مؤتمر «جورجتاون» يدعو لرسم «مستقبل مستقر» في العراق
تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT
اختتمت جامعة جورجتاون في قطر مؤتمر «غزو العراق: تأملات إقليمية» بمناسبة مرور عقدين على الغزو، بنقاش ثري للعديد من وجهات النظر والرؤى العالمية والإقليمية، وبحث فرص بناء مستقبل أفضل للعراق ومجتمعه وشبابه. استهدف المؤتمر المقام ضمن سلسلة «حوارات» برئاسة الدكتور صفوان المصري، عميد جامعة جورجتاون في قطر بالتعاون مع مركز الدراسات الدولية والإقليمية، لتقدم منبرٍ زاخر بالأفكار المختلفة وإشراك المجتمع في مناقشة التحديات العالمية المشتركة.
وسلط المؤتمر الضوء على الدروس المستفادة على مدى العقدين الماضيين من منظور الأفراد والمجتمع والمؤسسات المختلفة.
شهد المؤتمر مشاركة عدد كبير من المسؤولين العراقيين الحاليين والسابقين من الوزراء والمستشارين الحكوميين، وكبار الدبلوماسيين، بالإضافة إلى الصحفيين، والكتاب والأكاديميين من المنطقة، الذين عرضوا على مدى أيام المؤتمر الثلاثة تجاربهم الشخصية المباشرة وخلاصة أفكارهم ورؤاهم، ومشاهداتهم للوقائع والأحداث التاريخية، وتحليلهم للتقدم الذي أحرزه العراق والتحديات المعقدة التي تنتظره.
وأشار الدكتور برهم صالح، الرئيس السابق للعراق، إلى تطلعات الشعب العراقي لقيادة قوية ودولة متماسكة وحكومة يمكن مساءلتها ومحاسبتها، وقال: «علينا أن نعترف بأن لدينا مشكلات خطيرة للغاية في البلاد ألا وهي الفساد وسوء الحكم والطائفية. لا أهوّن من هذه العقبات الجسيمة، لكن العراقيين يأملون في العيش بسلام ويتمتعون بخيرات بلادهم وثرواتها. إنهم يريدون حقًا عودة العراق للتفاعل مع محيطه الإقليمي».
وأضاف: «خرج الشباب إلى الشارع في عام 2019 وهم يهتفون «نريد وطنًا»، وكانت تلك إشارة مثالية لحيويّة المجتمع الذي يريد أن يرى بلده على طريق الإصلاح، وقادرا على توفير الفرص لشعبه».
ونشأ خلال المناقشات التي دارت على مدى الأيام الثلاثة شعورٌ بالمسؤولية المشتركة لإحداث تغييرات إيجابية من شأنها أن تمنح الشعب وخاصة الشباب العراقي مستقبلا أفضل.
إستراتيجية طموحة
وفي معرض حديثه عن أهمية تنظيم جامعة جورجتاون في قطر لمثل هذا الحوار، قال الدكتور صفوان المصري: «بينما نقترب من الذكرى السنوية العشرين لتأسيس جامعتنا، تقيّم جورجتاون في قطر المرحلة السابقة، والتوجهات الحالية، والمستقبلية، ونتطلع إلى السنوات العشرين القادمة. لقد انطلقنا في إستراتيجية طموحة لنصبح واحدة من أبرز الجامعات العالمية في المنطقة. وأضاف: «نحن نستثمر في برامجنا الأكاديمية ونثريها، وندعم أعضاء هيئة التدريس لدينا وننميهم ونطور قدراتهم، نحن نبدع ونبتكر ونتفاعل مع مجتمعاتنا محليًا وإقليمياً وعالميًا. والمؤتمر الذي أقيم ما هو إلا بداية لما سنقدمه في المستقبل».
ومن خلال تركيز المناقشات على الاضطرابات والتحول الديمقراطي في العراق خلال العشرين عامًا الماضية على مستقبل البلاد، تناول المؤتمر بعمق فهم الموضوعات الوطنية والإقليمية والعالمية المترابطة بشكل عميق.
وأضاف: الهدف من المؤتمر هو الحوار والنقاش والتنور والتعلم، فالمؤتمر شهد فرصة بتواجد خبراء أكاديميين وغير أكاديميين شاركوا في الحدث، وناقشوا الكثير من الأمور منها ماذا تعلمنا وماذا كان تأثير الاحتلال على العراق وماذا يشير له من ناحية مستقبل العراق، وتأثير ذلك على المنطقة ككل، وعلى العلاقات الدبلوماسية العالمية وعلى الولايات المتحدة ودورها في المنطقة، فالمؤتمر موجه في المقام الأول للمجتمع.
