الأسبوع:
2025-12-14@06:15:00 GMT

الدكتور يوسف إدريس والمرأة ( 2 )

تاريخ النشر: 1st, October 2023 GMT

الدكتور يوسف إدريس والمرأة ( 2 )

ويستمر حواري مع الدكتور يوسف إدريس الذى توج بلقب أمير القصة القصيرة، وحمل لقب "تشيخوف العرب" نسبة إلى الروائي الروسي "أنطوان تشيخوف". كانت المرأة بطلة العديد من روايات الأديب يوسف إدريس خاصة الريفية، وأظهرها بشكل فاق الرجل، فهى الأكثر تمسكا بالعادات وتحمل الصعاب والمشكلات الحياتية القاسية.إحساسه بالمرأة كان عاليا، ونظرته لها تعمقت، ولهذا وجدناها ظاهرة كثيرة فى أعماله.

علاقته بها كانت حميمية أبرزتها علاقته بزوجته التى كانت الأكثر تأثيرا فى حياته وكتاباته أيضا. كانت زوجته تعامله كطفل وترعاه وكثيرا ما قال: " لولاها ما قدر لى أن أعيش ولا كنت خضت ميدان الكتابة".

فى الوقت الذى شغلت فيه المرأة المصرية مساحة مميزة وواسعة فى عالم الشخصيات التى تصورها روايات الأديب يوسف إدريس ببيئتها الريفية والمدنية، رأيناه يعرض أكثر من صورة لشخصية المرأة الأجنبية كثورية ومناضلة سياسية وعاملة وطبيبة. وعندما أسأل أديبنا عن فكرته عن المرأة الغامضة وشعوره حيالها، يقول: " قد تكون غامضة نتيجة عمق لا تفتعله وإنما الغير هو الذي يشعر به، ويشعر بأن وراءه أمورًا كثيرة. وقد تكون غامضة عن افتعال وهذا نوع يثير الضحك".

وأسأل الدكتور الأديب عن رد فعله تجاه الغموض غير المفتعل، فيقول: " أحاول اكتشاف كنهه.. تماما كما أحاول اكتشاف كنه الحياة. غموض المرأة يجب أن يكون من غموض الحياة نفسها، ولهذا فإن الحياة لا تفتعل الغموض، فهى غامضة رغم أنفها.. ولذلك عندما أنادي بالتلقائية لا أنادي بالبساطة. والتلقائية هنا لإسقاط كل الأشياء التى تعوق العملية الحية. والعملية الحية فى حد ذاتها عملية غامضة جدا.. مثيرة جدا.. ممتعة جدا. وأنا عندما أطالب بنزع الأسوار المصطنعة التي تمنع الإنسان من السلوك المنضبط، أو تمنع الرجل والمرأة من الاقتراب من بعض اقترابا حقيقيا فإنما أدعو إلى اقتراب أعمق وأمتع".

وأسأله: ما المشكلة التى ما زالت تسيطر على المرأه فى مجتمعنا؟ فيجيبنى قائلا: " الرجل! ومن أجل هذا فإن المرأة تفتقد الكثير جدا من مواهبها وقدراتها عندما تنخرط فى التفكير الزائد بالرجل. ولكن ربما تعاود سيرتها الأولى وتصبح امرأة إذا ما بدأت تهتم بأشياء أخرى إلى جانب الرجل. بالفعل هناك مشكلة اجتماعية موجودة عندنا، وهي مشكلة علاقة المرأة بالرجل".

وهنا أدلف إلى محاولة الوقوف على وجهة نظر أديبنا يوسف إدريس حيال المرأة، وهل تطورت عبر تجاربه؟ فيرد على سؤالى قائلا: "المرأة فى البداية كانت بالنسبة لى شكلا مختلفا عن الرجل. هناك المرحلة الأولى التى تجسدت بمحاولة التعرف على الشكل الخاص بالمرأة. أما المرحلة الثانية فكانت مرحلة الإحساس بمشاكلها، وهى مرحلة التعاطف معها، والتي ثرت عليها الآن بعد أن تبينت أن المرأة ليست بالكائن الضعيف.وهكذا فإننى وصلت الآن إلى المرحلة الثالثة، وهى مرحلة حماسى للمرأة وهى أوقع قليلا من التعاطف. ولكنى لا أتحمس لكل امرأة، ولا لكل شىء فى المرأة. إنما كمبدأ عام أنا متحمس للمرأة المتحمسة لنفسها.. بكافة أشكالها.. كامرأة، كعقل، كتصرف، كمسؤولية. وأؤكد هنا ما أردت أن أعنيه بالمسئولية".

وينتهى الحوار بينى وبين الدكتور الأديب يوسف إدريس وهو يردد: " المشكلة كما قلت لك هى أن المرأة فى الشرق ما زالت تعيش فى مجمع نسائى مغلق على نفسه.. مجتمع خاص له تقاليده الخاصة ومعاييره الحاكمة".

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: یوسف إدریس

إقرأ أيضاً:

لماذا استهدفت إسرائيل الرجل الثاني في القسام الآن؟

أعلنت إسرائيل استهداف قيادي بارز في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) خلال عملية عسكرية في قطاع غزة، في خطوة أثارت تساؤلات حول توقيتها ودلالاتها السياسية والأمنية، لا سيما أنها جاءت في ظل سريان اتفاق وقف إطلاق النار.

ورغم أن البيان الرسمي للجيش الإسرائيلي خلا من ذكر اسم القيادي المستهدف، فإن وسائل الإعلام الإسرائيلية تداولت على نطاق واسع اسم رائد سعد، وقدمته بوصفه "الرجل الثاني" في كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، ونائب قائدها العام.

