علاقات كوريا الشمالية مع روسيا.. معقل استراتيجي أم تحالف مؤقت؟
تاريخ النشر: 1st, October 2023 GMT
تعتبر علاقات كوريا الشمالية مع روسيا من أقدم وأعمق العلاقات الدولية في العالم، فهي ترجع إلى نهاية الحرب العالمية الثانية وبداية الحرب الباردة.
وتتسم هذه العلاقات بالتغير والتطور وفقًا للظروف السياسية والاقتصادية والأمنية في المنطقة والعالم، فهي تارة تكون قوية ومتينة وتارة أخرى تكون ضعيفة وهشة.
وتشهد هذه العلاقات في السنوات الأخيرة تحسنًا ملحوظًا، خصوصًا بعد قمة زعيمي البلدين في سبتمبر، حيث أكدا التضامن والتعاون في مواجهة التحديات المشتركة.
لكن هذا التحسن يثير أسئلة عن دوافع وأهداف كل طرف، وعن مدى استدامة وثبات هذه العلاقات في ظل التغيرات الجارية في المشهد الإقليمي والدولي.
التاريخ
بدأت علاقات كوريا الشمالية مع روسيا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، حيث أنشأ الاتحاد السوفيتي حكومة شيوعية في شمال شبه الجزيرة الكورية بزعامة كيم إيل سونج.
ودعمت روسيا كوريا الشمالية عسكريًا واقتصاديًا خلال حرب كوريا (1950-1953)، التي اندلعت بعد اجتياح كوريا الشمالية لكوريا الجنوبية بغية توحيد شبه الجزيرة تحت نظام شيوعي.
واستمرت روسيا في تزويد كوريا الشمالية بالمساعدات والأسلحة حتى نهاية حقبة ستالين، لكنها بدأت تخفض من حجم دعمها بسبب سعي كوريا الشمالية للحفاظ على استقلالها وسلطانها. وازدهرت علاقات كوريا الشمالية مع روسيا في فترة التسعينات من القرن الماضي، حيث استفادت كوريا الشمالية من المنافسة بين روسيا والصين، وحصلت على مزيد من المساعدات من كلا الطرفين.
وانخفضت علاقات كوريا الشمالية مع روسيا في فترة الانهيار السوفيتي وما تلاه، حيث قلصت روسيا مساعداتها لكوريا الشمالية وسعت لتحسين علاقاتها مع كوريا الجنوبية والغرب.
الواقع الراهن
تشهد علاقات كوريا الشمالية مع روسيا تحولًا إيجابيًا في السنوات الأخيرة، حيث تزداد التنسيق والتعاون بينهما في مجالات مختلفة. وترتبط هذه التطورات بالعوامل التالية:
- الضغوط والعقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة وحلفاؤها على كوريا الشمالية بسبب برنامجها النووي والصاروخي.
- الصراع والتوتر بين روسيا والغرب بسبب أزمة أوكرانيا وغيرها من الملفات الإقليمية والدولية.
- رغبة كوريا الشمالية في تنويع شركائها وخفض اعتمادها على الصين، التي تمثل أكبر حليف وشريك اقتصادي لها.
- رغبة روسيا في تعزيز نفوذها في شرق آسيا وتطوير مناطق سيبيريا والشرق الأقصى، التي تحتوي على ثروات طبيعية هائلة.
وتتمثل أبرز مجالات التعاون بين كوريا الشمالية وروسيا في ما يلي:
- المجال السياسي: يتبادل زعماء البلدين زيارات متكررة، ويلتقون في قمم دولية، ويرسلون رسائل تهنئة وتضامن، ويلتزمون بالدفاع عن المصالح المشتركة.
- المجال الأمني: يدعمان بعضهما في مجلس الأمن الدولي، ويرفضان فرض عقوبات جديدة على كوريا الشمالية، ويلتزمان بحل سلمي للأزمة الكورية، ويرى كلا منهما أن التحالف بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية يشكل تهديدًا لأمنه.
- المجال الاقتصادي: يزداد التبادل التجاري بينهما، خصوصًا في مجالات الطاقة والنقل والزراعة، ويرى كلا منهما أن مشروع خط أنابيب غاز من روسيا إلى كوريا الجنوبية عبر كوريا الشمالية يشكل فرصة استثمارية هامة.
- المجال الثقافي: يزداد التعاون في مجالات التعليم والثقافة والرياضة، حيث يستضاف طلاب كورية شمالية في جامعات روسية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الاتحاد السوفيتي التحديات المشتركة الحرب الباردة الحرب العالمية الثانية الجزيرة الكورية الحرب العالمية انتهاء الحرب شبه الجزيرة الكورية كوريا الشمالية كوريا الجنوبية کوریا الجنوبیة روسیا فی
إقرأ أيضاً:
سفيرة النمسا تزور معهد الدراسات الدبلوماسية في طرابلس
استقبل مدير معهد الدراسات الدبلوماسية، خالد عبد السلام أبوخريص، سفيرة جمهورية النمسا لدى ليبيا، باربرا غروس.
وخلال اللقاء، قُدِّم عرض موجز حول رؤية المعهد وأهدافه، إضافة إلى برامجه التدريبية، والدور الذي يضطلع به في تأهيل الكوادر الدبلوماسية الليبية، كما جرى بحث سبل تعزيز التعاون الدولي في مجال التدريب والتأهيل الدبلوماسي.
من جهتها، أعربت السفيرة غروس عن تقديرها للدور الحيوي الذي يؤديه المعهد في دعم مسار الدبلوماسية الليبية، مؤكدةً استعداد بلادها لتعزيز التعاون والتنسيق المشترك مع ليبيا، لا سيما في مجالات التدريب الدبلوماسي، وتبادل الزيارات الأكاديمية، وتنظيم برامج تدريبية مشتركة بين معهد الدراسات الدبلوماسية ونظيره في فيينا.
هذا وتعود علاقات ليبيا والنمسا إلى عدة عقود، وهي علاقات ودية يغلب عليها الطابع الدبلوماسي والاقتصادي. أقامت الدولتان علاقاتهما الرسمية منذ ستينيات القرن الماضي، واحتفظتا بسفارات متبادلة في طرابلس وفيينا.
وتميزت العلاقات بتعاون في مجالات الطاقة، خاصة خلال فترة السبعينيات والثمانينيات، إلى جانب التعاون في التعليم والتدريب. بعد عام 2011، ووسط التحولات السياسية في ليبيا، بقيت النمسا داعمة للاستقرار والحوار، وواصلت دعمها عبر القنوات الدبلوماسية، خاصة في مجالات حقوق الإنسان، وبناء القدرات، والتدريب الدبلوماسي.
كما تُعد النمسا من الدول الأوروبية المهتمة بالاستقرار في شمال أفريقيا، وتسعى لتعزيز شراكات بناءة مع ليبيا في قضايا الأمن، الهجرة، والتعليم.