أصبحت صناعة السِّياحة مصدرًا مُهمًّا ورئيسًا للنُّموِّ الاقتصاديِّ والاجتماعيِّ للدوَل والمُجتمعات المحلِّيَّة الحاضنة لها، لذا تسعى معظم دوَل العالَم ـ وعلى رأسها سلطنة عُمان ـ إلى تمكين أماكن الوجهات السِّياحيَّة المختلفة في البلاد من بناء القدرات والمهارات اللازمة لإحداث النَّقلة السِّياحيَّة المطلوبة، والعمل على تطوير البنية الأساسيَّة العامَّة والسِّياحيَّة اللازمة لِمَا تُمثِّله صناعة السِّياحة من أهمِّية كبرى في سياسات البلاد نَحْوَ الوصول للتنويع الاقتصاديِّ المنشود للاقتصاد الوطنيِّ، بالإضافة إلى ما تُحقِّقه السِّياحة من فرص استثماريَّة لقِطاع المؤسَّسات الصغيرة والمتوسِّطة تفتح فرصًا وظيفيَّة للأيدي العاملة الوطنيَّة في المحافظات المختلفة، حيث تُعدُّ صناعة السِّياحة ـ بما تملكه سلطنة عُمان من مُقوِّمات لها ـ أحَدَ أبرز وأهمِّ القِطاعات التي تُحقِّق عوائد اقتصاديَّة للمحافظات المختلفة وللمُجتمعات المحلِّيَّة، ما يُعزِّز التوجُّه نَحْوَ اللامركزيَّة التنمويَّة.


وانطلاقًا من تلك الأهداف، حققت سلطنة عُمان نقلةً نوعيَّة كبرى في القِطاع السِّياحي، انطلاقًا من استراتيجيَّة واعدة استطاعت في السنوات القليلة الماضية أنْ يكُونَ لها موقع متميِّز في سُوق السِّياحة العالَميَّة، رغم شدَّة المنافسة الإقليميَّة والعالَميَّة، وعملت على إعادة هيكلة قِطاع السِّياحة مع قِطاع التراث بالسَّلطنة في شقَّيْه المادِّيِّ والطبيعيِّ إلى جانب المعارف التقليديَّة المتنوِّعة، وتوجَّهت لتنفيذ عددٍ من برامج ومبادرات الاستراتيجيَّة العُمانيَّة للسِّياحة التي تتضمَّن تطوير العديد من التجمُّعات السِّياحيَّة في مختلف محافظات السَّلطنة، وحرصت في أثناء هذا التطوير أنْ تأخذَ في الحسبان عناصر الاستدامة وتمكين المُجتمعات المحلِّيَّة، وتعزيز دَوْرها في حماية تراثها الثقافي وحماية إرثها وعاداتها من الاندثار.
وتُعدُّ محافظة ظفار من المحافظات التي أوجدت صدًى عالَميًّا في سُوق السِّياحة، وأضحى موسم خريف ظفار من أكثر المواسم السِّياحيَّة التي تشهد نُموًّا وتطويرًا مُطَّردًا في المنطقة والعالَم، فهناك تتناغم الطبيعة البِكْر مع الطَّقْس الاستثنائيِّ، وباتَتْ ملاذًا متفرِّدًا لِمَن يحرص على الهروب من درجات الحرارة المرتفعة جدًّا في فصل الصَّيف، كذلك ما تملكه المحافظة من إرث تراثيٍّ وثقافيٍّ ومواقع أثريَّة فريدة، أضِفْ إلى ذلك العديد من المنتجات السِّياحيَّة مِثل سياحة الشواطئ، وسياحة المغامرات، وغير من الأنواع السِّياحيَّة المتوافرة في المحافظة، التي ازدادت تألقًا مع الاستثمارات الفندقيَّة الكبرى التي مزجت جَمال الطبيعة وعُمق التاريخ، ما أحدث إمكانات الخدمات الفندقيَّة، وما تمَّ بناؤه من بنَى أساسيَّة سياحيَّة متطوِّرة.
فالزِّيادة المستمرَّة في عدد زوَّار خريف ظفار عامًا بعد عام تؤكِّد ما يُبذل من جهود لتطويره، فقَدْ بلغ عدد زوَّار خريف ظفار منذ بداية الموسم وحتَّى الـ31 من أغسطس 2023م نَحْوَ (924) ألفًا و(127) زائرًا بارتفاع نسبته (17) بالمئة مقارنة بالفترة نَفْسِها من عام 2022م، حيث بلغ العدد وقْتَها (792) ألفًا و(980) زائرًا، وذلك وفق ما جاء في الملخَّص التنفيذيِّ لتقديرات أعداد زوَّار خريف ظفار الصادر عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: خریف ظفار

