الجزيرة:
2025-12-13@18:46:31 GMT

قرى محاها الزلزال بإقليم تارودانت في المغرب

تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT

قرى محاها الزلزال بإقليم تارودانت في المغرب

تارودانت- أن يضرب الزلزال منطقة وتميد الأرض تحت أقدام سكانها، ويقتل الآلاف منهم ويخلف مثلهم من الجرحى فتلك مصيبة وكارثة، لكن الكارثة تعظم وتزداد إيلاما عندما تكون أكثر المناطق المتضررة هي قرى جبلية نائية يصعب الوصول إليها في الظروف العادية، فما بالك بعد أن نفضت الأرض في هذه المنطقة كل ما كان على ظهرها.

يبعد إقليم تارودانت عن مركز الزلزال الذي ضرب منطقة الحوز (جنوب غرب المغرب) ليل الجمعة الماضية بنحو 300 كيلومتر، وعلى الرغم من ذلك فقد محت هذه الكارثة قرى بكاملها في هذا الإقليم المترامي الأطراف، الذي تبلغ مساحته نحو 16 ألفا و500 كيلومتر مربع، أغلبها مناطق جبلية وعرة.

أغلب المناطق التي تعرضت للزلزال جبلية ووعرة (الجزيرة) مآس بعضها فوق بعض

الجزيرة نت شدت الرحال إلى بعض هذه المناطق النائية للوقوف على مأساة أهلها، وكان علينا أن نبدأ مشوارنا نحو بعض هذه القرى من مدينة تارودانت مباشرة بعد الفجر، فبالإضافة إلى بعد المسافة ووعورة المسالك، فقد أغلق الزلزال بعضها أو ضيّق مساحتها بحيث أصبح المرور منها صعبا جدا.

وما أن وصلنا إلى قرية تاجكالت، التي تبعد عن مدينة تارودانت -مركز الإقليم وكبرى مدنه- بنحو 100 كيلومتر، حتى تقاطر علينا المتضررون، كل منهم يحكي معاناته، التي هي في النهاية معاناة جماعية فصولها وأحزانها متشابهة.

تقول فاضمة (تحوير أمازيغي لاسم فاطمة) بلهجة عربية مغربية مكسرة ومتواضعة "لقد ضاع كل شيء منا، أعادنا هذا الزلزال عقودا إلى الوراء، انظر إلى ما نحن فيه، لم يعد لدينا غير هذه الملابس التي على أجسادنا".

ولما عرفت أننا نتحدث الأمازيغية ويمكن أن نحاورها بها، انفرجت أساريرها وانطلق لسانها أكثر واصفا المعاناة، فمضت تقول "لم يسلم ولا بيت واحد من بيوت قريتنا، أنتم ترون كل شيء أمامكم، كيف سيعيش من لم يجد مأوى إلا تحت شجرة، ولا يملك قوت يومه، وينتظر كل يوم ما سيصله من مساعدات".

استيعاب متأخر

محمد متضرر في الـ60 من عمره ولا يزال يسيطر عليه الذهول وهول الكارثة، ولا يزال رأسه وأذنه اليمنى ملفوفين بضماد أبيض عليه بقايا دواء مطهر للجروح، يستذكر في حديث للجزيرة نت ما حدث ليل الجمعة عندما زلزلت الأرض زلزالها، ويقول "تناولت وجبة العشاء أنا وأبي وأمي، وأعطيت أبي دواءه، وهيأت لهما فراش النوم، وبعد لحظات اهتزت الأرض ووقع علينا البيت بكامله".

ويتابع محمد -في حديثه للجزيرة نت- وهو يتحسس بعض مواضع الجروح والرضوض في جسده "أخرجني أخي من تحت الأنقاض، وحاولنا أن ننقذ أمي وأبي بمساعدة أحد أعضاء المجلس القروي وإمام مسجد القرية، لكني تعبت ولم أستطع مواصلة المساعدة".