وتابع د. صفوان المصري: لدينا 4 مؤتمرات تجري هذا الخريف، منها ما يركز على الإسلاموفوبيا، والثاني عن البيئة والماء بشكل خاص في الجزيرة العربية، كما لدينا مؤتمر حول أفغانستان، ورابع عن ثقافة الطاقة، وأهمية هذه المؤتمرات ترتكز على النقاش والتنور، وأن يحتك الأساتذة والطلاب بالمعلمين.
نقاشات حول الحلول الدائمة
وشدد المتحدثون على الحاجة إلى تنمية اقتصاد العراق وبنيته التحتية لاستيعاب تزايد عدد السكان في البلاد ومكافحة ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب. وكان دور الحركة الشبابية، والمجتمع المدني، وتوجيه قدرات المجتمع، ووسائل الإعلام، محور المناقشات التي دارت حول حلول الحكم الشاملة، وتغير المناخ، وإدارة الموارد الطبيعية، فضلا عن وضع الحلول الدائمة التصحر وندرة المياه.
وعلى المستوى الإقليمي، دارت جلسات النقاش بعمق حول علاقات العراق المتطورة مع جيرانه، والربيع العربي، والقواسم المشتركة بين البلدان في جميع أنحاء الشرق الأوسط في مواجهة التحديات الاقتصادية والإدارة الرشيدة للمجتمع.
وإلى جانب القضايا الإقليمية، دارت نقاشات حول التحديات التي تتخطى حدود العراق مثل ظهور تنظيم داعش، والنظام العالمي الناشئ. واستكشف المؤتمر مستقبل العلاقات بين العراق والولايات المتحدة، وكيف أعاد الغزو تشكيل العلاقات الدبلوماسية العالمية، وتأثيره العميق على الديمقراطية في الولايات المتحدة، بما في ذلك قدرة الولايات المتحدة على ممارسة المرجعية الأخلاقية.
أكدت جامعة جورجتاون في قطر على ريادتها الأكاديمية القوية، حيث استقطبت، بفضل علاقاتها القوية، خبراء وشركاء بارزين من داخل شبكة جورجتاون الأوسع. وتطرّق أعضاء هيئة التدريس إلى موضوعات مهمة، بينما قدم طلاب جامعة جورجتاون في قطر أبحاثهم حول نشاط الشباب في العراق.
سلسلة حوارات
من جانبها، قالت زهرة بابار، المدير المساعد للأبحاث في مركز الدراسات الدولية والإقليمية: «تماشيًا مع هدف سلسلة «حوارات»، احتضن المؤتمر مجموعة زاخرة من الآراء ووجهات النظر المتنوعة، التي كانت في بعض الأحيان متناقضة ومتعارضة حول القضايا الشائكة والمعقدة. لقد استمعنا إلى آراء الخبراء والأكاديميين، وكان هناك الكثير من المشاركات العفوية من الجمهور. وبرغم أن مثل هذه النقاشات قد تكون حادة في بعض الأحيان، لكنها ضرورية. نأمل في إطار سلسلة «حوارات» مواصلة توفير المساحة لهذا النوع من المناقشات حول الشؤون الإقليمية والعالمية المهمة».
تستمر سلسلة مؤتمرات «حوارات» من جامعة جورجتاون في قطر مع مؤتمر «التاريخ والممارسات العالمية للإسلاموفوبيا» من 30 سبتمبر الحالي إلى 1 أكتوبر المقبل الذي يعقده أعضاء هيئة التدريس بالجامعة ويركز على الأبعاد العالمية والتاريخية والدينية والسياسية التي تدفع ممارسات الإسلاموفوبيا.
مشاركة فنية طلابية في المؤتمر
شهدت أعمال مؤتمر جامعة جورجتاون في قطر، والذي استمر لمدة ثلاثة أيام تحت عنوان «غزو العراق: تأملات إقليمية»، مشاركة فنية طلابية، من عدد من طلاب الجامعة، ممن أرادوا إبراز بعض الأحداث التي مر بها العراق في قالب فني يختصر الكثير من الأحداث السياسية والاجتماعية في بلاد الرافدين.
وأعد ستة من طلاب جامعة جورجتاون في قطر، وهم محمد نعمان، وشهد القصابي، ونجلاء عبد الهادي، ونفيسة سقدولاييفا، ومحمد جاسكي، وإسلام سليمان معًا مشروعًا بحثيًا بعنوان «الشباب والنشاط الاجتماعي في العراق». يتضمن المشروع تحليلًا لحركة احتجاجات أكتوبر 2019 في العراق، ومقارنة الفن العام الغزير الذي ظهر خلال التحركات الاجتماعية.
