تهدئة المحاور لتخفيف الغضب الشعبي.. هل تنجح استراتيجية إيران الجديدة؟
تاريخ النشر: 23rd, September 2023 GMT
قالت مجلة "إيكونوميست" البريطانية إن قليلا من الأفعال الإيرانية تثير غضب أعدائها أكثر من احتجازها رهائن، حيث يُعرض على الأجانب تأشيرات رسمية لزيارة إيران، ثم يتم احتجازهم عند المغادرة من قبل قوات الحرس الثوري "المعروفة باسم الباسداران".
وأضافت المجلة في تقرير ترجمته "عربي21", أن إيران تستخدم الرهائن ورقة مساومة لتبادل السجناء والحصول على أموال، من بين أمور أخرى.
وتنقل عن دبلوماسي غربي كان مقيما في إيران سابقا قوله، "إن إيران ليست جمهورية موز، لكنها لا تزال تتصرف مثل دولة مافيا".
وفي 18 أيلول/ سبتمبر، تبادلت إيران والولايات المتحدة خمسة سجناء في صفقة تضمنت رفع حجز ستة مليارات دولار مجمدة من الأصول الإيرانية لعائدات النفط في كوريا الجنوبية.
وتقول المجلة إن الإيرانيين يزعمون أن لا خيار لديهم سوى أخذ سجناء لأن خصومهم ينتهكون القانون الدولي أيضا، خصوصا بعد فرص عقوبات أمريكية قاسية وإفراغ النفط الإيراني من ناقلة استولت عليها أمريكا ونقلتها إلى تكساس الشهر الماضي.
وبينت، أنه على المدى الطويل، سيشل احتجاز الرهائن آمال إيران في تطوير السياحة ويعوق الاستثمار والتجارة الأجنبية، لكن الأموال التي تحصلها طهران من هذه العمليات مغرية بالنسبة للنظام الذي يواجه غضبا شعبيا وسط ارتفاع التضخم وانخفاض العملة التي وصلت إلى مستوى قياسي هذا العام قبل أن تنتعش بعد إتمام صفقة التبادل.
ومع مغادرة السجناء مطار الخميني الدولي تحت مراقبة السفير القطري في طهران الذي ساعد في التفاوض على الصفقة، قام بنكان كوريان بتحويل 6 مليارات دولار من الأموال الإيرانية عبر سويسرا إلى العاصمة القطرية الدوحة.
ووفقا لأحد الوسطاء الدين تحدثوا للمجلة، فإن الدوحة قامت بتحسين الصفقة من خلال تعويض إيران عن خسارة الفوائد التي تبلغ قيمتها مئات الملايين من الدولارات.
وبموجب الاتفاق، ستقوم وزارة الخزانة الأمريكية بمراقبة الإنفاق للتأكد من أن إيران تستخدم الأموال فقط للأغراض الإنسانية.
ولكن، كما يقول نورمان رول، الجاسوس الأمريكي السابق، فإن الصفقة يمكن أن توفر أموالا لبرامج إيران العسكرية، وبإمكان إيران أيضا الحصول على آلية للتنازل عن العقوبات يمكن استخدامها في معاملات مالية أخرى.
وتنقل المجلة عن إسفنديار باتمانغليدج، الاقتصادي الإيراني الأمريكي الذي يرأس مركز أبحاث في لندن قوله، "قد تكون هذه لحظة تعلم للدبلوماسية المستقبلية بشأن تخفيف العقوبات".
وتابعت، أن من المقرر إجراء مزيد من المحادثات بين الإيرانيين وعدوهم الإقليمي السابق، السعودية، مع الدول العربية الخمس الأخرى في مجلس التعاون الخليجي على هامش الأمم المتحدة.
وبالتزامن مع إطلاق سراح السجناء، يقول أحد الوسطاء للمجلة، "إن كبار المسؤولين الإيرانيين ونظرائهم الأمريكيين يعقدون أيضا محادثات مباشرة خلال زيارة رئيسي، حيث تشمل القضايا المدرجة على جدول الأعمال البرنامج النووي الإيراني، وتزويد روسيا بمسيرات إيرانية، والتهديدات الإيرانية ضد الإدارة الكردية في شمال العراق.