ويؤكد محمد أنه لم يستوعب ما حصل إلا بعد أن وجد نفسه في سيارة إسعاف نقلته إلى المستشفى الإقليمي في تارودانت، حيث أمضى هناك 24 ساعة تقريبا، وبعدما تحسنت حالته قليلا، كان عليه أن يخلي مكانه لمريض آخر.

معاناة ومطالب واحدة

قصص أخرى كثيرة ومماثلة تحكي المعاناة نفسها، فلكل فرد في هذه الجبال قصص يشيب لها الولدان، وكما توحدوا في المعاناة توحدوا في مطالبهم من السلطات والجمعيات والمنظمات الناشطة في الإغاثة.

فهم وإن كانوا يحتاجون المواد الغذائية والأفرشة والأغطية، فإنهم يطالبون أيضا بخيام ومآوٍ تسترهم، ويعبرون عن قلقهم وهلعهم من أي تغير في الأحوال الجوية، لأنه سيفاقم آلامهم ويزيد الطين بلة.

يصف عبد الله للجزيرة نت حاله وحال جيرانه من سكان القرية بعد الزلزال، فيقول "بعد أن هدأت الأرض من تحت أقدامنا، وقضى منا من قضى وبقي تحت الأنقاض من بقي، تجمع الناجون منا في ساحات عارية بعيدا عن ركام المنازل، وتكتلت الأسر والعائلات، وكذا الجيران فيما بينهم في مساحات صغيرة وضيقة، فبعضنا لجأ إلى بيادر، وبعضنا يقضي يومه وليله تحت الأشجار".

عبد العزيز أمجان، ناشط مع جمعيات إنسانية كثيرة، وأحد الشخصيات السياسية في المنطقة، ورئيس سابق لبلدية أولاد برحيل -أقرب مدينة في الإقليم إلى كثير من المناطق الجبلية- رافق فريق الجزيرة نت في جولة على بعض هذه القرى المتضررة، ويعرف جيدا حاجات سكانها وظروفهم بحكم تردده الكثير عليها ومرافقته المستمرة للجمعيات الإنسانية التي تحمل مساعدات إلى المنكوبين.

يقول أمجان للجزيرة نت إن "الظروف لا تزال الآن متحملة، لكن -لا قدر الله- إذا تساقطت الأمطار في هذه الأيام فإنها ستضاعف الكارثة والمأساة، لذلك نناشد الدولة والمنظمات الإنسانية أن تركز جزءا من جهودها لتوفير الخيام والأغطية البلاستيكية، فهذه أولى الأولويات الآن إذا أردنا أن نستبق أي سوء محتمل في الأحوال الجوية".

كارثة الزلزال لا نظير لها وفاجأت الجميع (الجزيرة) كارثة لا نظير لها

ويعتبر عبد العزيز أن ما حل بهذه القرى كارثة لا نظير لها ولا سابقة في المنطقة، وفاجأت الجميع. ويؤكد أن النصف الشمالي من الإقليم (يعرف في المنطقة بتارودانت الشمالية) "هو الأكثر تضررا، وقال إن جل تجمعاته السكنية هي قرى نائية ومتباعدة، وتشكل أكثر من 77% من مساحة الإقليم كله المترامية أطرافه، والتي تفوق مساحة دولة لبنان".

ويضيف في حديثه للجزيرة نت "تضررت على الأقل 24 جماعة قروية (مصطلح محلي يطلق على منطقة جغرافية وإدارية تجمع عدة قرى وبوادي)، وإذا علمنا أن كل جماعة فيها تقريبا 40 قرية صغيرة، فإن عدد القرى المتضررة تقريبا أكثر من 600″، مؤكدا أن ما يزيد على 170 ألف نسمة تضرروا من الزلزال في الإقليم كله.

