تعتبر علاقات كوريا الشمالية مع روسيا من أقدم وأعمق العلاقات الدولية في العالم، فهي ترجع إلى نهاية الحرب العالمية الثانية وبداية الحرب الباردة. 

وتتسم هذه العلاقات بالتغير والتطور وفقًا للظروف السياسية والاقتصادية والأمنية في المنطقة والعالم، فهي تارة تكون قوية ومتينة وتارة أخرى تكون ضعيفة وهشة.

وتشهد هذه العلاقات في السنوات الأخيرة تحسنًا ملحوظًا، خصوصًا بعد قمة زعيمي البلدين في سبتمبر، حيث أكدا التضامن والتعاون في مواجهة التحديات المشتركة.

 

لكن هذا التحسن يثير أسئلة عن دوافع وأهداف كل طرف، وعن مدى استدامة وثبات هذه العلاقات في ظل التغيرات الجارية في المشهد الإقليمي والدولي.

التاريخ

بدأت علاقات كوريا الشمالية مع روسيا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، حيث أنشأ الاتحاد السوفيتي حكومة شيوعية في شمال شبه الجزيرة الكورية بزعامة كيم إيل سونج. 

ودعمت روسيا كوريا الشمالية عسكريًا واقتصاديًا خلال حرب كوريا (1950-1953)، التي اندلعت بعد اجتياح كوريا الشمالية لكوريا الجنوبية بغية توحيد شبه الجزيرة تحت نظام شيوعي.

واستمرت روسيا في تزويد كوريا الشمالية بالمساعدات والأسلحة حتى نهاية حقبة ستالين، لكنها بدأت تخفض من حجم دعمها بسبب سعي كوريا الشمالية للحفاظ على استقلالها وسلطانها. وازدهرت علاقات كوريا الشمالية مع روسيا في فترة التسعينات من القرن الماضي، حيث استفادت كوريا الشمالية من المنافسة بين روسيا والصين، وحصلت على مزيد من المساعدات من كلا الطرفين.

وانخفضت علاقات كوريا الشمالية مع روسيا في فترة الانهيار السوفيتي وما تلاه، حيث قلصت روسيا مساعداتها لكوريا الشمالية وسعت لتحسين علاقاتها مع كوريا الجنوبية والغرب.

الواقع الراهن

تشهد علاقات كوريا الشمالية مع روسيا تحولًا إيجابيًا في السنوات الأخيرة، حيث تزداد التنسيق والتعاون بينهما في مجالات مختلفة. وترتبط هذه التطورات بالعوامل التالية:

- الضغوط والعقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة وحلفاؤها على كوريا الشمالية بسبب برنامجها النووي والصاروخي.

- الصراع والتوتر بين روسيا والغرب بسبب أزمة أوكرانيا وغيرها من الملفات الإقليمية والدولية.

- رغبة كوريا الشمالية في تنويع شركائها وخفض اعتمادها على الصين، التي تمثل أكبر حليف وشريك اقتصادي لها.

- رغبة روسيا في تعزيز نفوذها في شرق آسيا وتطوير مناطق سيبيريا والشرق الأقصى، التي تحتوي على ثروات طبيعية هائلة.

وتتمثل أبرز مجالات التعاون بين كوريا الشمالية وروسيا في ما يلي: 

- المجال السياسي: يتبادل زعماء البلدين زيارات متكررة، ويلتقون في قمم دولية، ويرسلون رسائل تهنئة وتضامن، ويلتزمون بالدفاع عن المصالح المشتركة. 

- المجال الأمني: يدعمان بعضهما في مجلس الأمن الدولي، ويرفضان فرض عقوبات جديدة على كوريا الشمالية، ويلتزمان بحل سلمي للأزمة الكورية، ويرى كلا منهما أن التحالف بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية يشكل تهديدًا لأمنه. 

- المجال الاقتصادي: يزداد التبادل التجاري بينهما، خصوصًا في مجالات الطاقة والنقل والزراعة، ويرى كلا منهما أن مشروع خط أنابيب غاز من روسيا إلى كوريا الجنوبية عبر كوريا الشمالية يشكل فرصة استثمارية هامة. 

