الثورة نت:
2025-05-09@20:44:17 GMT

ثورة أو انقلاب.. العبرة بالنتائج !!

تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT

 

جاء في المثل : ( ذرينا لك يا جدة. قالت : عباره نباته )..
أكثر من ستين عاما ونحن نعيش أوهام الثورة والجمهورية. العصابات التي تسلطت على البلاد عيشت الناس في هذا التيه.
كنا جمهوريين بلا جمهورية؛ وثوريين بلا ثورة. الوحدة التي كانت ثورة لاستعادة الجمهورية والثورة تم الانقلاب عليها في مهدها. توالت عليها العصابات المتسلطة؛ قتلت ما قتلت من رجال الوحدة، ثم فجرتها حرباً؛ تفيدت فيها الوحدة ومكاسب ثورة ١٤ أكتوبر ومنجزات شعب الجنوب؛ وشردت الوحدويين، وحتى اليوم لا زال الكثير من رجال الوحدة مشردين، ومخفيين قسراً، أو مفقودين !!
كانت أمي تعطي لعسكري الإمام النافذ على البقايا ريالاً واحداً.

أما عسكر ما تسمونها الجمهورية، فقد خرجوا عليها بالأطقم؛ نهبوا بيتها، وذبحوا بقرها وأثوارها، وقلعوا أشجارها، وهدموا البيت، وسجنوا العيال !! المشكلة إن كثيراً من اليمنيين يصنعون أوهامهم، ويصدقون تلك الأوهام.
العصابات التي تسلطت على اليمنيين من مشايخ وعسكر وكهنوت إرهاب، وكمبرادور كانت مدعومة من بني سعود وإمارات ومشيخات الخنازير في الخليج، ثم من أمريكا.
العصابات التي طلعت علينا بليل، وتسلطت على اليمنيين، وسرقت ثورتهم وثرواتهم؛ لم تكتف بذلك بل باعت البلاد والعباد لبني سعود ولمن يدفع. والنتائج ما نراه اليوم من تقاسم للبلاد بين الدول الاستعمارية وأدواتها الإقليمية والمرتزقة المحليين.
هؤلاء الذين يتكلمون اليوم بالمليارات لم يكونوا قبل شيئاً. كان شيخ البيعة (عسكري برَّاني) مع قبائله في إحدى مديريات تعز. وكان عفاش الذمي يسرق الكدم على الجنود. وكان مؤسس أكبر بيت تجاري يحمل الغنم على ظهره لبيعها في عدن. أما شيوخ الإرهاب فلم يكونوا شيئاً، بل صنعتهم المخابرات الأمريكية من العدم، ومولهم بنو سعود ليؤدوا مهمة في نشر المذهب التكفيري الوهابي، وليزيفوا الإسلام المحمدي قدر ما يستطيعون، وليقفوا أمام المد الثوري التحرري.
وفي الآن تتعالى أصوات المنافقين الذين يندبون الثورة والجمهورية، ويصرخون : انقلاب وانقلابيون؛ وهم أول من وجه الطعنات للثورة والجمهورية؛ وغدروا بالثوار وسحلوهم بالشوارع.
يعرف الكثير من الناس أن اليمن فقد قراره صبيحة السادس والعشرين من سبتمبر عام ٦٢ بعد دخول القوات المصرية إلى اليمن. وظلت القاهرة والرياض تتقاذفان اليمن يميناً ويساراً. ومنذ العام ١٩٧٠م أصبح شمال اليمن حديقة خلفية لبني سعود، وحكامه أدوات بيد الأمريكي والسعودي. ومن يومها كانت كل القرارات والتعيينات تصدر من الرياض؛ وما على العصابات في صنعاء إلا الطاعة والتنفيذ. ومن حاول مخالفة السعودي سيكون مصيره الموت، أو الطرد من البلاد، كما حدث ( للقاضي العرياني) وكما حدث لإبراهيم الحمدي؛ وغيرهم من : ( مسؤولون في صنعاء وفراشون في بابك ) ومن بعدها لا حاكم وطني.
ليعلم الناعقون الذي يتصورون في قنوات الدفع المسبق أن الكلمة إن لم تكن صادقة فليس لها أي تأثير في الواقع.
إن الذين يسكنون في الفنادق، ويتسلمون مرتبات بالدولار، ويصفقون للاحتلال لن يسمعهم أحد، حتى ولو ظلوا يندبون مئات السنين.
لقد عرَّت الحرب كل الوجوه، وكُشفت كل الأقنعة، وعُرف الخبيث من الطيب، والمزائد من الصادق، والجبان من الرعديد. وأصبح من السهل على أصغر مواطن معرفة لغة أي متحدث؛ مهما تشدق، ومهما هرف.
والحمد لله الذي لا يُحمد على مكروه سواه، فاليمن اُبتليت بعصابات اللصوص والارتزاق منذ العام ١٩٦٢م وما زالت تعاني من هذا المرض حتى اليوم. وقريباً (سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) والأمر لله من قبل ومن بعد.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

