علماء ينقّبون في قمامة سكان عاشوا قبل 4 آلاف عام
تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT
في جزيرة "بينيغيه" الصغيرة في منطقة "بريتاني" على طرف الساحل الأطلسي لفرنسا، يأمل علماء آثار في الحصول على معلومات من خلال نفايات منزلية مطمورة في الكثبان الرملية منذ العصر البرونزي... لكنه تحد علمي وبشري.
وقال إيفان باييه، عالم الآثار في جامعة بريتاني الغربية، أمام موقع التنقيب "نحن ننقب في قمامة أشخاص عاشوا هنا قبل أربعة آلاف عام.
منذ عام 2021، مُنح ترخيص استثنائي للحفريات في هذه الجزيرة، التي تبلغ مساحتها 60 هكتارا من أرخبيل "مولين" والمصنفة محمية طبيعية منذ العام 1993.
في مربع مساحته بعض الأمتار المربعة محفور في الكثبان الرملية، يستكشف طلاب وعلماء آثار كتلة مغلفة بقيت مطمورة في الكثبان لآلاف السنوات قبل أن تعرّيها عاصفة عام 2014.
يضم الموقع طبقات عدة من المخلفات، يعود أقدمها إلى العصر الحجري الحديث.
- "محفوظات مناخية"
النوع الأكثر انتشارا في هذه الكومة من المخلفات هو البطلينوس (أو البرنقيل)، وهو محار شهير على شكل قبعة صينية تقليدية. كان سكان الجزيرة يتغذون بهذا الحيوان الصغير الذي يعيش على الشواطئ الصخرية قبل آلاف السنوات.
وأكّد جان فرنسوا كودينيك، عالم الأحياء البحرية، الذي كرس أطروحته للبطلينوس الموجود في هذا الموقع "سنكون قادرين على استخدام البطلينوس كمحفوظات مناخية وتتبع التاريخ البيئي والمناخي للمنطقة".
من خلال تحليل أصدافها، قد يكون ممكنا رسم تاريخ النساء والرجال الذين جمعوها. وأوضح كودينيك "يمكننا تحديد درجة حرارة المياه قبل موت الحيوان مباشرة. ستخبرنا هذه المعلومة بأي موسم كان هؤلاء الأشخاص يصطادون فيه البطلينوس".
من خلال ذلك، يمكن معرفة "في أي مواسم كان الموقع مستوطنا" لأنه "إذا عثرنا على بطلينوس جمع على مدار العام، فهذا يعني أن الناس كانوا هنا طوال العام"، بحسب الباحث.
وعلى مر القرون، حدّدت فترات استيطان دائم وموسمي على حد سواء.
يأمل كليمان نيكولا، الباحث في علم الآثار في المركز الوطني للبحوث العلمية المتخصص في مجتمعات الألفية الثالثة والألفية الثانية قبل الميلاد، في معرفة المزيد عن طريقة حياة حضارة "بيل بيكر"، وهي ثقافة كانت منتشرة في كل أنحاء أوروبا ولا يزال أصلها وانتشارها السريع موضع نقاش.
- "العودة إلى الجذور"
وقال نيكولا "نعرف هذه الثقافة خصوصا من خلال نُصُب الدولمان والمقابر"، كما في كارنا، في بريتاني (غرب). وأضاف "أما المستوطنات، فبدأنا نكتشفها. هنا، لدينا قمامة حضارة بيل بيكر. هي في حد ذاتها ثورة صغيرة على نطاق بريتاني".
وقال عالم الآثار "حلمنا هو العثور على مقبرة"، ما سيجعل من الممكن تتبع أصل هؤلاء السكان بفضل تحليلات الحمض النووي.
لكن الحفريات قد تستمر لسنوات إضافية.
وقال إريك بوييه (34 عاما)، وهو طالب سابق في علم الآثار جاء من كيبيك "إنها عودة إلى المصدر، إنه تحد وتجاوز للذات". أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: العصر البرونزي علماء آثار تنقيب من خلال
إقرأ أيضاً:
دراسة: نصف سكان العالم تعرضوا لشهر إضافي من الحر الشديد بسبب تغير المناخ
كشف تقرير علمي جديد، أن نحو نصف سكان العالم عانوا من شهر إضافي من درجات الحرارة الشديدة خلال العام الماضي، بسبب تغير المناخ الناجم عن الأنشطة البشرية.
