ملتقى الشباب السوري السياحي يدعو إلى الترويج للسياحة والمنتجات الحرفية التراثية بمختلف الوسائل
تاريخ النشر: 15th, September 2023 GMT
دمشق-سانا
أوصى المشاركون في ملتقى الشباب السوري للسياحة 2023 الذي نظمته وزارة السياحة وهيئة التميز والإبداع على مدى ثمانية أيام بضرورة الترويج الداخلي والخارجي للسياحة في سورية وللمنتجات الحرفية التراثية ودعمها عبر المدارس المهنية لضمان استمرارها وتطويرها.
ودعا المشاركون خلال الجلسة الختامية التي انعقدت في فندق شيراتون دمشق إلى إطلاق تطبيق خاص بتنظيم عملية التطوع على أن تكون الحملات التطوعية خاصة برفع الوعي تجاه المواقع الأثرية والتاريخية، وربطها بعملية التدوير التي تسهم بالحفاظ على البيئة.
وأكد المشاركون ضرورة العمل على إنشاء شركة وطنية خاصة بالاستثمار بمنتجات الأسواق الحرفية التراثية والتسويق لها بالشكل الأمثل والعمل على تطوير الخطط التسويقية وخطط العلاقات العامة للسياحة في سورية من قبل وزارة الإعلام ووزارة السياحة بمختلف أدوات التسويق ووسائل الإعلام المختلفة وخاصةً مواقع التواصل الاجتماعي.
كما دعا المشاركون إلى تعديل معايير الترخيص للمنشآت السياحية لاستخدام مصادر الطاقة البديلة، واعتماد خطط للحد من هدر الطاقة، واستثمار الطعام الزائد في عملية التخمير لإنتاج الغاز المنزلي أو كسماد عضوي، واستجرار المواد الاستهلاكية من البيئة الحاضنة للمنشأة السياحية.
ولفت المشاركون إلى أهمية استخدام أساليب تقنية حديثة لتوصيف وشرح القطع والمواقع الأثرية لتساعد على توثيقها وتوصيفها بالشكل الأمثل، وكذلك الاهتمام بالسياحة العلمية من قبل الجهات المعنية.
وأشار المشاركون إلى ضرورة العمل على تسهيل إجراءات الحصول على تأشيرة الدخول وتخفيض كلفتها، ومدة الحصول عليها واعتماد الوسائل الإلكترونية في ذلك إضافة إلى تحسين واقع المنافذ الحدودية وخاصةً الجوية منها لتكون واجهة حضارية للسياحة في سورية.
ودعا المشاركون في ختام الملتقى إلى تمديد الفترة المخصصة له خلال السنوات القادمة ليتاح لهم الاطلاع والاكتشاف أكثر في المجال السياحي.
وفي معرض ردها على أسئلة المشاركين بالملتقى أشارت وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح إلى أن التراث هو أحد المكونات الأساسية للهوية الحضارية لسورية، وكلما تعرفنا على هذا المكون زادت أهمية المحافظة عليه ونقله للأجيال، لافتة إلى أن الموقع الأثري هو حكاية ضمن بيئة اجتماعية كانت موجودة هناك، مضيفة: إن الوزارة تسعى لتطوير العرض المتحفي بأساليبه وتقنياته.
بدوره وزير الإعلام الدكتور بطرس الحلاق لفت إلى أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل خاطئ يضر بالرأي العام الذي يشكله الإعلام، وبالعكس فإن استخدامها بشكل صحيح يعتبر أكبر داعم للإعلام الذي يحمل رسالة مؤسساتية، في حين أن المؤثرين عبر وسائل التواصل الاجتماعي نشاطهم فردي وله إيجابيات وسلبيات، ويستطيع الشباب الواعي من خلالها تحويل التحدي السلبي إلى فرص تسويقية أو تثقيفية ومنها ما يعود على المؤسسات بالفائدة.
وأشار الوزير الحلاق إلى ضرورة أن تتضمن المناهج المدرسية مهارات التواصل والاتصال حتى يتمكن الجيل الشاب من التعبير عن أفكاره ومعارفه وإيصالها بسهولة ووضوح إضافة إلى تنمية مهاراته باستمرار.
وفي تصريحات لمراسلة سانا لفت وزير التربية الدكتور محمد عامر المارديني إلى أهمية الأفكار والمقترحات التي طرحها المشاركون في الملتقى ولا سيما إدخال بعض القضايا التي طرحوها في المناهج ليتسنى للطلاب معرفة مكامن الكنوز الموجودة في بلدهم على المستوى السياحي مشيراً إلى أهمية التعاون مع المشاركين في الملتقى لتوسيع دائرة العمل في المدارس.
