الخليج الجديد:
2025-06-26@19:40:04 GMT

تكريس صور العرب والإسلام النمطية في الغرب

تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT

تكريس صور العرب والإسلام النمطية في الغرب

تكريس صور العرب والإسلام النمطية فى الغرب

الانحياز ازدادت حدته بعد حرب أكتوبر وحظر النفط عن أمريكا وهولندا، إذ صار كل ما هو عربى «يمثل تهديدًا».

العنصرية ضد العرب اليوم تستخدم المفردات نفسها التى كانت تُستخدم يومًا ضد اليهود، بما فيها الأنف المعقوف فى الكاريكاتير!

تاريخ البشر يصنعه البشر، «ولأن الصراع من أجل الهيمنة على الأرض جزء من التاريخ، فإنه يمثل أيضًا صراعًا حول إنتاج المعنى التاريخى والاجتماعى».

كتاب إدوارد سعيد دراسة نقدية للسلطة والقوة التى تستخدم المعرفة لتحقيق مصالحها وتأثير الاستشراق المباشر على صناع القرار بالغرب والمواطن الغربى.

قدم سعيد الأدلة على أن الاستشراق كان قائمًا، لا على مجرد السرد والوصف، وإنما على اعتبار «الإسلام» هو التجسيد الأكثر خطرًا لما يسمى بـ«الشرق».

يحلل سعيد نفوذ "الاستشراق" الواسع فبات منطلق كل الدراسات الغربية عن العرب والإسلام. وتمدد نفوذه وانتقل خارج حدود الغرب فغدا مستخدمًا بذات التعميمات المُخلة!

اليوم تُستخدم مفردات فريدة لوصف الإسلام والمسلمين، إذ «لا توجد جماعة اثنية أو دينية أخرى يجرؤ أحد فى الغرب أن يقول أو يكتب عنها ما يقال ويكتب عن العرب والمسلمين».

* * *

مازلتُ أقدم أهم ما جاء فى كتاب «الاستشراق» لإدوارد سعيد. وتعرضتُ فى المقال السابق لشرحه لثبات العلاقة بين الأكاديميا «والمعانى المُتخيلة» عن الشرق منذ القرن الثامن عشر.

وكتاب إدوارد سعيد، الذى صدرت طبعته الأولى أواخر السبعينيات، يشير لمتغير جديد وقتها، إذ يشير إلى أن الانحياز ازدادت حدته بعد حرب أكتوبر وحظر النفط، إذ صار كل ما هو عربى «يمثل تهديدًا».

وبعد أن يعرض باستفاضة الصور النمطية للعرب فى الغرب، يقول بحق إن المفردات التى تُستخدم اليوم لوصف الإسلام والمسلمين فريدة من نوعها، إذ «لا توجد جماعة اثنية أو دينية أخرى يجرؤ أحد فى الغرب أن يقول أو يكتب عنها ما يقال ويكتب عن العرب والمسلمين»، مشيرًا لملاحظة بالغة الأهمية، وهى أن العنصرية ضد العرب اليوم تستخدم المفردات نفسها التى كانت تُستخدم يومًا ضد اليهود، بما فيها الأنف المعقوف فى الكاريكاتير!

ولابد من الإشارة إلى أن إدوارد سعيد تعرض لهجوم قاسٍ بعد نشر الكتاب، واتُّهم بالعداء «للغرب» بل وبأنه يجعل الغرب «عدوًا للعالمين العربى والإسلامى».

وعند آخرين، كان الاتهام لإدوارد سعيد أنه يقدم صورة ناصعة للحضارة الإسلامية وكأنها بلا أخطاء، وهو ما لم يقله «سعيد» ولم يهدف له. فهذا الهجوم وذاك، يعتبر الغرب والمستشرقين، أى من يدرسون الشرق منهم، شيئًا واحدًا، ويتجاهل أن الرجل رفض منذ البداية التصنيفات القائمة على التعميم المُخل، من نوع «شرق» مقابل «غرب».

وكيف يمكن لـ«سعيد» أن يقدم صورة ناصعة للحضارة الإسلامية رغم أنه رفض صراحة أن يقدم «أى صورة»، يعتبرها «الحقيقية» لتلك الحضارة! كل ما قاله «سعيد» وقدم عليه الأدلة كان أن الاستشراق كان قائمًا- لا على مجرد السرد والوصف- وإنما على اعتبار «الإسلام» هو التجسيد الأكثر خطرًا لما يسمى بـ«الشرق».

وجوهر أطروحته كان أن تاريخ البشر يصنعه البشر، «ولأن الصراع من أجل الهيمنة على الأرض جزء من التاريخ، فإنه يمثل أيضًا صراعًا حول إنتاج المعنى التاريخى والاجتماعى».

وعليه فإن مهمة الباحث هى ألا يفصل الصراع على الأرض عن الصراع على المعنى. ويقول «سعيد» إن الهوية تقوم على المقارنة بالآخر. لكن كل عصر وكل مجتمع يعيد خلق ذلك «الآخر» من جديد.

