وفد من البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية: عظمة المصريين في كل مكان وزمان
تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT
أبدى ممثلو مجلس إدارة البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية انبهارهم بما رأوه في العاصمة الإدارية؛ باعتبارها «دُرة المدن الذكية» قائلين: «حقًا.. عظمة المصريين في كل مكان وزمان».
أضافوا، خلال جولتهم السياحية اليوم الخميس، لأهم معالم العاصمة الإدارية، والأهرامات والمتحف المصري الكبير، والمتحف القومي للحضارة المصرية، التي نظمتها وزارة المالية علي هامش الاجتماعات السنوية للبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية التي تستضيفها مصر لأول مرة بإفريقيا بشرم الشيخ يومي الإثنين والثلاثاء المقبلين،: «رأينا في العاصمة الإدارية الجديدة، نموذجًا أكثر إبداعًا للتنمية المستدامة، ما دام حلمنا بتحقيقه في مشروعاتنا؛ باعتباره نقلة حضارية تخلق فرصًا واعدة لبناء شراكات المستقبل مع القطاع الخاص في مصر، خاصة بعد ما لمسنا طموحًا كبيرًا وإصرارًا لدي الدولة المصرية علي العمل الجاد والمتواصل من أجل بكرة بمشروعات تنموية ضخمة تم تنفيذها في زمن قياسي، فقد عايشنا واقعًا تنمويًا يعكس إرادة حقيقية للعبور بمصر إلي غد أفضل يرتكز علي الاستثمارات المستدامة».
أشاروا إلي أنهم وجدوا تجربة مصرية متفردة يمتزج فيها الثراء الحضاري بما يفيض به التاريخ علي نحو تجسد في الأهرامات والمتحف المصري الكبير والمتحف القومي للحضارة المصرية، مع توطين التكنولوجيا المستدامة في مختلف القطاعات التنموية؛ لاستكمال هذا البناء الحضاري الشامخ بإرادة وعزيمة المصريين.
وجّه جين لي تشون، رئيس البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، الشكر لمصر على استضافة الاجتماعات السنوية للبنك، باعتبارها شريكًا مهمًا في التنمية والترابط القاري، مؤكدًا أننا منبهرون بالإصرار الموجود لدى الدولة المصرية، والسعي الحثيث الذي يستهدف تحسين جودة حياة المصريين في الأساس وقبل كل شيء، ونحن ندعم هذا المسار للغاية وسعداء بالتعاون من أجل تعميق الشراكة مع القطاع الخاص ودفع دوران عجلة الاقتصاد، مشيرًا إلى أنه زار العاصمة الإدارية خلال الفترة الماضية وكانت في مرحلة البناء، والآن يرى إلى أي حد وصلت من الكفاءة والتنمية والتطور.
أكد كونستانتين ليموتوفسكى، نائب رئيس البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية لعمليات الاستثمار، أننا بالفعل انبهرنا بالعاصمة الإدارية فور زيارتنا لها، خاصة بالنظر إلى أن كل الإنشاءات بدأت منذ سنوات قليلة، وأصبحت الآن عاصمة جديدة لمصر؛ على نحو يعكس حجم الجهد المبذول في مصر لتحقيق التنمية المستدامة، موضحًا أنه من المهم تنظيم مصر للاجتماعات السنوية للبنك لأول مرة في إفريقيا، خاصة أننا تشاركنا معًا في أربع مشروعات كبرى ونتطلع للمشاركة مستقبلًا في مشروعات أخرى بمصر تتعلق بالبنية التحتية، مشيرًا إلى أن مصر تمثل حجر الزاوية في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، وبإمكاننا تحقيق الترابط المطلوب بين القارات من خلال مكانتها الكبرى.
قال ألبرتو نينو، المستشار القانوني العام لشئون العمليات للبنك الآسيوي: «ما رأيته في العاصمة الإدارية متقدمًا جدًا ومبهرًا للغاية حيث يرتبط بالتنمية المستدامة التي ما دام نسعى في البنك لدعمها وتحقيقها في كل مشروعاتنا»، لافتًا إلى أن مصر استطاعت أن تقدم نموذجًا عمرانيًا وتنمويًا أكثر إبداعًا لبناء مستقبل يرتكز على المدن الجديدة الذكية الصديقة للبيئة بما يؤكد قدرة المصريين وعظمتهم على مدار التاريخ..