وأشار معاون وزير السياحة المهندس نضال ماشفج إلى أن الملتقى يهدف إلى خلق جيل يهتم بالسياحة ودورها بعملية التنمية السياحية المستدامة من خلال امتلاكه تقنيات العصر الجديد مثل التكنولوجيا الرقمية وغيرها مبيناً أن المشاركين زاروا محافظات حماة وحلب واللاذقية وطرطوس ودمشق واطلعوا على العديد من المواقع الأثرية والسياحية والمنشآت والمشاريع التنموية الصغيرة ما شكل فرصة لتبادل الرأي والأفكار حول تطوير واستثمار هذه المواقع برؤية جديدة.
بدوره بيّن عضو مجلس أمناء هيئة التميز والإبداع ثائر لحام أن العلاقة الوطيدة بين الثقافة والسياحة تنتج شباباً واعياً مرتبطاً بوطنه ويشكل نواة لقادة مجتمع محلي قادرين على المساهمة في تنمية المجتمع واقتصاده المحلي لافتاً إلى أنه تم تزويد المشاركين بمعلومات وافية عن حضارة سورية والأماكن الأثرية والتقوا بعدد من الفنانين الذين روجوا للمواقع الأثرية بأعمالهم الدرامية.
ولفت عدد من المشاركين بالملتقى ومنهم زينب إبراهيم وتيم قاسم ومحمد حيدر وليان موسى وسنا عصام صافي وزينب يوسف إلى أن مشاركتهم كانت تجربة غنية لهم زاروا من خلالها الكثير من الأماكن الأثرية واطلعوا على تاريخ سورية وحضارتها لافتين إلى أن الرحلات السياحية لم تكن مجرد رحلات بل كانت رؤية أعمق لقصة هذا المكان الأثري وهذا كان له الأثر البالغ في فهم ومعرفة تاريخ وحضارة هذه الأوابد الأثرية.
الملتقى الذي انطلق في الـ 8 من الشهر الجاري شارك به 50 شاباً وشابة تتراوح أعمارهم بين الـ 15 و18 سنة من مختلف المدن والبلدات السورية وتضمن جولات سياحية بعدد من المناطق الأثرية والسياحية، ويهدف إلى تحقيق أبعاد جديدة لسياحة مستدامة بعيون شباب مستعدين للمستقبل وقادرين على التنمية والتميز واستشفاف ما وراء السياحة التقليدية، وليكون النسخة المصغرة للقمة العالمية الشبابية الأولى للسياحة 2022 التي أقيمت في إيطاليا بمشاركة سورية.
سكينة محمد وهيلانة الهندي
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: إلى أن
إقرأ أيضاً:
جهود السعودية في مكافحة انتشار التدخين تلفت الحضور الدولي في ملتقى "تنفّس 2025"
اختُتمت اليوم فعاليات ملتقى "تنفّس 2025" في العاصمة الرياض، بتبني رؤية طموحة نحو مستقبل خالٍ من أضرار التبغ، ترتكز على الابتكار، الوقاية، والتكامل التنظيمي. وقد مثل الملتقى منصة إقليمية لتعزيز الحوار وتبادل المعرفة حول السياسات الفعالة في تقليل الضرر وتشجيع البدائل الصحية.
جاء الملتقى بتنظيم من مبادرة "تنفّس"، وهي ثمرة شراكة استراتيجية بين: شركة "بدائل" (إحدى شركات صندوق الاستثمارات العامة)، وبرنامج "جودة الحياة" (أحد برامج رؤية 2030)، وشركة "الصحة الذكية" (الشريك العلمي للملتقى).
وشهد الملتقى مشاركة أكثر من 100 خبير وصانع قرار من داخل المملكة وخارجها، يمثلون منظمات صحية وهيئات تنظيمية ومؤسسات أكاديمية.
محاور علمية ونقاشات استراتيجية
شهدت الجلسات استعراض العديد من النماذج العالمية في دول مثل السويد والمملكة المتحدة لمكافحة التدخين كما تناولت جلسات الملتقى محاور جوهرية داعمة للاستراتيجية الوطنية، أبرزها:
· تصحيح المفاهيم المغلوطة حول استخدام النيكوتين كبديل أقل ضرراً من التبغ وأنه جزء من الحل وليس المشكلة.
· دراسة أثر الضرائب كأداة فعالة لتقليل استهلاك منتجات التبغ
· استعراض الابتكارات العلمية في المنتجات البديلة منخفضة الضرر.
