وزير التعليم يكرم الطلاب الفائزين على المستوى القومي والعالمي في مسابقة ISEF
تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT
كرم الدكتور رضا حجازي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، في احتفالية أُقيمت اليوم، الأحد، الطلاب الفائزين على المستوى القومي والعالمي في مسابقة ISEF للعلوم والهندسة 2023، والتي تُعد من أقوى المسابقات الدولية في مجال العلوم والهندسة للباحثين من طلاب المرحلة الثانوية.
وتعتمد المسابقة على امتلاك مهارات البحث العلمي للوصول لمشروع جديد يسهم في حل مشكلة في أحد المجالات العلمية من خلال اتباع منهجية البحث العلمي، ويتم تأهيل الفائزين فيها للاشتراك في المسابقة الدولية التي يشارك فيها أكثر من 80 دولة حول العالم.
وفي كلمته، أعرب الدكتور رضا حجازي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، عن سعادته بتكريم الطلاب الفائزين في المسابقة، والتي أقيمت بالتعاون والشراكة مع الهيئات الدولية المهتمة بالتعليم والداعمة لمبادراته، ومن بينها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID، ومكتبة الإسكندرية.
وأشاد وزير التربية والتعليم والتعليم الفني بما شاهده اليوم من عروض تقديمية للطلاب المشاركين في معرض ISEF، ما يدل على المهارات التي اكتسبوها والتي ستؤدي إلى التغيير الذي يحتاجه المجتمع، فضلًا عن تحدثهم حول رحلتهم للاكتشاف والابتكار، والذي يأتي في إطار اهتمام الوزارة بتنمية مهارات الابتكار الإبداعي، ونشر وتعزيز البحث العلمي، وتقنيات العلوم والتكنولوجيا الممنهجة عند الطلاب، وذلك اتساقًا مع ما تقوم به الوزارة في برنامجها لتعليم ينتج المعرفة والإبداع ويبني منظومة متكاملة، لرعاية واكتشاف الطلاب الموهوبين في مختلف المجالات.
كما أشاد وزير التربية والتعليم والتعليم الفني بالمشروعات "Capstone" التي قدمها الطلاب، والتي تمثل التطبيق العملى لما درسوه فى المواد الدراسية المختلفة، وتتناول هذه المشروعات وضع حلول للتحديات التي تواجهها الدولة.
وقال وزير التربية والتعليم والتعليم الفني إن النقلة النوعية التي يشهدها التعليم المصري على وجه العموم، وتأهيل الطلاب للمنافسة محليا وعالميًا في ضوء التطورات التكنولوجية المتسارعة، هو ما نجني ثمرته اليوم بالاحتفال بأبنائنا الطلاب الذين حققوا المراكز المتقدمة والمشرفة في هذه المسابقة الهامة، إنما يعكس الإرادة الفاعلة من جانب القيادة السياسية والدعم اللا محدود من الرئيس عبد الفتاح السيسي، في إحداث تطوير شامل في منظومة التعليم، وتحسين مستوى خدماته، والارتقاء بمستوى خريجيه بما يواكب المعايير الدولية، فالاستثمار والتفوق هو خير استثمار في رأس المال البشري، كما أنه جزء من أهداف رؤية مصر 2030.
وأكد وزير التربية والتعليم والتعليم الفني أن التجربة المصرية في إصلاح التعليم وتطويره، إنَّما تستمد الكثير من قوتها من توافر الرؤية الواضحة للتحول والإصلاح، وهو ما تمت ترجمته إلى خطط ومشروعات، يجري تنفيذها بتنسيق غير مسبوق مع أصحاب المصلحة الوطنيين، ومن خلال الشراكة الفعالة مع القطاع الخاص، مع دعم بناء من جانب الشركاء الدوليين، بالإضافة إلى تعميق الشراكات مع جميع المعنيين، بما يتوافق مع مبادرات الوزارة وأولوياتها، مشيرًا إلى أن حضورنا جميعًا هذه الاحتفالية، وتكريم أبنائنا الفائزين، يعد تجسيدًا لإنجازات التعليم المصري، وأحد ثماره البارزة، كما يؤكد ضرورة تضافر جهود جميع الشركاء والمعنيين في صناعة الفارق.