ويقول عبد العزيز إن أكثر المناطق والقرى المتضررة توجد في جماعة تيزي نتاست، وجماعة تفنكولت، وجماعة تيكوكة، وجماعة تيسراس، وجماعة سيدي عبد الله أسعيد، وجماعة أوناين، وجماعة سيدي واعزيز، وكثير من القرى أيضا في منطقة أساكي.

ولفهم الطبيعة الجغرافية القاسية لهذا الإقليم أكثر، يكفي معرفة أن الكثافة السكانية فيه أقل من 50 نسمة في الكيلومتر المربع، ولذلك فكثير من هذه المناطق القروية هي عبارة عن تجمعات سكنية متباعدة فيما بينها قد يحتاج التنقل بين بعضها إلى ساعتين، وبعضها الآخر يستحيل أن تصله سيارة، ولا حل لأهلها إلا أقدامهم أو ما سخره الله لهم من بغال وحمير، والمحظوظون منهم قد يملكون دراجات نارية تسلك بهم مسالك وعرة.

أكواخ بالساحات

على طول واد سحيق غير ذي زرع يسمى "أسيف ن أونزال" بالجماعة القروية لتيزي نتاست، يقبع ركام عدة قرى؛ اضطررنا إلى أن نترجل عن سيارتنا في آخر نقطة يمكن الوصول إليها، وأكملنا على أقدامنا لنحو نصف ساعة تقريبا في مرتفعات جبلية وعرة لنصل إلى إحداها وهي قرية "إيخفيس".

أحصت الجزيرة نت 48 قبرا تضم جثامين قتلى الزلزال في هذه القرية المنكوبة، التي كانت تستند إلى سفح جبل يعصمها من ماء الوادي، لكنه لم يحمها من قوة الزلزال فصارت مساكنها أثرا بعد عين، وردم ركامها ذويهم ومواشيهم وحيواناتهم، فأخرجوا جثث البشر، لكن الحيوانات النافقة ظلت تحت الأنقاض وتملأ رائحة تعفنها المكان.

عاينا مع السكان فور وصولنا دفن آخر جثة، وكانت لفتاة في الـ18 من عمرها، وقال أحد أبناء عمومتها للجزيرة نت إنهم حاولوا أكثر من مرة الوصول إليها لكنهم فشلوا، ولم يتمكن فريق إنقاذ مكون من أفراد الجيش والدرك والدفاع المدني من الوصول إليها إلا مساء أمس الثلاثاء.

سكان هذه القرية بدورهم انتشروا تحت الأشجار وفي بعض الساحات الفارغة، وبعضهم حاول بناء أكواخ بما تيسر لهم من قماش أو ما استنقذوه من أغطية من تحت ركام الزلزال.

تضامن شعبي

ويلخص إبراهيم وزاز، رئيس المجلس القروي لجماعة تيزي نتاست، حجم المعاناة في القرى التابعة لمجلسه قائلا إن كل القرى الصغيرة التي تتكون منها الجماعة تضررت، وكلها دمرت عن آخرها، وعددها 37 قرية، وسكانها يبيتون في العراء منذ ليلة الزلزال.

وأضاف -في تصريح للجزيرة نت- أن عدد القتلى في هذه القرى بلغ 456 قتيلا ومئات الجرحى، وأن العدد الإجمالي لسكان الجماعة يبلغ 5400 نسمة.

وأكد أن هناك تضامنا شعبيا واسعا لمساعدة المتضررين في هذه المناطق، وأن السلطات تبذل جهدها للوصول إلى من لم تصل إليهم بعد.

وقال وزاز "لدينا محطتان لتجميع المساعدات: الأولى في مبنى المجلس القروي، والثانية في منطقة تلبورين، ونعمل على توفير الأفرشة والأغطية والمياه والغذاء والخيام وغيرها".

