وصلت إلى تركيا.. سفينة القمح الأوكراني الضخمة تقترب من مصر
تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT
وصلت شحنة ثانية من القمح الأوكراني إلى تركيا عبر البحر الأسود، اليوم الأحد، وفقا لمواقع مراقبة حركة المرور البحرية، على الرغم من التهديدات الروسية بمهاجمة القوارب المتجهة إلى أو من جارتها وعدوها.
فقد غادرت سفينة نقل البضائع السائبة التي ترفع علم بالاو "أرويات" - المحملة ب 17600 طن من القمح - مدينة تشيرنومورسك الساحلية يوم الجمعة متجهة إلى مصر، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية “فرانس برس”.
وتختبر أوكرانيا طريقا بحريا جديدا يتجنب استخدام المياه الدولية ويتبع تلك التي يسيطر عليها أعضاء الناتو بلغاريا ورومانيا، بعد انسحاب روسيا من صفقة تصدير الحبوب المدعومة من الأمم المتحدة.
وفقا لمواقع المراقبة البحرية " Marine Traffic and Vessel Finder"، كانت "أرويات" عند المخرج الجنوبي لمضيق البوسفور في الساعة 03:00 بتوقيت جرينتش اليوم الأحد.
وكان من المقرر التوجه نحو مضيق الدردنيل للوصول إلى البحر الأبيض المتوسط.
وغادرت أول سفينة محملة ب 3000 طن من القمح، وترفع أيضا علم بالاو، تشيرنومورسك دون وقوع حوادث يوم الثلاثاء ووصلت إلى اسطنبول يوم الخميس.
وأفاد وزير البنى التحتية الأوكراني و نائب رئيس الوزراء، أولكسندر كوبراكوف، يوم الجمعة على منصة إكس، إنه "كجزء من حملة كييف لكسر الحصار الفعلي الروسي، إن أول سفينة كبيرة تحمل الحبوب من ميناء أوكرانيا عبر البحر الأسود أبحرت منذ أن انسحبت موسكو من صفقة في يوليو للسماح بالصادرات".
وقال أولكسندر كوبراكوف على تطبيق X لوسائل التواصل الاجتماعي، تويتر سابقا، إن "سفينة أرويات غادرت مرفأ تشورنومورسك محملة بـ17600 طن من القمح الأوكراني، في طريقها إلى مصر".
وقالت أوكرانيا يوم السبت إن العشرات بما في ذلك كبار قادة البحرية الروسية لقوا حتفهم أو أصيبوا عندما شنت هجوما صاروخيا على مقر أسطول البحر الأسود في موسكو في ميناء سيفاستوبول في القرم قبل يوم واحد.
وقال الجنرال الذي يقود الهجوم المضاد هناك لوسائل الإعلام الأمريكية يوم السبت إن جيش كييف اخترق الخطوط الروسية في جنوب أوكرانيا، في أحدث الادعاءات الأوكرانية بأنها تحرز تقدما في منطقة زابوريجيا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: إسطنبول أعضاء الناتو البحرية الروسية البضائع السائبة البحر الأسود التهديدات الروسية البوسفور القمح الأوكراني المياه الدولية أوكرانيا تصدير الحبوب صفقة تصدير الحبوب سيفاستوبول مضيق الدردنيل مضيق البوسفور من القمح
إقرأ أيضاً:
مادلين وسط العاصفة.. سفينة الضمير الإنساني لغزة تتحدى البحر والحصار
وسط تهديدات عسكرية إسرائيلية متزايدة، وحادثة إنقاذ درامية في عرض البحر الأبيض المتوسط، تواصل سفينة "مادلين" إبحارها بثبات نحو قطاع غزة، في أحدث محاولات تحالف "أسطول الحرية" لكسر الحصار البحري الذي يدخل عامه التاسع عشر.
السفينة، التي أبحرت من ميناء كاتانيا الإيطالي، تقلّ على متنها 12 ناشطًا دوليًا من جنسيات متعددة، بينهم الناشطة البيئية السويدية غريتا ثونبرغ، وتحمل مساعدات إنسانية عاجلة للمدنيين في غزة، في ظل ما تصفه منظمات حقوقية بـ"أكبر كارثة إنسانية تشهدها فلسطين منذ النكبة".