نموذج سعودي لافت
أظهرت البيانات الرسمية من الهيئة العامة للإحصاء انخفاض نسبة انتشار التدخين بين البالغين من 17.5% إلى 12.4% خلال عام واحد. هذا التراجع يُعزى إلى تطبيق سياسات تنظيمية شاملة تشمل زيادة الضرائب وتوفير البدائل الأقل ضرراً.
وأكد المشاركون أن مبادرة "تنفّس" تمثل منصة تحول حقيقي، يتجاوز التوعية إلى تأثير فعلي في السياسات والسلوك المجتمعي، مما يعزز موقع المملكة كنموذج إقليمي يُحتذى به. وقد أعلن المنظمون أن هذا الملتقى سيكون بداية لسلسلة من الفعاليات المتخصصة في هذا المجال.
رؤى مشرقة وتصميم على النجاح
وخلال الملتقى، قال طولغا سيزار، الرئيس التنفيذي لشركة بدائل: "يُعدّ تقليل الضرر بوابة نحو مستقبل خالٍ من التدخين – والمملكة العربية السعودية تتصدر هذا التوجّه العالمي. ويشكّل ملتقى "تنفّس" خطوة وطنية جريئة إلى الأمام، تُبرز الدور الريادي للمملكة في تعزيز جهود مكافحة التبغ من خلال العلم والابتكار والتشريعات المتقدّمة"
وأوضح سلمان الخطاف، مستشار الرئيس التنفيذي لبرنامج جودة الحياة، أن "الصحة ليست خياراً بل أساساً لحياة كريمة ومجتمع منتج. وملتقى 'تنفّس' يساهم في تعزيز صحة المجتمع وأنماط الحياة الإيجابية بما يتناسب مع أهداف المملكة ورؤيتها الطموحة." مضيفاً أن النجاح في تقليل أضرار التبغ يتطلب ربط الأدلة العلمية بسياسيات واقعية قابلة للتطبيق، وهذا ما نحاول العمل عليه عبر شراكتنا في متلقى تنفس.
وأشارت الدكتورة سارة الرشود المستشارة البحثية في شركة الصحة الذكية أن مبادرة تنفس تعكس التزام كافة الجهات في الحد من التدخين والوصول إلى مملكة خالية من التدخين وتحافظ على التعاون المستدام بين جميع الجهات وخاصة مع وجود ما يقارب 4.8 مليون مدخن كلهم يصنفون كبالغين.
وقدّر الدكتور كريستوفر راسل من المملكة المتحدة والمتخصص في دراسة إدارك وسلوك الأفراد تجاه منتجات التبغ والنيكوتين أن عدد الوفيات المبكرة المرتبطة بالتدخين في السعودية بنحو 14,200 حالة سنوياً. كما توقع أن يشهد العالم نهاية التدخين خلال الأربعين عاماً المقبلة.
من جهته، استعرض الدكتور كونستانتينوس فارسالينوس التجارب الدولية الناجحة في الحد من التدخين مشيراً إلى تجربة السويد في خفض معدلات التدخين من 15% إلى 5% خلال 15 عاماً، ما ساهم في تقليص نسب الإصابة بالسرطان بنسبة 41%، والوفيات المرتبطة بالتبغ بنسبة 39.6%. وأكد أن هذه النماذج تمثل فرصة استراتيجية للمنطقة.
توصيات إقليمية
وخلال جلسة "تقليل أضرار التدخين في الشرق الأوسط"، حذّر الدكتور عبد الرحمن القضيب طبيب الأسرة المتخصص في الأمراض غير المعدية وتقليل أضرار التبغ في السعودية، من استمرار نسب التدخين المرتفعة في بعض دول المنطقة مثل الأردن ولبنان.
في المقابل، أشار الخبير في الصحة العامة الدكتور محمد يمان أن 85% من المدخنين يعودون للتدخين خلال أشهر، حسب دراسات مايو كلينك. ولهذا اعتبر مبادرة تنفس خطوة مهمة نحو الحد من التدخين داعياً إلى تعميم التجربة وتكثيف التعاون الإقليمي.
وفي الختام، أكد المشاركون أن ملتقى "تنفّس 2025" يمثل خطوة محورية في مسار المملكة نحو مجتمع خالٍ من أضرار التبغ، حيث يجسد التقاء الإرادة السياسية بالمعرفة العلمية، ويعزز من مكانة السعودية كنموذج ريادي في تبني السياسات القائمة على تقليل الضرر وتحقيق جودة الحياة.