قالت الناشطة البحرينية، مريم الخواجة، الجمعة، إنها مُنعت من السفر على متن رحلة من لندن سعيا للعودة إلى المملكة الخليجية دعما لوالدها الحقوقي المسجون.

وكانت مريم الخواجة قد ذكرت لوكالة "فرانس برس" أنها تواجه خطر الاعتقال لدى وصولها الى البحرين حيث حكم عليها غيابيا بتهمة "التعدي على شرطيّتين" إضافة إلى انها تواجه أربع قضايا أخرى.

وجاءت محاولة مريم للعودة إلى البحرين في الوقت الذي استأنف فيه والدها، عبد الهادي الخواجة، 62 عاما، إضرابه عن الطعام احتجاجا على احتجازه منذ سنوات بتهم قوبلت بانتقادات دولية على خلفية قيادته لتظاهرات "الربيع العربي" في البحرين عام 2011، وفقا لوكالة "أسوشيتد برس".

وأعربت مريم عن قلقها على صحة والدها الذي قالت إنه استأنف الإضراب عن الطعام احتجاجا على عدم حصوله على الرعاية الطبية. ويقضي عبدالهادي الخواجة عقوبة بالسجن مدى الحياة منذ عام 2011 لمشاركته في احتجاجات مناهضة للحكومة، بحسب "فرانس برس".

وقالت الخواجة في تسجيل فيديو على منصة إكس: "حاولنا تسجيل أنفسنا هنا في مكتب بريتش ايرويز وأُبلغنا بأنه لن يُسمح لنا بالصعود على متن الطائرة".

"It's incredibly disappointing, this may have been my last chance to see my dad"

Despite @MARYAMALKHAWAJA being a Bahraini citizen she was denied boarding at #London airport and wasn't allowed to get on the plane headed for her home country #FreeAlKhawaja @britshairwys2… pic.twitter.com/XiPb2BeTgM

— #FreeAlKhawaja (@FreeAlKhawaja) September 15, 2023

وأضافت "رغم أنني مواطنة بحرينية قيل لي إن علي الاتصال بدوائر الهجرة البحرينية في حال أردت الحصول على بطاقة صعود للطائرة إلى البحرين".

وقالت بريتيش ايرويز إن "جميع خطوط الطيران مرغمة قانونا على الامتثال لقوانين الهجرة وشروط دخول العملاء على النحو الذي تحدده كل دولة".

وحاولت مريم الخواجة التي تحمل أيضا الجنسية الدنماركية، السفر، الجمعة، مع نشطاء حقوقيين آخرين من بينهم الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية، أنياس كالامار، والأمين العام لمنظمة "أكشن أيد دنمارك" Action Aid-Denmark ، تيم وايت، والمسؤول في منظمة العفو، أندرو أندرسون، والمدير بالإنابة لمنظمة "فرونت لاين ديفندرز" Front Line Defenders أوليف مور، التي كان عبد الهادي الخواجة عضوًا فيها.

وذكرت أنياس كالامار عبر منصة "إكس" أنه "مُنع جميع أعضاء وفدنا المعني بحقوق الإنسان من الصعود إلى الطائرة". ودعت منظمة العفو الدولية من جانبها البحرين إلى "الإفراج عن والد مريم من السجن الآن".

So our human rights delegation members are all denied a boarding pass. We are told that "BA has been instructed by the Bahrain immigration authorities not to give us boarding passes." #FreeAlKhawaja https://t.co/kwKbIls8Lm

— Agnes Callamard (@AgnesCallamard) September 15, 2023

وقال متحدث حكومي في البحرين إن "مملكة البحرين ترحب بجميع الزائرين شرط استيفائهم لشروط الدخول اللازمة".

وأضاف "لكن، وكما هو الحال مع دول أخرى، تحتفظ البحرين بالحق في رفض الدخول، إذا رأت ذلك ضروريا".

وتجدد محاولة مريم أيضا الضغط على الدنمارك، التي يحمل الخواجة وابنته جنسيتها، وكذلك على الولايات المتحدة، التي وقعت تفاهما دفاعيا جديدا مع البحرين هذا الأسبوع خلال زيارة قام بها ولي عهدها إلى واشنطن، بحسب "أسوشيتد برس".