وتابع أن "هناك جهودا لإجلاء السكان إلى مناطق آمنة وإبعادهم عن مجرى الوادي تجنبا لكارثة لو سقطت الأمطار لا قدر الله"، وأنه بدأت لقاءات منذ الآن مع المصالح المختصة لدراسة سبل إعادة إعمار هذه القرى.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الوصول إلیها للجزیرة نت هذه القرى فی هذه

إقرأ أيضاً:

علماء للجزيرة نت: العاصفة الشمسية غانون سحقت غلاف الأرض البلازمي

في مايو 2024، أتاحت عاصفة شمسية هائلة للعلماء فرصة غير مسبوقة لفهم كيفية انهيار طبقة البلازما الواقية للأرض في ظل ظروف جوية فضائية قاسية.

وبفضل وجود القمر الصناعي الياباني "أراس" في موقع رصد مثالي، شاهد الباحثون انكماش طبقة البلازما إلى جزء بسيط من حجمها المعتاد، واستغرقت عملية إعادة بنائها أيامًا.

وقد كشف هذا الحدث عن "عاصفة سلبية" نادرة في طبقة الأيونوسفير، أبطأت بشكل كبير قدرة الغلاف الجوي على التعافي. طبقة الأيونوسفير هي جزء من الغلاف الجوي (تقريبًا من 60 حتى 1000 كيلومتر) والتي تتأين بفعل أشعة الشمس، وتؤثر على انتشار موجات الراديو، ويظهر فيها الشفق القطبي.

وكانت البيانات التي تم الحصول عليها بواسطة القمر الاصطناعي أراس ضمن مشروع بحثي بقيادة الدكتور أتسوكي شينبوري من معهد أبحاث البيئة الفضائية-الأرضية بجامعة ناغويا في اليابان، قد قدمت رؤى قيّمة في كيفية تعطيل النشاط الشمسي الشديد للأقمار الصناعية وإشارات نظام تحديد المواقع العالمي، وأنظمة الاتصالات.

كما قدمت تلك الأرصاد أيضا أول رؤية تفصيلية لكيفية تأثير هذا الحدث على الغلاف البلازمي للأرض (وهي المنطقة الواقية للأرض من الجسيمات المشحونة المحيطة بالكوكب).

ومن ناحية أخرى تُظهر نتائج الدراسة التي نشرها شينبوري ورفاقه في دورية "إيرث بلانتيت آند سبيس"، كيفية استجابة كلٍّ من الغلاف البلازمي والغلاف الأيوني أثناء الاضطرابات الشمسية الشديدة.

وتساعد هذه الملاحظات البحثية في تحسين التنبؤات بانقطاعات الأقمار الصناعية، ومشاكل نظام تحديد المواقع العالمي، ومشاكل الاتصالات الناجمة عن طقس الفضاء المتطرف.

القمر الصناعي أراس تمكن من دراسة أثر العاصفة الشمسية بدقة (جامعة ناغويا)العاصفة الشمسية

العاصفة الشمسية هي اضطراب في سطح الشمس ينتج عنه انبعاث كميات هائلة من الطاقة والجسيمات المشحونة نحو الفضاء.

إعلان

وتحدث هذه العواصف بسبب التغيرات في المجال المغناطيسي للشمس، وتتكون من توهجات شمسية وانبعاثات كتلية إكليلية، وعندما تصل هذه المواد إلى الأرض، يمكن أن تتسبب في ظواهر مثل الشفق القطبي وتؤثر على الاتصالات وأنظمة الطاقة.

وبحسب البيان الرسمي الصادر من جامعة ناغويا، فإن العاصفة الشمسية الجيومغناطيسية الفائقة التي ضربت الأرض في الفترة من 10 إلى 11 مايو 2024 والمعروفة باسم "غانون"، هي أقوى حدث من هذا النوع منذ أكثر من عقدين، وهي أحد أشد أشكال الطقس الفضائي تطرفًا، والتي تنشأ عندما ترسل الشمس دفعات هائلة من الطاقة والجسيمات المشحونة نحو الأرض، وهي عادةً ما تظهر مرة واحدة كل 20-25 عامًا.

