لماذا يقلق القمر الصناعي الإيراني الغرب وأمريكا؟
تاريخ النشر: 2nd, October 2023 GMT
اعترفت الولايات المتحدة بهدوء بأن الحرس الثوري الإيراني شبه العسكري نجح في وضع قمر صناعي للتصوير في مداره هذا الأسبوع في عملية إطلاق تشبه عمليات إطلاق أخرى انتقدتها واشنطن في السابق باعتبارها تساعد برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني، وفق ما ذكرت صحيفة ذا آراب ويكلي.
ولم يستجب الجيش الأمريكي لطلبات متكررة للتعليق منذ أن أعلنت إيران إطلاق القمر الصناعي نور-3 يوم الأربعاء، وهو أحدث إطلاق ناجح للحرس الثوري بعد أن واجه برنامج الفضاء المدني الإيراني سلسلة من عمليات الإطلاق الفاشلة في السنوات الأخيرة.
أشارت البيانات التي نشرها موقع space-track.org إلى إطلاق إيران يوم الأربعاء لوضع القمر الصناعي نور 3 في مداره.
يتم توفير المعلومات للموقع من قبل سرب الدفاع الفضائي الثامن عشر التابع لقوة الفضاء الأمريكية، وهو أحدث ذراع للجيش الأمريكي.
ووضع القمر الصناعي على ارتفاع يزيد عن 450 كيلومترًا فوق سطح الأرض، وهو ما يتوافق مع تقارير وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية بشأن الإطلاق.
كما حددت الصاروخ الذي يحمل القمر الصناعي على أنه قاصد، وهو صاروخ ثلاثي المراحل يعمل بالوقود السائل والصلب .
ونشرت السلطات مقطع فيديو لصاروخ ينطلق من منصة إطلاق متنقلة دون أن تحدد المكان .
تتوافق التفاصيل في الفيديو مع قاعدة للحرس قرب شاهرود، على بعد حوالي 330 كيلومتراً شمال شرق العاصمة طهران.
وتقع القاعدة في محافظة سمنان، التي تستضيف ميناء الإمام الخميني الفضائي الذي يعمل منه برنامج الفضاء المدني الإيراني.
كما أدرج موقع space-track.org الصاروخ على أنه تم إطلاقه من قاعدة الحرس في شاهرود.
وفي حديثه ليلة الخميس للتلفزيون الرسمي الإيراني، وصف قائد الفضاء في الحرس الثوري الجنرال علي جعفر آبادي القمر الصناعي نور-3 بأنه يتمتع “بدقة صورة تبلغ ضعفين ونصف ضعف دقة القمر الصناعي نور-2”.
ولا يزال نور-2، الذي أُطلق في مارس2022، في المدار. وسقط نور-1، الذي أُطلق عام 2020، على الأرض العام الماضي.
وقال جعفر آبادي إن نور-3 لديه لأول مرة أجهزة دفع تسمح له بالمناورة في المدار.
كما قدم وصفًا أوسع لآمال إيران فيما يتعلق ببرنامج الأقمار الصناعية، بما في ذلك إمكانية التحكم في الطائرات بدون طيار.
وقد يثير ذلك المزيد من المخاوف بالنسبة للغرب وأوكرانيا، التي تقصفها روسيا بطائرات بدون طيار إيرانية الصنع تحمل قنابل منذ أكثر من عام.
وقال جعفر آبادي: "إذا نظرت إلى الحروب الأخيرة في العالم، سترى أن النجاح في ساحة المعركة يعتمد بشكل كبير على استخدام تقنيات الأقمار الصناعية".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: إطلاق القمر إطلاق القمر الصناعي الجيش الأمريكي الثوري الإيراني الحرس الثوري الإيراني نور 3 القمر الصناعی نور
إقرأ أيضاً:
لماذا استهدفت إسرائيل الرجل الثاني في القسام الآن؟
أعلنت إسرائيل استهداف قيادي بارز في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) خلال عملية عسكرية في قطاع غزة، في خطوة أثارت تساؤلات حول توقيتها ودلالاتها السياسية والأمنية، لا سيما أنها جاءت في ظل سريان اتفاق وقف إطلاق النار.
ورغم أن البيان الرسمي للجيش الإسرائيلي خلا من ذكر اسم القيادي المستهدف، فإن وسائل الإعلام الإسرائيلية تداولت على نطاق واسع اسم رائد سعد، وقدمته بوصفه "الرجل الثاني" في كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، ونائب قائدها العام.