وأوضح الباحثون الذين أعدوا الدراسة أن استمرار حرق الوقود الأحفوري يؤدي إلى تفاقم موجات الحر، ما يتسبب في أضرار صحية وبيئية متزايدة تطال جميع القارات، ولا سيما في الدول النامية، حسب تقرير نشره موقع "phys.org".
وشددت عالمة المناخ في "إمبريال كوليدج لندن" فريدريك أوتو، وهي من المشاركين في إعداد التقرير، على أن "مع كل برميل نفط يُحرق، وكل طن من ثاني أكسيد الكربون يُطلق، وكل جزء من درجة الحرارة المُرتفعة، ستؤثر موجات الحر على عدد أكبر من الناس".
وأُجري التحليل من قبل علماء في مؤسسة World Weather Attribution، ومركز المناخ المركزي، ومركز الصليب الأحمر والهلال الأحمر للمناخ، ونُشر قبيل يوم العمل العالمي لمكافحة الحرارة في 2 حزيران /يونيو، الذي يركز هذا العام على مخاطر الإجهاد الحراري وضربة الشمس.
وأشار التقرير إلى أن الباحثين قاموا بدراسة الفترة الممتدة بين 1 أيار /مايو 2024 و1 أيار /مايو 2025، وعرّفوا "أيام الحر الشديد" بأنها الأيام التي تجاوزت فيها درجات الحرارة 90 بالمئة من أعلى درجات الحرارة المسجلة بين عامي 1991 و2020 في موقع معين.
وباستخدام نماذج مناخية خضعت لمراجعة علمية، قارن الباحثون عدد هذه الأيام بما كان سيحدث في عالم لا يعاني من تغير مناخي من صنع الإنسان، فوجدوا أن ما يقرب من أربعة مليارات شخص، أي 49 بالمئة من سكان العالم، تعرّضوا لحر شديد لمدة 30 يوما إضافيا على الأقل.
وأوضح التقرير أن الفريق العلمي رصد 67 حالة حر شديد خلال العام الماضي، ووجد في كل منها بصمة واضحة لتغير المناخ.
ولفت الباحثون إلى أن جزيرة أروبا في الكاريبي كانت الأكثر تضررا، حيث سجّلت 187 يومًا من الحر الشديد، أي أكثر بـ45 يوما من التقديرات المفترضة في غياب تغير المناخ.
وتأتي هذه النتائج في أعقاب عام شهد درجات حرارة غير مسبوقة عالميا، فقد كان عام 2024 الأشد حرارة منذ بدء التسجيلات، متجاوزا عام 2023، كما سجّل شهر كانون الثاني /يناير 2025 أعلى درجة حرارة شهرية على الإطلاق.
وأشار التقرير إلى أن متوسط درجات الحرارة العالمية على مدى خمس سنوات بات أعلى بمقدار 1.3 درجة مئوية من مستويات ما قبل الثورة الصناعية، فيما تجاوزت درجات عام 2024 وحدها حاجز 1.5 درجة، وهو الحد الرمزي الذي حددته اتفاقية باريس للمناخ.
ونوّهت الدراسة إلى نقص حاد في البيانات الصحية المتعلقة بتأثيرات الحرارة في الدول منخفضة الدخل، مضيفة أنه في حين سجّلت أوروبا أكثر من 61 ألف حالة وفاة مرتبطة بالحرارة في صيف 2022، فإن أرقاما مماثلة نادرة في أماكن أخرى بسبب سوء التوثيق أو التشخيص.
وأكد المؤلفون على ضرورة تعزيز أنظمة الإنذار المبكر، وزيادة التوعية العامة، ووضع خطط محلية للتعامل مع موجات الحرارة في المدن.
كما شددوا على أهمية تحسين تصميم المباني من خلال التظليل والتهوية، وتبنّي سلوكيات أكثر أمانا مثل تجنب الأنشطة البدنية الشاقة خلال ساعات الذروة.
لكن الباحثين حذروا من أن هذه التدابير لا تكفي وحدها، وقالوا إن "الطريق الوحيد لوقف تصاعد شدة وتكرار موجات الحر هو التخلص العاجل من الوقود الأحفوري".