وقال محمد نعمان لـ «العرب»: فكرة المشروع تقوم على الربط بين الفن والأحداث السياسية والاجتماعية، فأي تحرك سياسي يصاحبه ظهور فنون تتناسب مع التحرك، خاصةً وأن الفن يختصر الكثير من الأحداث أو الأحاديث في قالب بسيط، وحرصنا على أن تكون الرسوم معبرة عن الأحداث التي جرت في 2019، وأن تشكل معالجة فنية لها. وقالت شهد القصابي: على الرغم من أن الرسوم تعبر عن الحالة العراقية، ولكنها يمكن أن تتعدى ذلك إلى غيرها من البلدان العربية، خاصةً وأن الحراك السياسي فيها متشابه إلى حد كبير، لذا لامست الكثير من شاهدوا الرسوم المعروضة.
وأضافت: المشروع عبارة عن جمع لما تم عمله من فنون في العراق خلال هذه الفترة، لذا نجد في بعض هذه الرسوم لمسات بدائية أراد أصحابها أن يعبروا عن الواقع الذي يعيشونه بأقرب الصور، بما يؤدي إلى تحقيق الرسالة الفنية المنشودة.
وأشارت نجلاء عبد الهادي إلى أن قبل المؤتمر تم دعوة طلاب جامعة جورجتاون في قطر للمساهمة في مشروع فني يعكس العلاقات المهمة وغير التقليدية في بعض الأحيان التي كانت تربط حضارة العراق القديمة ببلدانهم، وقد حرصوا على أن يعبروا عن هذه الروابط من خلال تزيين بلاط السيراميك، الذي تم بعد ذلك تنسيقه معًا وعرضه خلال المؤتمر.
وأضافت: تم عرض العمل الفني خارج قاعة الاجتماعات «الزبارة»، وحرصنا على التواجد من أجل الإجابة على الأسئلة ومناقشة العمل الفني في اليوم الختامي للمؤتمر.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر جامعة جورجتاون سلسلة حوارات فی العراق الکثیر من فی بعض
إقرأ أيضاً:
التعاون الخليجي يدعو العراق إلى احترام الكويت وترسيم الحدود البحرية
2 يونيو، 2025
بغداد/المسلة: أعلن مجلس التعاون الخليجي، اليوم الاثنين (2 حزيران 2025)، رفضه الكامل لقرار المحكمة الاتحادية العراقية القاضي بإلغاء اتفاقية تنظيم الملاحة في خور عبد الله الموقعة بين العراق والكويت، فيما دعا الحكومة العراقية إلى الالتزام بالاتفاقيات الدولية واحترام سيادة دولة الكويت ووحدة أراضيها.
وذكر المجلس في بيانه الختامي الصادر عن الاجتماع الوزاري الـ164، أن “المجلس يرفض ما تضمنه حكم المحكمة الاتحادية العليا في العراق من مغالطات تاريخية وقانونية، ويعتبر أي قرارات أو ممارسات أو أعمال أحادية الجانب تتعلق باتفاقية خور عبد الله باطلة ولاغية”.
وأكد البيان، أن “اتفاقية تنظيم الملاحة البحرية في خور عبد الله، والموقعة بين البلدين بتاريخ 29 نيسان 2012، والتي دخلت حيز النفاذ في 5 كانون الأول 2013، هي اتفاقية دولية موثقة تم إيداعها لدى الأمم المتحدة، ولا يجوز إلغاؤها من طرف واحد”.
وأضاف، أن “المجلس يشدد على وجوب احترام العراق لسيادة الكويت، والالتزام بكافة قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرار رقم 833 لعام 1993 بشأن ترسيم الحدود الكويتية – العراقية البرية والبحرية”.
ودعا البيان إلى “استكمال ترسيم الحدود البحرية لما بعد العلامة 162 وفقًا للقانون الدولي”، مطالبًا الحكومة العراقية بـ”الالتزام بالبروتوكولات الأمنية الموقعة بين الجانبين، والتي تم إلغاؤها من طرف العراق بشكل أحادي”.
وأشار إلى “أهمية استمرار متابعة مجلس الأمن للملفات الإنسانية العالقة بين البلدين، ومن بينها ملف الأسرى والمفقودين والممتلكات الكويتية، وضرورة تعيين منسق رفيع لمتابعة تلك الملفات بعد إنهاء عمل بعثة يونامي”.
وفي ختام البيان، جدد مجلس التعاون دعمه لأمن العراق واستقراره، مؤكدًا على أهمية استمرار التعاون في مشروع الربط الكهربائي بين العراق ودول المجلس، لكنه شدد في الوقت ذاته على “رفض أي مساس بسيادة الكويت أو محاولة لفرض واقع جديد على حساب الاتفاقيات المعتمدة دوليًا”.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts