنحو 60%، إذ يحصل حالياً (526,000) مواطنٍ شمالًا و(145,300) آخرون جنوب البلاد على المساعدات في إطار هذا البرنامج، وذلك من أصل العدد الإجمالي المخطط له، والبالغ 1.9 مليون شخص خلال العام الجاري.
إلى أين؟
يشير المسؤول الإعلامي للمجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية والتعاون الدولي إلى أن “المساعدات التي يقدمها برنامج الغذاء ذات تأثير محدودٍ جدًا، مقارنة بالمعاناة الإنسانية التي يعيشها شعبنا، ولكنها تسهم ولو بالحد الأدنى في تخفيف معاناة المتضررين والنازحين”.
وعبر موقعنا يحمل الأشول “أمريكا وتحالفها العدواني والأمم المتحدة تداعيات تقليص المساعدات الكارثية، وتعريض ملايين المتضررين للخطر، وتبعات هذه الجريمة”.
ويؤكد الأشول “سيكون للقيادة اجراءات لمواجهة سلاح التجويع الذي تستخدمه أمريكا في عدوانها على اليمن، لتركيع الشعب الصامد والثابت والمقاوم، بهدف تحقيق مكاسب سياسية”.
ويختم الأشول حديثه لموقع “العهد” الإخباري بالقول: “نحذر من الإقدام على مثل هذه الخطوة التي ستعرض الملايين للخطر، والتي ستتحمل الأمم المتحدة تبعاتها الكارثية”.
* المصدر: موقع العهد الاخباري
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: تقلیص المساعدات سوء التغذیة فی المناطق ملیون شخص
إقرأ أيضاً:
احنا عندنا حرب ملعلعه.. جدل في اليمن بعد نيل وزير الدفاع درجة الدكتوراة في "الحروب الصامتة"
أثار حصول وزير الدفاع الفريق الركن محسن الداعري على الدكتوراة جدلا واسعا بين أوساط اليمنيين في الوقت الذي تشهد فيه البلاد حالة حرب منذ عشر سنوات.
وأعلن أمس الاثنين، نيل الباحث الفريق الركن محسن محمد الداعري وزير الدفاع درجة الدكتوراه بمرتبة الشرف الأولى من الأكاديمية العسكرية العليا والاستراتيجية في جمهورية مصر العربية الشقيقة وذلك عن اطروحته الموسومة بعنوان "الاستراتيجية المقترحة لمواجهة تداعيات الحروب الصامتة على الأمن القومي العربي".
بين منتقد وساخر، توالت ردود فعل اليمنيين إزاء انصراف المسؤولين المباشرة عن مهامهم في وضع حرج تعيشه البلاد، لنيل الشهادات الأكاديمية.
ويأتي إعلان نيل درجة الدكتوراة للداعري في الوقت الذي ترسل فيه جماعة الحوثي تعزيزات إلى كل الجبهات، بينما وضع الجيش اليمني في حالة يرثى لها.
وفي السياق ذاته سخر الكاتب الصحفي مصطفى نصر، قائلا: "احنا عندنا حرب ملعلعه سمع بها العالم كله، مش كانت أفضل لصاحبنا بدل الحروب الصامتة".
وأضاف "المهم مبروك ونتمنى تواصل دكتوراه ثاني في حرب النجوم".
الكاتب الصحفي عامر الدميني قال "وزير الدفاع يحصل على دكتورة في الحروب الصامتة، كأول وزير دفاع يستفيد من منصبه بشهادة من جنس الحرب في بلاده".
وتساءل الدميني بالقول: كيف يحصل هؤلاء وقت للتحضير والبحث والدراسة؟
وتابع "تنشغل بأخبار يومية تنسيك أي اهتمامات أخرى، وهؤلاء بلادهم في حالة حرب ومع ذلك يحضروا شهادات".
الإعلامي سمير الصلاحي كتب "اليوم عرفت لماذا الحرب متوقفة منذ سنوات، في البلاد طلع وزير الدفاع جالس يدرس في مصر، لكن اليوم الحمدلله تخرج ويمكن تبدأ المعركة الاسبوع القادم".
وأضاف "على الله بس ما يفكر يواصل تعليمه أو يدرس دورة انجليزي ونرجع ننتظر مرة ثانية".
نشوان الحبشي، غرد بالقول "في الوقت الذي ينتظر فيها الشعب من وزير الدفاع حسم المعركة، نفاجأ أن سيادته مشغول بتحضير شهادة الدكتوراه وقد سبقه رئيس هيئة الأركان العامة الذي فضّل هو الآخر قاعات الدراسة على غرفة العمليات".
وقال "أي عبث هذا؟ من يضع طموحه الشخصي فوق واجبه الوطني، فليفسح الطريق لغيره".
أما عبدالسلام صالح فقال حتى اسم الدراسة حقك اضحكتني "الحروب الصامتة".
وقال صالح "يا خبير انت فاشل في الحروب ذي أصواتها للسماء كيف عاد با تنجح في الحروب الصامتة".
وأردف "فعلا احنا في زمان وسخ ابن وسخ عندما يكون واحد مثلك في منصبك هذا، والله منصب قائد فصيلة كبير عليك".