في الوقت الذي تواصل مليشيا الحوثي فرض برامجها الطائفية بالقوة، والسعي لإعادة نظام حكم الإمامة ينفذ طلاب الجامعات حفلات التخرج ويحولونها إلى مناسبات للتعبير عن رفضهم تلك التوجهات، والتمسك بالنظام الجمهوري، وقد امتد هذا التأثير إلى حفلات الزفاف التي تحولت خلال الفترة الأخيرة إلى مناسبات لإعلان معارضة سلطة الانقلاب وتوجهاتها.

الحفلات اليمنية التي حظيت باهتمام ومتابعة شعبية غير مسبوقة، أثارت غضب ما يسمى المكتب التربوي التابع للمليشيا بعد أن أصبحت مهرجانات وطنية يقوم خلالها الخريجون من الجنسين بترديد الأناشيد الوطنية بشكل جماعي، ويشاركهم أهاليهم في ذلك.

ولمواجهة هذا الأمر ذهب جهاز مخابرات المليشيا لإنشاء كياناً في كل جامعة سماه «ملتقى الطالب الجامعي»، ومن خلاله جرى فصل الذكور عن الإناث، والتحكم بمضامين الحفلات وما يقدم فيها، مع فرض قيود مشددة على إقامتها، لكن اليمنيين أوجدوا طريقة جديدة لإعلان معارضتهم المشروع الطائفي.

اليمنيون الذين يعانون من القمع الشديد في مناطق سيطرة المليشيا لم يتوقفوا عند هذا الأمر وذهب كثير منهم بالمقابل لتحويل حفلات الزفاف في القرى والمدن والبلدات إلى فعاليات وطنية، تبدأ بالنشيد الوطني بينما تتزين خلالها قاعات الأفراح بالنسر الجمهوري والأعلام الوطنية، وتنتهي بإعلان التمسك بالثوابت الوطنية، ورفض أي مساعٍ لإعادة البلاد إلى الحقبة الطائفية أو إعادة إنتاج نظام حكم الإمامة بنسخته الجديدة المستلهمة من التجربة الإيرانية.

ومنذ ايام تحول حفل زفاف أحد أنجال الزعيم القبلي حمير الأحمر زعيم قبيلة حاشد في صنعاء إلى مهرجان جماهيري ضخم، أعيد فيه التأكيد على الثوابت اليمنية، وجرى خلاله الاحتفال بالذكرى السنوية لسقوط نظام الحكم الإمامة وقيام الجمهورية في شمال اليمن في 26 سبتمبر عام 1962، حيث لعبت قبيلة حاشد دوراً بارزاً في تلك الثورة.

فيديو من حفل زفاف آل الأحمر انقر هنا

حفل الزفاف الذي أقيم في قاعة مجاورة لمنزل الأحمر في حي الحصبة حضره الآلاف، وجاء بعد أيام من تعرض الزعيم القبلي المعروف للهجوم من نشطاء ميليشيا الحوثي على خلفية استقباله الرموز المعارضة للانقلابيين الذين يساندون المعلمين المطالبين بصرف رواتبهم، وبعد أسابيع من فشل مسعى حوثي لصناعة زعيم قبلي بديل على رأس قبيلة حاشد.

السياسيون الموجودون في صنعاء وشيوخ قبائل من مختلف مناطق البلاد ومثقفون ونشطاء حرصوا على حضور حفل الزفاف الذي بدأ بعزف السلام الوطني، وترديد النشيد الجمهوري، ووصف بأنه «أقوى ظهور عام للشيخ الأحمر» منذ اختياره لهذا الموقع خلفاً لأخيه صادق الذي فارق الحياة مطلع العام الحالي متأثراً بمرض عضال أصيب به.

الحفل لم يكن الأول، ولكنه امتداد لاحتفالات مماثلة، وفق نشطاء وسكان في صنعاء وهي وسيلة تؤكد بأن اليمنيين لا يعدمون الحيلة في التعبير عن مواقفهم السياسية، مع تحول حفلات الزفاف إلى مناسبات وطنية يجري من خلالها استعراض الموروث الثقافي، وترديد الأناشيد الوطنية، والتمسك بالنظام الجمهوري في ظاهرة لم تكن معروفة طوال العقود الماضية.

يقول عبد الله يحيى وهو أحد الحضور إن الفعالية ليست مجرد عرس، بل مهرجان شعبي جمهوري حضره الآلاف من اليمنيين، ووجهوا من خلاله رسالة واضحة تعبر عن رفضهم أي مشاريع طائفية، وتمسكهم بالثوابت الوطنية وهي الجمهورية والوحدة والمواطنة المتساوية.

ويؤيده في ذلك محسن أحمد الذي قدم من محافظة إب لمشاركة الأحمر فرحته، حيث يجزم بأن الحوثيين وضعوا أنفسهم في مواجهة مباشرة مع الثوابت اليمنية؛ ولهذا تحولت الأعراس والمناسبات الخاصة وحفلات التخرج إلى ساحات للدفاع عن هذه الثوابت.