وفي ختام كلمته، توجه وزير التربية والتعليم والتعليم الفني بخالص الشكر والتقدير للشركاء الداعمين لخطط الوزارة ومبادراتها المختلفة، كما توجه بالشكر والتقدير للجندي المجهول وراء هذا التفوق، وهم أولياء الأمور، قائلًا: "أنتم السند الحقيقي لأبنائكم، وأنتم وراء نجاحهم وتميزهم، فبكم يقتدون، ومنكم يتعلمون، وبأسلوبكم الراقي يتأثرون، شكرًا لكم فأنتم مثال لأبناء الوطن المخلصين، الذين يزرعون ليحصد أبناء هم ثمرة أعمارهم".
وتوجه وزير التربية والتعليم والتعليم الفني أيضًا برسالة للطلاب الفائزين في المسابقة قائلًا: "كونوا قدوة في مجتمعاتكم، وارتقوا بأخلاقكم، فإن العلم وحده لا يرفع شأن الأمم، ما لم يتسم أصحابه بصفات الرحمة والعطاء ، والإيثار، والتعاون، والإخلاص، والإحساس بالغير"، متمنيًا لهم المزيد من التفوق في حياتهم القادمة، لأنهم الأمل نحو بناء الجمهورية الجديدة التي نسعى جميعًا لتحقيقها.
من جهته، أعرب شون جونز، مدير بعثة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في مصر، عن امتنانه للدكتور رضا حجازي، وزير التربية والتعليم، لاهتمامه بالطلاب المتفوقين والنابغين، مشيدًا بالطلاب العباقرة الـ27 الذين حققوا مراكز متقدمة وحصلوا على جوائز في المسابقة التي أقيمت بالولايات المتحدة الأمريكية، والمشروعات المتميزة التي قدموها، كما أشاد بالـ 1600 طالب الذين قاموا بإعداد مشروعاتهم بكل شغف وحماس لتمثيل مصر في هذه المسابقة.
وأكد مدير بعثة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في مصر تعاون الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية مع وزارة التربية والتعليم للاستثمار في الطلاب المصريين وتنميتهم لأنهم أفضل سفراء يمكن أن يمثلوا مصر أمام العالم.
من جانبها، أكدت المهندسة هناء حسني، مدير مركز القبة السماوية العلمي بمكتبة الإسكندرية، في كلمتها، نيابة عن مدير مكتبة الإسكندرية أن هذا الإنجاز الرائع يشهد على التفوق والاجتهاد الذي يبذله الطلاب في مجالات العلوم والهندسة والبحث العلمي، مشيرةً إلى أنهم مصدر إلهام لنا جميعًا ويمثلون مستقبلًا واعدًا لمصر وللعالم.
وتوجهت بالشكر إلى كل من ساهم في هذا النجاح بدءًا من وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، ومركز القبة السماوية العلمي التابع للقطاع الثقافي بمكتبة الإسكندرية، وذلك على جهودهم الكبيرة في تنظيم المعرض المحلي المؤهل للمعرض الدولي للعلوم والهندسة بالولايات المتحدة، مؤكدة امتنان مكتبة الإسكندرية للجهود المبذولة في توجيه وتشجيع أبنائنا الطلاب، متمنية أن تستمر هذه الجهود في تحفيز المزيد من الشباب على استكشاف وتطوير مواهبهم وإمكانيتهم في مجال البحث العلمي.
كما توجهت بالشكر إلى الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في مصر على دعمها ورعايتها للفريق المصري المشارك في المعرض الدولي بالولايات المتحدة للعام الثالث على التوالي، وكذلك للأسر والمعلمين الذين ساهموا في توجيه ودعم هؤلاء الطلبة في رحلتهم.
وفى كلمته، ثمن الدكتور رضا أبو سريع، مدير مشروع دعم مدارس المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا، تكريم الدكتور رضا حجازي للطلاب الفائزين بهذه الحفاوة وبهذا المستوى اللائق، مؤكدًا أن هذا اليوم يعد تتويجًا لطلاب مدارس المتفوقين لأنهم مستقبل مصر، ويمثلون نقطة مضيئة لمستوى التعليم المصرى.
وتم خلال الحفل عرض فيديو حول مشاركة الطلاب في المسابقة تحدثوا فيه عن مشروعاتهم التي شاركوا بها في المسابقة والعائد منها، كما تحدثوا عن الخبرات التي اكتسبوها والتواجد القوي لهم أثناء المشاركة لرفع اسم مصر وتحقيق الفوز.
وقد كرم الدكتور رضا حجازي الطلاب الفائزين وسلمهم شهادات التقدير وشجعهم على مواصلة تفوقهم.
