خبراء لـ«عمان»: العالم لم يصل إلى ذروة الاستهلاك من النفط والغاز.. والاستثمارات تضمن تدفقهما للمحافظة على الاستقرار في الأسواق -

د. خليل الحنشي: أغلب الاستثمارات الحالية في قطاع الطاقة المتجددة لا تزال في الشق السفلي -

د. أنس الحجي: قد تشكل السيارات الكهربائية تهديدا على النمو في الطلب على النفط، ولكن لن يتراجع -

علي الريامي: احتمالية وجود خلل في أسواق النفط بعد عام 2030 مع توجه الدول إلى زيادة الاستثمارات في الطاقة النظيفة -

أجمع خبراء في مجال الطاقة إلى حاجة العالم إلى ضخ المزيد من الاستثمارات في قطاع النفط والغاز لمواجهة النقص في المعروض النفطي بالسوق الدولية في ظل توجه الدول نحو الاستثمار في الطاقة المتجددة أو النظيفة لتقليل الانبعاثات الكربونية وتحقيق الحياد الكربوني في السنوات المقبلة.

وكانت أحجام اكتشافات النفط والغاز حول العالم شهدت هبوطا قويا في النصف الأول من العام، وبلغت الأحجام التراكمية المكتشفة نحو 2.6 مليون برميل، أي متراجعة حوالي 4 مليارات برميل مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.

وقال الخبراء خلال حديثهم لـ«عمان»: إن ارتفاع تكلفة إنتاج الطاقة من الشمس والرياح والهيدروجين الأخضر يحول دون التقدم في هذا القطاع، كما أن أغلب المشاريع في قطاع المتجددة لا تزال متواضعة وأغلبها في الشق السفلي، ولا تلبي احتياجات العالم من الطاقة خاصة في الدول التي تنمو بوتيرة سريعة.

ولفتوا الانتباه إلى أن تنفيذ المشاريع في قطاع النفط والغاز حاليا قد يواجه عائقا يتمثل في تمويلها من البنوك وغيرها من المؤسسات العالمية نظرا لامتناعها عن تمويل هذا النوع من المشاريع التي تسبب أضرارا للبيئة.

وقال د. أنس الحجي، خبير في قطاع الطاقة: لا يزال هناك نموا في الطلب على النفط والغاز ولذلك من الضروري تكثيف الاستثمارات في هذا القطاع في السنوات القادمة لمواجهة النقص في المعروض النفطي.

وأرجع الحاج أسباب أهمية التوجه نحو زيادة الاستثمارات في قطاع النفط والغاز بقوله: إن أغلب الدول التي تنمو بشكل سريع تحتاج إلى طاقة كبيرة، ولذلك أغلب ما يتم إنتاجه من الطاقة الشمسية والرياح تذهب لمواجهة الطلب المتزايد على الطاقة وليس لتحل محل الفحم والغاز. منوها أن بعض البلدان التي يحدث فيها إحلال سيكون الفحم هو الخاسر، بينما يحتاجون الغاز لتغطية التقطع في الطاقة الشمسية والهوائية.

وأوضح أن التنافس بين الطاقة الشمسية والرياح مع النفط محدود جدا، بل لا يوجد تنافس بينهم في دول مثل أمريكا الشمالية والدول الأوروبية واليابان وكوريا الجنوبية والصين والهند، الذين يمثلون أكثر من 80% من الطلب العالمي على النفط.

ولفت الحاج الانتباه إلى أن السيارات الكهربائية قد تشكل تهديدا على النمو في الطلب على النفط، ولكن لن يخفض الطلب على النفط، أي بمعنى آخر أن الطلب على النفط سيستمر بالنمو ولكن بمعدلات أقل.

ارتفاع التكلفة

وقال علي الريامي، خبير في قطاع الطاقة: إن العالم اليوم بحاجة إلى زيادة الاستثمارات في قطاع النفط والغاز في السنوات الثلاثين القادمة على الأقل لمواجهة نقص المعروض النفطي، فحاليا تستخدم الدول 80% من الوقود الأحفوري لإنتاج الطاقة، و20% من الطاقة البديلة كالشمس والرياح نظرا لارتفاع تكلفة إنتاج الطاقة النظيفة وعدم توفر التكنولوجيا الحديثة في هذا القطاع.

