الساعات الحاسمة | سيناريوهات الرد الإيراني والموقف الأمريكي ومستقبل الشرق الأوسط .. خبير يعلق
تاريخ النشر: 13th, June 2025 GMT
في تصعيد غير مسبوق على الساحة الإقليمية، شهدت العاصمة الإيرانية طهران فجر الجمعة انفجارات عنيفة هزّت غرب المدينة، في أعقاب غارات جوية إسرائيلية وُصفت بأنها من أضخم الضربات العسكرية داخل العمق الإيراني منذ سنوات طويلة. وحتى الآن، لا تزال أسباب الانفجارات الإضافية غير واضحة بشكل كامل.
حصيلة أولية ثقيلة للضحايابحسب ما نقلته وكالة "فارس" الإيرانية، فإن الهجوم الإسرائيلي خلف 78 قتيلاً و329 جريحاً حتى اللحظة، في حصيلة مرشحة للارتفاع مع استمرار أعمال البحث والإنقاذ في المناطق المتضررة.
وحول تداعيات هذه العملية العسكرية، أكد اللواء نبيل السيد، الخبير الاستراتيجي، أن الساعات القادمة ستكون شديدة الحساسية، حيث يترقب الجميع شكل الرد الإيراني على هذه الضربة غير المسبوقة.
وأوضح السيد أن طهران أمامها عدة سيناريوهات، أولها رد محدود يحفظ ماء الوجه ويحافظ على توازن القوى القائم، وثانيها تصعيد أوسع قد يجر المنطقة بأكملها إلى صراع مفتوح يصعب احتوائه لاحقاً.
وأضاف أن إيران قد تلجأ في البداية إلى توجيه ضربات دقيقة لمواقع عسكرية إسرائيلية أو مصالح حليفة لها في المنطقة دون المساس بالمراكز السكانية الكبرى أو البنية التحتية الحيوية داخل إسرائيل، في محاولة لتجنب اندلاع حرب شاملة لا تستطيع طهران تحمل تكلفتها على المدى الطويل.
الموقف الأمريكي المعقدفي المقابل، أشار اللواء السيد إلى أن الولايات المتحدة تواجه معضلة صعبة في ظل هذا التصعيد. فهي من جهة تظل ملتزمة بدعم إسرائيل كحليف استراتيجي لا غنى عنه في الشرق الأوسط، ومن جهة أخرى تخشى من أن يؤدي تصعيد المواجهة إلى حرب إقليمية واسعة قد تتداخل فيها أطراف دولية كبرى مثل روسيا والصين.
ورجّح الخبير الاستراتيجي أن تقدم واشنطن في المرحلة المقبلة دعماً عسكرياً واستخباراتياً متزايداً لإسرائيل، بالتوازي مع مساعٍ دبلوماسية مكثفة لاحتواء التصعيد ومنع انفجار الوضع إلى صراع شامل يصعب السيطرة عليه.
تداعيات اقتصادية وأمنية على مستقبل المنطقةوفي ختام حديثه، حذّر اللواء السيد من أن التصعيد الحالي قد يكون بداية لفترة طويلة من عدم الاستقرار الأمني والسياسي في المنطقة، مع ما يحمله ذلك من آثار مباشرة على الاقتصاد وأسواق الطاقة العالمية، التي قد تشهد اضطرابات حادة بسبب حساسية المنطقة كمصدر رئيسي للطاقة.
مع اشتداد هذا التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل، تقف المنطقة والعالم بأسره أمام مفترق طرق خطير، حيث سيحدد الرد الإيراني وشكل التعاطي الدولي مع الأزمة مستقبل الاستقرار في الشرق الأوسط خلال الفترة المقبلة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: طهران الولايات المتحدة إسرائيل واشنطن الرد الإیرانی
إقرأ أيضاً:
شراكة بين سونيك وول وديجيتال بلانتس لتعزيز الدفاعات السيبرانية في الشرق الأوسط
أعلنت شركتا سونيك وول (SonicWall) وديجيتال بلانتس (Digital Planets) – التابعة لمجموعة دي بي (DP Group) – عن توقيع اتفاقية شراكة استراتيجية تهدف إلى رفع مستوى الحماية الرقمية في أسواق الشرق الأوسط، خلال فعاليات جيتكس جلوبال 2025 المقام في مركز دبي التجاري العالمي.