وفي هذا السياق، أوضح مراسل الجزيرة إلياس كرام أن عدم ذكر الجيش الإسرائيلي للاسم يعكس على الأرجح، عدم التيقن الكامل من نتائج محاولة الاغتيال، لافتا إلى أن البيانات الرسمية غالبا ما تتأخر إلى حين التأكد الاستخباراتي من نجاح العملية.

وبحسب كرام، فإن البيان الإسرائيلي اكتفى بالإشارة إلى استهداف "شخصية قيادية بارزة" في حماس، قال إنها كانت تعمل على إعادة تأهيل بنى عسكرية موجهة ضد الجيش الإسرائيلي، وهو الوصف ذاته الذي تبنته التسريبات المنسوبة لمصادر أمنية.

وتزامنا مع ذلك، حرصت وسائل الإعلام الإسرائيلية على إبراز دور رائد سعد، مقدمة إياه باعتباره اليد اليمنى لقائد القسام الراحل محمد الضيف، وأحد المخططين الرئيسيين لهجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، في محاولة لتبرير عملية الاغتيال.

وفي السياق، أفاد مصدر في الإسعاف والطوارئ في قطاع غزة بارتقاء 4 شهداء وإصابة 10 آخرين حالة بعضهم خطرة جراء قصف الاحتلال سيارة مدنية جنوب غربي مدينة غزة.

انتهاك للاتفاق

ويشير مراسل الجزيرة إلى أن هذا الخطاب الإعلامي يأتي في وقت يفترض أن وقف إطلاق النار لا يزال ساريا، لكنه يتعرض، وفق توصيفه، لانتهاكات متكررة من جانب إسرائيل عبر عمليات قصف واغتيال وهدم منازل داخل القطاع.

وتبرز أهمية هذه العملية، إن ثبت نجاحها، من كونها قد تكون أرفع عملية اغتيال تطال قياديا في غزة منذ بدء العمل باتفاق وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، خاصة إذا صح توصيف سعد كمسؤول مركزي عن إعادة التصنيع والتسليح داخل الحركة.

إعلان

وفي هذا السياق، أشار كرام إلى أن إسرائيل تعتبر جميع قيادات حماس، السياسية والعسكرية، أهدافا مشروعة، ولا ترى في اتفاق وقف إطلاق النار أي حصانة لهم، سواء داخل قطاع غزة أو خارجه، وهو ما يفسر استمرار دائرة الاستهداف.

لكن توقيت العملية يكتسب بعدا سياسيا إضافيا، مع تزايد الحديث عن ضغوط أميركية للانتقال إلى المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، وهو ما قد تسعى إسرائيل إلى عرقلته أو إعادة صياغته بشروطها الخاصة.

ويؤكد كرام أن إسرائيل، عبر هذا التصعيد، تحاول فرض نموذج أمني مشابه لما تطبقه في لبنان، حيث نفذت مئات عمليات الاغتيال ضد كوادر حزب الله منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار هناك في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.

تضارب الروايات

وبشأن تضارب الروايات حول نجاح الاغتيال، أوضح كرام أن التسريبات الصادرة عن "مصادر أمنية" إسرائيلية تعود في جوهرها إلى الجيش نفسه، الذي يفضل التريث قبل إعلان رسمي، تفاديا لإحراج محتمل في حال عدم تأكيد النتائج.

وتستند هذه التسريبات إلى سرد موسع عن شخصية رائد سعد، ودوره المفترض في إعداد وثيقة "جدار أريحا"، التي تتهمه إسرائيل بوضعها كخطة لهجوم "السابع من أكتوبر"، رغم أن الاستخبارات الإسرائيلية كانت قد اطلعت عليها سابقا دون التعامل معها بجدية.

كما تشير الروايات الإسرائيلية إلى أن سعد كان يتولى في المرحلة الأخيرة مهمة إعادة بناء القدرات العسكرية لحماس، وهو ما تستخدمه تل أبيب كمبرر مباشر لتنفيذ عملية الاغتيال، بزعم إحباط تهديدات مستقبلية.

وتحدث كرام عن محاولات سابقة لاغتيال سعد خلال الأسابيع الماضية، ألغيت في اللحظات الأخيرة لأسباب عملياتية أو استخباراتية، إلى أن اعتبرت إسرائيل أن "الفرصة الميدانية" باتت مؤاتية لتنفيذ العملية.

وفي خلفية المشهد، يربط كرام بين هذا التصعيد واستعداد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لزيارة واشنطن، حيث يتوقع أن يواجه ضغوطا أميركية للانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، مع سعيه لفرض شروط أمنية مشددة.

مقالات مشابهة

  • ألمانيا.. مصادرة أكثر من 11 ألف ماسة من مسافر في مطار
  • كيف يهدد تشويه صورة الرجل الأسرة؟
  • الرجل الشقلباظ!
  • لماذا استهدفت إسرائيل الرجل الثاني في القسام الآن؟
  • هل لباس المرأة هو سبب التحرّش.. أم الرجل هو المسئول؟
  • جامعة بنها تحصد المركز الأول على مستوى الجامعات المصرية فى مسابقة مناهضة العنف التى نظمها المجلس القومى للمرأة.. صور
  • إقتراب موعد اقالة رئيس الوزراء كامل إدريس عبارة عن منقولات(ساذجة)
  • فؤاد باشا سراج الدين .. الرجل الذى علم المصريين معنى الكرامة
  • تكريم إدريس ألبا وعهد كامل بمهرجان البحر الأحمر السينمائي
  • مقتل الفنان إبراهيم إدريس بين حزن أنصار الدعم السريع وشماتة الموالين للجيش