شركة إسرائيلية توظف الذكاء الاصطناعي للرفع من إيرادات لارام
تاريخ النشر: 2nd, October 2023 GMT
أخبارنا المغربية ــ عبد المومن حاج علي
أبرمت الخطوط الجوية الملكية المغربية، شراكة " استراتيجية" مع شركة "فيتشر" الإسرائيلية الناشئة، العاملة في مجال تطوير تقنيات التسعير وإدارة المخزون والنشر، باعتماد الذكاء الاصطناعي.
وتتيح هذه التقنية "الثورية " ، التي يطلق عليها "محرك التسعير" إمكانية التسعير الآلي بالكامل باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي (GPE)، حيث يأخذ بعين الاعتبار البيانات الآنية للسوق، قصد تحديد أسعار الرحلات بشكل يقوي حظوظ شركة الطيران في الرفع من عدد عملائها، بناء على الإجراءات المتوقعة لجميع متغيرات السوق.
وتم اختيار شركة "فيتشر" ضمن برنامج انفتاح "لارام" على الابتكار الرقمي، حيث فازت الشركة الناشئة بالمركز الأول في فئة إدارة الإيرادات، من بين 300 شركة ناشئة قدمت طلباتها في 12 فئة مختلفة، قصد إنشاء جيل جديد من المنتجات والخدمات المبتكرة.
وقدمت عشر شركات ناشئة حلولها أمام لجنة مكونة من كبار المسؤولين التنفيذيين لشركة الخطوط الجوية المغربية في حدث أقيم بمدينة فاس، حيث أكدت الشركة الاسرائيلية في بيان لها، أنه قد تم اختيار "فيتشر" كأفضل شركة مبتكرة في مجال إدارة الإيرادات، وهو ما توج بتوقيع عقد تجاري مع شركة الخطوط الجوية الملكية المغربية.
وفي نفس السياق قال "راي كوهين"، الرئيس والمدير التنفيذي العام والمؤسس المشارك لشركة "فيتشر" : "نحن نؤمن بأن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التوليدي هي مستقبل صناعة الطيران (...) ونحن مصممون على تحقيق تقدم كبير في إيرادات شركات الطيران، والبنيتها التحتية التشغيلية"
ومن خلال هذه الشراكة، تنضم الخطوط الجوية الملكية المغربية إلى شبكة شركاء "فيتشر"، التي تضم شركات طيران عالمية رائدة، كشركة "فيرجن أطلنتيك" البريطانية، و"أزول ايرلاينز" البرازيلية.
يذكر أن الحكومة المغربية، وشركة الخطوط الجوية الملكية المغربية، قد وقعا خلال شهر يوليوز الماضي، برنامجا يهدف إلى تعزيز دور النقل الجوي في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ودعم طموح المملكة باستقطاب 65 مليون مسافر بحلول سنة 2037.
ولتحقيق هذا الهدف تعتمد شركة الخطوط الجوية الملكية المغربية على نموذج تجاري عالمي حديث، يركز على التوسع الكبير في الأسطول، وإعادة تشكيل الاستراتيجية التشغيلية، حيث سيرتفع عدد الطائرات مع حلول سنة 2037، من 50 إلى 200 طائرة ( منها 4 طائرات شحن جديدة)، في حين سيرتفع عدد الركاب من 7.5 مليون في 2019 إلى 31.6 مليون في 2037. كما تهدف الشركة إلى زيادة حجم مبيعاتها من 16.5 مليار درهم إلى 94 مليار درهم في 2037.
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: الخطوط الجویة الملکیة المغربیة شرکة الخطوط الجویة الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
خشية من قدرة الذكاء الاصطناعي على قراءة أفكار البشر
تصاعدت المخاوف من قدرة الذكاء الاصطناعي على قراءة أفكار البشر، عبر تقنيات تحريك الأطراف الصناعية المتصلة بالمخ، وهي تقنية تستخدم لمساعدة المعاقين على التحكم عن بعض في وسائل مساعدة مختلفة، مثل الأطراف الصناعية أو بعض الكمبيوترات المتخصصة أو أجهزة توليد الأصوات.
وتعمل هذه التقنية التي تعرف باسم واجهة الدماغ والحاسوب، عن طريق جهاز خارجي متصل بالدماغ أو شريحة إلكترونية مثبتة على لقشرة الحركية للمخ، من أجل قراءة الإشارات العصبية الصادرة عن المخ، وتحويلها إلى أوامر مباشرة للأجهزة الإلكترونية المتصلة بها.
وتوصل باحثون إلى أن نطاق عمل هذه التقنية في بعض الأحيان يتجاوز الغرض منها، بحيث يتيح قراءة بعض الأفكار التي تراود المستخدم دون قصد منه.
ويقول الباحث ريتشارد أندرسون طبيب الأعصاب بمعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا في الولايات المتحدة في تصريحات للموقع الإلكتروني “ساينتفيك أمريكان” المتخصص في الأبحاث العلمية إن “تثبيت أجهزة واجهة الدماغ والحاسوب على الفص الجداري للمخ يؤدي إلى استقبال إشارات عصبية من مناطق كثيرة في العقل البشري، وبالتالي يتوافر عدد كبير من الإشارات التي يمكن فك شفرتها بواسطة هذه الأجهزة”.
