سفيرنا بالقاهرة.. «المليشيا» مارست في السودانيين ما لم يفعله التتار في بغداد
تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT
القاهرة – نبض السودان
أكد السفير محمد عبدالله التوم القائم بأعمال سفارة جمهورية السودان لدى مصر والمندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية، أن ما تتعرض له السودان منذ الخامس عشر من أبريل الماضي من مخطط تآمري كبير إثر تمرد مليشيا الدعم السريع على الدولة، والحرب الشاملة التي شنتها هذه الميليشيا على الشعب السوداني وما أعملته في البلاد من قتل ونهب وإغتصاب وتدمير، سبب دمارا كبيرا في السودان.
وأضاف السفير السوداني خلال كلمته في الإجتماع الإستثنائي للإتحادات العربية لدعم مبادرة “نبض العرب” لإسناد السودانيين المتأثرين بالحرب الدائرة في السودان برعاية الأمين العام لجامعة الدول العربية، أنه منذ بدء التمرد وتمارس الميليشيا البربرية في الشعب السوداني وممتلكاته ومقدراته أسوأ الممارسات، وترتكب في حقه ما لم يفعله التتار في بغداد، وما لم نقرأه في كتب التاريخ حديثه وجديده، مشيرا إلى انه لقد ارتكبت هذه الميليشيا المتمردة انتهاكات فظيعة وجرائم بشعة ضد الشعب السوداني بكامل فئاته، وعاثت في الارض فسادا وتقتيلا ونهبا واغتصابا، مرتكبة جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية بما في ذلك التطهير العرقي.
واشار الى ان الجرائم التي ارتكبتها ميليشا الدعم السريع حدا بالمحكمة الجنائية الدولية الى فتح تحقيق حول هذه الجرائم، كما قررت الولايات المتحدة أخيرا فرض عقوبات ضد قادتها مما يشي بأن المجتمع الدولي بأسره قد بدأ يفهم الآن طبيعة هذه الميليشيا الدموية الارهابية وأبعاد مخططها التدميري في السودان والمنطقة وزيف وادعاءات قادتها.
وأوضح أنه منذ ما يزيد عن خمسة أشهر مرت منذ بداية التمرد في الخامس عشر من أبريل والميليشيا سادرة في حملة تدمير ممنهجة تستهدف مؤسسات الدولة ومرافقها وهياكلها الاقتصادية والخدمية، دمروا المستشفيات ومرافق الخدمات ومنازل المواطنين ودُور المتاحف ومراكز الثقافة والوثائق التاريخية، وتسببوا في فقدان الآلاف من الأرواح ووسائل العيش وتدمير الأصول الانتاجية وتعطيل سلاسل التوريد والبني التحتية.
وأشار إلى أنه رغم كبر واتساع هذه المؤامرة ،إلا أن قواتنا المسلحة السودانية قد تصدت لها بكل بسالة وحزم وأفشلت المخطط الغادر بالاستيلاء بالقوة على السلطة استهدافا للبلاد في عمق هويتها وصلب مقدراتها ومواردها، وذلك رغم الإعداد الكبير الذي جرى في التخطيط والتمهيد لهذا التمرد بقوات فاق عددها الثمانين ألف مقاتل تسللوا بليل إلى الأحياء السكنية والمرافق الخدمية ومؤسسات الدولة الحيوية، واحتجزوا المدنيين الأبرياء رهائن ودروع بشرية.
المصدر: نبض السودان
كلمات دلالية: المليشيا بالقاهرة سفيرنا فعلت فی السودان
إقرأ أيضاً:
المجد للذهب
التقي البشير الماحي
خلال فترة رئاسة حمدوك للجهاز التنفيذي تم تشكيل لجنة اقتصادية أُسندت رئاستها إلى الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي) وهو تعيين أثار جدلاً واسعًا تركز معظمه حول مؤهلات الرجل لقيادة لجنة تُعد في ظاهرها فنية بحتة.
غير أن من له إلمام بطبيعة الدولة السودانية في تلك المرحلة يدرك تمامًا سبب هذا الاختيار، وإن اختلف الناس حوله.
الحقيقة أن الدولة التي تنتهج النظام الرأسمالي أو اقتصاد السوق الحر تُعرف بـ”الدولة الحارسة”، وتتركز مهامها الأساسية في مجالات الأمن والدفاع والعدالة. ومن هذا المنظور، فإن مؤهلات حميدتي لم تكن أكاديمية أو اقتصادية بل تنبع من امتلاكه قوة عسكرية واسعة الانتشار في معظم مناطق السودان وهي القوة الوحيدة القادرة على ضبط المساحات الشاسعة من المنافذ التي تُهرّب عبرها السلع والمواشي والذهب إن أراد وكانت له الرغبة في ذلك.
لذلك جاء اختياره لرئاسة اللجنة منطقيًا من زاوية الأمن والسيطرة خصوصًا أن قيادات الجيش لم تكن راغبة في تولي هذا الدور لأسباب عدة أهمها ما يتصل بمحاولات وأد الفترة الانتقالية وقد كان.
إن التغبيش المتعمّد لمسألة التعيين كان الغرض منه فقط النيل من شخوص الفترة الانتقالية. غير أن من ينتقد تعيين حميدتي يغفل أو يتغافل أن الرجل هو الثاني في سلم القيادة السيادية للدولة وقبلها هو فريق أول وقائد عام لقوات الدعم السريع. فشخص بهذه الألقاب لا يمكن المزايدة على من عيّنه رئيسًا للجنة هي في الأصل نقطة في بحر مهامه ومسؤولياته.
ما دفعنا للعودة إلى هذا الموضوع هو الجدل المثار حول الخلاف بين شعبة المصدّرين بسند من وزارة المالية ومحافظ بنك السودان بشأن صادر الذهب ذلك المورد الذي من أجله غزا محمد علي باشا السودان واليوم يُغزى من الداخل فهذا زمان المجد للبندقية.
محافظ بنك السودان يترأس مؤسسة من صميم مهامها رسم السياسات النقدية التي تساعد على استقرار الاقتصاد الوطني. فالبنوك المركزية عادةً ما تُعدّ مستشار الحكومة المالي في ما يتصل بالسياسات العامة وتعمل على استقرار سعر الصرف.
كثيرًا ما تحدث تقاطعات بين وزارة المالية والبنك المركزي، لذلك يتمتع الأخير في النظم السليمة باستقلالية تتيح له أداء مهامه دون تدخل سياسي.
لكن في ظل الأنظمة الدكتاتورية تتلاشى هذه الاستقلالية إذ يصبح من عيّنك هو من يأمر فيُطاع وتقيد مساحة حركتك بمصلحة الحاكم لا الدولة.
ويحضرنا في هذا السياق تصريح السيد ياسر العطا الذي ذكر فيه أن حميدتي قام بتصدير أو تهريب سبعين طنًا من الذهب وعندما كان يفعل ذلك كان جزءًا من النظام وخصمًا على الدولة لذلك غض الفريق ياسر الطرف للمحافظة على النظام لا الدولة.
إن الواقع لن يتغير في كل الأحوال ولو مُنحنا مال قارون ما لم يحدث التغيير الشامل ذلك التغيير الذي يخاطب جذور الأزمة السودانية المؤجلة منذ الاستقلال ويعالج أسبابها العميقة لا مظاهرها السطحية.
الوسومالتقي البشير الماحي