- المجال الثقافي: يزداد التعاون في مجالات التعليم والثقافة والرياضة، حيث يستضاف طلاب كورية شمالية في جامعات روسية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الاتحاد السوفيتي التحديات المشتركة الحرب الباردة الحرب العالمية الثانية الجزيرة الكورية الحرب العالمية انتهاء الحرب شبه الجزيرة الكورية كوريا الشمالية كوريا الجنوبية کوریا الجنوبیة روسیا فی

إقرأ أيضاً:

غلق مؤقت لطريقين وطنيين لمدة شهر.. ولاية الجزائر تكشف عن السبب

أعلنت مصالح ولاية الجزائر عن غلق مؤقت لجزء من الطريق الوطني رقم 11 والطريق الوطني رقم 5، الرابطين بين باب الوادي وشارع جيش التحرير الوطني، وذلك في إطار تقدم الأشغال المتعلقة بالمنشأة الفنية الجديدة الخاصة بالشرفة التي ستربط بين نهج تشي غيفارا ومنتزه المسمكة.

وسيدخل هذا الغلق حيز التنفيذ ابتداءً من اليوم الخميس، لمدة 30 يومًا، على أن يكون الغلق يوميًا خلال الفترة الليلية فقط، من الساعة الحادية عشرة ليلا (23:00) إلى غاية الساعة الخامسة صباحًا (05:00). ويأتي هذا الإجراء بهدف وضع العوارض الخاصة بالمنشأة الفنية وتأمين محيط الأشغال.

وفي هذا السياق، كشفت مصالح الولاية عن مخطط جديد لتحويل حركة سير المركبات خلال فترة الغلق. حيث بالنسبة للمركبات القادمة من باب الوادي نحو شارع جيش التحرير الوطنيسيتم تحويل السير انطلاقًا من محول الدوران حصن 23 نحو شارع أول نوفمبر، ثم شارع تشي غيفارا، فشارع عسلة حسين، وصولًا إلى شارع جيش التحرير الوطني.

أما بالنسبة للمركبات القادمة من شارع جيش التحرير الوطني باتجاه باب الوادي يتم تحويل السير ابتداءً من منطقة تافورة نحو شارع زيغوت يوسف، ثم شارع تشي غيفارا، وبعدها نحو شارع يحيى لقمان أو شارع أول نوفمبر، في اتجاه باب الوادي.

كما نشرت مصالح ولاية الجزائر مخططًا توضيحيًا مرفقًا بالصور لتسهيل فهم مسارات التحويل، داعية مستعملي الطريق إلى احترام إرشادات أعوان الأمن وإشارات المرور، واستعمال المحاور البديلة تفاديًا للازدحام والاضطرابات المرورية.

وختمت الولاية بيانها بالاعتذار عن الإزعاج الذي قد ينجر عن هذا الغلق المؤقت، مؤكدة أن هذه الأشغال تندرج ضمن مسعى تحسين البنية التحتية وتسهيل الحركة المرورية في العاصمة.

مقالات مشابهة

  • منتدى الدوحة.. علاقات الخليج بأوروبا استراتيجية للأمن والاستقرار العالميين
  • انخفاض صادراتُ السّيارات في كوريا الجنوبية في عام 2025
  • رئيس وزراء الهند يعلن عن اتفاقية مع روسيا للتعاون الاقتصادي حتى 2030
  • استشاري علاقات أسرية تكشف لـ "الوفد" تاثير السوشيال ميديا على المخطوبين والمتزوجين
  • باحث علاقات دولية: إدارة ترامب وجدت مصلحة امريكا مع روسيا أكثر من أوروبا
  • بوتين: روسيا تريد إنهاء الحرب التي شنها الغرب
  • غلق مؤقت لطريقين وطنيين لمدة شهر.. ولاية الجزائر تكشف عن السبب
  • غلق مؤقت لطريقين وطنيين.. ولاية الجزائر تكشف عن السبب
  • بوتين: تاريخ العلاقات بين روسيا والهند فريد من نوعه
  • بوتين: العلاقات بين روسيا والهند فريدة وتتطور في مجالات متعددة