جاء في مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست، أنه إذا اندلعت حرب نووية فلن يكون ذلك بفعل قرار متعمد، بل نتيجة خطأ غير مقصود ناجم عن خلل تقني أو خطأ بشري أو سوء تقدير.

ولفت المقال إلى أن هناك 9 دول نووية، وأن بعضها يُبقي على هذه الأسلحة في حالة تأهب قصوى، ما يعني أنه يمكن إطلاقها في دقائق معدودة في حال رصد تهديد محتمل، حقيقة كان أم وهما.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كاتب إسرائيلي: 3 أسئلة حاسمة ستحدد ما سيحدث لاحقاlist 2 of 2هآرتس: الموساد يفعّل مسيّرات مفخخة خزنها سابقا داخل إيرانend of list

ويزيد هذا التأهب الدائم من احتمالات وقوع خطأ أو تصعيد غير مقصود، ويجعل النظام النووي العالمي رهينا بقدرة البشر والتقنيات على تفادي الزلل، وهو أمر ثبت عبر التاريخ أنه غير مضمون، حسب المقال.

ويعد هذا المقال الثاني ضمن سلسلة أعدّها اتحاد العلماء الأميركيين، تتناول المشهد النووي العالمي الحالي وتقارنه بمرحلة الحرب الباردة.

وقد شارك في كتابة المقال كل من مدير مشروع المعلومات النووية في اتحاد العلماء الأميركيين هانز كريستنسن ومساعده مات كوردا، إلى جانب الباحثة في الاتحاد إليانا جونز، والزميلة في الاتحاد آلي مالوني.

حوادث الحرب الباردة

وجاء في المقال، أن العالم اقترب من الحرب النووية عدة مرات أثناء الحرب الباردة، ولكن الخطر اليوم أكثر تعقيدا مما مضى نظرا لتعدد الدول النووية والتوترات الجيوسياسية وتطور الأسلحة والتكنولوجيا.

إعلان

وأفاد المقال، أن أنظمة الإنذار المبكر الأميركية أصدرت بين 1960 و1980 اثني عشر إنذارا كاذبا، فمثلا في نوفمبر/تشرين الثاني 1979، تسبب إدخال شريط تدريبي يحاكي هجوما سوفياتيا في الحاسوب الرئيسي لمركز قيادة الدفاع الجوي الأميركي، في تفسير نظام البيانات على أنها هجوم نووي وشيك.

وفي يونيو/حزيران 1980 نبهت الأنظمة بتوجه أكثر من ألفي صاروخ سوفياتي نحو الولايات المتحدة، وكان السبب شريحة إلكترونية معطوبة ولدت أرقاما عشوائية، ما تسبب في حالة ذعر مؤقتة لدى المسؤولين الأميركيين دامت 32 دقيقة، خاصة بعد إنذار خاطئ سابق قبل شهر من هذه الحادثة.

وذكر المقال أيضا قرارا مصيريا اتخذه ضابط سوفياتي يدعى ستانيسلاف بيتروف في سبتمبر/أيلول 1983 أنقذ العالم من حرب نووية، إذ تجاهل إنذارا بتوجه صواريخ أميركية نحو بلاده بناء على المعطيات الموجودة، وهو ما ثبت صحته لاحقا.

تصاعد التوترات

وأكد المقال أن التكنولوجيا قد تقدمت منذ ذلك الوقت، ولكنها أصبحت تؤدي إلى مشاكل مختلفة، فمثلا أصبحت الغواصات النووية -بفضل هذا التقدم- قادرة على إخفاء وجودها في المياه، ما تسبب في حادثة فبراير/شباط 2009، حين اصطدمت غواصتان نوويتان إحداهما فرنسية والأخرى بريطانية في المحيط الأطلسي، وكانت كل منهما تجهل وجود الأخرى.

كما أضاف المقال، أن بعض الحوادث كانت ناتجة عن أخطاء لوجستية، ففي عام 2007 نقلت قاذفة أميركية داخل البلاد 6 صواريخ كروز برؤوس نووية بدلا من صواريخ تدريبية غير مسلحة.

وبقيت القاذفة غير مؤمنة على مدرج القاعدة العسكرية لأكثر من 36 ساعة قبل أن يكتشف ضابط وجود الأسلحة النووية، وهو ما وصفه مسؤولون أميركيون آنذاك بأنه "خرق غير مسبوق" لإجراءات الأمن النووي.

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2010، خرج 50 صاروخا نوويا من طراز "مينتمان 3" في قاعدة وارن الجوية بولاية وايومنغ الأميركية عن الخدمة، وقد أُبلغ الرئيس الأميركي بالحادثة خلال ساعات.

