أول تعليق للحكومة الشرعية على زيارة الوفد الحوثي للعاصمة السعودية الرياض
تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT
علقت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، على زيارة وفد مليشيات الحوثي الانقلابية التابعة لإيران، إلى العاصمة السعودية الرياض، برفقة الوفد العماني، لاستئناف المفاوضات المتوقفة، بشأن السلام في اليمن.
وأكد رئيس مجلس الوزراء، الدكتور معين عبدالملك، خلال ترؤسه اليوم، اجتماعا لحكومته بالعاصمة المؤقتة عدن، أن الدولة والحكومة ترحب بجهود السلام وتدرك في الوقت نفسه مدى كذب وخداع ومراوغة مليشيا الحوثي الارهابية .
وقال رئيس الوزراء، إن الدولة اليمنية ترى ان الزخم الدبلوماسي المتصاعد حاليا يضع المليشيا الحوثية مجددا امام استحقاقات السلام القائم على انهاء الانقلاب واستعادة الدولة والحقوق والديموقراطية وإنهاء المعاناة الإنسانية التي تسببت بها .
وجدد الدكتور معين عبدالملك، دعم جهود الاشقاء في المملكة وسلطنة عمان وكافة الجهود والمساعي الحميدة الإقليمية والدولية الهادفة الى انهاء الازمة اليمنية وتحقيق السلام الشامل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها.
اقرأ أيضاً الكشف عن جديد المباحثات بين وفد المليشيا ومسؤولين سعوديين وفد المليشيا المفاوض يصدر أول بيان رسمي بعد مغادرته مطار صنعاء نحو السعودية عقب لقائه الوفد العماني.. تصريح جديد للمشاط بشأن جولة المفاوضات التي تستضيفها السعودية ثاني تصريح للمليشيا يكشف هدف المفاوضات الجديدة في السعودية رسميا.. جماعة الحوثي تعلن مغادرة وفدها إلى السعودية رفقة الوفد العماني وزارة الدفاع السعودية تعلن تنفيذ حكم الإعدام بحق طيار وضابط عسكري بتهمة الخيانة عاجل: وصول وفد عماني إلى صنعاء والكشف عن أبرز مهمته السفارة اليمنية في الرياض تطلق خدمة سارة لكافة المقيمين في السعودية.. وتحذر من عمليات نصب واحتيال (فيديو) مصدر صحفي سعودي يزف بشرى لليمنيين: السلام قادم ومعالجة جادة لكثير من الملفات تحركات جادة في المفاوضات السعودية الحوثية.. وقيادات المليشيات تتهافت نحو الرياض عاجل: لاعب كرة قدم أجنبي شهير في السعودية يعلن إسلامه وينشر صورة وهو يصلي مع عائلته ”شاهد” السعودية تعلن توقيع اتفاقية لتشغيل مركز لإعادة تأهيل ضحايا الحروب في اليمنوأعلنت مليشيا الحوثي، مساء اليوم الخميس، توجه وفدها رفقة الوفد العماني إلى المملكة العربية السعودية، ووصل وسطاء عمانيون الى صنعاء اليوم الخميس، رفقة رئيس الوفد المفاوض للجماعة محمد عبدالسلام لإجراء مشاورات مع قيادة الجماعة المدعومة من إيران، حول مقترح للتوقيع على هدنة موسعة ودائمة.
وتفيد تقارير بأن الجولة الجديدة من المفاوضات ستصل إلى حلحلة كثير من الملفات الشائكة المتعلقة بالتدابير الاقتصادية والانسانية لبناء الثقة تمهيدا لإطلاق عملية تفاوضية حاسمة برعاية الامم المتحدة لانهاء النزاع الدامي الذي طال امده في اليمن، بسبب الانقلاب الحوثي المدعوم من إيران.
المصدر: المشهد اليمني
كلمات دلالية: الوفد العمانی
إقرأ أيضاً:
بعد قرن من النفط العماني
احتفلت وزارة النفط والمعادن الأسبوع الماضي بمرور قرن على بداية اكتشاف النفط في عمان. وقد سبقتها في مايو من هذا العام شركة تنمية نفط عمان محتفلة بالمناسبة نفسها، وذلك باعتبار تاريخ التوقيع على أول تصريح امتياز في ١٨ مايو ١٩٢٥م، في عهد السلطان تيمور بن فيصل، وهو التصريح الممنوح للأيرلندي جورج ليز، والذي كان يعمل لشركة دارسي. وقامت بعثة الشركة بموجبه بمسح شمال عمان إلى الساحل الجنوبي دون جدوى.