إقرأ أيضاً:

فعاليات متنوعة في مهرجان ذوي الإعاقة بمحافظة ظفار

صلالة – عادل البراكة

"تصوير: سعيد الشنفري"

شهد المهرجان السنوي السادس للأشخاص ذوي الإعاقة بمحافظة ظفار مشاركة واسعة، من خلال الفعاليات التي أُقيمت بمجمع السلطان قابوس الشبابي للثقافة والترفيه بصلالة، والذي نظمته دائرة الأنشطة الرياضية والشبابية بالمديرية العامة للثقافة والرياضة والشباب بمحافظة ظفار، ضمن برامجها الصيفية التي توليها المديرية اهتمامًا كبيرًا.

وهدف المهرجان إلى تعزيز الدمج المجتمعي وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة عبر حزمة من الأنشطة الرياضية والثقافية المتنوعة، بما يسهم في تعزيز ثقتهم بأنفسهم، وتوفير بيئة شاملة تدعم إبداعاتهم، انسجامًا مع مستهدفات "رؤية عُمان 2040".

وتضمن المهرجان -الذي أُقيم تحت شعار «عزيمة وتحدٍ»- عددًا من الفعاليات المتنوعة، أبرزها ورشة عمل توعوية بعنوان: «التحول الرقمي وأهميته للأشخاص ذوي الإعاقة»، قدمها أسامة بن بشير عبيدون، أخصائي نظم معلومات وسفير التحول الرقمي بمحافظة ظفار، حيث تناول خلالها عدة محاور، من بينها تبسيط مفهوم التحول الرقمي، وإسهاماته في تحسين جودة حياة الأشخاص ذوي الإعاقة، إلى جانب التعريف بالتطبيقات والخدمات الرقمية الداعمة، وتمكين المشاركين من استخدام بعض الأدوات الرقمية المفيدة عمليًا.

كما اشتمل برنامج المهرجان على أنشطة رياضية متنوعة شملت السباحة، وكرة السلة، والريشة الطائرة، وتنس الطاولة، وكرة القدم، والبولينج، إلى جانب ألعاب رياضية أخرى، فضلًا عن فعاليات ترفيهية متنوعة، وورشة للرسم استهدفت مختلف الفئات العمرية من الأشخاص ذوي الإعاقة، وسط تفاعل لافت من المشاركين.

مقالات مشابهة

  • فعاليات متنوعة في مهرجان ذوي الإعاقة بمحافظة ظفار
  • صنَّاع سياسات وقادة اقتصاديون وإعلاميون: «شكراً محمد بن زايد».. «قمة بريدج» حدث استثنائي بكل المقاييس
  • بييجي كل 100 سنة مرة.. مصر على موعد استثنائي مع أطول كسوف شمسي منذ قرن
  • تدخلٌ علاجيٌّ نوعيّ في مستشفى الجامعة الأردنيّة باستخدام تقنيّة الكي بالمايكروويف لعلاج ورم في رأس عظم الفخذ
  • "قفز السعودية" في نسختها الخامسة تسجل رقمًا استثنائيًّا في أعداد الفرسان
  • في نسختها الخامسة.. رقم استثنائي بأعداد الفرسان في «قفز السعودية»
  • استقلالية مالية وفرص أوسع مع "حساب الشباب" من بنك ظفار
  • هند صبري تكشف أسرار 20 عامًا من النجومية في لقاء استثنائي مع إسعاد يونس
  • برامج الإصلاح والتأهيل فى مصر تحقق نقلة نوعية فى رعاية النزلاء.. فيديو
  • منال عوض تستعرض إجراءات مواجهة نوبات تلوث الهواء الحادة خلال خريف 2025