إعلان

وتبين لاحقا أن الخلل لم يكن بهجوم إلكتروني من روسيا أو الصين أو كوريا الشمالية، بل بسبب لوحة إلكترونية ركبت بشكل غير صحيح أثناء الصيانة، وكان من الممكن أن يؤدي الأمر إلى تصعيد نووي خطِر، وفق المقال.

وفي مارس/آذار 2022، أطلقت الهند صاروخا غير مسلح نحو باكستان خطأً، وقد مر الحادث دون رد عسكري، غير أنه كشف عن مدى سهولة نشوب نزاع نووي بفعل خطأ تقني أو بشري.

وبعد عامين، كشفت محكمة هندية أن طاقم الإطلاق الهندي كان يقوم بعرض تدريبي عملي أمام ضابط كبير، وخلال ذلك نسوا فصل جهاز الأمان الخاص بالصاروخ، ما أدى إلى إطلاقه ولكن بدون رأس حربي، حسب المقال.

أخطار في الفضاء

وحذر المقال من أن الخط الفاصل بين القدرات النووية والتقليدية يزداد ضبابية، خصوصا في الفضاء، حيث تستخدم الأقمار الصناعية لأغراض مزدوجة عسكرية ومدنية.

ولفت المقال إلى أن هذه الأقمار لها دور حيوي في قيادة وإدارة الأسلحة النووية الأميركية، وأي هجوم أو تعطيل لها قد يؤدي إلى تصعيد سريع.

وفي هذا الصدد أشار إلى حادثة وقعت عام 2019، حين أطلقت روسيا قمرا صناعيا بدأ يتتبع قمر تجسس أميركي، ما اعتبره الجيش الأميركي تهديدا مباشرا وغير مسبوق.

وخلص المقال إلى أن العالم بات أكثر اعتمادا على الأنظمة الإلكترونية المعقّدة والمعرضة للخطأ، وأن احتمالات التصعيد غير المقصود أصبحت أكبر مما كانت عليه في أي وقت مضى، ودعا إلى مراجعة العقيدة النووية الدولية وتعزيز آليات الأمان والحوار الإستراتيجي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الحج حريات الحج ترجمات

إقرأ أيضاً:

تعرف على السلاح الفتاك في العالم وتاريخ تطور القنبلة النووية

أعاد التصعيد العسكري بين الاحتلال الإسرائيلي وإيران، المخاوف الدولية حول "السلاح الفتاك" في العالم وسيناريوهات اتساع رقعة امتلاكه من قبل أطراف جديدة، إلى جانب وجود خشية من حدوث تسرب إشعاع نووي، نتيجة استهداف المنشآت النووية.

ويعمل الاحتلال الإسرائيلي على زيادة الحشود الدولية وإقناع الولايات المتحدة بالتدخل في المواجهة العسكرية مع إيران، بهدف تدمير مفاعل "فوردو" الإيراني، الذي يعد من أبرز المنشآت النووية الإيرانية وأكثرها تحصينا، وتقع داخل نفق أسفل جبل قرب مدينة "قم" على عمق يراوح بين 80 و90 مترا تحت الأرض.

وتروّج تل أبيب رواية مفادها أن طهران تسعى لامتلاك "القنبلة النووية"، وهو ما تنفيه إيران وتؤكد أن برنامجها النووي سلمي، فيما تحدثت تقارير عن امتلاك الاحتلال الإسرائيلي للسلاح النووي رغم عدم تأكيد ذلك رسميا؛ فما هو السلاح النووي الذي يثير جميع هذه المخاوف الكبيرة؟

⬛ هو سلاح تدمير فتاك يستخدم عمليات التفاعل النووي، ويعتمد في قوته التدميرية على عملية الانشطار النووي أو الاندماج النووي؛ ونتيجة لهذه العملية تكون قوة انفجار قنبلة نووية صغيرة أكبر بكثير من قوة انفجار أضخم القنابل التقليدية.



⬛ بإمكان قنبلة نووية واحدة تدمير أو إلحاق أضرار فادحة بمدينة بكاملها، وقتل مئات الآلاف من سكانها.

⬛ تعد الأسلحة النووية أسلحة دمار شامل ويخضع تصنيعها واستعمالها إلى ضوابط دولية حرجة.

تطور القنبلة النووية
تم تطوير القنبلة وتصنيعها واختبارها من قبل ما سمي مشروع مانهاتن، والذي كان مشروعا أمريكيا ضخما تشكل عام 1942 في خضم الحرب العالمية الثانية، وضم أبرز علماء الفيزياء في الولايات المتحدة مثل أنركي فيرمي، وروبرت أوبنهايمر، والكيميائي هارولد أوري.