وانسحبت الشركة عام ١٩٢٨م بسبب الأوضاع السياسية الداخلية المضطربة حينها، ثم في عام ١٩٣٧م وقعت شركة نفط العراق امتيازًا مع السلطان سعيد بن تيمور مدته ٧٥ سنة للتنقيب عن النفط. وتنازلت شركة نفط العراق لاحقًا لشركة تابعة لها تأسست باسم شركة تنمية نفط عمان وظفار، والتي تغير اسمها عام ١٩٥٠م إلى شركة تنمية نفط عمان المعروفة اليوم؛ وهي الشركة التي مدت أول أنابيب النفط عام ١٩٦٦م بطول ٢٧٩كم من حقل فهود، باعتباره أول حقل ناجح تجاريًا.
تلك هي باختصار فاتحة القصة التي نعيشها، أو نعيش آثارها اليوم. ولا شك أن بين ذلك التاريخ وبين عامنا هذا الذي يكاد ينصرم مر قرن من المياه والنفط، تحت الجسر، أو عبر الأنابيب.
إن قصة إنتاج الذهب الأسود جرت عبر تحولات هائلة غيرت شكل المدن والقرى العمانية وأهلها؛ لكن تلك التحولات تأخر ظهورها من الربع الأول إلى النصف الثاني والربع الأخير من القرن العشرين، وبالتحديد في نهاية الستينيات حيث بدأ اكتشاف الحقول التجارية التي انطلقت من حقل فهود، كما أسلفنا، ومنه ابتدأ التصدير عام ١٩٦٧م.
ولم تمض سنوات حتى بدأت تظهر آثار التحول النفطي بارزة للعيان بداية السبعينيات، وهي التحولات التي شكلتنا وعجنتنا بشكل من الأشكال، حتى تكاد لم تترك منحى أو مظهرًا من مظاهر الحياة العمانية، إلا وطالته أياديها، ونحن اليوم في نهاية هذا العام الذي شهد فيه إنتاج النفط العماني مستويات قياسية، فقد تجاوز في الربع الأول من هذا العام حاجزه التقليدي بأكثر من ١.٢ مليون برميل، ولعله إيذان بمرحلة جديدة.
في بداية تلك التحولات النفطية، احتاجت البلاد حاجة ماسة للطاقة البشرية؛ وهكذا انطلق النداء لعودة العمانيين المهاجرين في المنافي، وهكذا عادت الطيور المهاجرة تدريجيًا بفعل النداء الذي أطلقه آنذاك السلطان قابوس ـ طيب الله ثراه ـ ، واشترك الجميع في خضم البناء والتحولات، وهي العملية التي ما تزال فصولها مستمرة.
ومع التحولات الشاملة لا شك أتت هواجس من مثل ماذا لو نضب النفط؟ وبدأت محاولات تنويع مصادر الدخل الوطني.
ويبدو على الأرجح أن الاحتياطات النفطية الآنية والاكتشافات الأخيرة خلال العقد المنصرم تبعث على الطمأنينة لعقد أو عقدين قادمين على الأقل، إلى ٢٠٤٠م، فيما أحسب؛ بينما أمامنا تجارب بلدان كبولندا تحولت من صدارة منتجي النفط إلى مستورديه، فيما ما تزال بلدان أخرى تعتبر من أوائل المناطق التي جرى إنتاج النفط فيها تجاريًا، كبنسلفانيا في الولايات المتحدة واذربيجان، تصدر النفط والغاز إلى يومنا هذا، فأين نحن من ذلك؟ أم تراها لعبة حظوظ؟
الواقع أننا بهذه التجربة النفطية المديدة، نسبيًا، مدعوون إن لم نكن مدفوعين، لإدراك كيف أن العالم كلٌ مشترك، وجسد واحد كما في الأثر، وأن الانخراط في العالم رهن بالمشاركة الفاعلة فيه وتحمل المسؤولية العالمية، وليس بالعيش عالةً عليه، وهذا أخطر ما في الأمر.
وإذا كان اكتشاف النفط قادنا لعوالم جديدة شملتنا بالكلية فإن هذا ليس نهاية المطاف الإنساني، ولا خاتمته، بل أن هناك على الأرجح عوالم جديدة أخرى، لكن واقعنا يقول بكل لسان أن علينا الخروج بسرعة من صناديق اتكاليتنا ومناديسنا النفسية والفكرية، والتخلص من مخاوفنا وشكوكنا وريبتنا؛ فبقدر السعي والبذل والجهد والطموح يكون الحصاد، وليس بكثرة حسابات الربح والخسارة.