أضاف محمد الهاشمي النائب الثاني، أحد المديرين التنفيذيين بالبنك: «النموذج التنموي المصري الذى تعد العاصمة الإدارية الجديدة أحد روافده، يعكس التطور الكبير فى شتى مناحي الحياة بما يؤكد أن مصر تنطلق على الطريق الصحيح، على نحو يخلق فرصًا كبيرة للتعاون المشترك مع القطاع الخاص في مصر من خلال ما يتيحه هذا البنك العالمي متعدد الأطراف من آفاق رحبة لضخ استثمارات جديدة في قطاعات البنية التحتية ذات الأولوية.. حقيقي أنا منبهر بما شاهدته بمصر الذى يبشر بغد أفضل، وسأنقل ذلك لكل أصدقائي بالخارج».
أكد أندرو كروز، كبير المسئولين الماليين بالبنك: «وجدنا طموحًا كبيرًا في مصر للعمل التنموي من أجل المستقبل، انعكس في العاصمة الإدارية الجديدة، تلك المدينة الذكية المبهرة والفريدة التي تعد استكمالًا لما شهدناه من تاريخ عريق في المتحف الكبير والمتحف القومي للحضارة والأهرامات.. كل ذلك يشجعنا على بناء شراكات جديدة على المستوى الثنائي استهدافًا لدور أكبر للقطاع الخاص».
قال عساف شيرمان، المدير المالي المناوب بالبنك، إنه كان من أحلامه الكبيرة أن يزور مصر؛ لأنه مغرم بالتاريخ والآثار، وأنه الآن منبهر بما رآه في العاصمة الإدارية من تجربة تنموية فريدة، وكذلك ما تشهده مدينة القاهرة؛ بما يعكس الطموح الكبير لدى الدولة المصرية للحاق بالعصر الحديث، خاصة في مجال إنشاء المدن الذكية.
أكدت آنا بوهلر، إحدى المديرات الإداريات بالبنك، أنها منبهرة على وجه الخصوص بالعاصمة الإدارية وحجم الأعمال والاستثمارات المنفذة في البنية التحتية، حيث شاهدت مدنًا جديدة حول العالم، ولكنها لم تشاهد مدينة مثلما رأته في مصر، بما في ذلك المسجد الكبير بالمركز الثقافي الإسلامي.
حرص الدكتور محمد معيط وزير المالية، محافظ مصر لدي البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، وأحمد كجوك نائب الوزير، عضو مجلس إدارة البنك، على استقبال رئيس البنك وبعض الأعضاء من مختلف الدول علي هامش الجولة السياحية.
أكد د. معيط، أن مصر بقيادتها السياسية الحكيمة استطاعت تقديم تجربة تنموية ثرية، ترتكز على استثمارات قوية في البنية التحتية، علي نحو أسهم في تحويل التحديات إلي فرص للبناء والتنمية الشاملة والمستدامة، يشهدها كل شارع وقرية ومدينة علي أرض المحروسة، لإرساء دعائم حياة كريمة للمواطنين، والارتقاء بمستوي الخدمات المقدمة إليهم، جنبًا إلي جنب مع إتاحة المزيد من الفرص الاستثمارية المحفزة والجاذبة للقطاع الخاص والشراكات التنموية العابرة للحدود.
أضاف أحمد كجوك، نائب الوزير للسياسات المالية، عضو مجلس إدارة البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، أننا نتطلع إلي المزيد من التعاون الإنمائي المشترك مع هذا البنك العالمي متعدد الأطراف فيما يمثل اهتمامًا مشتركًا بين الجانبين، ويتسق مع الأهداف الاستراتيجية للدولة المصرية في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: البنک الآسیوی للاستثمار فی البنیة التحتیة فی العاصمة الإداریة إلى أن فی مصر أن مصر
إقرأ أيضاً:
قصر الحلابات في الأردن.. شاهد على عظمة العمارة الإسلامية المبكرة
عمَّان "العُمانية": يُعد "قصر الحلابات" الواقع في منطقة البادية شرق العاصمة عمّان، من أبرز المعالم الأثرية الإسلامية في الأردن، إذ يتميّز بتاريخه الممتد إلى العصور الرومانية والبيزنطية، وتم تجديده وتطويره في العهد الأموي ليصبح أحد القصور الصحراوية التي تعكس فن العمارة الإسلامية المبكرة، ويجمع القصر بين الأبعاد الدينية والسياسية والمعمارية، ويُعد شاهدًا على التفاعل الحضاري بين العرب المسلمين والحضارات السابقة في المنطقة.