رشا عوض والزبير باشا: ثورة الزريبتاريا

وطالما كنا في موضوع عقدة الذنب الليبرالية أنشر أدناه مقالاً من 2011 في أثر غفران الرئيس سلفا كير للشماليين ما تقدم من ذنبهم مع الجنوبيين عبر التاريخ وما تأخر.
وددت لو جاءت الأستاذة رشا عوض بوعي أوطد إلى موضوعة الرق في السودان في كلمتها المعنونة "عذراً سلفا إنهم احفاد الزبير باشا" بسودنايل. فقد ساءتها ردود بعض الكتاب على مسامحة السيد سلفا كير للشماليين منذ أيام. فهم في نظرها استعلوا على السماح بصلف شمالي استحضروا به نخاسة الزبير باشا ببراعة استحقوا بها الإحفاد له.
وكنت أطمع في أن تكون "شِبكَة" رشا، الأنصارية الغراء، مع تاريخ النخاسة مانعاً لها من الخوض في الهرج ضارب الأطناب حول الموضوع منذ آخر الثمانينات. وقد علمت ربما أن الثورة المهدية عند مؤرخين كثيرين هي ردة فعل لمنع تجارة الرقيق. فمن رأي هؤلاء المؤرخين أن المهدية هي ثورة "الزريبتاريا" أي ثورة أصحاب زرائب النخاسة التي خسرت من إجراءات محاربة الرق في نهاية الحكم التركي. بل وخرج منذ سنوات العقيد قرنق، بنصح من مؤرخين بزعمهم، ينعى على الإمام الصادق أنه سليل أسرة بنت ثروتها على اكتناز الرقيق.
لقد صدمني أن أجد كاتبة شجاعة الفؤاد كرشا عرضة لتاريخ رديء برع في الترويج له اليساريون الجزافيون من باب الكيد السياسي العاجز. فهو يبدأ بعلي عبد اللطيف شمالاًَ وينتهي بالزبير باشا جنوباً وكفى. ولو تجاوز طلبهم العلم بالزبير الحفيظة السياسية العاجلة لوجدوه ابن عصره لفترة النخاسة الأطلنطية والمحيط الهندي في أفريقيا. فهو ليس نسيج وحده ولا عاراً شمالياً لا يفارقهم حتى جنى الجنى. ويفرق المؤرخون بين نخاسة شرق أفريقيا أمثال الزبير باشا وتيبو تيب (السواحيلي) وميرابو وميسري (النيامويزي في تنزانيا الحالية) ونخاسة غرب أفريقيا. فالأوائل
بناة دول قائمة على محض النخاسة بينما قامت دول نخاسة غرب أفريقيا مثل الأسانتي في غانا واليوربا في نيجيريا على الرق وشواغل إدارية أخرى. وكان للأوائل جيوش مرتزقة مهابة قاسية مثل بازنقر الزبير باشا والروقا روقا في تنزانيا. فالذي لم يعرف عن الزبير إلا أنه سلف بعض خصومه السياسيين أزرى بالتاريخ وأغلق نافذته وقرر ان يعيشه كأضغاث. وهذا مستنكر من كاتب راتب كرشا تقلدت أمانة الخوض في الشأن العام وللعامة.
واستغربت أكثر لرشا تزج بالرق حيث لا مكان له من الإعراب. ساءها أن يعود الكتاب الذين انتقدتهم إلى مذبحة 1955 التي قتلت فيها الفرقة الجنوبية مدنيين شماليين وزوجاتهم وأطفالهم. فصرفتها على أنها حوادث لم تدم سوى يوم أو بعض يوم بينما استدامت مذابح الشمال للجنوبيين أعواماً. ولم أصدق كزازة رشا هنا. فهل قتل السنين مما يَجٌب قتل اليوم أو بعض اليوم. وربما بلغها وقوف المناضلة التي لا يشق لها غبار، ويني ماندلا، أمام محاكم الحقيقة والصفح في جنوب أفريقيا مدانة بقتل صبي أسود مظنة أنه جاسوس بينما ظل البيض يقتلون أهلها السود مذ حلوا جنوب أفريقيا في 1652. وبيت القصيد أن رشا تطفلت بالرق حيث لا ينبغي. فقالت إن أولئك الكتاب أوحوا بأن مذبحة 1955 عشوائية بلا سابق إنذار. ولكن من رأيها أن من وراء المذبحة تاريخ استرقاق الشمال للجنوب. وهذا هو العذر الذي أقبح من الذنب. فهل تأذن رشا لكل متأذ من مظلمة قديمة أن يتسدى ويوجع من أينا متى اتفق له:
بالنشاب
بالكوكاب
وفي الجنوب يا ماتوا رجال.
وآخر قولنا أن رشا تحدثت عن الشماليين كبنيان مرصوص يشد بعضه بعض. وانا عبد الله الشيوعي دا برا ودلوقي برا من ذنوب شماليين بلا حصر في الجنوب. وشهد لي بذلك، للغرابة، أستاذها في التاريخ اللغو لعلاقة الشمال بالجنوب، منصور خالد، حين استثني الحزب الشيوعي بعد لأي من جريرة "فشل الصفوة وإدمانها". وسنعود إليه عن قريب.

 

ibrahima@missouri.edu  

مقالات مشابهة

  • إعلان نتائج الأوزان الرسمية لبطولة “PFL MENA” التي تقام اليوم في جدة
  • تعيينات وإعفاءات.. 8 أوامر ملكية جديدة اليوم الخميس 10 ذو القعدة 1446
  • بالصور... هذه هويّة شهداء الغارات الإسرائيليّة التي استهدفت جنوب لبنان اليوم
  • تعيينات وإعفاءات.. صدور عدد من الأوامر الملكية اليوم
  • الكيان الإسرائيلي.. حين يحارب على طريقة العصابات
  • نتيجة حرب ترامب على اليمن كانت عكسية
  • الدبيبة يعلق ساخرا والحكومة توضّح التفاصيل.. ما قصّة الطائرة التي هبطت في مصراتة؟
  • معلق مباريات يدافع عن مدرب الزمالك الجديد : بالنتائج مش بالسوشيال ميديا
  • مصر ترحّب بجهود سلطنة عُمان التي أفضت إلى اتفاق وقف إطلاق النار في اليمن
  • رشا عوض والزبير باشا: ثورة الزريبتاريا