هذا عالم جديد نحن في خضمه، ونحن بفعل هذه الطاقة الجبارة فعلًا نقف على تخوم آفاق جديدة يمكننا الخروج بها من أسر عوائقنا الضيقة والصغيرة، والتافهة ربما، بالمقاييس العالمية؛ وذلك يتطلب منا تهيؤًا وقابلية. وبعد كل ما لمسناه ولمسته أجيالنا على مستوى الأفراد من تجارب ومن احتكاك متعدد الأوجه والمستويات بالعالم، فإن لدينا قدرة على التعاطي مع هذا العالم، الذي لا يدفعنا نحن فحسب، بل يدفع محيطنا بأسره، إلى الارتماء والانخراط فيه، شاء أم أبى، وشئنا أم أبينا؛ فأين نحن؟
نحن في التيار، تدفعنا التغيرات المختلفة، كما دفعت الأجيال التي سبقتنا، وبعضها ما يزال بين ظهرانينا؛ لكن الدوافع أصبحت اليوم مختلفة، بين دوافع السبعينيات والثمانينيات ودوافع الألفية لا شك هناك بون وفرق شاسع، وما الذي أحدث هذا الفرق؟ لسنا نحن، بل هي الأحداث والتغيرات العالمية، منذ سقوط الشاه في إيران النفطية هي الأخرى، إلى سقوط نظام البعث السوري النفطي هو الآخر؛ هكذا يبدو أننا في الواقع مشتتون بين تحديات العصر وتغيراته المتلاحقة، من الميكنة إلى العصور الإلكترونية وخوارزمياتها والذكاء الاصطناعي الشره لمزيد من الاستثمارات، وبين ملفاتنا الخاصة التي لم نقفلها ولم ندرسها، ويبدو أننا نحاول، كما يشي بذلك كثير من كتابنا، أن نحرس صناديق نسميها هوياتنا وقيمنا، وأن نسلمها لأجيالنا القادمة دون أن يهملوها أو يعبثوا بنا، فيما يعبث بنا الشك وتلعب بنا الظنون لعبتها، فما الحل؟
قلنا: إن شركة تنمية نفط عمان كانت شركة تابعة لشركة نفط العراق، فأين شركة نفط العراق اليوم؟ وهي الشركة التي كان اسمها من قبل شركة البترول التركية قبل ١٩٢٩م؟ وحين أمم النظام العراقي تلك الشركة وصادر ٩٥٪ منها تمكن عام ١٩٨٠م من مضاعفة الإنتاج من ١.٤ مليون برميل إلى ٣ ملايين برميل يوميًا، لكن الحرب العراقية الإيرانية اندلعت في ذلك العام نفسه، وتلتها الفصول المعروفة للجميع إلى سقوط بغداد تحت الاحتلال الأمريكي، وما تلاه من كوارث على البلاد والعباد شتتت بالعراقيين كل تشتيت في الداخل والخارج، وذلك درس ليس لنا وحدنا بل للمنطقة بأسرها.
نحن اليوم بحاجة إلى نظم مستقرة غير قلقة، تضع رهانها على بنى صلبة غير قابلة للزعزعة، وعلى قواعد متعددة متينة، لا قاعدة واحدة ينهار بانهيارها البناء، فإنما يقوم رسوخ التجربة عبر تمكينها، والتوسع فيها، وتخصيبها، والاستثمار داخلها، وعبر تجنب التهور في المسارات الخطرة، وعبر استشعار المخاطر قبل حدوثها، بنظرة تستشرف المدى، ولا يحتاج الأمر قدرات خارقة لإدراك أن إهمال وتسويف حل المشاكل الصغيرة الواضحة يخلق مشاكل أكبر وأعقد، وأن الأساسي ليس الشكل الخارجي المبهر بل الديناميكية والحيوية الداخلية في المجتمع نفسه، وأن استثمار إيراد الثروات المضمون يكون في الطاقات والأجيال والكوادر البشرية، فالإنسان هو صمّام أمان التجربة، وهو المعقودة عليه كل الآمال، أما الثروات فإنها سواء أكانت ناضبة أم متجددة، فهي رهن تلاعب القوى والأسواق، أما الثروة الباقية التي هي عماد كل ثروة إنما هي الإنسان.
إبراهيم سعيد شاعر وكاتب عُماني