يصنف البشر إلى جيد وسيئ.. عجائب قد لا تعرفها عن حياة الغربان
تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT
الغراب من الطيور سيئة السمعة فهو نذير شؤم بالنسبة للكثير من الناس، خاصة انه طائر شرس على عكس أغلب الطيور، ويعد اللون الأسود هو اللون السائد للغراب ولكن توجد عدة أنواع أخري من الغربان منها الغراب الأزرق وغراب المنازل الهندي، يعتبر الغراب من الطيور الصديقة للمزارع حيث أنها تتغذي علي الحشرات والآفات الزراعية وهو من الطيور القوية حيث أنه لا يخاف من النسور والصقور والبوم .
يصل وزن الغراب إلي حوالي كيلوجرام وطوله يصل إلي حوالي 40 سم، ويعيش الغراب في أسراب وجماعات، وتقوم الغربان بقتل أي غراب أصيب بمرض معدي فوراً حتي لا يؤذي ولا يقوم بنقل العدوي إلي باقي الغربان وهذا أكبر دليل علي أن الغراب أذكي الطيور، والغراب هو من علم الإنسان الدفن وهذه تعد إحدي حقائق غريبة ومدهشة عن الغراب، هو من علم قابيل ابن آدم عليه السلام كيف يواري سوأة أخيه حيث أنه قام بدفن غراب آخر ميت أمام قابيل، من هنا تعلم البشر كيفية دفن الموتي.
يمتلك الغراب صوت عالي يطلق عليه نعيق، ويتميز الغراب بأنه طائر شرس وعدواني وذكي ويكون مرح في بعض الأحيان، ومن الغريب والمثير للدهشة أن الغراب يستطيع أن يتعرف علي وجوه البشر ليس ذلك فقط بل يستطيع أن يصنف البشر إلي بشر جيدة وبشر سيئة وعندما يموت أحد أفراد الغربان فإن باقي الطيور تحيط بالغراب الميت ويقفون عليه في شئ أشبه بجنازة وحداد وبعد ذلك يتجمعون لمعرفة سبب الموت وإن كان الميت قد قتل فإن الغربان جميعها تتجمع وتطارد القاتل حتي تقضي عليه، كما أنهم يقومون بدفن الغراب الميت.
يستطيع أن ينتج عدد كبير جداً من النداءات يقول عنها العلماء أنها لغة تخاطب ويستخدمون هذه اللغة في إبعاد القطط والبوم والبشر إذا صرخ فهذا يعني إستغاثة أو عداء سريع وتستطيع الغربان أن تقوم بتقليد الصقور ذات الذيل الأحمر والأكتروس العرعري وهناك بعض الغربان يمكن أن تقوم بتقليد ومحاكاة الكلام البشري ويستطيع الغراب أن يعد حتي رقم 7 ويمكن أن يتعلم حوالي 100 كلمة ويمكن أن يتعلم حوالي 50 جملة كاملة، والغراب طائر يأكل اللحوم والحيوانات الصغيرة مثل الثدييات والبرمائيات والزواحف ويأكل البيض والحشرات والحبوب والمكسرات والفاكهة والمفضلات غير الحشرية ويأكل الديدان والرخويات أيضاً.
ويمكن أن يأكل بعض أنواع الطيور الصغيرة ويقوم الغراب بتخزين الطعام علي المدي القصير في الأشجار، ويعيش طائر الغراب في العديد من الموائل وتنتشر الغربان في جميع أنحاء العالم ما عدا القارة القطبية الجنوبية ويوجد في الغابات الجبلية والغابات الصنوبرية والغابات المتساقطة الأوراق والتندرا والغابات دائمة الخضرة في الصحاري والمراعي والسهول.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الغربان
إقرأ أيضاً:
مفاجأة علمية.. الببغاوات لا تقلدنا فقط بل تنتج اللغة مثلنا
عندما يتعلق الأمر بالكلام، تتميز الببغاوات بمهارة فائقة في تقليد البشر لدرجة أن اسمها أصبح مرادفًا للتكرار والثرثرة. مع ذلك، منذ أن عرف البشر قدرة هذه الطيور المذهلة على التعبير، ظلت كيفية إدارتها لمثل هذه الأصوات المعقدة والمرنة لغزًا.
لكن دراسة جديدة نُشرت في مجلة "نيتشر" تقدم حلًا لهذه المشكلة، وتُظهر أن أدمغة الببغاوات لا تقتصر على التقليد فحسب، بل تمتلك مراكز إنتاج لغة في الدماغ شبيهة بتلك الموجودة لدى البشر، مما قد يساعد العلماء على فهم آلية عمل الكلام لدى البشر وعلاجها اضطراباته بشكل أفضل.
