سودانايل:
2025-07-31@05:51:28 GMT

وا أسفي على السودان الذي راح شمار في مرقة البرهان

تاريخ النشر: 2nd, October 2023 GMT

بعد قرابة الخمسة أشهر من الحصار خرج الجنرال البرهان من القيادة العامة في عملية غامضة أشبه ما تكون بأفلام جيمس بوند حيث نشرت له صور وهو يتجول ويحتسي الشاي والقهوة في شوارع الخرطوم كأنه يودعها وداعا أخير و قد بدا الرجل منهكاً بادية عليه آثار التعب . توجه الجنرال إلى مدينة عطبرة في ولاية نهر النيل المتاخمة للخرطوم و مسقط رأسه حيث قضى فيها أياماً استقبل فيها استقبال الفاتحين ومن ثم انتقل إلى مدينة ببورتسودان في أقصى شرق السودان بعيدا عن مسرح العمليات ومدفعية الدعم السريع .

اعتقد الكثير من السودانيين إن خروج البرهان سيمثل نقلة كبيرة في مجريات الأحداث في السودان وربما قد يكون مؤشراً كبيراً لقرب انتهاء الحرب وحسم معركة الكرامة ضد المليشيا المتمردة وقد اجتهد المحللون الإستراتيجيين المحسوبين على التيار الإسلامي الداعم لخيار استمرار الحرب في الربط بين خروج الرجل والتغيرات الميدانية المتوقع حدوثها في مسار الحرب بل ذهب بعضهم للترويج لدعاية انتهاء الحرب وضرورة عودة النازحين إلى منازلهم . ولكن كعادة البرهان في سابق عهده دوما ما يستمتع بالتحرك عكس توقعات الاخرين فالذين راهنوا على خروجه كقيمة إضافية في رصيد حسم المعركة عسكريا تفاجأوا بانشغال الرجل بتسويق نفسه سياسيا لاعبا بورقة تعزيز شرعيته كرئيس للسودان حيث قام بعدة زيارات خارجية لم تكن ذات جدوى ولم تأتي بأي مردود أو تأثير إيجابي على الأوضاع العسكرية في الميدان ولكنها حققت له مكاسب سياسية شخصية في الداخل حيث عززت من مكانته كرأس للدولة في وقت كادت فيه الدولة أن تتصدع نتيجة للفراغ التنفيذي الذي احدثته فترة غياب البرهان.واليوم وبعد مرور أكثر من شهر على خروج الرجل من القيادة يحق لنا أن نسأل ما هي الفوائد التي تم تحقيقها بعد خروجه و ما هو التأثير العسكري الميداني الإيجابي أو التطور السياسي الذي أحدثه الجنرال بانتقاله من سجن القيادة العامة إلى فضاء مدينة بورتسودان .فالمتابع للأوضاع العسكرية في الخرطوم يجدها ما زالت لم تراوح مكانها ما بين عمليات كر و فر وقصف متبادل في محيط القيادة العامة وسلاحي المهندسين والمدرعات . اما دارفور فقد باتت خارج سلطة الدولة و أغلب الحاميات العسكرية في مدنها الكبرى محاصرة من قبل الدعم السريع اما الوضع في البلاد بصورة عامة فانه لم يشهد فرق يذكر بين خروج البرهان وما قبله . فمازال الجهاز التنفيذي معطل ولا توجد حكومة مسؤولة أو هيكل تنفيذي واضح لإدارة الدولة .وبالنسبة لحركة الاقتصاد فلا زالت تعاني الأزمات المتلاحقة من انفلات لسعر الدولار وتآكل الكتلة النقدية بالإضافة لندرة السلع . وعلى المستوى الأمني فإن خطر انتشار السلاح في الولايات التي لم تكن جزءاً من الحرب ولا متاخمة لها يعتبر أكبر مهدد للمواطن حيث لم ترتفع كفاءة العمل الشرطي إلى المستوى المطلوب حتى الآن . أما على الصعيد السياسي فما زالت حالة الجمود تلازم المشهد السياسي السوداني حيث لم يستطع البرهان أن يحدث أي اختراق يعيد قطار التفاوض إلى مساره بجدة بل بدا الرجل من تحركاته وتصريحاته انه غير آبه بعملية التفاوض كأولوية
نستخلص مما سبق أن البرهان و منذ خروجه من حبسه إما أنه يسير في مسار متخبط ليس له هدف. او ان إرادة الرجل مختطفة من قبل الطرف الخفي والمعلوم لدى جميع السودانيين وأنه يقوم فقط بتنفيذ مخطط مسبق الإعداد لا يملك الانحراف عنه . أو أن الرجل يعي تماما ما يفعل وأنه يمارس هوايته المعهودة بالحفر بالإبرة واللعب على نار هادئة غير مكترث بمآلات الأوضاع في البلاد ملاعب الأطراف كلها في المشهد السوداني
بطريقة الكهنة الكبار
[email protected]  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

