أعلنت الحماية المدنية الجزائرية نشوب حريق بإحدى الغابات بمنطقة عش الباز ببوليمات بولاية بجاية، قبل أن تعلن نجاحها في السيطرة على الحريق.

كما شهدت منطقة غابة مهوي بلدية تيشي حريقًا آخرا، وتمكنت قوات الحماية المدنية الجزائرية من إخماده.

لا خسائر في الأرواح أو الممتلكات

وبحسب وسائل إعلام جزائرية محلية فإنه لم يتمّ تسجيل أي خسائر بشرية أو مادية حتى الآن.

وأخلت السلطات المناطق الآهلة بالسكان تفاديًا لأي مخاطر محتملة بعد نشوب النيران في المنطقة بسبب الرياح القوية التي شهدتها المنطقة.

وتعمل وحدات الحماية المدنية الجزائرية رفقة وحدات من الجيش على مواجهة أي مخاطر قد تنجم عن الحريق.

الاستعانة بالإسعاف الجوي والأرتال المتنقلة في الإطفاء

واستعانت الحماية المدنية بالإسعاف الجوي وتم تدعيم فرق التدخل بالرتل المتنقل للوحدة الوطنية للتدريب والتدخل ونجحوا في اخماد الحريق، وما زلت تتابع تطورات الأوضاع في مكان الحريق.

وشهدت الجزائر حرائق غابات في مناطق متفرقة من البلاد، وذلك بعد أيام من تعرض جارتها المغرب لزلزال ضخم تسبب في وقوع آلاف القتلى والجرحى وتشريد آلاف أخرين، وأيضًا قبل تعرض ليبيا لكارثة الفيضان الذي دمر مدينة درنة الليبية مخلفًا آلاف القتلى والمفقودين وتدمير المدينة وتشريد أهلها.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: حريق حرائق غابات حرائق الجزائر حريق غابات الجزائر الحمایة المدنیة الجزائریة

إقرأ أيضاً:

لماذا غابت طفلة الحريق عن التغطيات والتصريحات الغربية؟

طفلة تتحرّك وسط جحيم أرضي بحثًا عن ملاذ من الموت حرقًا، وجياع يتكدّسون في حظائر مُسيّجة بانتظار فتات الطعام، ثم يتساقط بعضهم صرعى بنيران المسيّرات القاتلة، ورُضّع يُحمَلون من مراقدهم ذاهلين بعد أن خرّت عليهم السقوف في ساعات الفجر، وطبيبة تتلقّى جثامين أطفالها التسعة الرائعين خلال خدمتها في المستشفى. تجاهلت العديد من منصّات الإعلام والسياسة الأوروبية والغربية هذه الأهوال، كما لو كانت تفاصيل هامشية لا تستحقّ التوقّف عندها أو الإشارة إليها.

ماذا لو كانت "طفلة الحريق" محسوبة على مجتمع الاحتلال في فلسطين؟ أو لو كانت ذات الأعوام الخمسة أوكرانية أو أوروبية غربية مثلًا؟ قد تصير ورد الشيخ خليل حينها "الطفلة الناجية من الجحيم"، فتستحيل أيقونة عالمية تفترش الأغلفة وتُخصِّص الشاشات الغربية لقصّتها أفضل أوقات البثّ، وسيتبارى كبار الساسة على جانبي الأطلسي بالتلفّظ باسمها وذَرْف الدموع لأجلها، قبل أن تستضيفها ملتقيات العالم لالتقاط الصور معها.

وإنْ تبيّن أنها "إسرائيلية" تحديدًا فستُقدّم على أنها "طفلة رائعة نجت بشجاعة من هجوم وحشي مُروِّع"، أو "الشاهدة الصغيرة على الفظاعة الكبرى منذ الهولوكوست"، كما قيل تقريبًا من قبل. ستنتفض ضمائر الساسة والإعلاميين لأجل براءة عينيها، وستحظى بالأغلفة وأبرز التغطيات، وستُعيد صورتُها أهوالَ الحرب العالمية الثانية إلى الأذهان. لكنّ هذا كلّه لم يحصُل مطلقًا للطفلة التي أخبرت من أنقذوها عن مصير أسرتها وذويها: "كلهم استشهدوا".