ويقول شينبوري في تصريحات خاصة للجزيرة نت: "خلال العاصفة  الجيومغناطيسية التي حدثت، تقلص الغلاف البلازمي للأرض من 44 ألف كيلومتر إلى 9 آلاف و600 كيلومتر خلال 9 ساعات".

ويضيف: "بعد ذلك، استعاد الغلاف البلازمي تدريجيًا مستوى الهدوء، وقد استغرقت هذه الفترة أكثر من 4 أيام، أي أطول بكثير من 77 عاصفة جيومغناطيسية معتادة خلال الفترة من 2017 إلى 2024".

رصد تغيرات الغلاف البلازمي للأرض

في عام 2016 أطلقت وكالة استكشاف الفضاء اليابانية (جاكسا) قمر أراس الصناعي، ليجتاز الغلاف البلازمي للأرض ويقيس موجات البلازما والمجالات المغناطيسية.

وخلال هذه العاصفة العاتية، كان القمر الصناعي في موقع مثالي لتسجيل الانضغاط الشديد للغلاف البلازمي والتعافي البطيء والطويل الذي تلاه، وكانت هذه هي المرة الأولى التي يحصل فيها العلماء على بيانات مستمرة ومباشرة تُظهر انكماش الغلاف البلازمي خلال عاصفة عاتية.

وفي هذا الصدد يقول شينيوري: "لقد تتبعنا التغيرات في الغلاف البلازمي باستخدام قمر أراس الصناعي، واستخدمنا أجهزة استقبال أرضية لمراقبة الغلاف الأيوني، مصدر الجسيمات المشحونة التي تُعيد ملئ الغلاف البلازمي للأرض، وقد أظهرت لنا مراقبة الطبقتين مدى انكماش الغلاف البلازمي بشكل كبير، ولماذا استغرق تعافيه كل هذا الوقت".

ويوضح شينبوري تفاصيل هذه العملية قائلا: "اجتاز القمر الصناعي أراس طبقة الأيونوسفير والغلاف البلازمي والغلاف المغناطيسي الداخلي بفترة مدارية مدتها 10 ساعات عند حدوث العاصفة الشمسية الجيومغناطيسية الفائقة، حيث تمكّن من قياس كثافة الإلكترونات في الغلاف البلازمي بدقة"

ويضيف: "من ناحية أخرى، وباستخدام بيانات  نظام  تقنية "جنس تيك"  العالمية، وهو نظام لقياس طبقة الايونوسفور، تم تجميع البيانات من 9000 محطة  حول العالم، كما راقبنا كثافة الإلكترونات في الغلاف الأيونوسفير أثناء العاصفة الجيومغناطيسية، وبمقارنة كلا البيانات، تمكنا من رؤية التغير في الغلاف الأيوني والغلاف البلازمي للأرض".

اندفعت الجسيمات المشحونة عبر الغلاف الجوي العلوي للأرض عند خطوط العرض العليا (أسوشيتد برس)العواصف السلبية وتأثيرها على الأرض

بعد نحو ساعة من وصول العاصفة الشمسية العاتية، اندفعت الجسيمات المشحونة عبر الغلاف الجوي العلوي للأرض عند خطوط العرض العليا، وتدفقت نحو الغطاء القطبي.

ومع ضعف العاصفة، بدأت طبقة البلازما تتجدد بالجسيمات التي تزودها طبقة الأيونوسفير، وعادةً ما تستغرق عملية إعادة التعبئة هذه يومًا أو يومين فقط، ولكن في هذه الحالة، امتدت عملية التعافي إلى أربعة أيام بسبب ظاهرة تُعرف بالعاصفة السلبية.

إعلان

في هذه العاصفة، تنخفض مستويات الجسيمات في طبقة الأيونوسفير انخفاضا حادا على مساحات واسعة عندما يُغير التسخين الشديد التركيب الكيميائي للغلاف الجوي، وهو ما يؤدي هذا إلى انخفاض أيونات الأكسجين التي تُساعد في تكوين جزيئات الهيدروجين اللازمة لاستعادة طبقة البلازماسفير، كما ان العواصف السلبية غير مرئية ولا يُمكن رصدها إلا باستخدام الأقمار الصناعية.