حفل زفاف في إب

ويرى جميل وهو ناشط اجتماعي في صنعاء أن إقامة حفل زفاف أبناء الشيخ الأحمر تحت شعار «اليمن أولاً» يحمل في طياته رسالة واضحة تؤكد إجماع اليمنيين على أولوية التمسك بالنظام الجمهوري، وإقامة دولة لجميع أبناء اليمن دون استثناء، وهو ما أكد عليه الأحمر نفسه الذي دعا الجميع إلى تكاتف الجهود، وتوحيد الصف لرأب الصدع من أجل إخراج البلد إلى بر الأمان، وقيام دولة حديثة وفق عقد دستوري توافقي يحقق تطلعات الشعب في الحرية والمساواة والحياة الكريمة.

حفل تخرج

المصدر: مأرب برس

كلمات دلالية: حفل زفاف فی صنعاء

إقرأ أيضاً:

الحكومة اليمنية: ''مليشيا الحوثي تبيع الوهم وتدعي مكاسب زائفة''

اتهمت الحكومة اليمنية جماعة الحوثي بـ”تسويق الأوهام” لمناصريها عقب الضربة التي نفذتها البحرية الإسرائيلية، لأول مرة، على ميناء الحديدة على ساحل البحر الأحمر، قبل يومين، مؤكدة أن الجماعة تحاول تضليل الرأي العام المحلي والدولي بادعاء تحقيق مكاسب وهمية من تصعيد خطير أدخل البلاد في أتون صراعات دولية.

وقالت الحكومة إن جماعة الحوثي سارعت إلى تصوير الضربة الإسرائيلية على أنها نصر ميداني”، في حين بثّت قناة “المسيرة” التابعة للجماعة تحليلات تصف ما جرى بأنه نتيجة “لقواعد اشتباك جديدة” وضعها زعيم الجماعة، عبدالملك الحوثي، في البحر الأحمر.

وأشارت الحكومة في بيان إلى أن جماعة الحوثي، المدعومة من النظام الإيراني، هي من دفعت بالأزمة نحو هذا المنعطف الحرج، عبر فتح البحر الأحمر أمام التدخلات الإقليمية والدولية، وتحويل اليمن إلى ساحة صراع مفتوحة، ما أدى إلى استباحة السيادة الوطنية، وتدمير البنية التحتية، والاقتصاد الوطني.

وأضافت أن الحوثيين يستغلون وسائل الإعلام التابعة لهم لتسويق صورة زائفة عن “بطولات بحرية”، رغم أنهم ساهموا فعليًا في تحويل الموانئ والمطارات إلى معابر لتهريب الأسلحة، وخطوط عبور للخبراء الإيرانيين والصواريخ والطائرات المسيّرة.

وأكدت الحكومة أن ما تصفه الجماعة بـ”الإنجازات” لا يعدو كونه مزيدًا من التعقيد للمشهد اليمني، وذريعة إضافية لتثبيت موقع إيران في معادلة البحر الأحمر، مشيرة إلى أن الحوثيين لا يمتلكون مشروعًا وطنيًا بقدر ما يعملون كأداة لتنفيذ أجندات خارجية.

وشددت الحكومة على أن جماعة الحوثي لم تفرض قواعد اشتباك جديدة بقدر ما رسخت صورتها كـ”ذراع عسكرية إيرانية” تتغذى على معاناة اليمنيين، وتكرّس واقعًا من الجوع والفقر والدمار، في مقابل شعارات لا تعني سوى مزيد من الانهيار والارتهان.

مقالات مشابهة

  • اليمن.. مطالبات وطنية ببدء معركة الخلاص من «الحوثي»
  • شاهد| كلمة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حول آخر التطورات والمستجدات 16 ذو الحجة 1446هـ
  • الجبهة الوطنية لموظفي الجماعات الترابية تدعو لإضرابات وطنية في يونيو
  • الحكومة اليمنية: «الحوثي» تغطي فشلها بانتصارات وهمية
  • صنعاء توجه صفعة للتحالف مساء اليوم بالكشف عن إنجازات مذهلة.. وهذا ما سيحدث..؟!
  • سيغلق لأجله المجال الجوي.. إجراءات استثنائية قبيل زفاف نجل نتنياهو الأصغر
  • مليشيا الحوثي تحظر حفلات تخرج طلاب الجامعات وسط غضب واسع
  • " الفرح تحول لمأتم ".. وفاة والد عروسة أثناء أستقبال المهنئين فى حقل زفاف بالمحلة الكبرى
  • الحكومة اليمنية: ''مليشيا الحوثي تبيع الوهم وتدعي مكاسب زائفة''
  • قرار استثنائي في إسرائيل.. "حظر جوي" فوق زفاف ابن نتنياهو