إعلان

لم تظهر ورد في صدارة الإعلام والسياسة حول العالم، ذلك أنها ببساطة ووضوح فلسطينية عربية مسلمة من قطاع غزة، وفي غزة يُقتل كثير من الأطفال بلا محاسبة دولية، أو يُحرَقون كلّ يوم عبر البثّ المباشر، ولا ترى نخب السياسة والإعلام والثقافة في أمم الصدارة العالمية ما يستحقّ التوقّف عند وَجه من وجوههم أو ذكر اسم من أسمائهم.

لم تلتفت جوقة السياسة والإعلام المتصدِّرة غربيًا إلى البريئة الصغيرة الذاهلة، ولم يشفع لها شعرها الأشقر نسبيًا، فلربما تكفّلت "تحيّزات اللوْن" بتحريك تعاطف الذين يُشغِّلون ضمائرهم انتقائيًا حسب مواصفات الضحية، لكنّ هوية الجاني الموضوع فوق القيم الإنسانية والقانون الدولي حسمت كثيرًا من مواقفهم.

لهب متفجر في مأوى نازحين

في تفاصيل المشهد المُصوّر أنّ طائرات الاحتلال صبّت يوم الاثنين 26 مايو/ أيار مخزونات اللهب المتفجِّر على مدرسة فهمي الجرجاوي بمدينة غزة المكتظّة بالنازحين، فأحرقت قذائفُها والدة الطفلة ورد وأشقاءها الستّة، وأصيب والدها بجروح خطيرة. تلمّست ورد طريقها بين ألسنة اللهب المتعالية بحثًا عن مخرج، ثمّ التقطتها أذرع الأهالي قبل الهلاك حرقًا في اللحظات الأخيرة.

ليست جريمة القتل الجماعي بالإحراق هي الاستثناء الجوهري في الواقعة، ذلك أنها تتكرّر في قطاع غزة على مدار الساعة، فالامتياز يكمن في مشهد أخّاذ تظهر فيه طفلة تشقّ طريقها بصعوبة بين الأنقاض والجحيم الأرضي بحثًا عن ملاذ، حسب ما وثّقته الكاميرا.

كان المشهد الاستثنائي جديرًا بأغلفة العالم وصدارة تغطياته، لكنّ الفلسطيني تحديدًا "لا يحقّ له"، لأسباب مسكوت عنها، أن يُقتَل حرقًا في عناوين الأخبار أو مشاهدها المُصوّرة. هذا ما يُستنتج من حقيقة أنّ جرائم إحراق المدنيين الفلسطينيين، وجلّهم من الأطفال وأمّهاتهم والمُسنين والمرضى، لم تحظَ بالتفاتة أو ذِكر من منصّات الإعلام ومنابر السياسة في كثير من البلدان الأوروبية والغربية على مدى عشرين شهرًا من الفظائع المنهجية المكثّفة التي اقترفها جيش الاحتلال في قطاع غزة، وهي إن ذُكِرت لا تُوصَف بأنها إحراق بل "موت" أو "سقوط ضحايا" أو نحو ذلك.

إعلان

مما يعزِّز الاستنتاج السابق أنّ المَشاهد المصوّرة التي وثّقت واقعة الطفلة ورد تحوز مواصفات مثالية بمعايير الصورة المهنية، فالمضمون المرئي استثنائي جدًا ومُحفِّز للمشاعر الإنسانية، والأهوال الجليّة في المشهد لا تُحسَب على "الصور الصادمة التي تنتهك معايير النشر"، فلا دماء تظهر فيها ولا أشلاء ولا أبدان متفحِّمة. لاحت في المشهد طفلة بريئة على طريقة الصورة الظلِّيّة (سلْويت) وهي تخاطر بالعبور ضمن مشهد تتأجّج فيه النيران.