وتشير المجلة إلى أن مراقبين يرون أن هذه هي الخطوة الأولى نحو اتفاق أوسع بشأن إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة، في الاتفاق النووي الإيراني الذي تم توقيعه عام 2015 والذي كان يهدف إلى منع إيران من تخصيب اليورانيوم إلى مستوى يضعها على "عتبة" الحصول على أسلحة نووية.
ويذكر أحد الوسطاء، "أن إيران أصبحت بالفعل على عتبة الحصول على قنبلة نووية، لذا فقد فات الأوان".
واستدركت المجلة أن إدارة رئيسي استعادت في الأشهر الأخيرة، العلاقات الدبلوماسية مع منافستها الإقليمية، السعودية، وبدأت محادثات حول الانضمام إلى البريكس، كما انضمت أخيرا إلى مجلس تعاون شنغهاي للدول الأوراسية.
وتابعت، "حتى خصم إيران الأكثر صخبا، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، خفف من انتقاداته، على ما يبدو خوفا من تفاقم التوترات مع إدارة بايدن وإفساد آماله في إقامة علاقات دبلوماسية مع السعودية".
وفي الداخل والخارج، انتقد معارضو إيران الصفقة ووصفوها بأنها صفعة على وجه أمريكا، خاصة أنها تتزامن مع الذكرى السنوية الأولى لوفاة مهسا أميني، التي شهدت إيران عقب مقتلها العام الماضي احتجاجات واسعة قتل خلالها أكثر من 500 شخص.
ويخضع والد أميني للإقامة الجبرية، ومؤخرا تم إغلاق المقاهي في جميع أنحاء البلاد لمنع الشباب من التجمع، حيث قال أحد رواد المقهى"لقد بدا الأمر وكأنه قانون عرفي".
وأكدت المجلة أن النظام الإيراني حاليا له اليد العليا حيث تم تفريق الاحتجاجات الصغيرة القليلة التي حدثت في طهران في غضون دقائق كما استخدم الأمن الذخيرة الحية في إقليم كردستان، الذي تنحدر أميني منه.
وتشير المجلة إلى أن الإيرانيين يتحدثون عن تصاعد التوتر. وقد لجأ الكثيرون إلى العصيان المدني، ومع اتساع الفجوة بين النظام وشعبه، يرتدي أفراد الأمن أقنعة لإخفاء هوياتهم.
وختمت المجلة بالقول، "إن الرأي العام في إيران قد يهدأ على الأقل مؤقتا، إلا أن الغضب الشعبي في طهران لا يزال مستعرا".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة الإيرانية صفقة احتجاجات إيران احتجاجات الولايات المتحدة صفقة مهسا اميني صحافة صحافة صحافة تغطيات سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
جلالة السُّلطان وفخامة الرئيس الإيراني يؤكّدان على الدور الإيجابي والمُثمر الذي يقوم به القطاع الخاص في البلدين
العُمانية: أكّد حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظّم /حفظه الله ورعاه/ وفخامة الرئيس الدّكتور مسعود بزشكيان رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية على الدور الإيجابي والمُثمر الذي يقوم به القطاع الخاص في البلدين، وأن تُسهم هذه الأنشطة في زيادة حجم الاستثمارات والتبادل التجاري بينهما، معربين عن ارتياحهما لمستوى التشاور والتنسيق السياسي القائم بين البلدين على مختلف المستويات.
جاء ذلك في البيان المشترك بمناسبة الزيارة الرسمية لفخامة الرئيس الدكتور مسعود بزشكيان رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية لسلطنة عُمان يومي 27 و28 مايو الجاري، وفيما يأتي نصُّه:
// تلبيةً لدعوة أخوية من حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظّم – حفظه الله ورعاه – قام فخامة الدكتور مسعود بزشكيان، رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية بزيارة رسمية إلى سلطنة عُمان يومي الثلاثاء والأربعاء الموافق 27- 28 مايو 2025م.
تأتي هذه الزيارة انطلاقًا من الروابط التاريخية الراسخة التي تجمع سلطنة عُمان والجمهورية الإسلامية الإيرانية، وبين شعبيهما الصديقين، وتعزيزًا للعلاقات الثنائية الوثيقة وتأكيدًا للتقدير والاحترام المتبادل بين قيادتي البلدين وشعبيهما والذي رسخته مبادئ الدين والأخوة وحسن الجوار.
