تعمل حكومة بنيامين نتنياهو منذ تشكيلها على ضم الضفة الغربية فعليا، وتشكل التعديلات القضائية مجرد وسيلة لوزير المالية يتسلئيل سموتريتش ووزيرة المستوطنات أوريت ستروك، لتحقيق مخطاتهم هناك.

وأعلن مؤخرا أن الوزيرين يروجان لقرار تحويل 700 مليون شيكل جديد للمستوطنات في الأراضي الفلسطينية، من بين ميزانيات أخرى "لتشجيع الاستيطان شمال الضفة الغربية".



وكشف موسيه راز عضو الكنيست السابق عن حزب ميرتس اليساري، أنه "كجزء من هذه الخطة الاستيطانية للضم، فسيتم السماح لوزارة الداخلية بتحويل الأموال لأماكن غير منظمة في الضفة الغربية، بهدوء، ودون إعلان رسمي، ما يجعلنا أمام قرار تاريخي بعد 56 عاما، يتم خلاله تنفيذ عدد لا يحصى من إجراءات الضم الفعلية، مع الحفاظ على القشرة الرقيقة المتمثلة في الامتثال للإطار العام للقوانين الدولية المتعلقة بالأراضي المحتلة".

وأضاف في مقال نشرته القناة 13، وترجمته "عربي21" أن "حكومة نتنياهو-سموتريتش-بن غفير، تزيل بكل سرور هذه القشرة الرقيقة بشكل جيد، وتنفذ ضم الضفة الغربية عبر القرارات الحكومية، هذا هو المعنى الحقيقي لتحرك مصادرة معظم صلاحيات إدارة الأراضي المحتلة من يد القائد العسكري في الميدان الجنرال يهودا فوكس، ونقلها إلى سموتريتش، في منصبه كوزير إضافي بوزارة الحرب مسؤولا عن تنسيق العمليات الحكومية في المناطق الفلسطينية من خلال الإدارة المدنية".


وأكد، "من بين أمور أخرى، وبموجب ما نصت اتفاقيات الائتلاف الحكومي التي صادقت عليها الحكومة مؤخراً، فإن زعيم حزب الصهيونية الدينية سموتريتش يُعهد إليه مباشرة بسلطات التخطيط والتنمية والبناء للمستوطنين، ولذلك تم تعيينه فعلا، بطريقة غير مسبوقة، كحاكم مدني للضفة الغربية، وهو المسؤول عن الإشراف على البناء للفلسطينيين".

وبين، "أن ذلك يتناقض تماما مع القانون الدولي، وقوانين المحكمة العليا على مدى عقود، والتي نصت على أن صلاحيات الإدارة اليومية للأراضي المحتلة تعود حصريا للقائد العسكري في الميدان، ما يجعل من نقلها لأيدي المدنيين القوميين ليس تغييرا إداريا فنيا، بل يعبر عن عبور الفيضان نحو الضم القانوني".


وأشار إلى "العديد من الأمثلة الأخرى لطموح هذه الحكومة المسيحانية الكاملة نحو مخطط الضم من خلال إثبات الحقائق على الأرض في الضفة الغربية، بينما يتم إطلاق صفير للمجتمع الدولي من نقطة الانطلاق، ومن ذلك على سبيل المثال، سنّ الكنيست ذو الأغلبية البرلمانية اليمينية لقانون إلغاء فك الارتباط شمال الضفة الغربية، وشرعنة بعض البؤر الاستيطانية، ما يعني أن التزامات إسرائيل القديمة تجاه الولايات المتحدة فيما يتعلق بالمستوطنات وخطة فك الارتباط، أزيلت بالكامل".

وأكد أن "الضحايا المباشرين، وليس من قبيل الصدفة لهذه السياسة الاستيطانية، هم في المقام الأول الفلسطينيون الذين يعيشون في الضفة وقطاع غزة، ما يقلل من قدرتهم المحدودة على التقدم".

وأضاف، "أن على المجتمع الدولي أن يلجأ مباشرة لإنصاف الفلسطينيين قانونيا على أقل تقدير، بسبب انتهاك حقوقهم الأساسية، بما في ذلك الحق في الحصول على سقف فوق سطح، أو حرية الحركة من أجل تلقي العلاج الطبي، أمام ما تسعى إليه الحكومة الحالية، بغرض الحصول على أقصى قدر من الصلاحيات مقدمة للضم لتقليص مسؤوليتها عن أجيال جديدة من الفلسطينيين، وهذا ما يسمى الفصل العنصري".


الخلاصة من هذا الاستعراض لزيادة صلاحيات حكومة الاحتلال في الضفة الغربية أن المستوطنين لم يكتفوا بتحدي المجتمع الدولي، فقد زعم نتنياهو نفسه أن ما تقوم به حكومته ليس انتهاكا للقرار والالتزام الدولي، ما يعني المضي قدما بخطوة أخرى مكملة لنقل الصلاحيات بالضفة الغربية، وهي خطة الحكومة لتطبيق القوانين الإسرائيلية بشكل كامل في المناطق الفلسطينية ، بحيث يتم إفراد القانون "المدني" لليهود، والآخر العسكري للفلسطينيين.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة نتنياهو الضفة الغربية المستوطنات الاحتلال نتنياهو مستوطنات الضفة الغربية الاحتلال تهجير صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الضفة الغربیة فی الضفة

إقرأ أيضاً:

خبير عسكري: إجراءات الاحتلال في الضفة الغربية فشلت في وقف عمليات المقاومة

أكد الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد الركن حاتم كريم الفلاحي أن الإجراءات الأمنية التي اتخذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية "لم تؤتِ أكلها"، مشيرا إلى استمرار العمليات الفدائية رغم التصعيد العسكري الإسرائيلي.