وأوقفت السلطات مئات الناشطين والسياسيين المعارضين وحاكمتهم وأصدرت بحقهم عقوبات قاسية بينها الإعدام والسجن المؤبد كما تم تجريد بعضهم من الجنسية.

وقالت المقررة الخاصة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة المعنية بحالة المدافعين عن حقوق الإنسان، ماري لولور، في بيان إنها "تشعر بقلق بالغ إزاء تدهور الحالة الصحية" لعبد الهادي الخواجة ومعتقلين آخرين، متحدثة عن "إهمال طبي ونقص الرعاية الكافية".

وفي أغسطس الماضي، دخل مئات السجناء في مركز جو للتأهيل والإصلاح في البحرين، والذي يحتجز فيه أيضا عبد الهادي الخواجة، في إضراب عن الطعام، احتجاجا على ظروف اعتقالهم، وفقا لـ"أسوشيتد برس".

ومثلت هذه واحدة من أكبر التظاهرات التي استهدفت عائلة آل خليفة المالكة في البحرين خلال العقد الذي المضي منذ قمعوا، بمساعدة السعودية والإمارات، احتجاجات الربيع العربي بعنف.

وتحكم عائلة آل خليفة السنية الجزيرة ذات الأغلبية الشيعية في الخليج العربي منذ عام 1783.

وعلق السجناء إضرابهم عن الطعام خلال زيارة ولي العهد الأمير سلمان بن حمد آل خليفة إلى واشنطن، الأسبوع الجاري، رغم أن الخواجة استأنف إضرابه حتى يحصل على الرعاية الصحية قبل محاولة ابنته السفر.

ولا يزال من غير الواضح ما الذي كان سيحدث لمريم الخواجة لو تمكنت من الوصول إلى البحرين.

وتواجه مريم مجموعة متنوعة من التهم، ما وصف بتهم الإرهاب غير الواضحة التي يمكن أن تصل عقوبتها إلى السجن مدى الحياة.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: فی البحرین عن الطعام

إقرأ أيضاً:

من قبوه يكتب إليكم رجل الخيال.. المعتقل السياسي لطفي المرايحي يصدر كتابه الجديد

لماذا هذه حالنا؟ كتاب جديد للكاتب والسياسي والطبيب والمعتقل لطفي المرايحي والذي صدر بمناسبة معرض تونس الدولي للكتاب بعد أن افتتحه الرئيس قيس سعيد منذ أيام. وبدا الكتاب حفرا في أصول نكسة الثورة التونسية وبحثا في تراجيديات الإنسان التونسي ونشأة الانحطاط الذي لم يعد حادثة عابرة أو مرحلة، بل تحول إلى كائن حي يكبر ويتعاظم كوحش ملتهم كل ما هو جميل وذكي.

إنها رحلة تساؤل مر من مثقف وسياسي مطارد، يسجلها من مخبئه كما فعل ديستوفسكي من قبوه، يحاكم فيها الكاتب التاريخ واللحظة والشعب والنخب والذات دون شفقة. وتلك الشفقة التي اعتدنا تغميسها في الخوف، وذلك الخوف الذي أحدث كل هذا الظلم والفشل، فاستقام الاستبداد قدرا لأمة تنهض كل صباح وتهتف بإرادة الحياة دون أن تدركها أو تعيها. وهي ذاتها أمة الشابي الذي مات ساخطا عليها لأنها لم تسمع غناءه.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2منها بوليود.. اتهام الهند بارتكاب إبادة ثقافية ممنهجة بحق مسلمي كشميرlist 2 of 2غزة تُعلن رسميا "منطقة مجاعة" جراء الحصار الإسرائيليend of list

وفي هذا المؤلف المؤلم، يفكك المرايحي أسباب الإخفاق التونسي المركب، ويذهب بنا بعيدا في التاريخ الحديث، منقبا ومستفسرا ومحللا، بحثا عن إجابة لسؤاله "لماذا صار هذا حالنا؟!" وفي رثاء العقلانية واستنهاضها، لا يخون الكاتب ولا يتهم أحدا بعينه، ولا يترك أحدا في سلام، فالكل شركاء في إنتاج هذه اللحظة الراهنة من الانحطاط الكلي. في خطاب فكري هو هذا المنجز، فاضحا أزمة الوعي والجهل المكدس وصناع الظلم والمستثمرين في الفقر وفقراء الخيال الذين قادوا مسيرة التخلف عوض قيادة مسيرة التطور والرقي.