وقد حضر حفل التكريم من وزارة التربية والتعليم، الدكتور أحمد ضاهر، نائب الوزير للتطوير التكنولوجي، والدكتور رمضان محمد رمضان، مساعد الوزير للامتحانات والتقويم التربوي، والدكتور أكرم حسن، رئيس الإدارة المركزية لتطوير المناهج، ومحمد عطية، رئيس الإدارة المركزية للتعليم بالمصروفات، والدكتورة عزيزة رجب، مدير عام الإدارة العامة لمدارس المتفوقين STEM، والدكتورة فتحية خيري، المسئول عن برنامج التطوير التكنولوجي.
وحضر من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID، شون جونز، مدير بعثة الوكالة بمصر، وويك باورز، مدير مكتب التعليم والشراكات بالوكالة، والدكتور رضا أبو سريع، مدير مشروع دعم مدارس المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا، والدكتورة هالة الصيرفي، مستشار تعليم أول بمشروع دعم المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا، وأحمد رزق الله، مدير مشروعات ومسئول أول تعليم.
ومن مكتبة الإسكندرية، حضرت هناء حسني، القائم بأعمال مدير مركز القبة السماوية العلمي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: وزیر التربیة والتعلیم والتعلیم الفنی الوکالة الأمریکیة للتنمیة الدولیة الدکتور رضا حجازی الطلاب الفائزین البحث العلمی فی المسابقة الدولیة فی جمیع ا
إقرأ أيضاً:
يوم النفر الثاني بدأ منذ دقائق.. فيه يكرم الله عباده بنعيمين
يوم النفر الثاني ما هو ومتى يبدأ وما أفضل الأعمال فيه؟، باعتباره آخر فرصة ، حيث إنه من الأزمنة المباركة التي يغفل عنها الكثيرون، والذي يكون رابع أيام عيد الأضحى، ويعد يوم النفر الثاني أحد أسرار عيد الأضحى المبارك، كما أن يوم النفر الثاني هو من أعظم أيام الدنيا فيما ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم.
بدأ يوم النفر الثاني ، من فجر اليوم الإثنين الموافق 13 من ذي الحجة 1446هـ، ويوافق 9 يونيو 2025 م ، أي أنه بدأ منذ دقائق قليلة وينتهي مع غروب شمس اليوم، رابع أيام عيد الأضحى المبارك ، وهو آخر أيام عيد الأضحى المبارك، وكذلك آخر أيام التشريق الثلاثة.
ما هو يوم النفر الثانيورد عن ما هو يوم النفر الثاني ؟، هو اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة ، و هو اليوم الثالث من أيام التشريق ، و يُسمى أيضا بيوم النفر الأخير، ويرمي فيه غير المتعجلين الجمرات الثلاث قبل الخروج من منى، سُمِّي بذلك كدلالة على أن من تعجل ونفر من منى في يومين فلا إثم عليه، ومن تأخر أيضاً لا يكون عليه أي إثم.
أعمال يوم النفر الثانيورد أنه من مناسك الحج في هذا اليوم بالنسبة لمن بات ليلة الثالث عشر في منى رمي الجمار الثلاثة في اليوم الثالث عشر أيضاً على الأظهر ، و هي الجمرة الأولى ثم الجمرة الوسطى ثم جمرة العقبة ، ويُسمّى اليوم الثالث من أيّام التشريق بيوم النَّفر الثاني؛ فإذا أنهى الحاجّ رَمي الجِمار في هذا اليوم، فإنّ عليه أن ينفرَ إلى مكّة؛ إذ لا يُسَنّ له المَبيت بمِنى بعد الرَّمي.
ذهب جمهور الفقهاء من المالكيّة والشافعيّة والحنابلة إلى أنّ وقت الرّمي في هذا اليوم يكون بعد زوال الشمس، وذهب الحنفية إلى جواز الرَّمْي قبل زوال الشمس بعد الفجر، أمّا آخر وقت للرَّمي فقد اتّفق الفقهاء على أنّه ينتهي بغروب الشمس؛ وذلك لانتهاء وقت مناسك الحجّ بغروب شمس ثالث أيّام التشريق.
أيام التشريقورد أن أيام التشريق الثلاثة تبدأ من بعد يوم العيد أي من ثاني أيام عيد الأضحى وتوافق الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة، المنهي عن الصيام فيها، لما ورد فى حديث عن النبي صلي لله عليه وسلم عن نُبَيْشَةَ الْهُذَلِيِّ رضي الله عنه أنه قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرٍ لِلَّهِ».