وفي تصريحات للجزيرة نت، يقول مايكل لونغ عالم الأعصاب في مركز لانغون الطبي جامعة نيويورك والباحث الرئيسي للدراسة "تتميز الببغاوات -التي تُربّى عادةً كحيوانات أليفة- بقدراتها الصوتية المذهلة، فهي قادرة على تقليد مجموعة واسعة من الأصوات من البيئة، بما في ذلك أصوات الكلام".
تستكشف الدراسة آليات الدماغ الكامنة وراء أصوات الببغاوات الشائعة، المعروفة أيضًا باسم ببغاوات البادجي، وهي نوع صغير من الببغاوات الأسترالية الذكية واللطيفة، وتتميز بألوانها الأخضر والأصفر النيون، وتٌباع غالبًا كحيوانات أليفة.
وبعيدًا عن مظهرها، تعيش هذه الطيور في البرية في أسراب اجتماعية، وتتواصل عبر تغريد طويل، وتأكل البذور، وتطير في مجموعات إلى حيث يُحتمل أن تكون وجبتها التالية.
وداخل أقفاصها، تُعرف هذه الطيور بطابعها الاجتماعي وثرثارتها، من خلال تقليد العبارات البشرية، مما يجعلها مواضيع بحثيةً مثيرةً للاهتمام في دراسات اللغة.
ويقول لونغ "كانت دراستنا هي الأولى التي تقيس نشاط دماغ الببغاء أثناء إنتاجه للصوت، ووجدنا أن هناك تمثيلًا للأصوات في جزء من الدماغ يُشبه مركزًا رئيسيًا لإنتاج الكلام لدى البشر، وهذا أول نوع غير بشري يُلاحظ فيه وجود مثل هذه الخريطة الحركية الصوتية".
إعلانولفهم كيفية تقليد طيور البادجي للبشر بدقة وإنتاجها لهذا الكم الهائل من الأصوات الشبيهة بالكلام، قام لونغ -وزميلته زيتيان يانغ في مركز لانغون الطبي جامعة نيويورك- بزراعة مجسات دقيقة جراحيًا في أدمغة 4 من الطيور، وتتبعا سلوك الخلايا العصبية الفردية في أدمغتها أثناء إصدارها لأصواتها.
وركز الباحثان على المنطقة الأمامية في دماغ الطيور، التي تعرف باسم "أركوباليوم" وتتداخل جزئيًا مع مناطق مماثلة للوزة الدماغية لدى الثدييات، وتلعب دورًا حاسمًا في التحكم بالمخرجات الصوتية.
ثم جمعا النشاط العصبي لكل طائر أثناء نطقه، وقارنا بيانات البادجي ببيانات البشر وعصافير الزيبرا المغردة التي تُستخدم عادةً في الأبحاث العلمية وتتميز بعبارات صوتية أقل مرونة من الببغاوات.
ووجد مؤلفا الدراسة أن نشاط الخلايا، المُستقرة بهذا الجزء من دماغ البادجي، مُرتبط بالأصوات التي تُصدرها الطيور، وأن الأنماط العصبية المختلفة في هذه المنطقة الدماغية تتوافق مع الأصوات المختلفة، وهي عملية تعكس كيفية ترميز الدماغ البشري للكلام.
ويقول لونغ "عند البحث، وجدنا أن التنظيم الوظيفي لدماغ الببغاء بسيط بشكل مدهش". ويبدو أن خلايا الدماغ الفردية في الببغاء تُشفّر أصواتًا مختلفة يُصدرها الطائر، بما في ذلك طبقة الصوت. ونتيجةً لذلك، هناك تشابه جوهري بين دماغ الببغاء والبيانو، حيث تُؤدي المفاتيح المختلفة إلى نغماتٍ مختلفة.
ويضيف "طائر البادجي قادر على توليد أصوات عشوائية في عالمه بمجرد العزف على هذه المفاتيح الصوتية التي تُنتج مجموعة متنوعة من الأصوات والنغمات العالية والمنخفضة".
تشابه مع أدمغة البشرتتناقض النتائج التي توصل إليها العلماء في طيور البادجي بشكل حاد مع ما لاحظه العلماء في طيور الزيبرا (عصافير الحمار الوحشي الأسترالي) التي -على عكس طيور البادجي- لا تُقلّد الأصوات.