إعلان وطن تحول إلى سجن

كتاب المرايحي، الذي وصلنا مخطوطا من عائلته قبل النشر، هو ضد البلادة والسطحية التي غرق فيها المشهد التونسي بكل وجوهه (التعليم، السياسة، الإعلام، الثقافة، الاقتصاد، المجتمع المدني..) فلا يكتب السجين السياسي المرايحي كتابا ذاتيا يقدم فيه محنة شخصية، بل يطرح محنة أكبر، هي وطن تحول إلى سجن، بعد أن أضاع شعبه الطريق نحو حريته عندما أجهز على كل ما يجعل منه شعبا حيا ومريدا فعلا، وعندما تنازل عن التفكير بمصيره لحكامه، وانشغل بالخبز وحده، فصار حتى الخبز قاسيا وبدأ بتكسير أسنانه.

ولم يكن صاحب كتاب "الفرد الغائب في مشروع التحديث" حديث عهد بالنضال السياسي والفكري لتربكه ملاحقة أو اعتقال، فقد اختار منذ بدايته أن يكون في صف المستضعفين والحالمين وأرباب الخيال. ولذلك، ورغم انتقاده الشديد لمسار الثورة بعد 2011، إلا أنه لم يهلل لانقلاب 25 يوليو/تموز 2021، لأن أخطاء الديمقراطية لا يمكن إصلاحها بالتخلص منها وتغيير الاتجاه نحو الدكتاتورية القصوى.

ويرجع الكاتب كل ما حدث إلى أن المجتمع التونسي من المجتمعات التي "تفككت بناها التي كانت تقوم على الأسس العرقية والقبلية والعشائرية، ولم يحل محلها عقد جديد يربط الناس بعضهم ببعض ويجعلهم يثقون ببعضهم، فأصبحوا أفرادا متناثرين على رقعة جغرافية، متقوقعين على أسرهم، وكل ما زاد على ذلك غريب لا يأمنون جانبه".

وهذا الوضع الديستوبي للحظة ما بعد العشائرية وما قبل المواطنة، الذي ينتهي إليه المرايحي في تشخيصه للمجتمع، هو الذي جعل الحشود تصطف وراء أي شخص يدعوهم إلى الكسل ويعفيهم من الفعل ومن التفكير. فرفض الفرد الفاقد لعشيرته لفكرة المواطنة هو الذي جعل الاستبداد يعود بعد كل انتفاضة بصورة أكثر بشاعة من الاستبداد الذي انتفض عليه.

ولم يتخذ المرايحي، على عكس السياسيين التونسيين وخاصة المترشحين للرئاسة، نهج منافقة الشعب بمدحه وتعظيمه، بل ذهب إلى مصارحته تلك المصارحة المؤلمة باعتباره شريكا رئيسا فيما يعاني منه الآن، وألحقه بصنف من الشعوب التي تهرب من راهنها الصعب والهوى المتفتت نحو ملاذات أسوأ، كالسلفية، وتهرب من الارتباك الديمقراطي نحو الدكتاتورية، ومن الرجعية نحو الحداثة المزيفة.

إعلان

وهكذا يتنقل المرايحي من فصل إلى آخر، طارحا موضوعا جديدا يطل من خلاله على الانحطاط، مرة من التخلي عن المواطنة وإنكار الديمقراطية، ومرة من قضايا الهوية بين الحداثة والمحافظة، ومرة من المسألة الدينية وطرق التعامل معها، ليتساءل عن النظام السياسي الأنسب وعن مفهوم الوطن اليوم.

فهذا كتاب "عقل محض" زمن الانفعال والشعبوية، لمثقف وطبيب يشخص في هدوء علل وطنه وشعبه منذ حلول الرجل المريض (الخلافة العثمانية) به إلى اليوم، ويقترح بين سطوره وصفات ممكنة ورحلة للتعافي.

ولم يغيّب الكاتب وجهه الروائي، فالكتاب يروي سردية جديدة لتونس والتونسيين، وينهيه بنص في التخييل الذاتي، كوميديا سوداء يروي فيها المرايحي قصة قرار منعه من الترشح للرئاسة، لينتصر للخيال باعتباره حاجة وضرورة لكل سياسي، فمن دونه لا شيء ممكنا غير الاستبداد.