ويبدأ حجاج بيت الله الحرام في أول أيام التشريق الثلاثة، رمي الجمرات، بداية من وقت الظهر، ويتوجه الحجاج لإلقاء الجمرة الصغرى وتليها الوسطي ثم جمرة العقبة، وكل منهم 7 حصوات ويتم التكبير مع إلقاء كل حصاة، والتوجه بالدعاء إلي الله مع كل جمرة من الجمرات الثلاثة.
وتعد أيام التشريق هي الأيام الثلاثة المذكورة في القرآن بـ «أيام معدودات»، وقال الله تعالي في فضل تلك الأيام «وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (203)» البقرة: 203.
روي ابن عباس رضي الله عنهما أن الأيام المعدودات هي أيام التشريق، والأيام المعلومات: أيام العشر، والأيام المعدودات هي ثلاثة أيام بعد يوم النحر، وسُميت الأيام الثلاثة أيام التشريق؛ لأن الناس يشرقون فيها لحوم الأضاحي أي يُقددونها وينشرونها لتجف.
أعمال أيام التشريققال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن للعبادات في الإسلام حكمًا وأسرارًا تنكشف لكل ذي تفكير سليم وعقل راجح ونفس راقية، ويعد الحج من أعظم العبادات أسرارًا وأكثرها حكمًا، تتمثل هذه الأسرار.
وأضاف «جمعة» أن تلك الحكم في شعائره جميعها من طواف وسعي ووقوف بعرفة وغيرها، وتمتد أيضًا إلى سائر الشعائر التي ترتبط بالحج وتجمع الأمة الإسلامية تحت لوائها كيوم العيد وأيام التشريق، وأيام التشريق هي الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة.
و تابع: وسميت بـالتشريق، لكثرة ما ينشر في الشمس من اللحم فيها، وهي أيام ذكر لله تعالى وشكر له، قال -صلى الله عليه وسلم-: «أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله» [صحيح مسلم]، وهي أيام يحرم الصوم فيها لغير الحاج، قال -صلى الله عليه وسلم-: «يوم عرفة، ويوم النحر، وأيام التشريق، عيدنا أهل الإسلام، وهي أيام أكل وشرب» [سنن الترمذي]، وهي الأيام المعدودات المذكورة في قوله تعالى: «وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ».
واستطرد: أنه حث الشرع الشريف على الإكثار من ذكر الله تعالى في أيام التشريق، حيث يتأكد في هذه الأيام المباركة التكبير المقيد بأدبار الصلوات المكتوبات، والتكبير المطلق في كل وقت إلى غروب شمس اليوم الثالث عشر، وقد امتثل الصحابة لذلك، فقد كان عمر رضي الله عنه يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون، ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيرا. وكان ابن عمر رضي الله عنهما يكبر بمنى تلك الأيام وخلف الصلوات وعلى فراشه وفي مجلسه وممشاه تلك الأيام جميعا، وكانت ميمونة رضي الله عنها تكبر يوم النحر وكان النساء يكبرن خلف أبان بن عفان وعمر بن عبد العزيز ليالي التشريق مع الرجال في المساجد. [صحيح البخاري].
وواصل: وكون هذه الأيام أيام أكل وشرب فيه إشارة إلى أن الأكل في أيام الأعياد والشرب يستعان به على ذكر الله تعالى وطاعته، وذلك من تمام شكر النعمة أن يستعان بها على الطاعات، وقد أمر الله تعالى في كتابه بالأكل من الطيبات والشكر له، قال -صلى الله عليه وسلم-: «إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها أو يشرب الشربة فيحمده عليها» فأيام التشريق يجتمع فيها للمؤمنين نعيم أبدانهم بالأكل والشرب، ونعيم قلوبهم بالذكر والشكر، وبذلك تتم النعمة.
