معز حديدان: تسجيل نسبة نمو ضعيفة كلن منتظرا ولابد من دفع الاستثمار
تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT
قال الخبير في الاقتصاد والأسواق المالية معز حديدان في تصريح لموزاييك اليوم الاثنين 18 سبتمبر 2023 إنه كان المنتظر تسجيل نسبة نمو اقتصادي ضعيفة مبرزا أن السبب الرئيسي وراء تسجيل نسب نمو ضعيفة منذ 10 سنوات هو تعطل الاستثمار العام والخاص والأجنبي.
وشدّد حديدان على أنه لابد من إعادة الثقة للمستثمرين من أجل إعادة نسق الاستثمار التصاعدي ودفع عجلة النمو بالاضافة إلى ضرورة تخلي الدولة عن بعض القطاعات والاقتصار على خدمات المرفق العمومي وهي الصحة والتعليم والنقل والسكن والأمن مع توفير الأرضية المناسبة للقطاع الخاص.
حديدان يرحج أن لا تتوصل تونس لاتفاق مع صندوق النقد الدولي
وقال حديدان إنه ربما لن يكون هناك اتفاق مع صندوق النقد الدولي مستقبلا في ظل تعطل الاتفاق مع هذا الصندوق باعتبار وجود اختلاف في الآراء.
وبيّن حديدان أنه كان يمكن أن يتم تقديم برنامج جديد يأخذ بعين الاعتبار الاكراهات الاجتماعية مشددا على أن الإصلاحات الاقتصادية أهمّ من التمويل المقدم والذي تسعى تونس للحصول عليه من صندوق النقد الدولي.
هيبة خميري
المصدر: موزاييك أف.أم
إقرأ أيضاً:
النقد الغائب.. والنقاء المهدد!
في زمن تطغى عليه الضوضاء، وتتصارع فيه الصور والكلمات بلا هوادة، تكاد تسمع صرخة حادة تبحث عن أذن تسمع: أين هم النقاد؟ ليس أولئك الذين يوزعون الشهادات الرخيصة، بل حماة الذائقة، وحراس الجودة، وضمير المجتمع الحي في شتى المجالات.
لم يعد النقد رفاهية أو ترفاً فكرياً، بل تحول إلى ضرورة حيوية، هو الميزان الذي يمنع انهيار الجودة، والنور الذي يكشف زيف الرديء عن قيمة الأصيل..ومع ذلك فنحن نواجه غياباً مريباً لسلطته، وتراجعاً صارخاً لدوره، في لحظة تاريخية نحتاج فيها إلى صوته أكثر من أي وقت مضى.
لماذا غاب الناقد؟
لأن العالم اليوم يركض خلف السرعة: إنتاج سريع، واستهلاك أسرع، و"إعجابات" تقاس بالثواني..في هذا الزخم، لا مكان للقراءة الهادئة، ولا للتفكير المتعمق، ولا للكلمة الصادقة التي تبحث عن الحقيقة قبل أن تبحث عن الإطراء..لقد ضاقت المساحة حول الناقد، وتحولت كلمته في نظر الكثيرين من دعامة إصلاح إلى تهديد شخصي، فآثروا خطاب المديح الآمن الذي يربت على الأكتاف ولا يبني أفقاً.
النتيجة: غياب النقاء
وبطبيعة الحال مع غياب النقد، يغيب "النقاء" – نقاء التقييم، وصدق الموقف، وصفاء الرؤية..في الفن والإعلام، في التعليم والسياسة، في الاقتصاد والإدارة، يختلط الحابل بالنابل، ويتساوى الجهد العميق مع الادعاء السطحي..حيث يصبح الاحتفاء الحقيقي – المبني على معايير صلبة – هو الخطوة الأولى لأي نهضة تُرجى.
أين نماذجنا التي نفتقدها؟
لطالما كانت الحياة الثقافية العربية تزخر بمن كانوا ضميراً يقظاً..كان طه حسين ناقداً صارم العين، جريء السؤال، قبل أن يكون عميداً..وكان العقاد صاحب القلم الذي يحلل بعمق ولا يجامل..وظهرت أمينة رشيد كنموذج للنقد المنفتح المتوازن..ومارس يوسف إدريس نقداً حياً ينبض بتجربة المبدع وقدرة القاصّ على رصد التفاصيل. .لقد احترموا عقل القارئ، واستفزوا أسئلته، ولم يخشوا سوى التزييف والزيف.
هل من أمل في العودة؟
نعم.. العودة ممكنة.. لكنها تحتاج إلى إدراك جماعي أن النقد الحقيقي ليس هدماً، بل هو بناء..هو محاولة لإقامة ميزان عادل، وفتح باب للحوار الجاد، الناقد الحقيقي لا يكتب ليسقط أحداً ،بل ليرفع السقف، وليضيء الطريق.
عندما نعيد الثقة في الحوار، ونحترم العقل كقيمة عليا، ويعود الاحترام للكلمة الموضوعية، سيعود الناقد إلى مكانه الطبيعي: حارساً للنقاء، وشرطاً لأي تميز، وضرورة لأي حياة فكرية وثقافية حقيقية تستحق أن تحتفى.