ويغلق الكتاب على كلمة "يتبع.." في إشارة واضحة إلى إصراره على مواصلة النضال من أجل تونس أخرى، ذكية، تقطع مع الاستبداد والغباء، ولا يمكن للاعتقال أن يعتقل رجل الخيال.

قيمة كتاب المرايحي تتمثل في إصرار المجتمع المدني على مواصلة الإيمان بحرية التعبير والديمقراطية (الصحافة التونسية) تونس بين الحرية والاستبداد

إن قيمة هذا الكتاب، الصادر عن دار مسكلياني وبتقديم من المولدي قسومي وكلمة للغلاف للإعلامي والناقد عامر بوعزة، وظهوره في معرض تونس الدولي للكتاب، تتمثل في إصرار المجتمع المدني على مواصلة الإيمان بحرية التعبير وبالديمقراطية كحل وحيد للخروج من مأزق الاستبداد.

وهي إشارة ومساندة للمعتقلين جميعا في قضايا الرأي والسياسة بأن الفضاء العام في تونس لم يتخل عنهم، وأن صمت قسم من النخبة التونسية لا يمثل إلا أصحابه، وأن المجتمع المدني الذي يتظاهر بشبابه وشيبه في الشوارع لاسترداد المسار الديمقراطي ليس ظاهرة صوتية فقط بل فكرية وثقافية أيضا.

إعلان

ويقول قسومي في مقدمته "إننا أمام نص كتب في برهة سياسية غائمة من تاريخ تونس، جاءت بعد انفتاح الأفق الذي تشوف إليه جميع أبنائها، وتطلعوا من خلاله إلى الدخول في زمنية سياسية تمنحهم كل مقومات المواطنة، وتعبد أمامهم كل مسالك الحرية، إلا أنها انقلبت إلى حالة عصية على البلوغ جراء وثبة ارتجاعية شاهقة إلى ما وراء الوراء، الذي لا يمكن أن تجسده إلا حالة الدولة الأولية".

ويكتب بوعزة معززا هذه الفكرة "الكاتب هنا يعاين العلة كما يفعل الطبيب المتمرس، فيجد للتشخيص الذي بين يديه صدى في الماضي وفي تجارب الأمم. الجهل والتخلف والأنانية من صفات الانحطاط، ومقدمات للانهيار الوشيك، عندما يصبح الخلاص الفردي الملاذ المنشود".

ويتمدد كتاب الأسير المرايحي على جملة من الأسئلة منها: ما علاقة الديمقراطية بالنهضة؟ حقيقة أم خيال؟ الفردية والجماعية؟ حداثة أم محافظة؟ هل الدين عائق أمام التقدم؟ الديمقراطية الليبرالية أهي الحل؟ أي نظام سياسي؟ من العولمة إلى صراع الهوية، الوطن ما الوطن؟ هل السلطة تفقد صاحبها العقل؟

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

مقالات مشابهة

  • وزير التعليم ونظيره البحريني يبحثان عددًا من المبادرات والمشاريع
  • وزير التعليم يلتقي نظيره البحريني ويبحثان عددًا من المبادرات والمشاريع المشتركة
  • من قبوه يكتب إليكم رجل الخيال.. المعتقل السياسي لطفي المرايحي يصدر كتابه الجديد
  • في أول زيارة خارج الفاتيكان: البابا ليو الرابع عشر في مزار العذراء مريم جنوب روما
  • الخواجة: الزمالك طوال تاريخه رمز للأمان والاحترام.. ويجب إعادة ترتيب الفريق للموسم المقبل
  • الخواجة: الزمالك رمز للأمان والاحترام..ويجب إعادة ترتيب الفريق للموسم المقبل
  • الأمراض التي قد يشير إليها الطفح الذي يصيب أكبر عضو في الجسم
  • مريم نعوم تحصد جائزة المركز الكاثوليكي عن مسلسل لأم الشمسية |فيديو
  • جندي إسرائيلي: فلسطينيون دخلوا معتقل سدي تيمان أحياء وخرجوا في أكياس
  • إعلام الأسرى يطالب بالإفراج عن المعتقل سامر هوجي وإنقاذ حياته