تركيا واليونان.. هل تصمد أغصان الزيتون أمام رياح مفاوضات الشتاء؟
تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT
تمد كل من تركيا واليونان أغصان الزيتون، لكن من المرجح ألا تتمكن مفاوضاتهما المقبلة في الشتاء من التغلب على انقساماتهما العميقة والتوصل إلى اتفاقات جوهرية، بحسب كارولين روز في تحليل بمركز "جيوبوليتيكال فيوتشرز" الأمريكي (Geopolitical Futures) ترجمه "الخليج الجديد".
كاروين اعتبرت أن أبرز لقاء للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال اجتماعات الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك في 20 سبتمبر/ أيلول الماضي، كان مع كرياكوس ميتسوتاكيس، رئيس وزراء اليونان، "أكبر منافس لتركيا في البحر الأبيض المتوسط، بعد عام من تعليق أنقرة وأثينا المحادثات بشأن خفض التصعيد".
وتابعت: "وبعد اجتماع نيويورك، أعلن الجانبان عن خطط لسلسلة من المفاوضات رفيعة المستوى خلال الشتاء، فبداية من منتصف أكتوبر/تشرين الأول وحتى انعقاد قمة رفيعة المستوى بمدينة سالونيك اليونانية في 7 ديسمبر/كانون الأول، سيجتمع المسؤولون اليونانيون والأتراك عدة مرات بحثا عن أرضية مشتركة وإجراءات بناء الثقة".
واستدركت: "ولكن في حين أن الاعتبارات السياسية الداخلية والكوارث الطبيعية والأولويات الاقتصادية الجديدة فتحت الباب أمام المناقشات، فإن الكثير من الخلافات السياسية والإقليمية والأمنية لا تزال تقف في طريق التعاون الهادف".
اقرأ أيضاً
الاتحاد الأوروبي والديناميكيات الإقليمية.. لماذا قررت تركيا واليونان التقارب الآن؟
خلافات عديدة
"مفاوضات العام الماضي كانت بمثابة المحاولة الأولى لتركيا واليونان منذ خمس سنوات لطي صفحة التنافس الطويل الأمد بينهما"، كما زادت كارولين.
وأضافت أن "العلاقات تدهورت لسنوات بسبب الخلافات حول الحقوق الإقليمية في البحر المتوسط وعسكرة اليونان لجزر بحر إيجه ووضع قبرص والهجرة".
ولفتت إلى أن "أردوغان ألغى المفاوضات فجأة في مايو (أيار) 2022 بعد أن اتهمت تركيا الطائرات اليونانية بانتهاك مجالها الجوي وبعد أن أمضى ميتسوتاكيس معظم زيارته لواشنطن في محاولة لإقناع الكونجرس الأمريكي بعدم الموافقة على بيع طائرات (المقاتلة) إف-16 لتركيا".
واستدركت: "ولكن الظروف تغيرت في الأشهر الماضية، إذ نجح كل من ميتسوتاكيس وأردوغان في إعادة انتخابهما في وقت سابق من العام الجاري؛ مما عزز شرعيتهما السياسية وقلل من الحوافز السياسية لمهاجمة الآخر".
"كما عانى البلدان من كوارث طبيعية كارثية، ففي فبراير/شباط الماضي، ضرب زلزال بقوة 7.8 درجة تركيا؛ مما أسفر عن مصرع أكثر من 50 ألف شخص وأضرار تبلغ قيمتها 84 مليار دولار"، بحسب كارولين.
وأردفت: و"في الوقت نفسه، عانت اليونان من حرائق غابات تاريخية أعقبتها فيضانات، مما دفع الاتحاد الأوروبي إلى تقديم أكثر من ملياري دولار من التمويل الطارئ. وقد أثارت التجارب المشتركة بين البلدين في مجال الكوارث الطبيعية نقاشا حول التعاون لمنع الأحداث المستقبلية والاستجابة لها".
اقرأ أيضاً
الحرب الأوكرانية الروسية تثير توترا جيوسياسيا في بحر إيجة بين اليونان وتركيا
اتفاقات جوهرية
كارولين قالت إن "التغيير الآخر هو أن حكومة أردوغان الجديدة أصبحت أكثر مرونة، من البحر المتوسط إلى الخليج".
وأضافت أنه "تحت ضغط الظروف الاقتصادية المتدهورة والأزمة المالية المحتملة، تسعى أنقرة إلى التنويع الاقتصادي وإيجاد فرص لإقامة مشاريع مشتركة، حتى لو كان ذلك يعني التعامل بلطف مع الأعداء القدامى".
وأشارت إلى أن "تركيا تواصلت مع منافسين سابقين مثل الإمارات وإسرائيل وسوريا بشأن موضوعات تشمل ممرات الطاقة المشتركة والاستثمار المباشر، ويعد التقارب مع إسرائيل أمرا ملحا بشكل خاص لأن أنقرة تريد إنشاء ممر للطاقة من حقل غاز ليفياثان البحري الإسرائيلي إلى تركيا ثم إلى أوروبا".