وفي ها الصدد قال شينبوري، في تصريحاته للجزيرة نت: "تتميز العاصفة السلبية باستنزاف كثافة الإلكترونات في طبقة الأيونوسفير لفترة طويلة من خلال عملية الفقد المرتبطة بتفاعل كيميائي بين الجسيمات المشحونة والجسيمات المحايدة على ارتفاعات الأيونوسفير، وتسبب استنزاف كثافة الإلكترونات في طبقة الأيونوسفير في انخفاض إمداد طبقة البلازماسفير بالجسيمات المشحونة، مما أدى إلى بطء تعافي طبقة البلازماسفير.

طقس الفضاء

تُقدم هذه النتائج فهما أوضح لكيفية تغير الغلاف البلازمي خلال عاصفة شمسية شديدة، وكيفية انتقال الطاقة عبر هذه المنطقة من الفضاء، حيث واجهت العديد من الأقمار الصناعية أعطالًا كهربائية أو توقفت عن إرسال البيانات خلال هذه العاصفة، وانخفضت دقة إشارات نظام تحديد المواقع العالمي، وانقطعت الاتصالات اللاسلكية.

وبحسب الدراسة، فإن معرفة المدة التي تستغرقها طبقة البلازما الأرضية للتعافي من هذه الاضطرابات أمرٌ أساسي للتنبؤ بطقس الفضاء في المستقبل، ولحماية التكنولوجيا التي تعتمد على ظروف مستقرة في الفضاء القريب من الأرض

ويقول شينبوري، في تصريحاته للجزيرة نت: "نظرا للتغيرات الحادة في طبقة الأيونوسفير خلال العاصفة الجيومغناطيسية الفائقة، تزداد أخطاء تحديد المواقع عبر الأقمار الصناعية بشكل ملحوظ"

ويضيف: "لذلك، من المهم التنبؤ بمثل هذه الظواهر خلال العواصف الجيومغناطيسية الفائقة. علاوة على ذلك، فإن معدل حدوث العواصف الجيومغناطيسية الفائقة منخفض جدًا (نحو 4%)، مقارنةً بأحداث العواصف الأخرى. في المستقبل، ينبغي لنا مواصلة إجراء تحليل متكامل للبيانات من المراقبة الأرضية والفضائية أثناء العواصف الجيومغناطيسية الفائقة لفهم العملية الفيزيائية للحقول وبيئات البلازما في طبقة الأيونوسفير".

مقالات مشابهة

  • الاحتلال الإسرائيلي يقتحم عددا من القرى في رام الله ويحتجز مواطنين
  • غنائم الانسحاب.. وثائقي للجزيرة يكشف حجم الأسلحة الأميركية التي استولت عليها طالبان
  • «أم القرى» تنشر نص الموافقة على مشروع نظام الرقابة المالية
  • غدًا.. فصل الكهرباء عن هذه القرى والمناطق بكفر الشيخ
  • لأول مرة.. إدماج العلاج الطبيعي ضمن الخدمات الأساسية بالوحدات في القرى
  • شكرا للفريقين علي المتعة التي قدماها المستكاوي يشيد بمباراة المغرب وسوريا
  • علماء للجزيرة نت: العاصفة الشمسية غانون سحقت غلاف الأرض البلازمي
  • محمد غزال للجزيرة نت: تطبيق عنك خدمة لذوي الإعاقة البصرية للاستمتاع ببطولة كأس العرب
  • الصومال.. القضاء على 12 إرهابيًا في عملية نوعية بإقليم شبيلي السفلى
  • تحوّلات المشهد الجيوسياسي جنوب اليمن.. الصهيونية تهندس معركة البقاء في الإقليم