وأوضح الريامي أن العالم اليوم يعاني من شح المعروض من النفط والغاز نظرا لتوجه الدول إلى الاستثمار في الطاقة النظيفة في السنوات الأخيرة لتقليل الانبعاث الكربونية التي تلحق ضررا على البيئة. لافتا الانتباه إلى أن أزمة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية أحدثت تغييرا في وجهة نظر العالم نحو الوقود الأحفوري خاصة بعد انقطاع إمدادات الغاز إلى أوروبا من روسيا، ولذلك توجهت بعض الدول المنتجة للنفط والغاز في الإسراع في تنفيذ العديد من المشاريع في هذا القطاع لمواجهة نقص المعروض من النفط.

ونوه الريامي إلى احتمالية وجود خلل في أسواق النفط أو الطاقة بعد عام 2030 مع توجه العديد من الدول الآن إلى زيادة الاستثمارات في الطاقة البديلة والهيدروجين الأخضر الأمر الذي يؤدي بدوره إلى حدوث فجوة في الطلب العالمي على النفط.

تحدي التمويل

ويرى د. خليل الحنشي، خبير في تقنيات الطاقة المستدامة أن العالم بحاجة إلى الاستثمار في قطاع النفط والغاز نظرا لعدم وصوله إلى ذروة الاستهلاك ولا يزال الطلب عليهما يزداد سنويا. منوها إلى أن بعد الوصول إلى ذروة الطلب على الوقود الأحفوري سوف يستقر الطلب في المستوى نفسه لسنوات عديدة قبل أن ينخفض بشكل تدريجي.

وقال: إن تدفق النفط والغاز يحتاج إلى استثمارات للحفاظ على كمية الإنتاج، أي أن هناك حقولا سينتهي عمرها الافتراضي ولذلك سوف نحتاج إلى مصادر جديدة لتعويض النقص أو الفاقد. مؤكدا أن الحاجة إلى الاستثمارات في قطاعي النفط والغاز للمحافظة على الاستقرار من المعروض النفطي، وفي حالة وجود طلب متزايد في الفترة الحالية سوف تقوم الطاقة المتجددة بتلبيته.

ونوه إلى أن أغلب الاستثمارات الحالية في قطاع الطاقة البديلة لا تزال في الشق السفلي مثل السيارات الكهربائية والبطاريات وغيرها وذلك بناء على تقارير وكالة الطاقة الدولية.

ولفت الحنشي الانتباه إلى نقطة مهمة وهي وجود تحدٍ قد يواجه تمويل مشاريع النفط والغاز لامتناع بعض المؤسسات كالبنوك على سبيل المثال في تمويل تلك المشاريع الناتجة من احتراق الوقود الأحفوري وتلحق أضرارا بالبيئة. ولذلك من الأفضل اللجوء إلى المشاريع قصيرة المدى لتفادي أي مخاطر من انخفاض الطلب مستقبلا، والبحث عن مصادر تمويل غير تقليدية.

وأشار إلى أن بعض المشاريع التي تقوم على النفط والغاز مثل الصناعات البلاستيكية واللدائن والبولميرز لن تواجه تحديا في تمويلها لأن إقامتها لا تلحق ضررا بالبيئة الناتج من احتراق الوقود الأحفوري.

أهم الاكتشافات في النصف الأول

ويقدر إجمالي الأحجام المكتشفة من النفط 2.6 مليار برميل في النصف الأول من 2023، بينما بلغت حصة الغاز الطبيعي 22%. وقد بلغ المتوسط الشهري لحجم اكتشافات النفط والغاز عالميًا نحو 435 مليون برميل.

وتصدّرت غايانا المرتبة الأولى من حيث الحجم المكتشف في النصف الأول من العام الجاري بنحو 600 مليون برميل نفط، تليها كل من تركيا ونيجيريا وناميبيا بمقدار 400 و300 و300 مليون برميل نفط على التوالي.

