لماذ نقل لافروف مقر عمله الى نيويورك؟
تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT
لماذ نقل لافروف مقر عمله الى نيويورك؟
المفارقة في تحويل روسيا الأمم المتحدة في نيويورك إلى بوابة رئيسية للتفاعل مع العالم رغم الجهود التي بذلتها اميركا لمحاصرت موسكو وعزلها.
رغم عقوبات أميركا وأوروبا على لافروف وبوتين؛ إلا أن الأمم المتحدة لا زالت خارج سيطرتهما؛ بل تخضع للتوازنات الدولية التي تلت الحرب العالمية الثانية.
حول لافروف مقر عمله لخلية نحل تشبه وزارة الخارجية في موسكو؛ فكسر احتكار أمريكا لمقر الأمم المتحدة؛ وحطم العزلة التي تفرضها واشنطن على بلاده.
كانت الجمعية العامة دائما المكان الذي تتمرد فيه الدول على إرادة القوى العظمى ذات العضوية الدائمة بمجلس الأمن و على إرادة الغرب على مدار 78 عاما.
تحولت أخيرا الجمعية العامة لساحة حرب وتمرد تخوض فيها روسيا معاركها الدبلوماسية في أروقتها متحدية محاولات أميركا واوروبا لعزلها أو التشكيك بحضورها وفاعليتها.
* * *
عشرات اللقاءات عقدها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على هامش انعقاد الدورة 78 للجمعية العامة للامم المتحدة؛ محولا مقر عمله إلى خلية نحل تشبه وزارة الخارجية في موسكو؛ كاسرا بذلك الاحتكار الأمريكي لفكرة دولة المقر؛ ومحطما في الان ذاته قيود العزلة التي حاولت واشنطن فرضها على بلاده.
لافروف حول نيويورك من كونها نافذة العالم على الولايات المتحدة إلى بوابة العالم على روسيا؛ فقاعة الاجتماعات التي استقر فيها لافروف تحولت الى محج للوفود من مختلف قارات العالم سواء كانوا من الخصوم أو الأصدقاء والحلفاء في لقاءات فردية واخرى جماعية؛ و هو عمل ما كان له ان يكون لولا توافره على طاقم دبلوماسي كبير؛ سبقه استعدادات لوجستيه اكبر.
تعدد اللقاءات وتنوعها يشير الى رغبة عميقة لدى الدول النامية والفقيرة لاستكشاف الافق الذي توفره روسيا لهذه الدول؛ و تشير في الان ذاته الى صعوبة عزل موسكو عن الساحة الدولية بما تملكه من وزن وقدرة على التاثير.
تبقى المفارقة الكبرى في قدرة موسكو على تحويل مقر الامم المتحدة في نيويورك الى بوابتها الرئيسية للتفاعل مع العالم محط اهتمام المراقبين؛ رغم الجهود التي بذلتها اميركا لمحاصرت موسكو وعزلها.
ورغم العقوبات التي فرضتها اميركا والاتحاد الاوروبي على لافروف والرئيس الروسي بوتين؛ إلا أن الأمم المتحدة بجمعيتها العامة ومجلس امنها لازالت خارج سيطرة بروكسل وواشنطن ؛ بخضوعها لـ"التوازنات الدولية" ذاتها التي تبعت الحرب العالمية الثانية.
ختاما .. الجمعية العامة واجتماعاتها لطالما كانت المكان الذي تتمرد فيه الدول على ارادة القوى العظمى والكبرى الممثلة بعضوية دائمة في مجلس الامن؛ و على الارادة الغربية الامريكية الاوروبية على مدار 78 عاما من عمر الامم المتحدة.
إلا أنها هذا المرة تحولت الى ساحة حرب وتمرد تخوض فيها روسيا معاركها الدبلوماسية في اروقة الجمعية العامة متحدية محاولات اميركا واوروبا لعزل روسيا او التشكيك في حضورها وفاعليتها في الجمعية العامة و مجلس الأمن في الحاضرو المستقبل .
*حازم عياد كاتب صحفي وباحث سياسي
المصدر | السبيلالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: روسيا لافروف نيويورك أميركا الجمعية العامة مجلس الأمن الأمم المتحدة الجمعیة العامة الأمم المتحدة
إقرأ أيضاً:
ألمانيا تتهم روسيا بتهمتين تعودان لصيف 2024 وتستدعي سفير موسكو
اتهمت ألمانيا روسيا الجمعة بتنفيذ هجمات سيبرانية استهدفت نظام حركة الملاحة الجوية في صيف 2024 والانتخابات التشريعية قبل أشهر، واستدعت السفير الروسي احتجاجا على ذلك.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية في مؤتمر صحافي دوري "يمكننا الآن أن نُنسب بوضوح الهجوم الإلكتروني الذي استهدف هيئة سلامة الطيران الألمانية في أغسطس 2024 إلى مجموعة القرصنة إيه بي تي 28 المعروفة أيضا باسم فانسي بير".هجمات روسيا على ألمانياوأضاف: "يمكننا الآن أن نؤكد بشكل قاطع أن روسيا، من خلال حملة "ستورم 1516" سعت إلى التأثير على الانتخابات الفدرالية الأخيرة وزعزعتها".
أخبار متعلقة أوكرانيا تعلن استعادة بلدتين من الجيش الروسي قرب مدينة استراتيجيةالمملكة المتحدة تعلن فرض عقوبات على كبار قيادات قوات الدعم السريعوصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية بأن برلين "ستتخذ سلسلة من الإجراءات المضادة لمحاسبة روسيا على أعمالها، وذلك بالتنسيق الوثيق مع شركائنا الأوروبيين".
وبين أن برلين ستؤيد "فرض عقوبات فردية جديدة على الجهات الفاعلة في العمليات على المستوى الأوروبي"، بدون الخوض في مزيد من التفاصيل.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } ألمانيا تتهم روسيا بتهمتين تعودان لصيف 2024 وتستدعي سفير موسكو - وكالاتتجسس روسي وعمليات مراقبةوالحكومات في أنحاء أوروبا في حالة تأهب إزاء تقارير عن تجسس روسي وعمليات مراقبة بطائرات مسيرة وأعمال تخريب، فضلا عن هجمات إلكترونية وحملات تضليل.
وألمانيا ثاني أكبر مُقدّم للمساعدات لأوكرانيا منذ الغزو الروسي لهذا البلد في فبراير 2022.
واتهمت موسكو بشنّ "هجمات مركبة"، شملت تحليق طائرات مسيّرة بالقرب من مطارات أوروبية مختلفة خلال الأشهر الأخيرة.