صيام أيام التشريقوأكد أنه في النهي عن صيام أيام التشريق بعد العمل الصالح في العشر الأول من ذي الحجة لمن لم يحج وبعد أعمال الحج للحاج لفتة إلى حال المؤمنين في الدنيا؛ فإن الدنيا كلها أيام سفر كأيام الحج، وهي زمان إحرام المؤمن عما حرم الله عليه من الشهوات، فمن صبر في مدة سفره على إحرامه وكف عن الهوى، فقد قضى تفثه ووفى نذره، وصارت أيامه كلها أيام أكل وشرب وذكر لله عز وجل، وصار في ضيافة الله عز وجل في جواره بجنة الخلد، ولهذا يقال لأهل الجنة: «كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ»، ويقال لهم: «كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ»، مؤكدًا أن من صام اليوم عن شهواته أفطر عليها غدًا بعد وفاته، ومن تعجل ما حرم عليه من لذاته عوقب بحرمان نصيبه من الجنة وفواته.
الدعاء في أيام التشريقورد أن يوم عيد الأضحى المبارك هو يوم النحر، ويكون في العاشر من ذي الحجة، ويلي يوم العيد أيام التشريق الثلاثة، التي توافق الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة.
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إن أعظم الأيام عند الله تبارك وتعالى يوم النحر ثم يوم القر))، ويوم القر هو أول أيام التشريق الثلاث التي لا يُرد فيها الدعاء، فقد سُمع أبا موسى الأشعري يقول في خطبته يوم النحر (يوم عيد الأضحى): «بعد يوم النحر ثلاثة أيام التي ذكر الله الأيام المعدودات، لا يرد فيهن الدعاء، فارفعوا رغبتكم إلى الله».
ما معنى أيام التشريقسُمِّيَت أيام التشريق بهذا الاسم؛ لأنّ الناس كانوا يُشرّحون اللحم في هذه الأيّام، ويُقدّدونه أي يجففونه؛ فالتشريق هو التشريح، وقِيل لأنّ نحر الهدي والأضاحي لا يكون إلّا بعد شروق الشمس فيها، وقِيل إنّ سبب تسميتها بذلك أنّ الناس كانوا يُشَرّقون فيها للشمس في مِنى ولم تكن فيها بيوت أو أبنية، وقِيل أيضاً إنّ التشريق هي صلاة العيد؛ لأنّها لا تُؤَدّى إلّا عند شروق الشمس وارتفاعها.
أسماء أيام التشريقيُسمّى اليوم الأول من أيام التشريق بيوم القَرِّ بفتح القاف وتشديد الراء، وسُمِّي بهذا الاسم؛ لأنّ الحُجّاج بعد يوم التروية ويوم عرفة ويوم النَّحر يكون التعب قد أصاب منهم ما أصاب، فيَقِرُّون بمِنى، فيما يُسمّى اليوم الثاني من أيّام التشريق بيوم النَّفر الأوّل؛ وذلك لأنّه يجوز فيه للحاجّ الذي أنهى رَمْي الجِمار، وأحبّ تعجيل الانصراف من مِنى أن ينفر؛ أي يرحل إلى مكّة، وذلك باتِّفاق العلماء؛ إذ إنّ رَمْي اليوم الثالث من أيّام التشريق يسقط بالنَّفر الأوّل؛ لقوله -تعالى-: (فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَىٰ).
قد ذهب جمهور أهل العلم من المالكية والشافعية والحنابلة إلى أنّ النفر يجب أن يكون قبل غروب الشمس، وذهب الحنفية باستمرار النفر ما لم يطلع فجر اليوم الثالث من أيّام التشريق، ويُسمّى اليوم الثالث من أيّام التشريق بيوم النَّفر الثاني؛ فإذا أنهى الحاجّ رَمي الجِمار في هذا اليوم، فإنّ عليه أن ينفرَ إلى مكّة؛ إذ لا يُسَنّ له المَبيت بمِنى بعد الرَّمي، وقد ذهب جمهور الفقهاء من المالكيّة والشافعيّة والحنابلة إلى أنّ وقت الرّمي في هذا اليوم يكون بعد زوال الشمس، وذهب الحنفية إلى جواز الرَّمْي قبل زوال الشمس بعد الفجر، أمّا آخر وقت للرَّمي فقد اتّفق الفقهاء على أنّه ينتهي بغروب الشمس؛ وذلك لانتهاء وقت مناسك الحجّ بغروب شمس ثالث أيّام التشريق.