إنها لوحة إنسانية مفجعة جدًا كأنها مُستلّة من مشاهد روائية كما في "جحيم" دانتي مثلًا فيما سمّاها "الكوميديا الإلهية". ثمّة طفلة تتحرّك هناك، مع ضفيرة في خلفية الرأس، تحاول الفكاك من ألسنة النيران التي تكاد تلتهمها، وقد نجحت الصغيرة أخيرًا في أن تصير ناجية أخرى من إبادة غزة – حتى إشعار آخر، ثمّ حملت الخبر: كلهم استشهدوا!، لكنّ منابر "العالم المتحضِّر" أغمضت عيونها وصمّت آذانها، فالفلسطيني لا يُحرَق ببساطة، قد يموت وحسب، أو يُقتَل دون تسمية قاتله غالبًا على نحو صريح ومباشر.

يختزن مشهد الطفلة ورد وهي تُفلِت من جحيم القصف مخزون التعبير الرمزي عن حشود الأطفال الذين يُحرَقون جماعيًا وتتكرّر وجبات إحراقهم مع أمّهاتهم كلّ يوم. تتفحّم أبدانهم الغضّة إلى درجة لا تُجيز "المعايير المهنية" نشر صورهم "الصادمة" في وسائل الإعلام.

ويبقى الإحراق بقذائف الطائرات والمسيّرات والدبابات واحدًا فقط من أشكال القتل الوحشية الحديثة التي تطارد الأهالي في حفلة الإبادة الجماعية المديدة التي أطلقها جيش الاحتلال بدعم غربي يرفض أربابه النطق بمفردة إبادة، وإن أظهر بعضهم استدراكًا في مواقفهم. فثمة أشلاء مُقطّعة تُنتشل على مدار الساعة، وأخرى تُطبِق عليها أنقاض المباني إلى أن تتحلّل شهرًا بعد شهر بلا سبيل إلى انتشالها. يُقتل الأهالي وبطونهم خاوية بعد أن تفاقمت حرب التجويع الوحشية المشفوعة بالحرمان من الدواء، ومستلزمات العيش الأساسية التي "تُستخدم سلاحًا" بتعبير الهيئات الدولية الأبرز.

إعلان تدفّقات الوحشية المرئية

تتدفّق الصور والمقاطع المرئية من قطاع غزة إلى العالم، وفي كلّ منها ما يكفي لقرع النواقيس، وتحفيز انتفاضة الأمم ضد وحشية منهجية تُرى فظائعها وتُسمَع أصداؤها في الشاشات والشبكات والأجهزة المحمولة.

يجوز الافتراض أنّ الذائقة الرسمية في بعض البيئات الأوروبية والغربية في إدراك الفظائع المصوّرة تمنح أفضلية لمَشاهد الأبيض والأسود المحسوبة على الماضي، وتكاد تزهد بما يأتي منها مُلوّنًا، فهي لا ترغب بالاعتراف بأنّ ثمّة إبادة جماعية تجري بدعم عسكري وسياسي ودعائي من عواصم الشعارات الإنسانية البازغة.

فصُوَر إحراق الأطفال، وتكديس البشر في معسكرات، وظهور جماجمهم وعظامهم وأضلاعهم من تحت الجلود المتشقِّقة؛ محسوبة في الاكتراث الرسمي على الماضي الأوروبي الذي يستحوذ على الأذهان والوجدان مع شعارات تتعهّد بعدم السماح بتكرارها.

ومن مزايا مشاهد الأبيض والأسود أنّها لا تُسفِر عن ألوان البشرة التي تترك تأثيرات مُحتملة على منسوب الاكتراث ودرجة التعاطف. وهكذا قد يُزهَد بفظاعة ملوّنة، خاصة إن لم يكن ضحاياها من خلفية أوكرانية أو أوروبية غربية تستحقّ استدرار البكائيّات.