غوتيريش يرفض استخدام الجوع سلاحا في الحرب

أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أنه ينبغي عدم استخدام الجوع "سلاح حرب"، مشيرا في هذا الصدد إلى الأوضاع في كل من قطاع غزة والسودان بصفة خاصة.

وقال غوتيريش في مداخلة عبر الفيديو اليوم الاثنين خلال مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالنظم الغذائية في إثيوبيا إن "النزاعات تستمر في نشر الجوع بغزة والسودان وغيرهما، والجوع يغذي انعدام الاستقرار ويقوض السلام، ينبغي ألا نقبل بتاتا استخدام الجوع سلاح حرب".

وقال غوتيريش في كلمته "يعطل تغير المناخ المحاصيل وسلاسل التوريد والمساعدات الإنسانية، ويواصل الصراع نشر الجوع من غزة إلى السودان وما وراءهما".

يذكر أن وكالات الأمم المتحدة حذرت من جوع يهدد الحياة في قطاع غزة مع نفاد إمدادات الإغاثة، وتزايد الضغط الدولي لوقف إطلاق النار للسماح بعملية إغاثة ضخمة بعد تفاقم الكارثة بسبب الحصار الإسرائيلي الشامل للمساعدات من مارس/آذار إلى مايو/أيار.

ورغم التحذيرات الدولية والأممية والفلسطينية من تداعيات المجاعة في غزة فإن إسرائيل تواصل إغلاق معابر القطاع بشكل كامل أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية منذ الثاني من مارس/آذار الماضي، في تصعيد لسياسة التجويع التي ترتكبها منذ بدء الحرب.

من جهته، صرّح عثمان بلبيسي المدير الإقليمي للمنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي بأن السودان "أكبر كارثة إنسانية تواجه عالمنا، والأقل تذكرا".

ويشهد السودان منذ أبريل/نيسان 2023 قتالا بين الجيش وقوات الدعم السريع أسفر عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من7 ملايين شخص.

مقالات مشابهة

  • هل الخيار المتطرف الذي تبحثه إسرائيل في غزة قابل للتنفيذ؟
  • القائم بأعمال سفارة جمهورية أذربيجان بدمشق لـ سانا: القيادة الأذربيجانية تولي أهمية خاصة للعلاقات مع سوريا الجديدة، وقد لقي ذلك ترحيباً وتجاوباً من الجانب السوري، الأمر الذي أدى إلى إقامة علاقات الصداقة والتعاون المتبادل بما يتماشى مع مصالح البلدين والشعب
  • البرهان يلتقي ممثل الاتحاد الأفريقي ومجلس السلم يدين الحكومة الموازية
  • السودان الرجل الصالح .. والله في !
  • كيف أقلق البرهان واشنطن وتل أبيب؟
  • ‘الاتحاد الإفريقي” يكشف موقفه من “الدعم السريع” ويفاجئ “البرهان”
  • البرهان يدفع بتوصيات مهمة وعاجلة لوزراء حكومة “الأمل”
  • انتقالي حضرموت يُحذر من خروج الأوضاع عن السيطرة وتهديد السكينة العامة
  • بعد إعلان حكومة "تأسيس"...ما أسباب حالة الانقسام في السودان؟
  • غوتيريش يرفض استخدام الجوع سلاحا في الحرب