وقد شهد يناير اكتشافان للنفط والغاز في خليج المكسيك باحتياطي يصل إلى 30 مليون برميل، إضافة إلى اكتشافان للغاز في مصر بمنطقتي دلتا النيل ونرجس البحرية، كما تم في فبراير اكتشاف حقل نفطي في روسيا باحتياطات تصل إلى 250 مليون برميل، وحقل آخر للغاز في جنوب بحر الشمال باحتياطات تقدر بـ302 مليار قدم. أما شهر مارس فقد تم اكتشاف حقل نفطي في الصين باحتياطات 710 ملايين برميل، وحقل للغاز في إيران باحتياطي 200 تريليون قدم مكعبة في بحر عمان، بينما شهد أبريل اكتشافا نفطيا في المكسيك باحتياطات تتراوح بين 200 و300 مليون برميل، واكتشاف غاز في بنجلاديش باحتياطات تتراوح بين 180 و200 مليار مكعبة.

وفي مايو، تم اكتشاف حقلين نفطيين، أحدهما في تركيا باحتياطات تصل إلى مليار برميل، وآخر في ليبيا، وفي يونيو تم اكتشاف حقل نفطي في نيجيريا، ورومانيا باحتياطات تصل إلى 30 مليون برميل.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: زیادة الاستثمارات فی الوقود الأحفوری الطلب على النفط فی قطاع الطاقة فی هذا القطاع الانتباه إلى ملیون برمیل فی السنوات فی الطاقة فی النصف فی الطلب من النفط إلى أن

إقرأ أيضاً:

منظمات أممية: السودان بحاجة ماسة للدعم مع عودة 1.3 مليون نازح

قالت المنظمة الدولية للهجرة إنه "رغم احتدام الصراع في السودان ظهرت بؤر من الأمان النسبي خلال الأشهر الأربعة الماضية، مما دفع أكثر من 1.3 مليون نازح للعودة إلى ديارهم، لتقييم الوضع الراهن قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلدهم نهائيا".

وأضاف المدير الإقليمي للمنظمة الدولية للهجرة عثمان بلبيسي أن "أغلبية العائدين توجهت إلى ولاية الجزيرة، بنسبة 71% تقريبا، ثم إلى سنار بنسبة 13%، والخرطوم بنسبة 8%".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2مرصد عالمي: المجاعة تتكشف في قطاع غزةlist 2 of 2ألمانيا وإسبانيا تعتزمان إنزال مساعدات إنسانية لغزة بالتعاون مع الأردنend of list

وتوقع بلبيسي عودة "نحو 2.1 مليون نازح إلى الخرطوم بحلول نهاية هذا العام، لكن هذا يعتمد على عوامل عديدة، ولا سيما الوضع الأمني والقدرة على استعادة الخدمات في الوقت المناسب".

ومنذ بدء الصراع الحالي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل/نيسان 2023 نزح قسرا أكثر من 12 مليون شخص، بمن فيهم ما يقارب 5 ملايين شخص لجؤوا إلى الدول المجاورة، مما يجعل حرب السودان أكبر أزمة نزوح في العالم.

وخلال زيارة قام بها مؤخرا ممثلو الأمم المتحدة إلى الخرطوم اقترب منهم رجل مسن ليؤكد أن احتياجاتهم بسيطة، وهي "الغذاء والماء والرعاية الصحية والتعليم، فهذا هو مستقبل أطفالنا، ونحن بحاجة ماسة للاستثمار فيه".

إعادة تأهيل العاصمة

تبذل السلطات السودانية ومنظمات إغاثية محلية ودولية جهودا حثيثة لدعم العائدين إلى الخرطوم، وفي مقدمتها إزالة الأنقاض، وتوفير الخدمات الأساسية كالمياه النظيفة والكهرباء، وتعزيز قدرات المرافق الصحية، لمنع انتشار الأمراض الفتاكة كالكوليرا.

وأوضح الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في السودان لوكا ريندا للصحفيين أن هناك نحو 1700 بئر ماء بحاجة إلى إعادة التأهيل، بالإضافة إلى توفير الكهرباء للمنازل باستخدام ألواح الطاقة الشمسية.