وأوضحت أنه "من شأن المشروع أن يساعد تركيا على تقليل اعتمادها على واردات الغاز الطبيعي ودعم طموحها في أن تصبح مركزا للغاز في البحر المتوسط، لكنه يتوقف من بين أمور أخرى على موافقة قبرص واليونان".
و"على الرغم من الرياح المواتية الجديدة، فإن التنافس بين تركيا واليونان أعمق من مشاكلها مع دول مثل إسرائيل وسوريا، ومن الأمثلة على ذلك خط أنابيب الغاز التركي الإسرائيلي المقترح"، كما تابعت كارولين.
وأضافت أنه "على الرغم من كل الإشارات التي أطلقتها بشأن تخفيف التوترات مع أثينا، إلا أن أنقرة لم تعدل موقفها بشأن القضايا الحاسمة بينهما، وتحديدا عدم التوصل إلى تسوية سياسية في جزيرة قبرص، المقسمة بين القبارصة اليونانيين والقبارصة الأتراك".
واستطردت: "ولذلك، قد تحرز تركيا واليونان تقدما هذا الشتاء في قضايا مثل الوقاية من الكوارث والاستجابة لها، ولكن خارج هذه المواضيع المنخفضة المخاطر نسبيا، سيكون البلدان محظوظين حتى بالاتفاق على جدول أعمال، ولا يزال التوصل إلى اتفاقات جوهرية بشأن القضايا الأمنية والاقتصادية والسياسية العالقة أمرا بعيد المنال".
اقرأ أيضاً
تركيا واليونان تتفقان على خطوات متبادلة لخفض التوتر في بحر إيجة
المصدر | كارولين روز/ جيوبوليتيكال فيوتشرز- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: تركيا اليونان مفاوضات الشتاء خلافات اتفاقات ترکیا والیونان
إقرأ أيضاً:
الخطوط الجوية القطرية تعزز عدد رحلاتها الجوية إلى 15 وجهة خلال موسم الشتاء
أعلنت الخطوط الجوية القطرية عن عزمها زيادة عدد رحلاتها الجوية إلى أكثر من 15 وجهة عالمية خلال موسم الشتاء هذا العام.
كما أعلنت الناقلة القطرية في بيان اليوم، عن تعزيز عدد رحلاتها الجوية إلى لندن بشكل غير مسبوق خلال موسم الشتاء. حيث ستشغل ما يصل إلى 10 رحلات يومياً إلى لندن مسجلة أعلى عدد رحلات لها على الإطلاق، فضلاً عن رحلتين يومياً للخطوط الجوية البريطانية.
وبهذه المناسبة، قال السيد تييري أنتينوري، رئيس العمليات التجارية في الخطوط الجوية القطرية: "تشهد الخطوط الجوية القطرية طلباً متزايداً على خدماتها الجوية من فئة الخمس نجوم، وعلى الأخص إلى لندن ودبلن وكيب تاون وساو باولو".
وأضاف: "هذا الشتاء، وبالشراكة مع الخطوط الجوية القطرية، تُطلق فيرجن أستراليا رحلاتها من ملبورن إلى الدوحة، ليترفع عدد الرحلات اليومية بين المدينتين إلى ثلاث. كما ستستأنف الخطوط الجوية القطرية رحلاتها إلى كانبرا، تأكيداً على التزامها بتعزيز الربط الجوي بين أستراليا والعالم".
وتعتزم الخطوط الجوية القطرية زيادة عدد رحلاتها هذا الشتاء إلى كل من أبوظبي وبرلين وكيب تاون والدار البيضاء ودبلن وفرانكفورت وجوهانسبرغ ولندن هيثرو ومدريد وجزر المالديف ومانشستر وبوكيت وساو باولو والشارقة وطوكيو وتورنتو.
وعلى صعيد آخر، تواصل الناقلة القطرية تقديم أسرع خدمة اتصال لاسلكي بالإنترنت على متن الطائرة، حيث يضم أسطول طائراتها المتنوع 54 طائرة من طراز بوينغ 777 مزودة بتقنية Starlink للإنترنت فائق السرعة والمجاني لجميع المسافرين. وتعد الخطوط الجوية القطرية أول شركة طيران في العالم تزود وتشغل أكثر من 50 طائرة عريضة البدن بالكامل بخدمة Starlink، وشركة الطيران الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي تقدم هذه الخدمة.
وتعمل الخطوط الجوية القطرية الآن على تجهيز أسطول طائراتها من طراز إيرباص A350، وذلك بهدف استكمال تزويد هذا النوع من الطائرات بخدمة Starlink خلال العام المقبل.
وتحرص الخطوط الجوية القطرية على تعزيز شبكتها العالمية، من خلال سعيها المتواصل لدراسة توجّهات السوق ومواكبة الطلب المتغيّر على السفر إلى مختلف الوجهات حول العالم، وذلك بهدف تلبية احتياجات مجتمعها العالمي المتنامي من المسافرين.