ويرى باحثون أن قدرة هذا النوع من الأجهزة على الاطلاع على كثير من الأفكار الداخلية التي تراود الإنسان تثير مخاوف أخلاقية بشأن كيفية التعامل مع البيانات التي يتم جمعها عن المستخدم، لاسيما في حالة ربط هذه الأجهزة بتقنيات الذكاء الاصطناعي.
وتعزز برامج الذكاء الاصطناعي من قدرة المنتجات الإلكترونية الاستهلاكية المستخدمة لقراءة الإشارات العصبية للمخ من الخارج، ويخشى المتخصصون من أن هذه الأجهزة، إذا ما تركت بدون ضوابط تنظيمية، سوف تعطي لشركات التكنولوجيا بيانات حديثة ودقيقة بشأن الاستجابات الداخلية للمستخدمين.
ويرى توم أوكسلي، المدير التنفيذي لشركة “سينكرون” المتخصصة في صناعة واجهات الدماغ والحاسوب في نيويورك أن هذه التقنية الجديدة هي “المستقبل”، ويتوقع أن الرغبة في علاج الأمراض النفسية والاضطرابات العقلية ستؤدي إلى إتاحة المزيد من أجزاء المخ أمام هذه الأجهزة الحديثة بغرض استكشافها.
وأشار في تصريحات لموقع “ساينتفيك أمريكان” إلى أن الذكاء الاصطناعي سيستمر في تحسين قدرات فك الشفرات وتغيير طريقة عمل هذه التقنيات لخدمة المستخدم، وهو ما يقودنا على حد قوله إلى السؤال النهائي وهو: “كيف نجعل هذه التقنية الجديدة آمنة؟”.
وتعتمد المنتجات الاستهلاكية لقياس الإشارات العصبية المتوافرة حاليا على تسجيل الإشارات الكهربائية للمخ، وهي عادة ما تأخذ شكل أجهزة أنيقة مثل سوار للمعصم أو سماعات للأذن أو خوذات مزودة بأقطاب كهربائية تثبت على الرأس.
ورغم أن هذه الأجهزة لا يمكنها فك شفرات العقل، فهي تستطيع أن تعكس صورة المخ بشكل عام عن طريق قياس درجة الانتباه أو الإرهاق أو التوتر. وتوفر بعض الشركات بالفعل أجهزة تكشف للمستخدم هذه المؤشرات الحيوية بغرض المساعدة في تحسين الأداء الرياضي أو التأمل أو زيادة الانتاجية وما إلى ذلك.
ويقول مارسيلو إينكا، خبير أخلاقيات العلوم العصبية بالجامعة التقنية في ميونخ بألمانيا إنه من المتوقع على نطاق واسع أن يسمح الذكاء الاصطناعي في المستقبل بسبر أغوار الأنشطة العقلية للإنسان بشكل أكبر.
وأوضح أن وسائل تسجيل المخططات الكهربائية للمخ تسمح بقياس التغيرات الكهربائية الضئيلة التي تطرأ في مخ الإنسان خلال أجزاء من الثانية عند رؤية عامل محفز معين. ومثل هذه الإشارات في حالة تحليلها بواسطة الذكاء الاصطناعي سوف تكشف عن درجة الانتباه وآلية اتخاذ القرار حيال تلك المحفزات.
وقد توصل إينكا خلال دراسة أجريت عام 2018 إلى أن معظم أجهزة واجهات المستخدم والكمبيوتر المتاحة آنذاك لا تراعي استخدام قنوات آمنة لتبادل البيانات التي يتم تسجيلها من المخ البشري ولا تطبيقات حديثة لحماية الخصوصية، ويقول إينكا: “أعتقد أن هذا الوضع لم يتغير إلى الآن.
وفي عام 2024، أجرت منظمة “نيورو رايتس” غير الربحية في نيويورك والمعنية بأخلاقيات التعامل مع البيانات العصبية دراسة تحليلية لسياسات التعامل مع البيانات المطبقة في ثلاثين شركة عاملة في مجال المنتجات الاستهلاكية الخاصة بقياس الإشارات العصبية، وتوصلت إلى أن الغالبية العظمى من هذه الشركات تسيطر على هذه البيانات بشكل كامل، وهو ما يعني أن بإمكانها أن تفعل بها ما تشاء بما في ذلك بيعها.
وفي استجابة لمثل هذه المخاوف، أصدرت حكومات بعض الدول مثل تشيلي، فضلا عن النواب في أربع ولايات أمريكية قوانين تضفي صفة الحماية لأي نوع من التسجيلات يتم الحصول عليها بواسطة واجهات المستخدم والكمبيوتر، ولكن إينكا ونيتا فرحاني خبيرة الأخلاقيات في جامعة ديوك بولاية نورث كارولينا، أعربا عن المخاوف من أن مثل هذه القوانين غير كافية لأنها تركز على المعلومات في صورتها الخام، وليس على النتائج التحليلية التي يتم استخلاصها عن طريق الربط بين البيانات العصبية وبين التقنيات الرقمية الحديثة، ويعتقد أن البيانات التحليلية الخاصة بالصحة العقلية لشخص ما يمكن بيعها لطرف ثالث واستخدامها للتمييز ضده بل وحتى ابتزازه.
ويقول إينكا إن ما يعرف باسم “اقتصاد البيانات أصبح بالفعل يشكل انتهاكا للخصوصية والحرية المعرفية”، مشيرا إلى أن إتاحة البيانات العصبية للبشر تشبه “إعطاء منشطات لاقتصاد البيانات القائم بالفعل”.