وفي هذا السياق، أوضح مراسل الجزيرة إلياس كرام أن عدم ذكر الجيش الإسرائيلي للاسم يعكس على الأرجح، عدم التيقن الكامل من نتائج محاولة الاغتيال، لافتا إلى أن البيانات الرسمية غالبا ما تتأخر إلى حين التأكد الاستخباراتي من نجاح العملية.
وبحسب كرام، فإن البيان الإسرائيلي اكتفى بالإشارة إلى استهداف "شخصية قيادية بارزة" في حماس، قال إنها كانت تعمل على إعادة تأهيل بنى عسكرية موجهة ضد الجيش الإسرائيلي، وهو الوصف ذاته الذي تبنته التسريبات المنسوبة لمصادر أمنية.
وتزامنا مع ذلك، حرصت وسائل الإعلام الإسرائيلية على إبراز دور رائد سعد، مقدمة إياه باعتباره اليد اليمنى لقائد القسام الراحل محمد الضيف، وأحد المخططين الرئيسيين لهجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، في محاولة لتبرير عملية الاغتيال.
وفي السياق، أفاد مصدر في الإسعاف والطوارئ في قطاع غزة بارتقاء 4 شهداء وإصابة 10 آخرين حالة بعضهم خطرة جراء قصف الاحتلال سيارة مدنية جنوب غربي مدينة غزة.
انتهاك للاتفاقويشير مراسل الجزيرة إلى أن هذا الخطاب الإعلامي يأتي في وقت يفترض أن وقف إطلاق النار لا يزال ساريا، لكنه يتعرض، وفق توصيفه، لانتهاكات متكررة من جانب إسرائيل عبر عمليات قصف واغتيال وهدم منازل داخل القطاع.
وتبرز أهمية هذه العملية، إن ثبت نجاحها، من كونها قد تكون أرفع عملية اغتيال تطال قياديا في غزة منذ بدء العمل باتفاق وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، خاصة إذا صح توصيف سعد كمسؤول مركزي عن إعادة التصنيع والتسليح داخل الحركة.
إعلانوفي هذا السياق، أشار كرام إلى أن إسرائيل تعتبر جميع قيادات حماس، السياسية والعسكرية، أهدافا مشروعة، ولا ترى في اتفاق وقف إطلاق النار أي حصانة لهم، سواء داخل قطاع غزة أو خارجه، وهو ما يفسر استمرار دائرة الاستهداف.
لكن توقيت العملية يكتسب بعدا سياسيا إضافيا، مع تزايد الحديث عن ضغوط أميركية للانتقال إلى المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، وهو ما قد تسعى إسرائيل إلى عرقلته أو إعادة صياغته بشروطها الخاصة.
ويؤكد كرام أن إسرائيل، عبر هذا التصعيد، تحاول فرض نموذج أمني مشابه لما تطبقه في لبنان، حيث نفذت مئات عمليات الاغتيال ضد كوادر حزب الله منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار هناك في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
تضارب الروايات
وبشأن تضارب الروايات حول نجاح الاغتيال، أوضح كرام أن التسريبات الصادرة عن "مصادر أمنية" إسرائيلية تعود في جوهرها إلى الجيش نفسه، الذي يفضل التريث قبل إعلان رسمي، تفاديا لإحراج محتمل في حال عدم تأكيد النتائج.
وتستند هذه التسريبات إلى سرد موسع عن شخصية رائد سعد، ودوره المفترض في إعداد وثيقة "جدار أريحا"، التي تتهمه إسرائيل بوضعها كخطة لهجوم "السابع من أكتوبر"، رغم أن الاستخبارات الإسرائيلية كانت قد اطلعت عليها سابقا دون التعامل معها بجدية.
كما تشير الروايات الإسرائيلية إلى أن سعد كان يتولى في المرحلة الأخيرة مهمة إعادة بناء القدرات العسكرية لحماس، وهو ما تستخدمه تل أبيب كمبرر مباشر لتنفيذ عملية الاغتيال، بزعم إحباط تهديدات مستقبلية.
وتحدث كرام عن محاولات سابقة لاغتيال سعد خلال الأسابيع الماضية، ألغيت في اللحظات الأخيرة لأسباب عملياتية أو استخباراتية، إلى أن اعتبرت إسرائيل أن "الفرصة الميدانية" باتت مؤاتية لتنفيذ العملية.
وفي خلفية المشهد، يربط كرام بين هذا التصعيد واستعداد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لزيارة واشنطن، حيث يتوقع أن يواجه ضغوطا أميركية للانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، مع سعيه لفرض شروط أمنية مشددة.