الدكتور يوسف إدريس والمرأة ( 2 )
تاريخ النشر: 1st, October 2023 GMT
ويستمر حواري مع الدكتور يوسف إدريس الذى توج بلقب أمير القصة القصيرة، وحمل لقب "تشيخوف العرب" نسبة إلى الروائي الروسي "أنطوان تشيخوف". كانت المرأة بطلة العديد من روايات الأديب يوسف إدريس خاصة الريفية، وأظهرها بشكل فاق الرجل، فهى الأكثر تمسكا بالعادات وتحمل الصعاب والمشكلات الحياتية القاسية.إحساسه بالمرأة كان عاليا، ونظرته لها تعمقت، ولهذا وجدناها ظاهرة كثيرة فى أعماله.
فى الوقت الذى شغلت فيه المرأة المصرية مساحة مميزة وواسعة فى عالم الشخصيات التى تصورها روايات الأديب يوسف إدريس ببيئتها الريفية والمدنية، رأيناه يعرض أكثر من صورة لشخصية المرأة الأجنبية كثورية ومناضلة سياسية وعاملة وطبيبة. وعندما أسأل أديبنا عن فكرته عن المرأة الغامضة وشعوره حيالها، يقول: " قد تكون غامضة نتيجة عمق لا تفتعله وإنما الغير هو الذي يشعر به، ويشعر بأن وراءه أمورًا كثيرة. وقد تكون غامضة عن افتعال وهذا نوع يثير الضحك".
وأسأل الدكتور الأديب عن رد فعله تجاه الغموض غير المفتعل، فيقول: " أحاول اكتشاف كنهه.. تماما كما أحاول اكتشاف كنه الحياة. غموض المرأة يجب أن يكون من غموض الحياة نفسها، ولهذا فإن الحياة لا تفتعل الغموض، فهى غامضة رغم أنفها.. ولذلك عندما أنادي بالتلقائية لا أنادي بالبساطة. والتلقائية هنا لإسقاط كل الأشياء التى تعوق العملية الحية. والعملية الحية فى حد ذاتها عملية غامضة جدا.. مثيرة جدا.. ممتعة جدا. وأنا عندما أطالب بنزع الأسوار المصطنعة التي تمنع الإنسان من السلوك المنضبط، أو تمنع الرجل والمرأة من الاقتراب من بعض اقترابا حقيقيا فإنما أدعو إلى اقتراب أعمق وأمتع".
وأسأله: ما المشكلة التى ما زالت تسيطر على المرأه فى مجتمعنا؟ فيجيبنى قائلا: " الرجل! ومن أجل هذا فإن المرأة تفتقد الكثير جدا من مواهبها وقدراتها عندما تنخرط فى التفكير الزائد بالرجل. ولكن ربما تعاود سيرتها الأولى وتصبح امرأة إذا ما بدأت تهتم بأشياء أخرى إلى جانب الرجل. بالفعل هناك مشكلة اجتماعية موجودة عندنا، وهي مشكلة علاقة المرأة بالرجل".
وهنا أدلف إلى محاولة الوقوف على وجهة نظر أديبنا يوسف إدريس حيال المرأة، وهل تطورت عبر تجاربه؟ فيرد على سؤالى قائلا: "المرأة فى البداية كانت بالنسبة لى شكلا مختلفا عن الرجل. هناك المرحلة الأولى التى تجسدت بمحاولة التعرف على الشكل الخاص بالمرأة. أما المرحلة الثانية فكانت مرحلة الإحساس بمشاكلها، وهى مرحلة التعاطف معها، والتي ثرت عليها الآن بعد أن تبينت أن المرأة ليست بالكائن الضعيف.وهكذا فإننى وصلت الآن إلى المرحلة الثالثة، وهى مرحلة حماسى للمرأة وهى أوقع قليلا من التعاطف. ولكنى لا أتحمس لكل امرأة، ولا لكل شىء فى المرأة. إنما كمبدأ عام أنا متحمس للمرأة المتحمسة لنفسها.. بكافة أشكالها.. كامرأة، كعقل، كتصرف، كمسؤولية. وأؤكد هنا ما أردت أن أعنيه بالمسئولية".
وينتهى الحوار بينى وبين الدكتور الأديب يوسف إدريس وهو يردد: " المشكلة كما قلت لك هى أن المرأة فى الشرق ما زالت تعيش فى مجمع نسائى مغلق على نفسه.. مجتمع خاص له تقاليده الخاصة ومعاييره الحاكمة".
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: یوسف إدریس
إقرأ أيضاً:
نقاش بين خالد أبو بكر وراغدة شلهوب: أنتو ظالمين الرجالة
دار نقاش بين المحامي الدولي والإعلامي خالد أبو بكر والإعلامية راغدة شلهوب حول "ليه الزوج بيكون كئيب لما يدخل بيته وبيهزر ويضحك مع أصحابه وزملائه برة الشغل؟".
ومازحها خالد أبو بكر، مقدم برنامج "آخر النهار"، عبر قناة "النهار"، وقال: "غيري أصحابك، هذا الكلام ليس صحيحا، أنتو ظالمين الرجالة، لأن الرجل رد فعل، والزوجة هي من تجعله يغضب ويضحك، لأنها ملكة البيت، وبالنسبة لصاحب السؤال، فإنه قال قاعدة من دماغه".
وردت عليه راغدة شلهوب، قائلة: "مش من دماغها، 75% من الزوجات يعانين من هذا الأمر، ولكن هناك وجهة نظر أخرى، وهي أن الرجل يحب أن يكون على طبيعته في بيته، وألا يكون مضطرا إلى مسايرة ومجاملة مَن هم حوله، وأحيانا لا يريد الاستماع إلى مشكلات الأسرة، لكنه خارج البيت يكون مضطرا للمسايرة، وأنصح السيدات بتحمل أزواجهن، لأن الرجل يجب أن يكون على راحته في بيته".
أما خالد أبو بكر، فقال: "أولا هذه النسبة ليست صحيحة، ويلزمنا إحصائية حتى نؤكدها، كما يمكننا النظر إلى الأمر من زاوية أخرى، الرجل في بيته يريد تغيير حالته النفسية بدلا من الإرهاق الذي يعانيه بالخارج، وهنا يأتي الدور على الزوجة لأنها ملكة البيت، لأنها تملك كل مفاتيح الرجل".