وأطلق اسم "الحلابات" على القصر تحويرًا للّفظة المحكية للكلمة العربية "الحلبات"، وتعني ميادين السباق، إذ تؤكد الدراسات أن ساحات القصر كانت تشهد سباقات الخيل والنزالات والتدريبات العسكرية.
كما تحيط بالقصر أراض شبه صحراوية، وتم اختيار هذا الموقع بعناية من قِبل الأمويين لأسباب عدة منها؛ توفر المياه عبر قنوات مائية وخزانات، ووقوعه على طرق التجارة والقوافل المتجهة من الشام إلى العراق والحجاز، فضلًا عن كونه يُستخدم كاستراحة للحكام والولاة أثناء تنقلاتهم.
وتعود أصول قصر الحلابات، حسب الخبراء، إلى العهد الروماني، في القرنين الثاني والثالث الميلاديين، حيث أُنشئ في البداية كحصن عسكري صغير لحماية الطرق التجارية من الغارات، ثم تطور البناء في العهد البيزنطي، حيث أضيفت إليه بعض العناصر الدفاعية كالأبراج والأسوار، كما شهد القصر في العصر الأموي تحوّلًا جذريًّا لا سيّما في عهد الخليفة هشام بن عبد الملك الذي أمر بتحويل الحصن إلى قصر فخم ومرفق إداري وديني، حيث جُدّد البناء بالكامل باستخدام الحجارة المحلية، وتمت إضافة عناصر زخرفية ومعمارية مميزة تعكس الفن الإسلامي في تلك الحقبة.
يمزج القصر بين الأساليب الرومانية والبيزنطية والإسلامية، ويتكوّن من أجزاء رئيسة تتمثل في الأسوار الخارجية مربعة الشكل المبنية من الحجارة البازلتية السوداء والحجر الجيري الأبيض، مما يُضفي عليه طابعًا فنيًّا خاصًّا، ويتخلل السور عدد من الأبراج المربعة التي كانت تستخدم للحراسة.
ويقع المدخل الرئيس لقصر الحلابات في الجهة الجنوبية، ويتميز بعناصر معمارية غاية في الدقة والإتقان، منها الأقواس نصف الدائرية والكتابات الكوفية، وينفتح على ساحة داخلية واسعة تحيط بها الغرف والمرافق.
أما المسجد الواقع داخل القصر فيعد أحد أبرز المعالم المعمارية رغم حجمه الصغير وذلك لأنه مليء بالنقوش والزخارف الإسلامية، وبه محراب تمت زخرفته بزخارف جصية، وتظهر في جدرانه عناصر زخرفية إسلامية بدائية منها تشكيلات للنجوم وللأشكال الهندسية.
ويحتوي مجمع قصر الحلابات كذلك على نظام حمّامات متكامل يُظهر تأثر الأمويين بالثقافة الرومانية والبيزنطية، حيث يوجد نظام أرضي لتسخين الماء، وغرف ينساب عبرها الماء الدافئ والبارد، وهي أشبه ما تكون بالحمامات الموجودة في العصر الحديث.
ويحتوي القصر على عدد من القاعات والغرف السكنية والإدارية، والتي كانت تُستخدم لاستضافة الوفود أو لإقامة الخليفة أو الحاكم أثناء زياراته.
أما الجدران فقد تزيّنت بالزخارف والنقوش الجصية والفسيفساء التي عرفتها المنطقة منذ قرون بتأثير من الحضارتين الرومانية والبيزنطية، خاصة في استخدام الأشكال النباتية والحيوانية والهندسية، وقد وجد الباحثون مجموعة من الكتابات الكوفية التي تعد اليوم من أقدم ما كتب بهذا الخط العربي المعروف.
وفي أوائل القرن العشرين بدأت أعمال التنقيب والحفريات الأثرية في قصر الحلابات من قبل البعثات الأردنية والدولية، وتم خلال هذه الأعمال ترميم أجزاء من القصر، وخاصة المسجد والسور، مع المحافظة على النمط الأصلي للبناء.
ويُعد قصر الحلابات اليوم موقعًا سياحيًّا له أهمية حضارية وتاريخية، تشرف عليه وزارة السياحة والآثار، ويستقطب الزوّار من داخل الأردن وخارجها، خاصة المهتمين بالآثار الإسلامية، كما تُنظَّم زيارات للموقع ليطلع الطلبة والمهتمون على جماليات القصر الساكن في قلب الصحراء الهادئة شاهدًا على عظمة العمارة الإسلامية المبكرة في المنطقة.