من عملية إنقاذ إلى معركة سياسية
لكن الرحلة لم تكن بلا مفاجآت. فقد اضطر طاقم "مادلين" إلى تنفيذ عملية إنقاذ عاجلة بعد تلقيه نداء استغاثة من قارب مهاجرين كان يغرق جنوب جزيرة كريت، وعلى متنه نحو 35 شخصاً، بينهم أطفال ونساء. وبينما تدخلت سفينة ليبية لإعادة المهاجرين، قفز أربعة منهم إلى البحر في محاولة يائسة للوصول إلى "مادلين"، خوفًا من إعادتهم إلى ما وصفوه بـ"العبودية"، وتم إنقاذهم على الفور.
الطاقم أصدر نداءً عاجلاً يطالب بفرق إنقاذ إنسانية لحماية بقية المهاجرين، محذرًا من أن الحادثة قد تُستغل ذريعة لعرقلة السفينة عن مواصلة طريقها نحو غزة.
وفي وقت لاحق، حلّقت طائرات مسيّرة مجهولة الهوية قرب السفينة، دون أي توضيح من الجهات المعنية، مما زاد القلق من سيناريوهات اعتراض عسكري قادم.
تل أبيب تهدد.. والعالم يراقب
من جانبها، أصدرت سلطات الاحتلال تهديدات صريحة باعتراض السفينة، وصرّح ناطق باسم جيش الاحتلال أن "سلاح البحرية مستعد للتعامل مع أي خرق بحري كتهديد مباشر"، فيما دعا وزير الدفاع الإسرائيلي إلى اجتماع طارئ لبحث تحويل مسار السفينة إلى ميناء أسدود واعتقال المتضامنين.
ردًا على ذلك، قال الناشط البرازيلي ثياغو أفيلا، أحد ركاب السفينة، في تصريح لـ"عربي21": "قد يقصفوننا أو يختطفونا، لكنهم لن يقتلوا فكرة وُلدت في قلوب الملايين: أن أطفال غزة لا يجب أن يموتوا جوعًا، وأن الفلسطينيين يستحقون الحياة والحرية."
اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة شددت في بيان لها على أن حماية "مادلين" باتت "مسؤولية قانونية وأخلاقية" تقع على عاتق المجتمع الدولي، وليس مجرد مسألة إنسانية.
معن بشور لـ"عربي21": "مادلين" تعبر البحر كما تعبر الزمن
وفي تعليق خاص لـ"عربي21"، قال معن بشور، الأمين العام الأسبق للمؤتمر القومي العربي، إن سفينة "مادلين" ليست مجرد محاولة رمزية لكسر الحصار، بل "امتداد نضالي يعبر الزمن والبحار، ويؤكّد أن المقاومة ليست فقط بالسلاح، بل أيضًا بالإرادة، بالموقف، وبالتحرك الأممي".
وأضاف بشور: "هذه السفينة، ومن سبقها من أساطيل الحرية، تؤكد أن العدو الذي يحاول إغراق غزة في الصمت، يُحاصر اليوم بأصوات أحرار العالم، وبالضمائر التي ترفض أن تموت. إنها ليست مجرد رحلة بحرية، إنها شهادة على أن غزة لا تقف وحدها، وأن الاحتلال مهما طال، محكوم بالسقوط."
من "مافي مرمرة" إلى "مادلين"، تتابع أساطيل الحرية مهمتها الرمزية والعملية معًا، لتقول إن الفلسطينيين ليسوا معزولين، وإن الحصار ـ مهما طال ـ لا يمكن أن يحاصر الحقيقة.
ويحمل تحرك "مادلين" في هذا التوقيت، وبعد 15 عامًا على أولى المحاولات، أبعادًا متعددة: سياسية، إنسانية، وأخلاقية، ويعيد تسليط الضوء على التواطؤ الدولي في إدامة معاناة غزة، وعلى فشل المجتمع الدولي في وقف المجازر أو ضمان الممرات الآمنة.