ووجد الباحثون أن منطقة دماغ الببغاء التي ركزوا عليها تعمل بشكل مشابه لأجزاء من القشرة المخية البشرية المرتبطة بوظيفة الكلام والحركة، مقارنةً بمنطقة نظيرتها لدى طيور الزيبرا التي يبدو أن أصواتها مُشفرة كأنماط جامدة وثابتة بمجموعات معقدة وغير قابلة للتفسير من نشاط الخلايا العصبية.
وتتعلم طيور الزيبرا الأغاني المعقدة وتكررها، لكن نشاط دماغها يشير إلى محدودية قدرتها على تعديل ما تعلمته أو الارتجال.
أما في طيور البادجي، فتسمح المنطقة الأمامية بأنماط كلام أكثر مرونة وارتجالية، مشابهة لتلك الموجودة لدى البشر الذين ترتبط لديهم حركات عضلات الشفتين واللسان المحددة بأنماط عصبية محددة في الدماغ.
وهذه الروابط واضحة بما يكفي لدرجة أن العلماء استخدموا سابقًا هذه الأنواع من إشارات الدماغ لتفسير وإعادة إنتاج الكلام المقصود لدى الأشخاص الذين فقدوا القدرة على التحدث بأنفسهم.
وتُضاف هذه الدراسة إلى مجموعة متنامية من الأبحاث حول الإدراك الحيواني، فالعديد من هذه الطيور تُظهر قدرات مذهلة في التعلم والعد والاستدلال، مما يُسلِّط الضوء على أنها قد تمتلك عمليات عصبية أكثر تطورًا مما كان يُعتقد سابقًا.
إعلانوبينما تُعرف الببغاوات بالفعل بذاكرتها المذهلة وقدراتها على استخدام الأدوات، يشكك هذا الاكتشاف أكثر في افتراض أن التحكم الصوتي المُعقّد ينفرد به البشر، ويظهر أن النشاط العصبي والسلوك الصوتي المرتبط به أقرب بين الببغاوات والبشر منه بين الببغاوات والطيور المغردة.
ووفقًا للونغ، تُؤثر اضطرابات التواصل على ما يقرب من 15% من الناس، وتشمل فقدان القدرة على الكلام بعد السكتة الدماغية، والاضطرابات العصبية التنكسية مثل مرض باركنسون والخرف المرتبط بالعمر، أو حالات النمو العصبي مثل التوحد، والتي يمكن أن تُضعف قدرة الشخص على إنتاج اللغة.
ويقول "بفضل قدرتها الصوتية المُشابهة لقدرة البشر، تجدد طيور البادجي الأمل في فهم العمليات الطبيعية التي تُشكل أساس التعلم الصوتي المرن، وكيف تتعطل هذه العمليات في مجموعة من الاضطرابات، وأفضل السبل لعلاج هذه الحالات".
وكتب جوشوا نونويبل عالم الأعصاب بجامعة ديلاوير، والذي لم يشارك بالدراسة -في مقالة مُصاحبة للدراسة بمجلة "نيتشر"- أن مثل هذه الدراسات تُقدم آفاقًا مُثيرة للأبحاث المُستقبلية "وتُبشر بتطوير علاجات النطق وإلهام تقنيات واجهة الدماغ والحاسوب".
مستقبل البحثوالآن، وبعد أن أصبح لدى العلماء معرفة أكبر بكيفية مساعدة أدمغة الببغاوات للطيور على الكلام، يُطرح أسئلة أخرى: كيف -على سبيل المثال- يختار الطائر إصدار أصوات معينة بدلًا من أخرى؟ وما الذي تتحدث عنه هذه الببغاوات؟
ويعمل فريق لونغ الآن مع باحثي التعلم الآلي بهدف ترجمة ما تتواصل به الببغاوات من خلال أصواتها، وتحديد معنى كل زقزقة وتغريدة، فربما تكون لغتها نفسها -وليس فقط طريقة تكوينها في الدماغ- مشابهةً للغة البشر.
وفي حال نجاح هذا العمل، قد يوفر رؤى أعمق حول ما تتواصل به هذه الطيور حقًا عند تقليدها للكلام البشري ونداءات بعضها البعض.
وقد تستكشف الدراسات المستقبلية أيضًا ما إذا كانت طيور مغردة أخرى عالية المهارة، مثل طيور القيثارة، تشترك في هياكل عصبية مماثلة، مما يُقدِّم فرصة إضافية لدراسة اللغة.
وبالإضافة إلى ذلك، يأمل الباحثون في تتبع كيفية تكيف المنطقة الأمامية في أدمغة الطيور بمرور الوقت وفحص كيفية تأثير التفاعلات الاجتماعية على التعلم الصوتي لدى الببغاوات.