معنى ذلك أن الهوية نفسها عبارة عن عملية تاريخية وفكرية وسياسية واجتماعية مستمرة تتولاها المؤسسات والأفراد فى كل المجتمعات دون قدرة أحدهم بمفرده على احتكار تعريف الهوية.

بعبارة أخرى، الهوية مسألة ليست جامدة وثابتة وإنما تتسم بالسيولة وتتغير من زمن لآخر وفق احتياجات المجتمع، بل يتم بناؤها وإعادة بنائها.

أكثر من ذلك، ففى كل كتبه يؤكد «سعيد» أن تلك الحتميات الموجودة لدى المستشرقين يوجد مثلها لدينا نحن أيضًا، وإن كان موضوع كتابه الحتميات التى انطوى عليها الاستشراق. ولأن المستشرقين ينظرون للشرق «من الخارج» و«من أعلى» فلا يمكنهم رؤية السيولة والتحولات الجوهرية، بل وتخفى نظرتهم تلك وراءها مصالحهم.

باختصار كتاب إدوارد سعيد دراسة نقدية للسلطة والقوة التى تستخدم المعرفة لتحقيق مصالحها. وهو يشرح التأثير المباشر للاستشراق على صناع القرار الغربيين بل وعلى المواطن الغربى العادى.

ويحلل النفوذ الواسع له حتى بات الأرضية التى تنطلق منها كل الدراسات الغربية عن العرب والإسلام. غير أن الأهم من هذا وذاك أن نفوذ الاستشراق تمدد حتى انتقل لما وراء حدود الغرب، فغدا منهجه مستخدمًا خارجه بالتعميمات المُخلة ذاتها!

*د. منار الشوربجي أستاذ العلوم السياسية، باحثة في الشأن الأمريكي

المصدر | المصري اليوم

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الشرق الغرب الاستشراق المستشرق العرب الإسلام العنصرية الصور النمطية إدوارد سعيد حظر النفط الصراع على الأرض إدوارد سعید فى الغرب عن العرب ت ستخدم ستخدم ا الیوم ت التى ت

إقرأ أيضاً:

إدوارد يكشف كواليس مشاركته في مسلسل "إش إش" مع مي عمر

حل الفنان إدوارد ضيفًا في برنامج "كلاكيت" مع الإعلامية لينا الطهطاوي، والمذاع عبر إذاعة الراديو "نجوم إف إم"، وكشف خلال اللقاء عن الكثير من الأسرار المتعلقة بحياته الخاصة ومشواره الفني، كما كشف تفصايل مشاركته في مسلسل "إش إش" بطولة الفنانة مي عمر، والذي تم عرضه في موسم رمضان 2025.

تصريحات إدوارد 

 

وتحدث إدوارد، قائلًا؛"محمد سامي كلمني قال لي يا إدوارد أنت معايا في مسلسل مع مي عمر شخصية اسمها بوشكاش هتسيب شعر دقنك وراسك وعايز اللون الأبيض باين وسيب أي شعر يطلع في جسمك".

كما أضاف إدوارد: "اتخضيت من الشكل، قالي الشخصية هتبقى واطية جدا يمكن تبقى شخصية كتبتها في حياتي استفزني حاجة جديدة عليا، سيبت نفسي وكان منظري بشع".

ادوارد أبطال وصناع مسلسل إش إش


وضم مسلسل إش إش، في بطولته بجانب مي عمر عدد من نجوم الفن أبرزهم: ماجد المصري، هالة صدقي، انتصار، إيهاب فهمي، إدوارد، علاء مرسي، شيماء سيف، طارق النهري، عصام السقا، دينا. والمسلسل من تأليف وإخراج محمد سامي.


أحداث مسلسل إش إش


وروي المسلسل قصة شروق، المعروفة باسم إش إش، التي نشأت في ظروف صعبة واضطرت للعمل كراقصة لإعالة أسرتها. ورغم نجاحها في هذا المجال، تسعى جاهدةً لتغيير حياتها عبر تعلم الإنجليزية والعمل في مركز اتصالات، أملًا في ترك الرقص نهائيًا.

مقالات مشابهة

  • إدوارد يكشف كواليس مشاركته في مسلسل "إش إش" مع مي عمر
  • العدوان على إيران.. ترجمة لهلع الغرب من جبهة لا تركع
  • كتاب يعاين صورة المتنبي في مرآة الاستشراق وضع القراءة
  • وليام طوق نوه بقرار تكريس ملكية القرنة لمدينة بشري
  • دروس وعبر
  • البروفيسور عبد الغفور الهدوي: الاستشراق ينساب في صمت عبر الخوارزميات
  • كيان الأعمال القذرة
  • ذكرى تكريس أول كنيسة على اسم السيدة العذراء.. آلاف الأقباط يحتفلون بالدير المحرق والجنادلة بعيد حالة الحديد
  • في التقييم.. جبهة المقاومة منذ طوفان الأقصى
  • كنيسة الدويلعة والخوف المسيحي من الإسلام المشوّه