بعد الحرب العالمية الثانية قامت هيئة الطاقة النووية في الولايات المتحدة بإجراء أبحاث على القنابل الهيدروجينية، وتدريجيا بدأ إنتاج قنابل نووية أصغر حجماً بكثير من القنابل النووية الأولية التي كانت ضخمة الحجم، وبدأت عملية تركيب رؤوس نووية على الصواريخ التقليدية التي يمكن إطلاقها من على منصات متحركة أو من على سطح البحر وحتى من تحت أعماق المحيطات.

التفجير الأول
شهدت الحرب العالمية الثانية تطورا لافتا لهذه القنبلة، والتي تستمد قوتها التفجيرية من الانشطار النووي من يورانيوم-235، وكان قصف هيروشيما هو ثاني تفجير نووي صناعي في التاريخ.

يعود التفجير الأول الذي أجراه الجيش الأمريكي بغرض التجربة، وكجزء من مشروع مانهاتن، إلى تاريخ 16 تموز/ يوليو لعام 1945 في صحراء جورنادا ديل ميرتو على بعد 56 كيلومتر جنوب شرق مدينة سوكورو نيومكسيكو.



لم يكن يوجد في تلك المنطقة سوى بيت ريفي وبنايات تابعه له والتي استخدمها العلماء كمختبر لاختبار مكونات القنبلة، الاسم الرمزي «ترينيتي» تم اختياره من قبل روبرت أوبنهايمر، مدير مختبر لوس ألاموس الذي استلهم الاسم من إحدى قصائد جون دون.

أُعلن أن موقع الاختبار معلم تاريخي وطني في عام 1965، وأُدرج في السجل الوطني للأماكن التاريخية في الولايات المتحدة في السنة التالية.

التفجير القاتل
اعتمد قصف هيروشيما على اليورانيوم لأول مرة بغرض التفجير، وحوّلت القنبلة النووية التي تزن 600 ملليغرام فقط من اليورانيوم إلى طاقة للتدمير، وانفجرت بقدرة تدميرية تعادل ما بين 13 و18 كيلوطن من مادة تي إن تي، وقتلت ما يقرب من 140 ألف شخص.

لم يُخْتَبَر هذا التصميم في موقع الاختبار ترينيتي، على خلاف قنبلة البلوتونيوم (فات مان) الأكثر تعقيداً، التي اُخْتُبِرَت. وكانت الكمية المتاحة من اليورانيوم المخصب في هذا الوقت ضئيلة جدا، لذلك لم يتم إجراء اختبار عليها.



اُستُعمِلَت القنبلة الذرية مرتين في تاريخ الحروب؛ وكانتا كلتيهما أثناء الحرب العالمية الثانية عندما أسقطت الولايات المتحدة قنبلتين ذريتين على مدينتي هيروشيما وناجازاكي في اليابان في أواخر أيام الحرب، وأوقعت الهجمة النووية على اليابان أكثر من 120 ألف شخص معظمهم من المدنيين وذلك في نفس اللحظة.

كما أدت إلى مقتل ما يزيد عن ضعفي هذا الرقم في السنوات اللاحقة نتيجة التسمم الإشعاعي أو ما يعرف بمتلازمة الإشعاع الحادة الناتج عن التلوث الإشعاعي، انتقدت الكثير من الدول الهجوم النووي على هيروشيما وناجازاكي إلا أن الولايات المتحدة زعمت أنها أفضل طريقة لتجنب أعداد أكبر من القتلى إن استمرت الحرب العالمية الثانية فترة أطول.

وبحسب تقديرات هيئات الرقابة النووية، فقد وقع منذ الهجوم النووي على هيروشيما وناجازاكي وحتى وقتنا الحاضر؛ ما يقارب 2000 انفجاراً نووياً كانت بمجملها انفجارات تجريبية واختبارات قامت بها الدول الثمانية التي أعلنت عن امتلاكها لأسلحة نووية وهي الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا والمملكة المتحدة والصين وباكستان والهند وكوريا الشمالية.


مقالات مشابهة

  • الحرس الثوري الإيراني: التكنولوجيا النووية لن تدمر.. وردنا مستمر
  • ما الأسلحة الأمريكية المستخدمة في الهجوم على المنشآت النووية في إيران؟
  • مسؤول إيراني: لدينا الحق بالانسحاب من معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية
  • تعرف على السلاح الفتاك في العالم وتاريخ تطور القنبلة النووية
  • تطورات جديدة تقرب ميسي من دوري روشن
  • التكنولوجيا تزحزح العالم عن وقائعه ومراجعه
  • إيران تهدّد بالانسحاب من حظر الأسلحة النووية.. كيف سيؤثر القرار على الأمن العالمي؟
  • تمتلك 90 رأساً نووياً.. ماذا نعرف عن ترسانة إسرائيل النووية؟
  • بيسكوف: استخدام واشنطن الأسلحة النووية ضد إيران سيكون كارثيا
  • كاتب بريطاني: دعاة الحرب أخطؤوا في العراق وأفغانستان والآن إيران