وقد عقدت جلسة مباحثات رسمية بين صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظّم – أبقاه الله – سلطان عُمان، وفخامة الدكتور مسعود بزشكيان رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، استعرضا خلالها آفاق التعاون المشترك والعلاقات الثنائية وتطويرها وخاصة تلك المتعلقة بالتعاون الاقتصادي والاستثماري المشترك في مختلف المجالات والتنسيق في الشؤون التي تخدم مصلحة البلدين الصديقين وتعود بالمنافع على شعبيهما، وعَبَّرا عن ارتياحهما لمستوى التعاون القائم، وأكّدا على مواصلة تعزيزه وفتح مجالات جديدة من الشراكة الاقتصادية.
كما أعربا عن تقديرهما لما تحقق من توافق على مستوى اللجان المشتركة، ووجّها بضرورة انتظام انعقادها بما يُعزّز التعاون الثنائي في مختلف المجالات.
كما أكد جلالة السلطان المُعظّم وأخوه فخامة رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية على الدور الإيجابي والمثمر الذي يقوم به القطاع الخاص في البلدين، وعبَّرا عن الأمل بأن تُسهم هذه الأنشطة في زيادة حجم الاستثمارات وحجم التبادل التجاري بين البلدين، ورحبا بالتوقيع على عدد من الاتفاقيات لتأطير التعاون في مجال التشجيع والحماية المتبادلة للاستثمارات، ومجال التعاون القانوني والقضائي، واتفاقية الأفضليات التجارية، والاتفاقية الإطارية للتعاون المشترك، وعدد من مذكرات التفاهم في مجالات أخرى.
كما رحّب الجانبان بالتعاون القائم بين بريد عُمان والبريد الوطني الإيراني، والذي أثمر عن إصدار طابع بريدي مشترك يحتفي بعمق العلاقات الثنائية، ويُبرز جهود الجانبين في تعزيز الدبلوماسية الثقافية، بما يدعم التفاهم المتبادل ويُسهم في توطيد الروابط بين الشعبين الصديقين.
وبحث جلالةُ السُّلطان المُعظّم – حفظه الله ورعاه – وفخامةُ رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، عددًا من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك أزمة قطاع غزّة.
وقد أكّدا في هذا السياق على ضرورة الوقف الكامل والدائم لإطلاق النار، ورفع الظلم عن السكّان، ووقف الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني من قوات الاحتلال الإسرائيلية في غزّة وسائر الأراضي الفلسطينية.
كما دعا الجانبان المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته في تقديم المساعدات الإغاثية والمواد الإنسانية للسكان العزّل في كافة أنحاء قطاع غزّة، وأعربا عن رفضهما القاطع لأيّ مخططات تهدف إلى تهجير السكان والتنكيل بهم.
وعبَّر القائدان عن ارتياحهما لمستوى التشاور والتنسيق السياسي القائم بين البلدين على مختلف المستويات.
وأعرب فخامة رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن تقدير بلاده البالغ للدور البنّاء الذي تقوم به سلطنة عُمان في إطار المحادثات الجارية وغير المباشرة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والولايات المتحدة الأمريكية حول الملف النووي.
ومن جانبه أعرب حضرة صاحب الجلالة السُّلطان المُعظّم عن الأمل في أن تسفر هذه المحادثات عن التوافق المرجو وإبرام اتفاق بين الجانبين يُلبي الأهداف المشتركة في تعزيز الأمن والسلم الإقليميين والدوليين ويعود على دول المنطقة بمزيد من الخير والرخاء والازدهار.
وأكّد الجانبان على أهمية مضاعفة الجهود وبذل المساعي لضمان استمرار الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، والتنسيق والتشاور بينهما في مختلف المحافل الإقليمية والدولية حول القضايا التي تخدم الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
وأعربَ فخامة رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن شكره وتقديره لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظّم – حفظه الله ورعاه – ولحكومة وشعب سلطنة عُمان على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، كما وجَّه فخامته دعوة أخویة لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان المُعظّم لزيارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وقد حظيت بترحيب كريم من جلالته – أيده الله-.