أعلن الإسعاف الإسرائيلي إصابة إسرائيلية بجراح خطيرة في إطلاق نار قرب مستوطنة بروخين غرب سلفيت في الضفة الغربية، مساء أمس الأربعاء، في حين استدعى جيش الاحتلال تعزيزات كبيرة وقوات خاصة وقال إنه يحقق في تفاصيل العملية.

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن إطلاق النار استهدف سيارة إسرائيلية قرب المستوطنة، مما أدى إلى وقوع إصابتين، إحداهما حرجة للغاية والأخرى خطيرة، وأشارت إلى أن الجيش يجري عمليات تمشيط واسعة "بحثا عن منفذي العملية".

وأوضح الفلاحي خلال فقرة التحليل العسكري أن العمليات لم تتوقف طوال الفترة الماضية وتصاعدت في الضفة الغربية في الفترة الأخيرة، مستشهدا بعملية إطلاق النار قرب مستوطنة سلفيت، والتي وصفتها إذاعة الجيش الإسرائيلي بأنها العملية الرابعة خلال 4 أشهر في المنطقة نفسها.

ويعزو الفلاحي هذا الفشل الإسرائيلي إلى عدة أسباب جوهرية تجعل من الصعب على قوات الاحتلال ضبط الوضع الأمني بشكل كامل، مشيرا إلى صعوبة أن تقوم قوات الاحتلال بضبط الأمور مرة واحدة لأنها تحتاج إلى إمكانيات وقدرات كبيرة جدا.

إعلان

وأضاف أن الجيش الإسرائيلي يعاني أصلا نقصا في القوة البشرية، مما يحد من قدرته على السيطرة الكاملة على الوضع الأمني في الضفة الغربية رغم التصعيد المستمر.

عمليات منفردة

ولفت الخبير العسكري النظر إلى طبيعة هذه العمليات، موضحا أنها تُعد "عمليات منفردة" يستطيع أن يقوم بها أي شخص يتمكن من تنفيذ عمليات إطلاق مباشرة، ثم بعد ذلك الانسحاب.

وهذا النمط من العمليات، كما يشرح الفلاحي، يتميز بأن التخطيط والتجهيز لا يحتاج إلى إمكانيات كبيرة جدا بحيث يمكن أن تُكشف هذه العملية من خلال المتابعات الاستخباراتية، حيث يمكن لشخص واحد أن يرتب عملية الإطلاق بطريقة ذكية بحيث لا يتم التوصل إليه.

وانطلاقا من هذه الخصائص، لفت الفلاحي إلى أن عمليات الذئاب المنفردة التي تقوم بها فصائل المقاومة في مناطق مختلفة هي أكثر نجاحا من العمليات الجماعية، معللا ذلك بأنها "تأخذ حيزا بسيطا من المعلومات ولا تخص إلا شخصا واحدا أو شخصين"، مما يجعل اكتشافها والوقاية منها أمرا بالغ الصعوبة بالنسبة لأجهزة الأمن الإسرائيلية.

وردا على التساؤل حول تكرار العمليات في نفس المناطق رغم الإجراءات المشددة، تطرق الخبير العسكري إلى هذه الظاهرة اللافتة، قائلا: في بعض الأحيان هذه العمليات عندما تتكرر في منطقة تأخذ الأجهزة الأمنية العديد من الاحتياطات، ولكن تبقى ثغرات حاصلة في هذه المناطق يمكن أن تُستغل.

وفسر هذا الأمر بوجود افتراض خاطئ بأن الإجراءات الأمنية التي تُتخذ في هذه المناطق تكون مشددة ولن تفكر المقاومة في العودة إليها، وهو ما يخلق "فرصة غير متوقعة" يمكن أن تنفذ منها فصائل المقاومة لتنفيذ عمليات أخرى، مستغلة عنصر المفاجأة.

وأشار الفلاحي إلى استمرارية هذه العمليات رغم أن العملية العسكرية الإسرائيلية مازالت مستمرة إلى اليوم، في الوقت الذي تركز فيه قوات الاحتلال جهودها بشكل مكثف على مناطق محددة كمخيم جنين، مما يعكس فشلا واضحا في إستراتيجية الاحتلال الأمنية على امتداد الضفة الغربية.

إعلان

مقالات مشابهة

  • نواب المنطقة الغربية يطالبون حكومة الدبيبة بالاستجابة لمطالب المتظاهرين 
  • "الأوقاف" تعلن مواعيد سفر حجاج الضفة الغربية المغادرين براً
  • تقدير إسرائيلي: الطريق إلى الهدوء الأمني في الضفة الغربية لا زال طويلا
  • خبير عسكري: إجراءات الاحتلال في الضفة الغربية فشلت في وقف عمليات المقاومة
  • استهداف نيراني لمستوطنين في الضفة الغربية.. وأبو عبيدة يُعلق
  • استهداف مستوطنين في الضفة الغربية.. وأبو عبيدة يصف العملية بـالبطولية
  • أبو عبيدة يبارك عملية إطلاق النار البطولية في الضفة الغربية
  • إعلام عبري: إصابات في عملية إطلاق نار شمال الضفة الغربية
  • التسوية الإسرائيلية خنجر آخر في خاصرة الضفة الغربية
  • عاجل. صاروخ باليستي حوثي يستهدف مطار بن غوريون ودوي صفارات الإنذار وسط إسرائيل والضفة الغربية المحتلة