تأملات تربوية من سورة يوسف
تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT
«.. ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي..»
الخطة الخمس عشرية التي وضعها النبي يوسف وما يظهر فيها من دقة في تفاصيل زراعية وإدارية.. تنم عن معرفة سابقة، وقد يقال أنه نطق بالوحي لما سؤل، لكن ليس مجرد النطق بما أملي عليه بمعزل عما تعلمه وظل يطبقه في عقد ونصف.. و(ذلك مما علمني ربي) دليل، ودليل على ما تخصصت به دراسته.
في المسار التعليمي المتقدم في اليابان يضعون علماء يدرسون في الحلقة الأولى للتعليم فبعلمهم يستطيعون تمييز تخصص كل طالب فيخططون له مساره التعليمي حتى يمارس عمله بحرفيه فيستطيع أن يبرع فيه ويخدم وطنه.
بات من الضروري أن يعرف الأبوان أولادهم، وقدراتهم، فيتنبأون بما يكونوا عليه مستقبلًا.. وكذلك تلقى تلك المهمة على عاتق التربية والتعليم طبعا بالتنسيق مع الوزارة المسؤولة عن العمل والتشغيل لوضع مسارات الطلبة منذ الصف الأول حتى مزاولتهم للعمل مرورا بتعليمهم الجامعي.. وبهذا الجهد العظيم ممكن أن نتصور كيف تكون مدى قوة الدولة ومدى استقرار بعدها الاجتماعي والاقتصادي.. وغيرها.
سامي السيابي
فريق ولاية بدبد الخيري
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
لماذا سميت سورة النساء بهذا الاسم؟
سُميت سورة النساء بهذا الاسم لكثرة ما ورد فيها من أحكامٍ وتشريعاتٍ تخصّ النساء، ولم ترد في أي سورة أخرى بهذا التفصيل، مثل أحكام الميراث ومعاملة الأزواج وغيرها وأيضا تنظيم المجتمع المسلم من خلال حفظ الحقوق الاجتماعية والمالية..
وسورة النساء هي سورة مدنية، وهي من السبع الطوال، آياتها 176، وترتيبها في المصحف 4، نزلت بعد سورة الممتحنة. لماذا سميت بهذا الاسم؟ واختصت سورة النساء بذكر تفاصيل أحكام النساء في شتى مجالات الحياة، مثل الزواج، الميراث، وحقوق اليتامى، وهي تفاصيل لم ترد بهذا الكم في سورة أخرى من القرآن (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا). وتشير السورة إلى أن الله خلقكم من نفس واحدة آدم عليه السلام وخلق من آدم زوجه حواء٬ وأشارت السورة الى تواصل صلت الرحم واتقوا قَطْع الأرحام التي تربط بينكم.
وإن الله كان عليكم رقيبًا فلا يفوته شيء من أعمالكم بل يحصيها ويجازيكم عليها. (وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا). وأوصى الله باليتامى وحفظ أموالهم، بان يقوم أولياء اليتامى باختبارهم إذا وصلوا سن البلوغ بإعطائهم جزءًا من مالهم يتصرفون فيه فإن أحسنوا التصرف فسلموا إليهم أموالهم كاملة غير منقوصة. مقاصد سورة النساء إن المقصد الرئيس التي أبرزته هذه السورة المباركة هو توحيد الله عزّ وجل، وذلك من خلال إفراده بالعبوديّة.
كما أكدت أيضاً ضرورة تقوى الله والتي هي أساس لقبول أي عمل، وأولت السورة العناية الكبيرة بالمجتمع والأسرة وبنائها، ودعت إلى تنظيم المجتمع، وذلك من خلال تطهيره من الفاحشة، وعزل العناصر المفسدة فيه مع فتح باب التوبة حتى يرجع المجتمع طاهراً، وحتى تقوم الأسرة على أساس سليم. وحذرت هذه السورة أيضاً المؤمنين من التساهل في حقوق اليتامى والأرحام من الرجال والنساء، وعدم أكل أموال الناس بالباطل، والعدل بالميزان والقسط بينهم.