فضل أيام التشريقمعلومٌ أنّ ذكر الله تعالى من أعظم العبادات وأفضل الطاعات؛ وفي هذا يقول الله -تعالى-: (وَلَذِكْرُ اللَّـهِ أَكْبَرُ)؛ فذِكر الله -تعالى- حياة للنفوس وطمأنينة للقلوب، والذّاكر ربّه في كلّ أحواله تغشاه رحمات الله، وتحوطه عنايته سبحانه، ويزداد فضلُ الذّكر في الأوقات الفاضلة، كما في فضل أيّام التشريق، ومكانتها العظيمة، وممّا يُدلّل على ذلك ما يأتي:
- تُؤدّى أفضل العبادات على الإطلاق في هذه الأيّام؛ وهي ذِكر الله -تعالى-، قال: (وَاذْكُرُوا اللَّـهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ).
- تُعَدّ أيّام التشريق من أعظم الأيّام عند الله -تعالى-؛ لقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ أعظمَ الأيَّامِ عندَ اللَّهِ تبارَكَ وتعالَى يومُ النَّحرِ ثمَّ يومُ القُرِّ).
- شرع الله -تعالى- لعباده المؤمنين في هذه الأيّام نَحر الهَدي والضحايا؛ لتكتمل لَذّاتهم بأكل لحومها، ولِتتقوّى بها أبدانهم على طاعته وذِكره، وهذا من تمام شُكر الله -تعالى- على نِعَمه.
-تُذكِّر أيّام التشريق المؤمنين بحقيقة الدُّنيا؛ فكما أنّ أيّام الحجّ فيها تحريم لبعض الأمور من الشهوات والهوى، فيمتدّ الإحرام إلى أن يصل الحاجّ إلى منى فيتحلّل منه؛ فيأكل، ويشرب، ويذكر الله -تعالى-، فإنّ الدُّنيا كذلك؛ ما هي إلّا أيّام يصوم فيها المؤمن عن شهواته؛ لينال نصيبه من الجَنّة في الآخرة.
-يُكرِم الله -تعالى- عباده المؤمنين في هذه الأيّام بنعيمَين؛ فالأوّل نعيم أبدانهم؛ بالأكل والشرب بلا إسراف ولا تبذير، والثاني نعيم قلوبهم بذِكر الله -تعالى- ودعائه، وحريّ بالحاج أنْ يستغلّ وقته في هذه الأيام المباركة بالإقبال على التّكبير، وذكر الله وشكره على نعمه العظيمة.
أعمال الحج في أيام التشريقورد أنه أمرَ الله تعالى بذِكره في أيّام التشريق، بقوله: (وَاذْكُرُوا اللَّـهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ)، ومثل الذكر الكثير من الأعمال، ومن أفضل أعمال أيام التشريق ما يأتي:
المَبيت في مِنى: وهو أحد واجبات الحجّ؛ إذ ينبغي على الحاجّ المُتعجّل أن يبيت في مِنى ليلة الحادي عشر والثاني عشر من ذي الحجّة، ومن تأخّر فعليه المَبيت ليلة الثالث عشر أيضاً.
رَمي الجِمار: ذِكر الله -تعالى- في هذه الأيام يشمل رَمي الجِمار الثلاث؛ الصُّغرى، ثمّ الوُسطى، ثمّ الكُبرى؛ كلّ جمرة بسبع حَصيات.
نحر الهَدي: نحر الهَدي قد يكون واجباً، كهدي التمتُّع، والقران، أو في حال فِعل مَحظور من محظورات الحجّ، أو قد يكون تطوُّعاً، ووقت النحر يبدأ يوم العيد ويمتدّ إلى أن تنتهي أيام التشريق الثلاثة، والدم الواجب بسبب فِعل محظور من محظورات الإحرام يُسمّى بدم أو هَدي الجُبران، ولا وقت مُحدَّد لنحره ، ومَن لم يستطع شراء الهَدي فعليه صيام عشرة أيّام؛ ثلاثة منها في الحجّ قبل يوم عرفة، وإن لم يستطع صامها في أيّام التشريق، وسبعة يصومها بعد رجوعه من الحجّ، قال -تعالى-: (فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ).
أداء الصلوات الخمس قَصراً بلا جَمع: أداء الصلوات اقتداءً بالنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- عندما أقام في مِنى أيّام التشريق ولياليها؛ فكان يُصلّي كلّ صلاة بوقتها مع قَصر الصلاة الرُّباعية منها؛ إذ يُؤدّيها ركعتَين.
التكبير المُقيَّد بعد الصلوات الخمس في جماعة: يُكبّر المسلم فيها بعد السلام من الصلاة الجماعيّة؛ فيقول: "الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد"، ولا يُشرَع هذا التكبير بعد الصلاة لِمَن صلّى مُنفرِداً.