لا يقتصر الأمر على تشغيل التعاطف الانتقائي مع أوكرانيا، بل وقع تحفيزه بالأحرى في خدمة سرديّات "مذبحة السابع من أكتوبر/ الأول الوحشية المروِّعة" التي افتُتحت بسيْل من المزاعم والأخبار والصوَر المزيّفة التي وجدت طريقها إلى منصّات سياسية وإعلامية بما فيها البيت الأبيض، ثمّ تهاوت تباعًا بعد أن حقّقت أغراضها من التبرير الاستباقي للإبادة المديدة بحقّ الشعب الفلسطيني.

تقاليد ذات سطوة

لا ينفكّ هذا المنحى عن تقاليد مهنية ذات سطوة تحاول عزل وجدان الجماهير عن وقائع غير منسجمة مع السردية المعتمدة، أو يجري ذلك بإضعاف الاكتراث بفظائع معيّنة من خلال سلوك الإشاحة بالوجه بعيدًا عنها، فتُدفع بعيدًا عن اهتمامات الوسط الإعلامي والثقافي والسياسي العريض (مين ستريم).

إعلان

ومن مواصفات الحبكة أنّ الفلسطيني "يموت" في عناوين الأخبار ولا يُقتل، كما يأتي في صياغات صحفية مألوفة، وهو إذ "يموت" قد يبقى مُبهَمًا وتُنفَى عنه صفته أحيانًا في العناوين، فما يحصل مثلًا هو "موْت عشرات في قصف"، وهكذا يصير البشر مؤشِّرات إحصائية جافّة لا تُحرِّك الوجدان. وإنْ اجتذبت الواقعةُ الاهتمامَ تظهر عناوين من قبيل: "انتقادات بعد موْت أطفال في غزة"، مع تغييب الإشارة إلى الفاعل الإسرائيلي؛ حسب المعهود من عديد المنابر الأوروبية والغربية التي من عادتها استبعاد الصفة الفلسطينية عن الضحية.

ثمّ يصير الموت "قتلًا"، أو "قتلًا مُروِّعًا"؛ إنْ عثرت العناوين على ما قد يمسّ مجتمع الاحتلال والاستيطان من عواقب، وستأتي التعليقات السياسية على تلك المزاعم حينها مشحونة بنبرة عاطفية يُحرَم منها الضحايا الفلسطينيون، وستُروَى في سرديّات التعاطف السخيّة مع "الإسرائيلي الضحية" قصص حياة أشخاص كانت لهم أحلامهم الغامرة وتطلّعاتهم المُلهِمة، وستوصَف مشاعر أمّ نحو مَن فقدت، وكأنّ الأمّهات الفلسطينيات لا مشاعر لهنّ ولا كرامة إنسانية.

وفيرة هي الصور والمقاطع المرئية التي تدفع بها الكاميرات إلى العالم على مدار الساعة من معسكر التجويع والإبادة المسمّى قطاع غزة، في سياق وقائع مشهودة ومبثوثة عن فظائع مؤكّدة يقترفها جيش الاحتلال بذخائر أميركية وأوروبية، وكانت التقاطة مصوّرة واحدة منها مؤهّلة لإطلاق اندفاعة أخلاقية في "المجتمع الدولي" تصدح: كفى لهذه الوحشية .. كلّهم استشهدوا!.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • إخماد سلسلة حرائق في أمانة العاصمة ومحافظات صنعاء وذمار وصعدة
  • الآلاف يفرون من منازلهم مع انتشار حرائق الغابات في كندا
  • لماذا غابت طفلة الحريق عن التغطيات والتصريحات الغربية؟
  • بجاية: السجن لعناصر شبكة ترويج المخدرات بسيدي عيش
  • "درون" بفرضية إخماد حرائق بالعرض العسكري لقوات أمن الحج  
  • الخدمة المدنية: إجازة عيد الأضحى المبارك تبدأ الخميس المقبل
  • الحماية المدنية تسيطر على حريق منزل فى الفيوم دون إصابات
  • كندا تحترق.. آلاف السكان يفرّون من جحيم حرائق الغابات التي تلتهم البلاد
  • الدفاع المدني يخمد الحريق في غابات منطقة السفكون بريف اللاذقية
  • آلاف الأفغان يصارعون للبقاء في أميركا بعد إلغاء الحماية