وبموجب الاتفاقية، أصبحت ديجيتال بلانتس شريكاً ذهبياً معتمداً (Gold Partner) لسونيك وول في ثلاث من أهم أسواق المنطقة وهي مصر، والسعودية، والإمارات، لتقديم حلول متطورة في مجالات الدفاع الإلكتروني والمراقبة الذكية والاستجابة السريعة للحوادث الرقمية.
تأتي هذه الشراكة في وقتٍ تشهد فيه المنطقة تصاعداً غير مسبوق في حجم الهجمات السيبرانية، بالتزامن مع التوسع السريع في التحول الرقمي واعتماد المؤسسات على التقنيات السحابية والذكاء الاصطناعي. ووفقاً لتقارير متخصصة، سجلت مصر أكثر من 20 ألف هجوم سيبراني خلال النصف الأول من عام 2025، استهدفت قطاعات الاتصالات والبنية التحتية الحيوية، فيما تُقدَّر الخسائر العالمية للجرائم الإلكترونية بنحو 10.5 تريليون دولار سنوياً.
ويُتوقع أن يكون سوق الأمن السيبراني في الشرق الأوسط وأفريقيا ثاني أكبر سوق عالمي من حيث النمو، بمعدل سنوي مركب يصل إلى 16.2% خلال الأعوام المقبلة، وهو ما يبرز الحاجة المتزايدة إلى شراكات تكنولوجية قادرة على مواجهة تصاعد التهديدات الرقمية.
قال الدكتور أحمد حنفي، المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة دي بي، إن الاتفاقية تمثل خطوة استراتيجية تتماشى مع رؤية المجموعة في تمكين التحول الرقمي الآمن لعملائها في المنطقة. وأوضح أن توقيعها خلال فعاليات جيتكس جلوبال، الذي يُعد أكبر حدث تكنولوجي عالمي، يؤكد التقاء الابتكار مع التحديات الواقعية التي تواجه المؤسسات اليوم، حيث أصبح الأمن السيبراني أحد أعمدة استدامة التحول الرقمي.
وأضاف حنفي أن دمج تقنيات سونيك وول المتقدمة مع خبرات ديجيتال بلانتس الإقليمية سيسهم في بناء منظومة حماية متكاملة للمؤسسات في مصر والإمارات والسعودية، تضمن المرونة والاستجابة الفورية في مواجهة الهجمات المعقدة وحماية الأصول الرقمية الحيوية.
أما المهندس محمد عبدالله، المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا في سونيك وول، فأكد أن الشراكة مع ديجيتال بلانتس تعكس التزام الشركة بتعزيز وجودها في المنطقة ودعم شركائها المحليين بأحدث التقنيات الأمنية.
وأشار إلى أن ديجيتال بلانتس تمتلك نهجاً احترافياً يركز على العميل، وهو ما يتماشى مع فلسفة سونيك وول التي تضع الشركاء في قلب منظومة العمل وتمنحهم أدوات فعالة لتأمين التحول الرقمي.
وأردف قائلاً: نهدف إلى تمكين المؤسسات من جميع الأحجام من الانتقال الآمن نحو البيئات السحابية والهجينة، في ظل تزايد المخاطر الناتجة عن التطور السريع لتقنيات الذكاء الاصطناعي، الذي كان محور اهتمام جيتكس هذا العام.
ديجيتال بلانتس انضمت رسمياً إلى برنامج SecureFirst التابع لشركة سونيك وول، مما يعزز من قدراتها في تقديم خدمات الأمن السيبراني الحائزة على جوائز عالمية، بما في ذلك حلول الكشف المبكر، والدفاع التنبؤي، والمراقبة الاستباقية للشبكات.
وتأتي هذه الشراكة في سياق متنامٍ من التعاون الإقليمي لمواجهة تصاعد الهجمات الإلكترونية، إذ تشير الإحصاءات إلى أن منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا جاءت في المرتبة الثالثة عالمياً من حيث عدد الهجمات خلال عام 2024، وهو ما يجعل التعاون بين الشركتين خطوة محورية نحو بناء مستقبل رقمي أكثر أمناً واستدامة في المنطقة.