وقال ريندا إن الأمم المتحدة أطلقت برنامجا يهدف إلى تطوير حلول طويلة الأمد للنازحين جراء الحرب لتأمين سبل العيش والخدمات الأساسية، لافتا إلى أن هناك ما لا يقل عن 6 مستشفيات تحتاج إلى إعادة تأهيل وإصلاح عاجلين، بالإضافة إلى عدد من مراكز الرعاية الصحية الأولية.

إعلان

كما أكد أن المساعدات النقدية توزع لشراء الغذاء ومستلزمات النظافة والأدوية والملابس على الفئات الأكثر ضعفا.

وشدد ريندا على أن إزالة الألغام تعد تحديا ملحا آخر تواجهه إعادة التأهيل والإعمار في العاصمة، قائلا "حتى في مكتبنا عثرنا على مئات الذخائر غير المنفجرة".

وأضاف أن هناك مئات الآلاف إن لم يكن أكثر من الذخائر غير المنفجرة في المدينة، مؤكدا أن الهيئة المحلية لمكافحة الألغام بدعم من دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام بدأت بالفعل عملية الإزالة.

وسيستغرق تطهير المدينة بالكامل من مخلفات الحرب المميتة سنوات، ويقدّر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام ستحتاج إلى ما لا يقل عن 10 ملايين دولار، لتتمكن من نشر العدد المطلوب من فرق إزالة الألغام للعمل بالشراكة مع السلطات الوطنية وتوعية السكان بمخاطر الذخائر غير المنفجرة.

وحتى 21 يوليو/تموز 2025 لم تتلق الأمم المتحدة وشركاؤها الإنسانيون سوى 23% من مبلغ 4.2 مليارات دولار المطلوب لتقديم مساعدات منقذة للحياة إلى ما يقارب 21 مليون شخص معرّضين للخطر داخل السودان.

أزمة النزوح

ورغم عمليات العودة الأخيرة فإن مئات الأشخاص لا يزالون يفرون يوميا -سواء داخل السودان أو عبر حدوده- بسبب الصراع الدائر، وينطبق هذا بشكل خاص على ولايتي دارفور وكردفان، وفقا للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين.

وقال منسق اللاجئين الإقليمي لأزمة السودان لدى المفوضية مامادو ديان بالدي إن عدد اللاجئين من منطقة دارفور وحدها بلغ أكثر من 800 ألف لاجئ منذ بداية الصراع، وهذا العدد في تصاعد مستمر.

ووفقا لمفوضية اللاجئين، هناك حاجة إلى 1.8 مليار دولار لدعم 4.8 ملايين شخص فروا من السودان إلى الدول المجاورة، ولكن لم يوفر سوى 17% من هذا التمويل.

وأكد بالدي أن اللاجئين لا يزالون بحاجة إلى "دعم أكبر من جانبنا" وإلى السلام لينتهي "هذا الصراع الوحشي".

مقالات مشابهة

  • إنتاج النفط والمكثفات يقترب من 1.5 مليون برميل خلال 24 ساعة
  • وزير النفط يبحث مع السفير الياباني تعزيز التعاون في قطاع الطاقة وجذب الاستثمارات
  • تنمية نفط عمان تسجل إنتاجا يوميا بـ679 ألف برميل في 2024
  • مؤسسة النفط: الإنتاج الخام يتجاوز 1.39 مليون برميل خلال 24 ساعة
  • فايننشال تايمز: تعهدات أوروبا باستيراد النفط والغاز الأميركي مستحيلة
  • مؤسسة النفط تعلن إنتاج 1.38 مليون برميل نفط و2.56 مليار قدم مكعب غاز
  • شركة السرير تعلن أن معدل إنتاجها للنفط الخام وصل إلى 54 ألف برميل يومياً
  • منظمات أممية: السودان بحاجة ماسة للدعم مع عودة 1.3 مليون نازح
  • ارتفاع إنتاج النفط في ليبيا.. شركة السرير تصل إلى 54 ألف برميل يومياً
  • شركة "دونغ فانغ": 21 عامًا من الإنجازات في دعم قطاع النفط والغاز بسلطنة عُمان